الثلاثاء - 03 شوّال 1446 هـ - 01 ابريل 2025 م

العِشق الإلهيُّ بين مِطرقَة النصِّ وسِندان الدعوى

A A

السَّيرُ في أفلاك العبوديَّة يُلزِم صاحبَه ركوبَ الصعب والذَّلول؛ ليسبقَ الكائنات إلى مقاماتِ العبودية الطَّوعيَّة، وهذا فضل عظيمٌ لمن وُفِّق إليه، لكن صاحب قَسَم “لأحتَنِكَنَّ ذرِّيَّتَه” ليس غافلا عن هؤلاء السائرين، بل هو لهم بالمرصاد، وعند كلِّ منعرجٍ من طريقهم يجدونه أمامهم، قال الله تعالى حكايةً عنه: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم} [الأعراف: 16].

وأخطر حالات التَّعرُّض تلك التي تقع للمكلَّف هي حين يحاول الترقِّي في مدراج العبودية، فيبعُد من التراب ويقرُب من السماء، والسقوط حينذاك يعني الموتَ العقديَّ وانتكاس القلب وانحرافَ الخاطر، فيُؤتَى الحذِر مِن مأمنِه، فبينا هو في مقام الحبِّ لله تعالى إذا هو ينجرُّ إلى معانٍ باطلة ومقاماتٍ زائفةٍ، ومن هنا وقع الانحراف من كثيرٍ منَ السَّالكين دروبَ العبادة في المقامات التي يدَّعون، وفي مفهومها، وفي مدى موافقتها للنصوص الشرعية.

مفهوم العشق:

لم يختلِفِ المتصوّفَة عن غيرهم في تعريف العشق أنه فرطُ المحبَّة وأعلى مقاماتها، والعشق في المفهوم الصّوفيِّ أعمُّ من المحبة، فكلُّ عاشق محِبٌّ، وليس كلُّ محبٍّ عاشقًا، ولأنه متعلق بالوجدانيات يصعُب تعريفُه وإعطاؤه حدًّا جامعًا مانعًا؛ وذلك لتفاوت الشعور بين الناس، لكن جملة تعريفاتهم تصبُّ في معنى الفناء في الإله بالاتحاد معه بمعنى من المعاني، قال بعضهم: “العِشق شِدَّة الشَّوق إلى الاتِّحاد”، وقال بعضهم: “حدُّ العشق: امتزاج ظلِّ الجماعة بملوكيَّة الأوصال”، وقال بعضهم: “العشقُ: جنونٌ إلهيٌّ”([1]).

والمقصود بالجنون خروجُه بالعشق عن مقتضي تدبير النفس بالعقل على طريقة أهل الدنيا، بل تذوب في المعشوقِ ولا يهمُّها صلاح البدن.

مقام العشق وغايته:

إن مقام العشق عند المتصوِّفة هو أعلى المقامات وأفضلُها، وغايةُ ما ينتهي إليه العاشق الاطلاعُ على الغيوب والإخبارُ بها، لا عن طريق الحدس، بل عن طريق المشاهدة والمكاشفة؛ لأن الإنسان محجوب عن الغيب بالاشتغال بشغل الحواس في العالم السفليِّ، فالعاشق تتَّحد روحُه بالباري سبحانه، فلا يبصر الأشياءَ إلا عن طريقه، وهم يجوِّزون اتحاد النفسَين حتى لا يبقى فرق غير الجسم، وهذا كلام مصرَّف في كتبهم([2]).

وقد استفاض بعضهم في هذا المقام حتى رآه مسقِطًا للتكليف مبيحًا لكل ذنب؛ بحجَّة أنَّ المحبَّ لا يضره شيء.

إنكار السلف لهذا المعنى:

دلَّت نصوص القرآن والسنة على أن عبادةَ الله عز وجل قائمةٌ على ركنَيِ الرجاء والمحبة مع الخوف والتعظيم، فلا يستقيم الدين للمؤمن بالذَّوق والمحبة ما لم يجمع إليها شروط الشرع في العبادة؛ “ولذا قال بعض السلف: ‌من ‌عبد ‌الله ‌بالحب ‌وحده ‌فهو ‌زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحبّ والخوف والرجاء فهو مؤمن”. وقد جمع تعالى هذه المقامات الثلاث في قوله: {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ} [الإسراء: 57]، فابتغاء الوسيلة هو محبَتُه الداعية إلى التقرب إليه، ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف، فهذه طريقة عباده وأوليائه.

وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات، ويقول: المحب لا يضره ذنب، وقد صنَّف بعضهم في ذلك مصنَّفًا وذكر فيه أثرًا مكذوبًا: «إذا أحبَّ الله العبد لم تضره الذنوب»، وهذا كذب قطعًا منافٍ للإسلام؛ فالذنوب تضرُّ بالذات لكل أحدٍ كضرر السم للبدن، ولو قُدِّر أن هذا الكلام صحَّ عن بعض الشيوخ -وأما عن رسول الله فمعاذ الله من ذلك- فله محمل، وهو أنه إذا أحبه لم يدعه حبُّه إيّاه إلى أن يصِرَّ على ذنب؛ لأن الإصرار على الذنب منافٍ لكونه محبًّا لله، وإذا لم يصرَّ على الذنب بل بادر إلى التوبة النصوح منه، فإنه يُمحَى أثره ولا يضرُّه الذنب، وكلما أذنب وتاب وأناب إلى الله زال عنه أثر الذنب وضررُه، فهذا المعنى صحيح.

والمقصود أنَّ تجريدَ الحبِّ والذكر عن الخوف يوقع في هذه المعاطب، فإذا اقترن بالخوف جمعه على الطريق وردَّه إليها كلَّما شرد، فكأن الخوف سوطٌ يضرب به مطيتَه؛ لئلا تخرج عن الدرب، والرجاءُ حادٍ يحدوها يطيِّب لها السير، والحبُّ قائدها وزمامها الذي يسوقها. فإذا لم يكن للمطية سوط ولا عصا تردُّها إذا حادت عن الطريق، وتُركت تركَب التَّعاسيفَ؛ خرَجت عن الطريق وضلَّت عنها، فما حفظت حدود الله ومحارمه”([3]).

هذا مع أنه لا مقام أعظم من قام العبودية لله سبحانه وتعالى، وذلك يتحقق بالإخلاص والإتيان بالشرائع على الوجه الذي شُرِعت عليه، أما مقام العِشق هذا فهو مدخولٌ، لا دليل عليه من الشرع، ولا شاهد له من الطبع، فحسب المرء في العبادة أن يرضى عنه الربُّ، ولا يضرُّه أن كوشف بشيء أم لم يكاشَف، فعلم الغيب لم يتعبَّدنا الله عز وجل به، ولا أمرنا بالسعي إليه، والاطِّلاع عليه بالرؤية الصالحة أو بالإلهام الذي لا يصادِم نصًّا ليس بعيدًا على أيّ مكلَّف، فهو حاصل لعامَّة الناس ولخاصَّتهم، والعبرة في صلاح الشخص بموافقته لظاهر الشرع، لا بإخباره بالمغيَّبات أو مشاهدته لها.

وحين ننظر إلى أوامر القرآن وتوجيهاته في العبودية لا نجد ذكرًا لهذا المقام، بل نجد أمرا بالطاعة والطمع فيما عند الله والخوف من عقابه، وذلك في أعلى مراتب العبادة وهي الدعاء، قال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين} [الأعراف: 56]، “فأمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقُّب وتخوُّف وتأميل لله عز وجل، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر، يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، قال الله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49، 50]، فرَجَّى وخوَّف، فيدعو الإنسانُ ربَّه خوفًا من عقابه وطمعا في ثوابه، قال الله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]”([4]).

ولهذا كانت محبة كثيرٍ من أهل التصوُّف محبَّةً عاطفيَّة، لا تختلف عن محبَّة المشركين؛ لأنها عاطِفَة وذوقٌ ووَجد، وليست إيمانًا، ولا اتِّباعًا، ولا طاعةً والتزامًا، فلم يستنكف أصحابها من تتفيهِ المعظَّم كالجنة والنار والثواب والعقاب، وطلبوا المحبَّة من طرقٍ لا توصِل إليها من جهة الشرع، وإنما توصل إليها من جهَة العاطفة والطَّبع، فأكثروا سماعَ الشعر والأغاني، واستجازوا ضربَ الدفوف وسماع المغنِّيات، وظنّوا أنَّ هذا محركٌ للمحبَّة مهيِّجٌ لها، فغضُّوا الطرف عن كل ما يصاحِبُه من مخالفةٍ ما دام يحرك القلوب، ثم اخترعوا مقامَ العشق، وتكلَّموا فيه بغير لسان الشرع، وادَّعوا اتِّحاد الأرواح بالباري، وطلبوا علمَ الغيب، ولم يطلبوا موافقةَ الشرع، واستجازوا بأذواقهم وإلهامهم مخالفةَ ظاهر الشرع، وتخصيص عمومه بخواطر الأولياء وكشوفاتهم، وقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين خلَّص المحبة الشرعيةَ من الحمولة الثقافية التي شحَنها بها المتصوفة، وفي ذلك يقول: “‌وهؤلاء ‌يدَّعون ‌محبةَ ‌الله ‌في ‌الابتداء، ويعظمون أمر محبته، ويستحبّون السماع بالغناء والدفوف والشبابات، ويرونه قربة; لأن ذلك بزعمهم يحرك محبة الله في قلوبهم، وإذا حُقِّق أمرهم وُجِدت محبَّتُهم تشبه محبة المشركين لا محبَّة الموحدين، فإن محبة الموحدين بمتابعة الرسول والمجاهدة في سبيل الله، قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آلِ عِمْرَانَ: ٣١]، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التَّوْبَةِ: ٢٤]، وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [الْمَائِدَةِ: ٥٤].

وهؤلاء لا يحقِّقون متابعةَ الرسول، ولا الجهاد في سبيل الله، بل كثير منهم -أو أكثرهم- يكرهون متابعةَ الرسول، وهم من أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله، بل يعاونون أعداءه ويدَّعون محبته; لأن محبتهم من جنس محبة المشركين الذين قال الله فيهم: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الْأَنْفَالِ: ٣٥]؛ ولهذا يحبون سماع القصائد أعظم مما يحبون سماع القرآن، ويجتهدون في دعاء مشايخهم، والاستغاثة بهم عند قبورهم، وفي حياتهم في مغيبهم، أعظم مما يجتهدون في دعاء الله والاستغاثة به في المساجد والبيوت”([5]).

والعشق المذكور عند القوم ليس مقامًا من مقامات العبودية، ولا هو غايةٌ ولا وسيلة، فحسبُ المؤمن تحقيقُ المحبة بمعناها الشرعي الذي هو الرضا بشرع الله وبربوبيته وعبادته على الوجه اللائق به شرعًا، مع تمام الخوف وكمال الرجاء وصدق المحبة، ولا يضرُّه أن لم يرَ مكاشفةً أو لم يطَّلع على مغيَّب، أما الاتحاد -سواء كان روحيًّا أو جسمانيًّا- فإنَّ ادعاءه في حق الباري ذنب عظيمٌ، فاعتقاد أهل القبلة هو مباينة الخالق سبحانه وتعالى لخلقه، وغناه عنهم، وكمال قيُّوميَّته سبحانه، والكرامات التي لم يكن للأنبياء منها حظٌّ فإنها دعاوى عريَّة عن الحقّ، فلا سبيل لانكشاف المغيَّب للمكلف إلا بما شهد به الشرع.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: مشارق أنوار القلوب لعبد العزيز الدباغ (ص: 96).

([2]) ينظر: المرجع السابق (ص: 99)، وفصوص الحكم لابن عربي (ص: 140).

([3]) بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 852).

([4]) تفسير القرطبي (7/ 227).

([5]) منهاج السنة (5/ 329).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017