الاثنين - 02 شوّال 1446 هـ - 31 مارس 2025 م

تطرُّف التيَّار العقلاني الحداثي في الموقف من الكتاب والسنة

A A

تمهيد:

للقارئِ أن يستغربَ وجودَ نسبةٍ للعقل تكون قدحًا في أهلها؛ لأنَّ النسبةَ للعقل في عرف الشرع واللّغة لا تكونُ إلا مدحًا؛ لكن العقل هنا الذي يقدَح به هو العقل المعطَّل عن وظيفته الطبيعية وتفكيره السليم، فالنسبة إليه تكون ذمًّا في مقابل الوحي والدين، وليست في مقابل شيءٍ آخر، فالعقلانيّون هم الذين استغنَوا بعقولهم عن الوحيِ ولم يجعلوه حاكمًا عليها، ومن هنا نشأ تطرُّفهم وموقفُهم الرافض لكلِّ مقدَّس ودينيٍّ يراه مقيِّدًا لهواه، وحينَ نناقشُ رأيَهم على أنَّه تطرُّف فذلك في مقابل مَن يرى ما هو دونَه تطرُّفا، فبعضُ أهل الحقل الشرعيّ يرى أنَّ رفضَ رأيِ بعض الأئمَّة في جانبٍ من جوانب الدين تطرُّفًا، ويخفض في ذلك ويرفع، في حين إنه يعيش في بيئةٍ ينتشر فيها تطرُّف هو أشدُّ مما ينكِر، تطرُّفٌ في رفض الوحي كُلًّا أو بعضا، لكنه لا يسمَّى تطرُّفًا، بل يخرج في قالبِ التجديد أو مصطلحاتٍ مسالمةٍ وديعةٍ، لا تثير حفيظة المغفَّلين، ولا من تستفزُّهم البداءات، ويمكن رصدُ التطرُّف عند التيار العقلانيّ الحداثيّ من خلال الموقف من أعظم قضيَّة عند المسلم وهي الوحي كتابا وسنة، وهاك تطرُّفهم في رفضهما:

أولا: التطرُّف في الموقف من القرآن الكريم:

فموقفهم الرفضُ المطلق له، واعتبارُه قيدًا وسِجنًا، ولتطرُّفهم في الموقف منه سمات:

السِّمة الأولى: اعتبار النبوةِ مجرَّد جهدٍ بشريٍّ، ليس لها طابع غيبيّ، ففي الشّعر نبوءة، والقرآن شَكل مِن أشكال هذه النبوءة([1]) ويذهب نصر أبو زيد إلى أنَّ النبوةَ مجرد خيالٍ يتساوى فيه البشر، فالنبيّ والشاعر والصوفي يصدُرون عن منبع واحدٍ على اختلافٍ بينهم في الترتيب، وميزة الأنبياء هي القدرة على تفعيل القوَّة المخيلة([2]).

السِّمة الثانية: اعتبار القرآنِ مجرَّدَ حاجزٍ مِن بين حواجز كثيرةٍ للعقل، فالعقل النقليُّ عقل ميّت، والعقل النقديّ عقل حيٌّ، ومن ثم لا بدَّ من تفعيل نقد القرآن وردِّه وإثارة التساؤلات حوله([3]).

السِّمة الثالثة: الاستغناء عن الوحي، فالوحي يراد منه تطويرُ الوعي البشريِّ إلى مرحلة نهائية يمكنه الاستغناءُ عنه، وهذه المرحلة هي التي نعيشها الآنَ، فقد وصل العقل البشريُّ إلى الاعتماد على النفسِ؛ بالعقل في قدرته على الفهم، وبالحرية في القدرة على الاختيار([4])، يقول محمد خلف: “إن البشريةَ لم تعُد في حاجة إلى من يتولَّى قيادتَها في الأرض باسم السماء، فقد بلغَت سنَّ الرشد، وآن لها أن تباشر شؤونها بنفسِها”([5]).

السِّمة الرابعة: إبطال القرآنِ وردُّه لمخالفته للعقل والتجربة، يقول أركون: “جاءت العلمنة والعقلُ الحديث لكي يشكِّلا في كلِّ مكان وعلى كافة المستويات الثقافية والمفهوميَّة صدعًا حقيقيًّا أو حدًّا فاصلا بين أولئك الذين يقبلون بالمحتوى والوظيفة الروحية للوحي وأولئك الذين يرفضونه؛ باعتبار أنَّه باطل علميًّا أو تجريب”([6]).

السِّمة الخامِسة: التناصُّ مع موقفِ أهل الجاهليَّة من القرآن، واعتباره شِعرًا أو نثرًا أسطوريًّا، لا يحمل قيمةً علميةً، وليس معجزًا، وإن كان في التطرُّف ما يضحِك فهو محاولة بعضهم الإتيانَ بمثل القرآن؛ ممَّا جعله شخصًا ساخرًا لا يقيم أيَّ وزن لعقله ولا لعقول الناس([7]).

وبطبيعةِ الحال فمن المسلَّم به أنه إذا كان هذا هو موقفهم من القرآن الكريم فإنَّ الموقفَ من السنَّة النبوية يكون أشدَّ تطرفًا؛ لأنها صنوُ القرآن الكريم وبيانه وتفسيره والصورة العملية لتطبيقه.

ثانيًا: التطرّف في الموقف من السنة النبوية:

وقف العقلانيون من السنة موقفَ المشكِّك الرافض والمتحفِّظ، ويرون أن تدوينَ السنة النبوية كان له التأثيرُ الكبير في الوضع؛ وذلك راجع إلى تأخُّره، كما ادَّعوا أن علومَ الإسناد كانت أضعف من أن تميِّز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة؛ لأنها نشأت في حقلٍ معرفيٍّ شفويٍّ وليس مكتوبًا، وإنما هي أخبار يتناقلها الناس([8]). يقول أحمد صبحي بعد أن ضرب مثالا من عندياته في وضع الحديث: “ما الذي جعل عقولَ أولئك الناس تغيب؟ إنه التصديق والإيمان بأنَّ ما يقوله هذا الرجل قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم حقًّا، وما الذي جعَلهم يؤمنون ويصدِّقون بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك الكلام؟ إنه الإسناد، أي: أسند أو نسب ذلك الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم عبر العنعنة، أي: قال: حدثني فلان عن فلان… إلخ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا. وهذا معنى الإسناد، وهذه خطورته على العقل”، ثم يقول: “إن الإسلامَ الصحيح هو دين العقلِ، بل إنَّ التعقُّل أو استعمال العَقل هو سبب إنزال القرآن، ولكن الإسناد أَوجدَ خصومةً مستحكِمة بين المسلمين”([9]).

ويرونَ أن السنَّة لم تكن حجَّة في العهد القديم، وإنما حجِّيَّتها نبعَت من صراع سياسيّ([10]).

ويلخّص بعضهم فكرته حول السنة فيقول: “نستخلص إذًا أنَّ إنكار حجية السنة يعَدُّ موقفًا متجذِّرا في تراثنا الإسلاميّ، ظهر منذ زمن الأئمة الأربعة، وهو ما ينفي أن تكون حجية السنة بمنزلة البديهيّ، فلا ريبَ أنَّ الضميرَ الإسلاميَّ لم يقتنع بهذه البداهةِ إلا بعد قرون من انتصار مدرسة الحديث”([11]).

ومبالغةً منهم في التطرُّف ضدَّ السنة النبويَّة عمدوا إلى العصمة ونفوها، واعتبروها مجرَّد وسيلةٍ لإثباتِ حجيَّة السنة النبوية، وهو ما يرفضونه طبعًا، يقول أحدهم: “تعتبر عصمةُ النبي أحدَ المستندات النظريةِ العقليةِ الرئيسيةِ التي أسَّس بواسطتها الأصوليون حجيَّة السنة”([12])، وعليه لا بدَّ من أجل تفكيك سلطة النصّ من إلغاء العصمة وإبطالها([13]).

ويخلص الحداثيّون من خلال تقريراتهم إلى إلغاءِ ميزة النبوّة في التشريع، وأنَّ النبيَّ ليس مشرِّعًا، وفعله لا يدلُّ على تشريع وكذا قوله، يقول الشحرور: “إنَّ المشكلة تأتي مرةً أخرى من زعم الفقهاء أنَّ حلالَ محمَّد صلى الله عليه وسلم حلالٌ إلى يوم القيامة، وحرام محمَّد صلى الله عليه وسلم حرام إلى يوم القيامة، وتأتي من اعتبارهم أنَّ القرارات النَّبويَّة التنظيمية لها قوة التنزيل الحكيم الشامل المطلق الباقي، ناسينَ أنَّ التحليلَ والتحريم محصورٌ بالله وحدَه، وأنَّ التقييد الأبديَّ للحلال المطلق يدخل حتمًا في باب تحريم الحلال، وهذه صلاحيَّة لم يمنحها تعالى لأحد بما فيهم الرُّسُل”([14]).

وهذا من صميم تطرُّف هؤلاء؛ لأنَّهم لا يرفُضون الآراءَ الفقهيَّة لأنها آراء ويختارون غيرها لأنها أرجح فتبقى مساحةُ الدّين مشتركةً بينهم وبين المسلمين، بل يرفضون الوحيَ بمصدرَيه، ويُلقون علومَ المسلمين كلَّها من حديث وأصول وتفسيرٍ في سلَّة المهملات باعتبارها تراثًا مستغنًى عنه، ليس له أيّ قيمة في الحياة إلا التسليَة، هذا هو التطرُّف بعينه؛ لأنه تطرف عن الدين وفي مقابل الدّين، ولك أن تتصوَّر حجمَ الحيرة والانقسام الذي يُحدثه في المجتمعات إن قدَّر الله له علوَّ الصوت.

فهذا الفِكر مع تطرُّفه يعدُّ غيرَ جادٍّ في البحث، فهو يخوض معاركَ علميةً أكبر من حجمه في الواقع، ويطعن في تراثٍ حرصت الأمة على حفظه على مدار قرون، وهذا التراث لم يبن دُولا، وإنما بنى مجتمعاتٍ وحضراتٍ، وبمجرَّد جرَّة قلم من كاتب لاهٍ يصبح الوحيُ وما يقدّم من معلومات عن الكون والحياة مجرَّد أسطورةٍ أو كتاب يقتنع به العامّة مع معاداته للعلم والتجربة وتسطيحه للعقل.

لم يكلِّف هؤلاء أنفسَهم عناءَ البحث في القيم الدينية التي يدعو إليها القرآن، ولا التفكير في كلياته، كما لم يكلّفوا أنفسَهم إعادةَ النظر المقاصديّ في السنة بوصفها تحقُّقًا عمليًّا للوحي، بل اكتفوا بشهوة النّقد والتفكيك، وتطرَّفوا أيما تطرفٍ في رفض الدين.

معقولٌ أن يكذِّب القرآنَ من نشَأ في بيئة غير دينيّة أو ينتسب إلى ملّة أخرى؛ لأنه برفضه للوحي وإن خالف فطرتَه وعقلَه فهو ينسجِم مع مجتمعِه وثقافته، ولا يتطرَّف عنهم، لكن العجيب أن ينشأَ ناشئٌ في بلد عربيّ ووسط ثقافةٍ إسلامية ثم يأبى إلا أن يخلُد إلى الأرض، فيقارن بين القيم الأخلاقيَّة والمنتجات المادية، يقارن بين الدين والدنيا، وينزل بالوحي من علوه القيميّ والديني ليتطرَّف في موقفه منه، ويجعله في عداد الأسطورةِ. إن هذا التطرفَ هو الذي يحتاج وقفَة جادَّة ضدَّه؛ قيامًا بأمر الله، وحفظًا للحياة، وحرصا على قيم البشرية حتى لا تضيع، فهذه الأفكارُ وإن لم تنتِج التطرُّف الذي يسمِّيه العقلانيون تطرفًا، فهي تنتج جرائمَ ضدَّ البشرية؛ لأن الإيمان قيد الفتك، وتهدّد السلم الاجتماعي للمجتمعات، وتحطّ من قيمة الإنسان كإنسان؛ لتجعله يساوي جهازًا ينتجه، ويمكن أن يكونَ مختبَرًا لأسلحة نوويَّة يرى أصحاب الفكر المادّي أنها تخدم مصلحتهم، والإنسان في الحياة ما هو إلا أداة للإنتاج، وبعد الممات ما هو إلا جهاز محطَّم لا قيمة له، وهذا تطرفٌ في مخالفة الفطرة ومخالفة الدين وبدهيات العقل.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: نقد النص، علي حرب (ص: 207).

([2]) ينظر: مفهوم النص، نصر أبو زيد (ص: 49).

([3]) ينظر: التطرف المسكوت عنه، نقلا عن خالص جلبي (ص: 54).

([4]) هموم الفكر والوطن، حسن حنفي (1/ 400).

([5]) العدل الإسلامي وهل يمكن أن يتحقق؟ (ص: 140).

([6]) القرآن من التفسير إلى الموروث (ص: 18).

([7]) في هذا المقال يحاول بعضهم عبثًا أن يأتي بمثل القرآن:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=144601

([8]) بنية العقل العربي، الجابري (ص: 116).

([9]) أحمد صبحي منصور، مقال: الإسناد في الحديث:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=31305

([10]) السنة بين الأصول والتاريخ، حمادي ذويب (ص: 63).

([11]) المرجع السابق (ص: 70).

([12]) المرجع السابق (ص: 81).

([13]) المرجع السابق (ص: 87).

([14]) نحو أصول جديدة في الفقه الإسلامي، شحرور (ص: 160).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017