السبت - 28 شوّال 1446 هـ - 26 ابريل 2025 م

التمائم عند المالكية

A A

جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليبين للناس التوحيد، ويردهم إلى الجادة التي حادوا عنها لطول عهدهم بالرسالة، واجتيال الشياطين لهم عن دينهم وتحريفهم له، وقد شمل هذا التحريف جميع أبواب الدين، بما في ذلك أصله وما يتعلق بتوحيد الله سبحانه وتعالى، وقد انحرف الناس في هذا الأصل على أشكال وأحوال، ومن بين مظاهر الانحراف الانحراف في الموقف من الأسباب الخفية وتأثيرها والاعتقاد فيها، وهل تأثيرها لو وجد حسًّا كاف في الاعتقاد فيها وتبنيها. وقد انحرف الناس فيها واعتقدوا الضر والنفع في غير الله سبحانه، وتعلقوا بأشياء من دونه، منهم من جعلها وسائل، ومنهم من جعلها أربابا، فجاء القرآن ليرد على هذا الاعتقاد الباطل فقال سبحانه: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون} [الزمر: 38].

فقد نزلت هذه الآية ردًّا على المشركين حين خوفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلهتهم، فرد الله عليهم، فحاروا جوابا عن هذا السؤال([1]).

 ثم إنَّ مما كانوا يعتقدون فيه كشف الضر وجلب النفع التمائمَ وما في معناها، فقد كانوا يتعوذوّن بها لدفع المقدور، ويظنون أنها تردّه، وقد بقي هذا الاعتقاد موجودًا حتى وقع فيه بعض المسلمين وشبِّه عليهم فيه، ونحن في هذا المقال نتكلم عن التمائم ونورد الأحاديث الواردة فيها، ونبين مراتبها؛ مقتصرين في ذلك على أقوال المالكية؛ حتى لا يظن ظان أن القول فيها خاصٌّ بمذهب الإمام أحمد رحمه الله:

معنى التمائم:

التمائم: العُوذ، واحدتها تميمة. قال أبو منصور: أراد الخرز الذي يتَّخذ عوذا. والتميمة: خرزة رقطاء تنظم في السير ثم يعقد في العنق، وهي التمائم والتميم؛ عن ابن جني، وقيل: هي قلادة يجعل فيها سيور وعوذ؛ وحكي عن ثعلب: تممت المولود علقت عليه التمائم. والتميمة: عوذة تعلق على الإنسان؛ قال ابن بري: ومنه قول سلمة بن الخرشب:

تعوذ بالرقى من غير خبل   وتعقد في قلائدها التميم([2])

وقد وردت نصوص شرعية تنهى عن هذا الاعتقاد وترده، منها أحاديث صحيحة وحسنة، وأخرى ضعيفة، فعن ابن مسعود كان يقول: (كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال: الصفرة -يعني: الخلوق-، وتغيير الشيب، وجر الإزار، والتختم بالذهب، والتبرج بالزينة لغير محلها، والضرب بالكعاب، والرقى إلا بالمعوذات، وعقد التمائم، وعزل الماء لغير -أو: غير- محله -أو: عن محله-، وفساد الصبي، غيرَ محُرِّمِه”([3]).

ومنها ما روي عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصاري رضي الله عنه أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، قال عبد الله: حسبت أنه قال: والناس في مبيتهم، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا أن: ((لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر -أو: قلادة- إلا قطعت))([4]).

وعن عيسى قال: دخلت على عبد الله بن عكيم أبي معبد الجهني أعوده وبه حمرة، فقلنا: ألا تعلق شيئا؟! قال: الموت أقرب من ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تعلَّق شيئا وكل إليه))([5]).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه))([6]).

وعن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك))([7]).

وعن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط، فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وتركت هذا! قال: ((إن عليه تميمة))، فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال: ((من علق تميمة فقد أشرك))([8]).

وقد ناقش العلماء دلالة هذه الأحاديث، فحملوها على الشرك إذا وافق اعتقاد الإنسان فيها اعتقاد أهل الجاهلية من اعتقاد جلب النفع ودفع الضر، قال ابن عبد البر: “وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من علق التمائم أو عقد الرقى فهو على شعبة من الشرك)) وذلك كله أن يعلق كتابا في عنقه أو يرقي نفسه أو غيره لئلا ينزل به من الأدواء”([9])، وقال القرطبي رحمه الله: “وهذا كله تحذير مما كان أهل الجاهلية يصنعونه من تعليق التمائم والقلائد، ويظنون أنها تقيهم وتصرف عنهم البلاء، وذلك لا يصرفه إلا الله عز وجل، وهو المعافي والمبتلي، لا شريك له. فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كانوا يصنعون من ذلك في جاهليتهم”([10]).

كما نص ابن رشد -رحمه الله- على أن ما كان منها بغير كتاب الله واللفظ العربي فهو لا يجوز بحال، فقال: “وأما التمائم بغير ذكر الله تعالى وبالكتاب العبراني وما لا يعرف ما هو فلا يجيزه بحال، لا لمريض ولا صحيح؛ لما جاء في الحديث من أن ((من تعلق شيئا وكل إليه))، و((من علق تميمة فلا أتم الله له))، و((من علق ودعة فلا ودع الله له))؛ ولما رواه في موطئه من أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث في بعض أسفاره رسولا والناس في مقيلهم: ((لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر -أو: قلادة- إلا قطعت))([11]).

كما رجحوا عن مالك الرواية المانعة لكل أنواع التمائم التي ليس فيها ذكر الله عز وجل، وذلك لجريانها على أصوله؛ ولأن مستندها ما روي عن عائشة وهو مما لا تقوله برأيها([12]).

وحاصل كلامهم منع كل ما فيه شبهة الشرك، ويتأكد المنع حين يتعلق الأمر بالتشبه بأهل الجاهلية أو النصارى([13]).

أما ما كان من التمائم فيه ذكر الله وأسماؤه سبحانه فهذا الخلاف فيه محفوظ معلوم، وحاصل المذهب فيه المنع من تعليقه قبل وقوع البلاء أو تعليقه خشية نزوله([14]).

وعلى هذا القول جماعة أهل العلم، لا يجوز عندهم أن يعلق على الصحيح من البهائم أو بني آدم شيء من العلائق خوف نزول العين، وكل ما يعلق بعد نزول البلاء من أسماء الله عز وجل وكتابه رجاء الفرج والبرء من الله تعالى فهو كالرقى المباح الذي وردت السنة بإباحته من العين وغيرها([15]).

ومما يدلُّ على ذلك قول عائشة رضي الله عنها: (إنما التمائم ما علِّق قبل البلاء، فما علق بعد البلاء فليس من التمائم)([16]). وقد كره بعض أهل العلم تعليق التميمة على كل حال؛ قبل نزول البلاء وبعده([17]).

هذا من ناحية النظر الأصلي ووجود الخلاف، وخلاصة المسألة أن تعليق التمائم من غير القرآن وما ليس فيه ذكر ولا دعاء ولا يفهم معناه فإن تعليقه محرم، واعتقاد الضر والنفع فيه شرك بالله عز وجل، أما التمائم التي بالقرآن فلا يتصور الشرك فيها؛ لأن كلام الله عز وجل ليس بمخلوق، لكن الأظهر منعه، وذلك للتوقيف في مسائل الأسباب الخفية، ولكونه ذريعة إلى غيره، وقد يعرض القرآن للامتهان، والأولى بالإنسان الاقتصار على السنة وما ورد فيها من الاستعاذة بالله سبحانه ودعائه والتوكل عليه والاكتفاء بذلك عن غيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: تفسير ابن كثير (7/ 89).

([2]) ينظر: لسان العرب (12/ 69).

([3]) أخرجه أبو داود (4222)، وإسناده ضعيف؛ فيه عبد الرحمن بن حرملة الكوفي، قال البخاري في التاريخ الكبير (5/ 270) وفي الضعفاء الصغير (ص: 70): “لم يصح حديثه”، وقال الذهبي في الميزان: “هذا منكر”.

([4]) أخرجه البخاري (2843).

([5]) أخرجه الترمذي (2072) وقال: “عبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

([6]) أخرجه النسائي (4079).

([7]) أخرجه أبو داود (3883).

([8]) أخرجه أحمد (17458).

([9]) الاستذكار (8/ 405).

([10]) تفسير القرطبي (10/ 320).

([11]) البيان والتحصيل (1/ 439).

([12]) ينظر: المقدمات الممهدات (3/ 465).

([13]) ينظر: الذخيرة للقرافي (13/ 311).

([14]) ينظر: التمهيد (17/ 161).

([15]) ينظر: تفسير القرطبي (10/ 319).

([16]) أخرجه هناد في الزهد (447).

([17]) ينظر: المصدر السابق (10/ 320).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017