الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

جواب شبهة حول قوله تعالى: {إن جاءكم فاسق بنبأ}

A A

لم تختلِفِ الأمَّةُ السُّنِّيَّة في عدالة الصحابة رضوان الله عليهم، وفي الترضِّي عنهم، والكفِّ عن مساوئهم، كما لم يختَلِفوا في نفي العِصمةِ عنهم، وإثبات الخطإ في الاجتهاد لمن أخطَأ، وعدم متابعتِه في ذلك، سواء كان خطؤُه في الرواية أو الدّراية، وأهلُ العلم مِن أهل الحديث تثبَّتوا في النقل عن الصحابةِ، وفي ثبوت الرواية عنهم، وفي ثبوت صُحبة من يُنسَب إلى الصحبة، حتى باتت محاولة الدخولِ إلى الدِّين من جهة الطعن في الصحابةِ أو روايتهم شبهَ مستحِيلة، ومع ذلك يأبى أصحابُ الأحلام البعيدة إلا أن يقوموا بمحاولاتٍ بين الفينَة والأخرى من أجل الطَّعن في الصحابة وتوجيه السهام إليهم، فادَّعَوا أن أهلَ السنَّةِ يقولون بعصمَةِ الصحابةِ، وأنَّ مَن ثبت فِسقه منهم لا يفسِّقونه، ويروون عنه، ومثَّلوا لذلك بمن نزل فيه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين} [الحجرات: 6].

سبب نزول الآية:

وهذه الآيةُ نزلت في الوليد بن عقبةَ كما قال كثير من المفسرين، منهم الطبري والقرطبي والبغوي([1])، وقصَّة النزولِ هي أنَّ الوليد بنَ عقبة بنِ أبي معيط بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق بعد الوقعةِ مصدِّقًا، وكان بينه وبينهم عداوَةٌ في الجاهليَّة، فلما سمع به القوم تلقَّوه تعظيمًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدَّثه الشيطان أنهم يريدون قتلَه، فهابهم فرجَع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنَّ بني المصطلِق قد منعوا صدَقَاتهم وأرادوا قتلِي، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمَّ أن يَغزُوَهم، فبلغ القومَ رجوعُه، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يا رسول الله، سمِعنا برسولك، فخرجنا نتلقَّاه ونكرمه ونؤدِّي إليه ما قبلناه من حقِّ الله عز وجل، فبدا له الرجوعُ، فخشِينا أنه إنما ردَّه من الطريقِ كتابٌ جاءه منك لغضبٍ غضِبتَه علينا، وإنَّا نعوذ بالله من غضبه وغضبِ رسوله، فاتَّهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث خالدَ بنَ الوليد إليهم خُفيةً في عسكرٍ وأمره أن يخفي عليهم قدومَه، وقال له: «انظر؛ فإن رأيتَ منهم ما يدلُّ على إيمانهم فخذ منهم زكاةَ أموالهم، وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما تستعمل في الكفار»، ففعل ذلك خالدٌ، ووافاهم فسمع منهم أذانَ صلاتَيِ المغرب والعشاءِ، فأخذ منهم صدقاتهم، ولم ير منهم إلا الطاعة والخيرَ، فانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرَه الخبر، فأنزل الله الآية([2]).

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: أنَّ القصة ذكرها المفسِّرون جميعهم، لكن لا يلزم من ذكرها تصحيحُها، فأهل التفسير يرومُون الجمعَ والاستقصاءَ، وقد لا يقصدون إلى التنقيح في الرواية، وممن ذهب إلى تضعيفها أبو بكر ابن العربيّ، واعتمد في ذلك على أن الوليد كان صبيًّا يوم الفتح([3]).

أما تعلُّقها بالآية فهو تفسير أيضًا وربطٌ للحادثة بالآية، وليس بالضرورة أن تكونَ هي سبب النزول، وفي سياق القصَّة ما يشهد بأنَّ ما وقع كان اجتهادًا وعملًا بالظنِّ، وليس تعمُّدًا للكذب، ففي بعض الروايات أنه كانت بينَه وبينهم ثاراتٌ في الجاهليّة، فخشي على نفسه منهم، يقول ابن عاشور ساردًا بعضَ أوجه القصة: “هذا نداءٌ ثالث ابتدِئ به غرضٌ آخر، وهو آداب جماعاتِ المؤمنين بعضهم مع بعض، وقد تضافرت الرواياتُ عند المفسِّرين عن أم سلمة وابن عباس والحارث بنِ ضرارة الخزاعيِّ أن هذه الآية نزلت عن سببِ قضيَّةٍ حدثت، ذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثَ الوليدَ بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق من خزاعة ليأتي بصدقاتهم، فلمَّا بلغهم مجيئُه أو لما استبطؤوا مجيئه فإنهم خرجوا لتلقِّيه، أو خرجوا ليبلِّغوا صدقاتهم بأنفسهم وعليهم السّلاح، وأن الوليد بلغه أنهم خرجوا إليه بتلك الحالة، وهي حالة غير مألوفةٍ في تلقِّي المصدِّقين، وحدَّثته نفسه أنهم يريدون قتلَه، أو لما رآهم مقبلين كذلك -على اختلاف الروايات- خاف أن يكونُوا أرادوا قتلَه؛ إذ كانت بينَه وبينَهم شحناءُ مِن زمنِ الجاهليّة، فولَّى راجعًا إلى المدينة”([4]).

ثانيا: المعصيةُ لا تُسقط العدالةَ إذا تاب منها صاحِبُها وثبَتَت توبَتُه، فمن كان من الصحابة قد تلبَّس بذنبٍ ثم تاب منه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد خلفائه وقدَّمه العدول لما رأوا من حاله، فليس لأحد أن يُسقط عدالتَه ويفسِّقَه بعد ذلك.

ثالثا: من الاحتمالاتِ الواردة أن يكونَ الوليد بنُ عقبة بنى قولَه على قول بعضِ جنوده، واتَّبعه في ذلك، فلم يتثبَّت، ولا ينصرف القول إليه.

رابعا: هل اعتمَدَ المسلمون على رواية الوليد بن عقبة؟ لم يروِ أحد من المحدِّثين للوليد بن عقبةَ حديثًا يُعتَمد عليه في الأحكام، ولا رووا له شيئًا انفرد به، وإنما روى له أبو داود متابعةً، ومعلومٌ أنَّ الرواية ليست تَعديلا عند أهل الحديث كما نصَّ عليه الإمام ابن حمزة وابن الصلاح([5])، وما روى له أبوداود في باب كراهة الخلوق بالزعفران هو استئناسٌ؛ لأنه روى قبله لعمار بن ياسر في نفس الباب، ولأبي موسى. وقدِ استقصى ابن الوزير اليماني المسألة وبينها في كتابه العواصم([6])، وقد تتبَّع ابن عبد البرّ مَن تُكلِّم فيه من الصحابة وفي حديثه في كتابه الاستيعاب، وذكر منهم الوليد وبسر بن أرطاة([7])، وهذا يدلُّك على أنه لا أحدَ يقول بعصمة الصحابة، ولا يقول بجواز نسبة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تثبُّت.

خامسًا: مراد أئمَّة السنة من عدالة الصحابة عدالة عمومهم، وعدم إصرارهم على الكبائر، وأنه لم يلق أحد منهم ربَّه بذنبٍ مصرًّا عليه، وذلك لبركة الصّحبة وشرفها، لا نفي الذنوب مطلقًا، يقول الألوسي رحمه الله: “ليس مرادنا من كون الصحابة -رضي الله عنهم- جميعهم عدولا أنهم لم يصدُر عن أحدٍ منهم مفسِّق أصلا، ولا ارتكب ذنبًا قطّ، فإن دون إثبات ذلك خرطَ القتاد، فقد كانت تصدُر منهم الهفوات، ويرتكبون ما يُحدّون عليه، وإنكار ذلك مكابَرَة صِرفَةٌ وعِناد محضٌ وجهل بموارد الآيات والأحاديث؛ بل مرادُنا أنهم لم ينتقلوا من هذه الدَّار إلى دار القرار إلا وهم طاهرون مطهَّرون تائبون آيبون ببركة صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرتهم إياه وبذل أنفسهم وأموالهم في محبته وتعظيمهم له أشدَّ التعظيم سرًّا وعلانية”([8]).

وإنّما قال المحدثون: “إنّ الصّحابة عدول في الظّاهر -كما قدّمنا- ليخرج من ذلك من فعل الكبائر من غير تأويل كالوليد بن عقبة، وإنّما ذكروا أنّ الصحابة كلّهم عدول على الإطلاق؛ لأنّ ذلك هو الكثير، وليس يخرج منه إلا النّادر اليسير، فالفاسق الذي لم يظهر التّأويل في ذلك الصّدر كالشّعرة السّوداء في الثّور الأبيض”([9]).

فالعدالة هي حكمٌ في الظاهر، وليست حكمًا على الباطن، كما أنَّ الشهادةَ بها للصحابة هي على سبيل العموم والظهور، وليست على سبيل الاستغراق لكلّ فرد، فليس كلّ من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأظهر الإيمان به كان صحابيًّا حقًّا؛ لاحتمال غير ذلك، وإنما العبرة بتزكية من زكَّاه القرآن والنبيُّ وشهادته بذلك، ثم حكم الصحابة عليه أنفسهم، وقد أجمعت الأمة أن الأحاديث التي عليها مدار الأحكام لم ترو إلا عن الثقات.

والله تعالى أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (21/ 384)، وتفسير القرطبي (20/ 106)، تفسير البغوي (4/ 257).

([2]) ينظر: تفسير البغوي (4/ 258).

([3]) العواصم من القواصم (1/ 94).

([4]) التحرير والتنوير (26/ 228).

([5]) ينظر: العواصم والقواصم لابن الوزير اليماني (3/ 266).

([6]) المرجع السابق (3/ 267).

([7]) الاستيعاب (3/ 631، 1/ 156).

([8]) الأجوبة العراقية (ص: 23).

([9]) الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم (1/ 252).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017