الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

النَّزعة الأَخلاقيَّة ووُجودُ الله

A A

 

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

مِن المعاني الكامنَةِ في النَّفسِ البشريَّةِ شعورٌ فطريّ يجدُه الإنسان من نفسِه يميِّز به بين الخيرِ والشرِّ، والحسَنِ والقَبيحِ، وهو ما يسمَّى بالنَّزْعَةِ الأَخلاقيَّة.

فمثلًا يُدرك الإنسان ضرورةً من نفسه أنّ العدل خيرٌ وحَسَنٌ، وكذلك الصِّدق خيرٌ وحسنٌ، وأنَّ عكسَهما الظُّلمُ والكذبُ، فالإنسان يميّز بفطرتِه بين الخير والشرّ، والعدلِ والظلمِ، والصدقِ والكذبِ، وبدون هذا يعدُّ المرءُ من الأنعام لا من الأنام([1]).

 

وممّا يدلّنا على فطريةِ هذه النَّزْعَة الأَخلاقيَّة، أنّ النفسَ البشريَّةَ مفطورةٌ على حبِّ الكمال وكراهيةِ النَّقص، وحقيقةُ الخير إنما هو الاتِّصافُ بالكَمال؛ ولذا تُحبُّه النفوسُ، وحقيقةُ القُبحِ الاتصافُ بالنَّقص؛ ولذا ينفرُ منهُ الإنسانُ فطرَةً([2]).

ثُم إنّ مجرّدَ إدراكِ الإنسانِ الحقَّ والكمالَ يقتضِي اعتقادَه وحبَّه، ومجردَ إدراكِ الباطلِ والنَّقصِ يقتضِي إنكارَه وكَرَاهيته، ولا يحْتاجُ معَهَا الإنسَانُ إلى اسْتدلالٍ؛ ذلكَ أنَّ الإنسانَ لو خُيّر بين الصِّدق والكذِب مثلًا، ولم يترتَّب على اختيَارِه لأحدِهِما مضرّةٌ اختارَ الصّدق؛ لوُجُودِ قوةٍ في نفسِ الإنسانِ تقتضِي اعتِقَادَ الحقِّ وإرادةَ النَّافعِ بمجرّد إدراكِهمَا دون اسْتدلالٍ([3]).

 

أضِفْ إلى ما سبقَ أنَّ القولَ بفطريةِ النَّزعة الأَخلاقيَّة هو مُقتضَى الضَّرورةِ النَّفسِيَّةِ؛ فإنَّ الإنسانَ يجدُ من نفسِه ضرورةَ التفريقِ بين المتقابلاتِ من الأخلاقِ؛ كالعدْلِ والظُّلمِ والصِّدقِ والكذِبِ، فَنسبةُ هذا إلى فطرةِ الإنسانِ كنِسبة الحُلوِ والحَامِضِ إلى ذَوْقِه ورائحةِ المسكِ والنَتَنِ إلى شمِّه([4])

 

وإذا تقرّرت فطريَّةُ النَّزْعَة الأَخلاقيَّة، فإنَّ النفسَ البشريّةَ المفْطُورةَ على حبِّ الاستطلاعِ، تتطلَّبُ فاطرًا لها.

ولا تفسيرَ أرسخُ دلالةً وأقوى حجَّةً من أنّ فاطِرَها هو اللهُ سبحانَه الذِي خَلق النَّفسَ { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8]، وألهَمهَا التَّفريقَ بين الخيرِ والشرِّ والحسنِ والقبيحِ، وأرشَدها إلى السَّبيلَين يختارُ منهما ما شاء{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3] فالبشرُ يعرفون الخيرَ ويطلبونه ويُنكرون القبيحَ ويذمُّونه؛ واللهُ سُبحانَه أرسلَ إليهم الرَّسولَ {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157]، وهو سبحانه{لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: 28]؛ فهي قبائحُ لا تَسْتحسنها العقولُ([5]).

 

وكثيرًا ما ينبّهُ سبحانَه وتعالى عَلَى هذه النَّزْعَةِ بصِيغةِ الإِنْكارِ([6])؛ كقوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] وقوله تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ص: 28]

وقد أثبتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذه النَّزْعة وتقَبُّلِ الإنسان للخيرِ واستنكارِه للشرِّ فِطرةً فضلا عن مجرد معرفتِه([7])، فقال “البرُّ حُسنُ الخلُق، والإِثم ما حَاك في نفسِك وكرِهت أن يطَّلع عليه الناس”([8]).

 

إذا أدركنا هذا، فهو يقودنا إلى مسألةٍ أعمقُ تُعرِّفنا بفاطِر السَّمَاوات والأرْضِ سبحانَه وتعالى، ألا وهي مسْألةُ وجودِ القيمِ الأَخلاقيَّة المطْلقَة؛ حيثُ إنَّ الإنسانَ يُدرك ضرورةً من نفسه أنّ لهذه النَّزعة الأَخلاقيَّة قيمٌ موضوعيةٌ مطلقة وعامةٌ لجميع البشر، وليست هي حسَنة أو سيئة فقَط بالنِّسبةِ إلى فردٍ أو جماعةٍ أو مجتمعٍ أو بلدٍ، بل هي كذلك مطلقًا عند كلِّ البشَر، بل هِي كذَلك حتَّى مَع تصوّر عدمِ وجودِ البشر.

فالعدل مثلًا خيرٌ مطلقًا، وقيمةٌ أخلاقيةٌ حسنةٌ، وليس هو خيرٌ لِحُكم البشر عليها بالخيريَّة أو لتراضِي الناس بها وتصَالُحهم عَلى سُلوكِها، بل في العدل قيمةٌ موضوعيةٌ مطلقةٌ نابعةٌ من ذَاتها لا بِحكم أحدٍ عليها([9]).

 

ولعلَّ المقصودَ بالقيمِ المطلقةِ يتضحُ إذا تأمَّلنا القصةَ التَّالية:

في يَومٍ من الأيَّام، بَينما يمشِي طفلٌ مع أمِّه، رأى قطةً، فشدّ ذيْلها بعُنف، فزجَرتْه أمُّه عن ذلك.

فسألها: ولمَ؟

فقالت: لأنه يؤذيها.

فقال: وما المشكلة في إيذائها؟

فقالت: من الخطأ إيذاءُ حيوان بلا سبب.

فقال: لماذا هو خطأ؟

فليس للملحدِ جوابٌ هنا غيرَ أن يقُولَ: هو خطأٌ وكفَى؟!

معَ أنه كان من المُمكن الإجابةُ بأنَّه عدلٌ، والعدلُ له قِيمةٌ موضوعيةٌ مطلقةٌ، ولكنَّ الملحدَ لا يعترفُ بذلك؛ لأنه يقوِّضُ فكرَه الإلحادي، بل يستمرُّ في عنادِه ومكابَرَته([10]).

 

وهذه القيم الأَخلاقيَّة لا مناص عنها؛ إذ لا قيامَ لمُجتمع بشري صالح بدونها؛ فإنَّ قيامَ المجتمعِ يفتقرُ إلى قانونٍ يحكمُ على تصرفاتِ النَّاسِ بالحُسْنِ أو القُبْحِ، وإلا لو تُرِك كلّ إنسانٍ ونزواته دون مراعاة الآخرين لَتعَذّر وجود مجتمع إنساني صالح؛ ولذا كان البشرُ على مرّ العصورِ لَهُم قوانينُ صارمة مبنيةٌ على هذه القيمِ الموضوعية، فموقفُ الإنسانِ من الكذبِ والخيانة والغش في القديمِ هو نفسُ موقفِه اليومَ وسَيبقى كَذلك، ولعلَّ قوانين حمورابي الشهيرة شاهدٌ على ذلك([11]).

 

ووجود هذه القيم الأَخلاقيَّة الموضوعية دالّةٌ على مُوجدها سبحانَه.

وفي ظلِّ إنكارِ وجودِ اللهِ تُعتبر هذه المسألةُ معضلةٌ من أكبر المعضلاتِ؛ ذلك أنَّ البحثَ في القيم الموضوعية المطلقة بحثٌ في أمور غيبية متعالية على التفسير المادي؛ ولذا لا مفرّ لهم من هذا المأزِق إلا المجادلةَ ومحاولةَ إنكارِ وجودِ النَّزعة الأَخلاقيَّة والقِيَم المطلَقَة البدهيَّة مكَابرةً وعنادًا!!

وهذا ما اعترفَ به داعيةُ الإلحادِ الشَّهير (ريتشارد دوكنز) بقوله: ” ليست جميعُ الأحكام المطلقة مستمدةٌ من الدِّين، ولكن من الصعبِ جدًّا الدفاعُ عن القيم الأَخلاقيَّة المطلقة على أرضيَّة أخرى غير الدِّين”([12])

 

وتَعجبُ حين تَسمع بعد هذا مَن يقول مِن الملحدين بأن هذه القيم نسبية؛ ممّا يُفْقِدها قيمتها، ثم هو يُناقض نفسَه ويَصرُخُ بشعاراتِ الإنسانية والمطالبة بحقوقها بل وحقوق الحيوان، والتظاهر بإرادة الخير والصَّلاح للبشر!! والتساهلِ في نبْز الآخرين بكونهم أَشرارًا؛ كوصفِ الإسلامِ بأنه أعظمُ قوى الشرّ!!

فهذه الظَّواهر في الحقيقة تكشِف عمَّا يجدونه ضرورةً في نفوسهم وفُطروا عليه من الإقرارِ بالقيمِ المطلقة([13]).

 

وإذا كانت القيم الأَخلاقيَّة نسبيةٌ وضْعِيةٌ، فهل ينْصاع لها الإِنسان وهو يعلم أنَّها غيرُ مُقَدَّسة، بل هي من صُنع بشر قَاصرِينَ مثلَه لهم ميولٌ ورغباتٌ ومصالحُ؟! بل كيف ينْصاع لها وهو يعلم أنه لن يسْتفيد من التزامه بها شيئًا؛ إذ لا جزاءَ ولا عقاب!

 

والقول بالنسبيَّة مناقضةٌ للعقل؛ فإنّ أيّ حُكْم قيمي (حسَن أو قبيح) على أمْر ما، يمكن أن نحكُمَ عليه بأنه لا صادق ولا كاذب، وهذا تناقضٌ لا تقبلُهُ العقول!

 

ثمَّ هذا القولَ يُقوِّض التعليم والتربية من أسَاسِها؛ لأن المعلِّم يُعلِّم الخير والصحيح للأطفال ويربِّيهم عليه، فمن أين له أنَّ هذا الذي يعلمه خيرٌ وحقٌّ مطلقًا؟!

ولو كانت نسبية ذاتيةً، فمَن أينَ لهُ الصَّلاحيةَ لِيُلْزم به غيره؟!

 

وإنْ سلَّمنا جدلًا بالنسبيَّة لا يمكننا مناقشة أيّ موضوع أخلاقي والحكم على أي شيء بالحُسن والقُبح؛ لأنَّ المسألة راجعة إلى الذَّوق الشخصي لا غير!!

فلو قبضَت الشرطة على مجرمٍ في جريمة سرقةٍ، وادَّعى هذا المجرمُ أنَّ السرقةَ ليست قبيحةٌ بل حسنةٌ بالنسبة له؛ لأنها تُدِرُّ عليه الأموال، أليسَ لهذا المجرمِ الحقُّ فيما يقول؟!

 

وهناك مَن يزعمُ بأنَّ مسألةَ الأخلاق ليست راجعَةٌ إلى القيم المطلقة، بل إلى كونها نافعةٌ ومساهمةٌ في عافية الإنسان فحسْب، فيحاول إنكارَ القيم ِالمطلقة بإضفاءِ مَسحةٍ نفعيَّةٍ على الأخلاق!!

ولكنْ على هذا القول، هل كلُّ ما يُسهم في عافية الانسان يعتبرُ ممارسةً أخلاقية؟!

ولو فرَضنا إنسانًا يستفيدُ من تدمِير البشرِ واستنزافِ الشعوبِ، فهل يكون ذلك خيرًا؟!

هل اغتصاب امرأةٍ فعلٌ حسَن لِمَن يقضِي وطَرَه من ذلك؟([14])

لماذا تُخَطِّئون من يمارس الفاحشة مع الأمهات والمحارم أو مع البهائم؟([15])

ما المانع من القول بأن هتلر كان على صواب في أفعاله الإجرامية([16])؟

بل ما الدافع إلى فعل الخير في الحياة على هذا القول؟([17])

هذه التساؤلات وغيرها لا مفرَّ للملحدين عنها، بل يعترفون بعَجزِهم عن الإجابة عليها.

 

فإنّ نفي وجودِ القيم المطلقة يُفضِي إلى الفوضى وعدمِ وجودِ هدفٍ من الحياة بما لا يستقيم معه أمور البشر، وهذا ما أدركه من تبنّى هذا الأمر والتزم بلوازمه، فانتهوا إلى الفوضوية والعدمية والعبثية.

ولا غرابة، فما قيمة إنسانٍ يعتقدُ أنَّه مجرد وسَخ كيميائي موجودٍ على كوكب متوسط الحجم([18]).

 

معنى هذا أنّنا لن نستطيع القولَ بوجود خيرٍ موضوعيّ في الدنيا في ظلِّ إنكار وجود الله!! فلا يمكن أن نكون خيِّرين صالحين في هذه الدنيا وفي المجتمع بدون الإقرار بوجود الله!!

 

فالسِّياج الأخلاقي هو الضامن الوحيد لمودَّة الناس وتعاطفهم؛ فمتى وُجد دينٌ يحرِّك الناس نحو الآخرة والآجل، رغبَ الناسُ عن العاجلِ وتلاشت الأحقادُ والأضْغان وصلُحَ المجتمع، وإلا هَيمن القَلقُ على العالَم، وفُقِدَ الوعي، وعَجِز المجتمع عن التمسُّك بمفاهيم العدالة كما تنبّأ مؤرخو الغرب([19]).

 

أخيرًا أيها القارئ، نحنُ هنا بين خيارَين (إما شاكرا وإما كفورا):

إما أن نُؤمن بالله تعالى ونُقرَّ بالفطرة التي منها النزعةُ الأَخلاقيَّة والقيم المطلقة ونَعيشَ حياةً هنيئَة، وإما أن نُناقِضَ فِطَرَنا ونجحدَ خالقَنا ونعيشَ فوضى وقلقًا ودمارًا.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلّم

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (11/ 347)، مدراج السالكين لابن القيم (1/230)، المعرفة في الإسلام للدكتور عبد الله القرني (ص: 265)، سؤال الأخلاق لطه عبد الرحمن (ص: 53 – 54)، وقد زعمَ الفلاسفة اليونانيون بأن فضائل الأخلاق محصورة في العلم والعفة والشجاعة والحلم والعدل، وناقشهم ابن تيمية رحمه الله في مقولتهم تلك، وبيّن الحق منها والباطل، ينظر: الجواب الصحيح (4/107 وما بعدها)، الرد على المنطقيين (ص454).

([2]) ينظر: المعرفة في الإسلام للدكتور عبد الله القرني (ص: 271).

([3]) درء التعارض لابن تيمية (8/456)، وما ذكره رحمه الله من (قوة في نفس الإنسان…) هو ما يسميه فلاسفة الأخلاق (الحاسة الخلقية أو الضمير) ينظر: المعرفة في الإسلام للدكتور عبد الله القرني (ص: 275).

([4]) ينظر: مدارج السالكين لابن القيم (1/230).

([5]) ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (16/ 234) وأيضا (17/181)، مفتاح دار السعادة لابن القيم (2/388)، مدارج السالكين لابن القيم (1/274)، محاسن التأويل للقاسمي (17/159)، تفسير المنار لمحمد رشيد رضا (9/227).

([6]) مدراج السالكين لابن القيم (1/238-237).

([7]) ينظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب (ص:240)، الاعتصام للشاطبي (2/161).

([8]) أخرجه مسلم (2553)، وفي معناه عدّةُ أحاديث منها: حديث وابصة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “استفت قلبك، البر ما اطمأن إليه القلب، واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك” أخرجه أحمد (4/227)، وحديث ” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة” أخرجه الترمذي (2518) وصححه.

([9]) ينظر: الملل والنحل (2/ 99)، مجموع الفتاوى (8/ 435)، النظرية الخلُقية عند ابن تيمية لمحمد عبد الله عفيفي (ص: 129 – 130).

([10]) ينظر: شموع النهار لعبد الله العجيري (ص: 57).

([11]) للإستزادة ينظر: كتاب شريعة حمورابي لمحمود الأمين، الموسوعة العربية (8/583).

([12]) ينظر: وهم الإله لريتشارد دوكنز (ص: 232) نقلا عن: شموع النهار لعبد الله العجيري (ص:66).

([13]) عبّر عن هذا التناقض د. عبد الوهاب المسيري في كتابه العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (1/189).

([14]) وقد سُئل (ريتشارد دوكنز) هذا السؤال في حواراته مع (جاستن بيرلي) حول الإلحاد، واعترف بأن الحكم بكونه شرًا أمر اعتباطي لا تفسير له، وقد نقله عبد الله العجيري في شموع النهار (ص:66).

([15]) وقد اعترف (لورنس كراوس) بعدم إمكانية الحكم على شناعة زنا المحارم وكونه خطأ في مناظرته مع (حمزة تزورتزس) والتي كانت بعنوان (الإسلام أو الإلحاد، أيهما أكثر منطقية؟)، بل صرّح (بيتر سينغر) بأن ممارسة الفاحشة مع البهائم لا إشكال فيه؟! وقد ذكره عبد الله العجيري في شموع النهار (ص:68).

([16])ينظر: العقل الناضج لــ ه. أ. أفرستريت ترجمة: عبد العزيز القوصي (ص: 33)، وأيضا أثار الإشكال نفسه (ريتشارد دوكنز) كما نقله عبد الله العجيري في شموع النهار (ص: 66).

([17]) أورد هذه التساؤلات وغيرها أحد الباحثين في منتدى التوحيد وأورد معها الروابط على كل ما يذكر ينظر: فضائح إلحادية وأخلاق داروينية http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?52441

([18]) هذا تعريف الفيلسوف (ستيفن هوكنج) للجنس البشري؟! وقد نقلته من كتاب شموع النهار لعبد الله العجيري (ص:59).

([19]) وهذا ما ذكره (أرنولد توينبي) نقلا عن: الأسس النظرية لما بعد الحداثة لفخري صالح (ص:74).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017