الأحد - 23 جمادى الآخر 1447 هـ - 14 ديسمبر 2025 م

هو سيّدنا رسول الله وإن زعموا وكذبوا!!

A A

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه.

أما بعد، فلقد كثر التشنيع والتشهير بمن ينتهج منهج السلف الكرام حول إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم، وادعى بعض مناوئيهم أنهم ينكرون ويشددون على من يقول: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم يعدُّون ذلك بدعة لا تجوز([1]).

والسلف الكرام بريؤون من تلك الفرية، وأتباعهم على القرون بعيدون تمامًا عن تلك المزاعم والاتهامات الباطلة؛ يقول سليمان بن سحمان (ت 1349هـ): “فزعمتَ أنَّا ننكر ونشدد على من قال: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هذا مذهبنا -أهل نجد- وهذا كذب وافتراء علينا، ما أنكر ذلك منَّا أحد، ولا كان ذلك مذهبنا”([2]).

وهذا كتاب “الدرر السنية” الذين يكثرون من ترداد اسمه في المناسبات المختلفة= مشحون بإطلاق العلماء من أئمة الدعوة للفظ “سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”.

وأوَّل ما يستهل به في رد هذه الفرية: هو تقرير ما أجمع عليه المسلمون جميعًا([3])، فما من مسلم إلا وهو يعلم ويشهد أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو سيد الأولين والآخرين؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: “أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ“([4])، وإطلاق لفظ “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم له مقامان:

الأول: إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي في غير العبادة:

لا خلاف بين المسلمين كافة في أن إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم في غير العبادة حق، ولا مانع منه البتة.

ولا يعارض هذا ما رواه أبو نضرة عن مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قُلْنَا: وَأَفْضَلُنَا فَضْلًا وَأَعْظَمُنَا طَوْلًا، فَقَالَ: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ»([5]). ومن وجوه الجمع في ذلك:

  • أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله على طريق التواضع، وكراهة المدح في الوجه([6]).
  • أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينههم عن قولهم: ” أنت سيدنا”، بل أذن لهم بذلك، فقال: ” قولوا بقولكم، أو بعض قولكم”([7]) .
  • أن قوله: “السيد الله” يريد: أن السؤدد حقيقة لله عز وجل، وأن الخلق كلهم عبيد له، وإنما منعهم أن يدعوه سيدًا مع قوله: “أنا سيد ولد آدم”؛ من أجل أنهم قوم حديث عهد بالإسلام، وكانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة كهي بأسباب الدنيا، وكان لهم رؤساء يعظمونهم وينقادون لأمرهم، ويسمونهم السادات، فعلمهم الثناء عليه، وأرشدهم إلى الأدب في ذلك([8]) .
  • أن قوله صلى الله عليه وسلم: “أنا سيد ولد آدم” إخبار منه عمَّا أعطاه الله من سيادة النوع الإنساني، وفضله وشرفه عليهم، وأما وصف الرب تعالى بأنه السيد فذلك وصف لربه على الإطلاق؛ فإن سيد الخلق هو مالك أمرهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن قوله يصدرون([9]).

الثاني: إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي في العبادة:

أما إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة: كالأذان والإقامة، والتشهد، فلم ينقل عن السلف -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم-، وإنما ظهر الخلاف فيه عند متأخري المذاهب الفقهية([10])، وتقدِمة الكلام فيه تحرير محل النزاع.

تحرير محل النزاع:

ينبغي أن يعلم أن الخلاف بين متأخري المذاهب الفقهية في هذه المسألة هو في الأفضيلة، فإن الجميع متفقون على أنه لو قال في التشهد في الصلاة: “اللهم صل على محمد…”، أو قال: “اللهم صل على سيدنا محمد…”، فإنه لا حرج عليه في القول والترك، وإنما وقع الخلاف في أيِّ الصيغتين أفضل.

يقول الشيخ ابن باز (ت 1420 هـ): “لكن لو أن الإنسان قال: “اللهم صل على سيدنا محمد”، لا بأس ولا حرج عليه؛ لأن محمدًا سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، فمن قال لا حرج عليه، ومن ترك لا حرج عليه، والأفضل الترك في التشهد والأذان”([11]).

والقول الجامع في هذا: أن السلف جميعًا -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم- كانوا لا يضيفون لفظ “سيدنا” في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا في الصلاة ولا خارجها.

وقد نقل الحافظ محمد بن محمد الغرابيلي (ت 835 هـ) عن الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ) أنه سئل عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارج الصلاة…هل يشترط فيها أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة كأن يقول مثلًا: اللهم صل على سيدنا محمد أو على سيد الخلق أو على سيد ولد آدم، أو يقتصر على قوله: اللهم صل على محمد، وأيهما أفضل؟

فأجاب الحافظ ابن حجر بقوله: “نعم اتباع الألفاظ المأثورة أرجح، ولا يقال: لعله ترك ذلك تواضعًا منه صلى الله عليه وسلم، كما لم يكن يقول عند ذكره صلى الله عليه وسلم: “صلى الله عليه وسلم”، وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر؛ لأنَّا نقول: لو كان ذلك راجحًا لجاء عن الصحابة، ثم عن التابعين، ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال ذلك، مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك…والمسألة مشهورة في كتب الفقه، والغرض منها: أن كل من ذكر هذه المسألة من الفقهاء قاطبة لم يقع في كلام أحد منهم: “سيدنا”، ولو كانت هذه الزيادة مندوبة ما خفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها، والخير كله في الاتباع”([12]).

ويتأكد ترجيح عدم زيادة لفظ “سيدنا” في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: أنها عبادة، و”الأصل في العبادات المنع أو الحظر حتى يقوم دليل على المشروعية”([13]) ، أو “الأصل في العبادات التوقيف”([14])، وفي هذا يقول السخاوي الشافعي (ت 902 هـ): ذكر المجد اللغوي ما حاصله أن كثيرًا من الناس يقولون: اللهم صل على سيدنا محمد، وإن في ذلك بحثًا، أما في الصلاة فالظاهر أنه لا يقال؛ اتباعًا للفظ المأثور، ووقوفًا عند الخبر الصحيح، وأما في غير الصلاة فقد أنكر صلى الله عليه وسلم على من خاطبه بذلك، كما في الحديث المشهور([15])”([16]).

وأما تخريج المسألة على القاعدة الأصولية: “أي الأمرين أولى: امتثال الأمر، أو سلوك الأدب”([17]) فهو محل نظر؛ فإن الاتباع في مثل هذا هو الأدب المستحسن؛ يقول الطحطاوي الحنفي (ت 1231 هـ): “قال في الدر: ويندب السيادة([18])، وفي شرح الشفاء للشهاب عن الحافظ ابن حجر: أن اتباع الآثار الواردة أرجح، ولم تنقل عن الصحابة والتابعين، ولم ترو إلا في حديث ضعيف عن ابن مسعود، ولو كان مندوبًا لما خفي عليهم، قال: وهذا يقرب من مسألة أصولية: وهي أن الأدب أحسن أم الاتباع والامتثال، ورُجِّح الثاني [يعني: الاتباع والامتثال]، بل قيل إنه الأدب”([19]).

أو يقال: إن هذه المسألة لا تندرج أصلًا تحت هذه القاعدة الأصولية؛ يقول الشوكاني (ت 1250 هـ): “الأدلة الواردة في تعليمه صلى الله عليه وآله وسلم كيف يصلون عليه، وردت كلها بلفظ: اللهم صل على محمد، فزادوا لفظ “سيدنا” وقالوا: اللهم صل على سيدنا محمد، وقالوا: هذه الصلاة مشتملة على الأدب الحسن، والأدلة دلت على عدم ثبوت هذه الزيادة، فأيهما أفضل الإتيان بها؛ تأدبًا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو تركها؛ امتثالًا لأوامره التي لم تشتمل على هذا اللفظ؟!

قلت [أي: الشوكاني]: وهذا المثال أيضًا ليس مما يصدق عليه معنى ذلك السؤال…”([20]) .

وقد أحسن الشيخ ابن عثيمين في اختصار ذلك بقوله: “لا يرتاب عاقل أن محمدًا صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم؛ فإن كل عاقل مؤمن يؤمن بذلك، والسيد هو ذو الشرف والطاعة والإمرة، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم من طاعة الله -سبحانه وتعالى-:  {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]، ونحن وغيرنا من المؤمنين لا نشك أن نبينا صلى الله عليه وسلم سيدنا وخيرنا، وأفضلنا عند الله -سبحانه وتعالى- وأنه المطاع فيما يأمر به، صلوات الله وسلامه عليه.

ومن مقتضى اعتقادنا أنه السيد المطاع -عليه الصلاة والسلام- أن لا نتجاوز ما شرع لنا، من قول أو فعل أو عقيدة، ومما شرعه لنا في كيفية الصلاة عليه في التشهد أن نقول: “اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”، أو نحوها من الصفات الواردة في كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم أن صفة وردت بالصيغة التي ذكرها السائل وهي: “اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد”.

وإذا لم ترد هذه الصيغة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن الأفضل ألا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بها، وإنما نصلي عليه بالصيغة التي علمنا إياها”([21]).

اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم حتى نلقاك به.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع لمحمد بن جميل زينو (3/ 228).

([2]) رسالة سليمان بن سحمان إلى عبد العزيز العلجي، وانظرها في: الدرر السنية في الأجوبة النجدية (3/ 366).

([3]) حكى الإجماع الشوكاني في الفتح الرباني (11/ 5814).

([4]) أخرجه مسلم (2278)، وأبو داود (4673)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([5]) أخرجه أحمد في المسند (16307)، وأبو داود (4806)، والنسائي في الكبرى (10076)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3700).

([6]) إكمال المعلم للمازري (7/ 189).

([7]) “القول المفيد على كتاب التوحيد” لابن عثيمين (2/ 515) ببعض التصرف.

([8]) ينظر: معالم السنن للخطابي (4/ 112)، وشرح المصابيح لابن ملك (5/ 270).

([9]) ينظر: تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم (ص: 126).

([10]) فلم يذهب إلى أفضيلة زيادة لفظ “سيدنا” إلا بعض متأخري الشافعية، ينظر: أسنى المطالب لزكريا الأنصاري (1/ 166)، ونهاية المحتاج للرملي (1/ 530)، وحاشية الشرواني على تحفة المحتاج (2/ 86)، سلوكا للأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم.

([11]) فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (8/ 383).

([12]) ينظر: الفضل المبين للقاسمي (ص: 70- 71)، وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني (ص: 172- 175)، ومعجم المناهي اللفظية لبكر أبي زيد (ص: 297).

([13]) الشرح الكبير لمختصر الأصول لأبي المنذر المنياوي (ص: 17).

([14]) ينظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (4/ 13)،

([15]) يعني: حديث “السيد الله”، وقد تقدم تخريجه.

([16]) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع للسخاوي (ص: 107).

([17]) العقد التليد في اختصار الدر النضيد لعبد الباسط بن موسى العلموي الشافعي (ص: 148).

([18]) ينظر: الدر المختار للحصكفي (1/ 513- مع حاشية ابن عابدين).

([19]) حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (ص: 271).

([20]) الفتح الرباني (11/ 5814).

([21]) المناهي اللفظية (ص: 71- 72).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017