الاثنين - 23 جمادى الأول 1446 هـ - 25 نوفمبر 2024 م

لماذا يتراجعون؟

A A

 

الإيمان بالله تعالى حاجَةٌ ماسَّة للبشرية كافَّة، وضمان لسلامة المجتمع، وقد أدرك الغرب نفسه أن الإلحاد (إنكار وجود الله تعالى) له تأثير كبير في تدمير المجتمعات وتهديد استقرارها، وفي هذا يقول المفكر الإنجليزي جون لوك: “وأخيرًا، لا يمكن التسامح على الإطلاق مع الذين ينكرون وجود الله، فالوَعْد والعَهْد والقَسَم من حيث هي روابط المجتمع البشري ليس لها قيمة بالنسبة للملحد؛ فإنكار الله حتى لو كان بالفكر فقط يفكِّك جميع الأشياء”([1]).

وكيف ينعم بالاستقرار والطمأنينة من يعيش بعيدًا عن الإقبال على الله وإجلاله وتعظيمه ومحبته، والله تعالى يقول: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} [طه: 124]؟! “ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه”([2]).

ولا عجب بعد ذلك أن تثبت الدراسات الحديثة أن الملحدين أكثر الناس يأسًا وأشدهم قنوطًا وأقربهم عرضة للانتحار والتخلُّص من هذه الحياة، وأن الإيمان يساعد على تحمُّل أعبائها وثقلها، يقول د. جوس مانويل والباحثة أليساندرا فليشمان في بحثٍ لهما: “إن نسبة الانتحار في الدول الإسلامية -بخلاف كل الدول الأخرى- تكاد تقترب من الصفر”([3])، وصدق الله تعالى القائل: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].

وقد سجَّل لنا التَّاريخ المعاصر نماذج لتراجعات بعض من وقع في وحل الإلحاد، وكانت أسباب تراجعهم وعودتهم إلى روضة الإيمان متنوِّعةً، فبعضهم لم يجد في الإلحاد شفاء علَّته ورواء غلَّته، بل لم يزده الإلحاد إلا ظمـأ وسقمًا، وبعضهم كان سبب رجوعه هو النظر الصحيح المتجرِّد من الأهواء والمؤثِّرات في الآيات والحجج والأدلَّة والبراهين، وبعضهم كان لانجلاء الشبهة وانكشافها أكبر الأثر في رجوعهم إلى الإيمان.

فهذا د. جيفري لانج (بروفيسور أمريكي في الرياضيات) كان من دعائه بعد إسلامه: “اللهم إني لا أطيق العيش ولو ليوم واحد من غير الإيمان بك”؛ وذلك أنه كان نصرانيًّا في أول حياته، ثم ألحد وترك النصرانية؛ لإعجابه الشديد بالفكر المنطقي، وعدم رضاه عن الكثير من عقائد المسيحية، إلا أن إلحاده لم يغنه من الحق شيئًا، فدخل في معترك جديد، وصراع مع النفس، ومزيج من التناقضات المتناحرة.

وبعد سنواتٍ من التيه والضياع والعذاب والألم وجد ما يملأ خواء روحه، فأسلم وقاده الإسلام إلى محبة الله، وكان سبب إسلامه: أنه تعرف على طالب عربي كان يدرِّسه، وأهداه نسخة من القرآن الكريم، فلما قرأه شعر بفيض واسع من الرحمة والعطف، وديمومة الحب في القلب، وهكذا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، واستضاء بنوره مَنْ تخبط في ظلمات الجهل والضلال. فالذي قاده إلى الإسلام: هو محبة الله التي لا تقاوَم!

وتوثقت علاقة جيفري لانج بهذا الطالب، وحمله التشوف إلى هذا الدين أن زار هذا الطالب في مسجد الجامعة، وهناك تعرف على الإسلام أكثر، ونطق بالشهادتين. ويصف لحظة نطقه بالشهادتين قائلا: “لقد كانت هذه الكلمات كقطرات الماء الصافي تنحدر في الحلق المحترق لرجل قارب الموت من الظمأ”([4]).

ولم يكن جيفري لانج هو أول من خاض الفكر المنطقي وضل عن سواء السبيل، بل في تاريخ أمتنا الممتد عبر القرون عظماء تاهوا ثم عادوا، وأما في تاريخنا المعاصر وفي ظل النهضة العلمية والتكنولوجيا، فإننا نجد كثيرًا من العلماء والفلاسفة المبرزين الذين ألحدوا في فترة ما في فترات حياتهم، لديهم بعض التصورات الخاطئة في العلم التجريبي وعلاقته بالدين، وعالم الغيب، وقضايا الشر، وأمور أخرى، أودت بهم في مهالك الإلحاد ومتاهات الشك ودهاليز الحيرة.

فالدكتور محمود مصطفى (طبيب فيلسوف مصري) ابتدأت رحلته بالشك في الغيبيات والإيمان بالمحسوسات منذ فترة المراهقة، وقد كان للتيارات الفكرية المادية المسيطرة في تلك الفترة دور في تكوين صورته الفكرية، كما كان لتعظيم العقل في العلوم التي يدرسها دور في انحرافاته، فالإيمان بالواقع وشواهد الحس -كما هو في علم الطب الذي دَرَسَه في الكلية- من أساسيات الحكم على الأشياء في النظرة العلمية، وكأن العلم الحقيقي لا علاقة له بالإيمان، وأن العلم مكانه الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث، وما يصدره من مخترعات وعلاجات تنفع البشرية، أما الإيمان فلا مكان له إلا في المساجد ودور العبادات؛ للاهتمام بالجانب الروحي، ولا دور له سوى ذلك!

إلا أنه وجد بالتأمل بعد تقادم الزمن: أن هذا العلم نفسه يقدِّم صورةً عن الكون بالغة الجمال، شديدة الانضباط؛ من ورقة الشجر إلى جناح الفراش، من حركة جزيئات الذرة إلى حركة أفلاك المجرَّة. وحتى في جانب الغيب؛ فإن العلم يظهر الجاذبية التي تمسك بالأرض والشمس والكواكب، ومع عدم رؤيتنا لها إلا أننا نؤمن بوجودها اكتفاء بآثارها.

فالنظرة العلمية المتأملة لظواهر الخلق والمخلوقات تقول: إن هناك وحدة بينها؛ وحدة أسلوب ووحدة قوانين، تعني جميعها: أن خالقها واحد، وهو إله مبدع قادر جامع لكل الكمالات.

وقد حكى لنا د. مصطفى محمود معاناته التي أمضاها على تلك الحال ثلاثين سنة في قراءة الكتب والخلوة والتأمل في سنوات الشك والضياع في كتابه (رحلتي من الشَّكّ إلى الإيمان).

وتتشابه هذه السنوات الثلاثون التي قضاها د. مصطفى محمود في الحيرة مع ما حكى عن نفسه د. عبد الوهاب المسيري الذي قضى هو الآخر أكثر من ثلاثين عامًا في تنقلات فكرية متعددة، ولعل شبهة معضلة الشر هي أساس انحرافه عن العقيدة الصحيحة؛ إذ لم يجد من الأجوبة ما يشفي غليله، وكان حينها طالبًا في المرحلة الثانوية، ثم انتقل إلى الماركسية، وبدأت مسيرة الإلحاد تسير معه على مسافة قريبة، رغم أنه في ذلك الوقت لم يكن مؤمنا بالله، إلا أنه كان يؤمن بالقيم المطلقة للإنسان والقيم المطلقة للأخلاق، وكان هذا الإيمان بالمطلقات يتنافى مع الإلحاد الكامل، وهو إيمان بثوابت ومطلقات لا يمكن أن تستند إلى عالم المادة وعالم الطبيعة، ولكنها تستند إلى الله.

لقد رأى أن تلك الأفكار المادية عاجزة عن تفسير السلوك الإنساني والأخلاقي، وقد لاحظ وجود التناقضات في السلوك الشخصي لرفاقه الملاحدة، وأن كمية النرجسية عند بعضهم كانت ضخمة للغاية، والحريات الخُلقية التي كانوا يسمحون بها لأنفسهم كانت بالفعل كاملة -أي: في واقع الأمر كانوا شخصيات نيتشوية داروينية لا علاقة لها بأي منظومة أخلاقية-، خاصة أن ماركسية بعضهم كانت تنبع من حقد طبقي أعمى، وليس من إيمان بضرورة إقامة العدل في الأرض، بل كثيرًا ما كان يشعر أن بعضهم كان ماركسيًّا بحكم وضعه الطبقي وحسب، وأنه لو سنحت الفرصة أمامه للفرار من طبقته والانضمام للطبقات المستغلة الظالمة لفعل ذلك دون تردد، ولطلَّق ماركسيته طلاقًا بائنًا([5]).

وكما أن قضية الشر قادته بعيدًا عن الإيمان، قادته -بالمقابل- إلى اكتشاف آخر: وهو وجود الخير، وقد عاد به إلى عالم الإنسانية والإيمان.

فمعضلة الشر التي كانت الشرارة الأولى للإلحاد في فكر المسيري -رغم وضوحها في الفكر الإسلامي-، إلا أنها من أهم أسباب الإلحاد في العالم كله([6])، بل إن إنتوني فلو (أستاذ الفلسفة البريطاني) وهو أشهر ملحد خلال النصف الثاني من القرن العشرين، والذي نظَّر للإلحاد كثيرًا في كتاباته، كانت مشكلة الشر هي أول أسباب انحرافه، وقد أمضى خمسين عامًا في الإلحاد، حتى إذا بلغ الثمانين قاده الدليل إلى وجود خالق للكون، وألَّف كتابه الشهير بعنوان: “هنالك إله”([7]).

يقول إنتوني فلو: “لقد أنجزت الفلسفة مهمتها الأساسية بنجاح عظيم عندما توصلت إلى تفسير نشأة الوجود بوجود الإله الخالق، الذي خلق الكون ليكون معدًّا لاستقبال المخلوق العاقل الحكيم الذي هو الإنسان”.

وقد قاده الدليل العلمي إلى خمسة أبعاد تشير إلى الإله الخالق:

1- الكون له بداية ونشأ من العدم.

2- الطبيعة تسير وفق قوانين ثابتة مترابطة.

3- نشأة الحياة بكل ما فيها من دقة وغائية وذكاء تنفي الصدفة والعشوائية.

4- الكون بما فيه من موجودات وقوانين مسخرٌ لاستقبال الإنسان.

5- القدرات العليا للعقل البشري لا يمكن أن تكون نتاجا مباشرا للنشاط الكهروكيميائي للمخ، بل لا بد من اللجوء إلى عالم ما وراء الطبيعة لتفسير قدرات العقل الخارقة([8]).

وهكذا نجد أن العلم الحديث مهما تطوَّر والعالِم مهما تأمَّل في هذا الكون المُحْكَم لا بد له من التسليم بحقائق غيبية تكتشف بدلالة العقل عليها؛ مثل التسليم بمبدأ السببية. والإيمان بوجود الله يستند إلى حقائق غيبية أظهر وأقوى من تلك الحقائق العلمية، فهي فطرية.. ويمكن رؤية آثارها في كل الموجودات، وذلك مصداق قول الله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} [فصلت: 53].

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رسالة في التسامح، جون لوك (ص: 57).

([2]) مدارج السالكين (3/ 156).

([3]) A global perspective in the epidemiology of suicide.

([4]) انظر قصة إسلامه في كتابيه: الصراع من أجل الإيمان، وحتى الملائكة تسأل.

([5]) انظر: حوار مع عبد الوهاب المسيري، مجلة مراجعات، العدد (2)، رحلتي الفكرية، د. عبد الوهاب المسيري (ص: 140).

([6]) من أفضل الكتب التي تناولت قضية الشر:

– مشكلة الشر ووجود الله، د. سامي عامري. إصدار مركز تكوين.

– أسس غائبة، 25 مسألة في مشكلة الشر، م. أحمد حسن. إصدار مركز دلائل.

([7]) وينبه إلى أن إنتوني فلو رغم إيمانه بوجود إله وانتقاله إلى الفكر الربوبي، إلا أنه لم يُسْلِم.

([8]) انظر: خرافة الإلحاد، د. عمرو شريف (ص: 416-417).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017