الاثنين - 20 شوّال 1445 هـ - 29 ابريل 2024 م

العِشق الإلهيُّ بين مِطرقَة النصِّ وسِندان الدعوى

A A

السَّيرُ في أفلاك العبوديَّة يُلزِم صاحبَه ركوبَ الصعب والذَّلول؛ ليسبقَ الكائنات إلى مقاماتِ العبودية الطَّوعيَّة، وهذا فضل عظيمٌ لمن وُفِّق إليه، لكن صاحب قَسَم “لأحتَنِكَنَّ ذرِّيَّتَه” ليس غافلا عن هؤلاء السائرين، بل هو لهم بالمرصاد، وعند كلِّ منعرجٍ من طريقهم يجدونه أمامهم، قال الله تعالى حكايةً عنه: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم} [الأعراف: 16].

وأخطر حالات التَّعرُّض تلك التي تقع للمكلَّف هي حين يحاول الترقِّي في مدراج العبودية، فيبعُد من التراب ويقرُب من السماء، والسقوط حينذاك يعني الموتَ العقديَّ وانتكاس القلب وانحرافَ الخاطر، فيُؤتَى الحذِر مِن مأمنِه، فبينا هو في مقام الحبِّ لله تعالى إذا هو ينجرُّ إلى معانٍ باطلة ومقاماتٍ زائفةٍ، ومن هنا وقع الانحراف من كثيرٍ منَ السَّالكين دروبَ العبادة في المقامات التي يدَّعون، وفي مفهومها، وفي مدى موافقتها للنصوص الشرعية.

مفهوم العشق:

لم يختلِفِ المتصوّفَة عن غيرهم في تعريف العشق أنه فرطُ المحبَّة وأعلى مقاماتها، والعشق في المفهوم الصّوفيِّ أعمُّ من المحبة، فكلُّ عاشق محِبٌّ، وليس كلُّ محبٍّ عاشقًا، ولأنه متعلق بالوجدانيات يصعُب تعريفُه وإعطاؤه حدًّا جامعًا مانعًا؛ وذلك لتفاوت الشعور بين الناس، لكن جملة تعريفاتهم تصبُّ في معنى الفناء في الإله بالاتحاد معه بمعنى من المعاني، قال بعضهم: “العِشق شِدَّة الشَّوق إلى الاتِّحاد”، وقال بعضهم: “حدُّ العشق: امتزاج ظلِّ الجماعة بملوكيَّة الأوصال”، وقال بعضهم: “العشقُ: جنونٌ إلهيٌّ”([1]).

والمقصود بالجنون خروجُه بالعشق عن مقتضي تدبير النفس بالعقل على طريقة أهل الدنيا، بل تذوب في المعشوقِ ولا يهمُّها صلاح البدن.

مقام العشق وغايته:

إن مقام العشق عند المتصوِّفة هو أعلى المقامات وأفضلُها، وغايةُ ما ينتهي إليه العاشق الاطلاعُ على الغيوب والإخبارُ بها، لا عن طريق الحدس، بل عن طريق المشاهدة والمكاشفة؛ لأن الإنسان محجوب عن الغيب بالاشتغال بشغل الحواس في العالم السفليِّ، فالعاشق تتَّحد روحُه بالباري سبحانه، فلا يبصر الأشياءَ إلا عن طريقه، وهم يجوِّزون اتحاد النفسَين حتى لا يبقى فرق غير الجسم، وهذا كلام مصرَّف في كتبهم([2]).

وقد استفاض بعضهم في هذا المقام حتى رآه مسقِطًا للتكليف مبيحًا لكل ذنب؛ بحجَّة أنَّ المحبَّ لا يضره شيء.

إنكار السلف لهذا المعنى:

دلَّت نصوص القرآن والسنة على أن عبادةَ الله عز وجل قائمةٌ على ركنَيِ الرجاء والمحبة مع الخوف والتعظيم، فلا يستقيم الدين للمؤمن بالذَّوق والمحبة ما لم يجمع إليها شروط الشرع في العبادة؛ “ولذا قال بعض السلف: ‌من ‌عبد ‌الله ‌بالحب ‌وحده ‌فهو ‌زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحبّ والخوف والرجاء فهو مؤمن”. وقد جمع تعالى هذه المقامات الثلاث في قوله: {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ} [الإسراء: 57]، فابتغاء الوسيلة هو محبَتُه الداعية إلى التقرب إليه، ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف، فهذه طريقة عباده وأوليائه.

وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات، ويقول: المحب لا يضره ذنب، وقد صنَّف بعضهم في ذلك مصنَّفًا وذكر فيه أثرًا مكذوبًا: «إذا أحبَّ الله العبد لم تضره الذنوب»، وهذا كذب قطعًا منافٍ للإسلام؛ فالذنوب تضرُّ بالذات لكل أحدٍ كضرر السم للبدن، ولو قُدِّر أن هذا الكلام صحَّ عن بعض الشيوخ -وأما عن رسول الله فمعاذ الله من ذلك- فله محمل، وهو أنه إذا أحبه لم يدعه حبُّه إيّاه إلى أن يصِرَّ على ذنب؛ لأن الإصرار على الذنب منافٍ لكونه محبًّا لله، وإذا لم يصرَّ على الذنب بل بادر إلى التوبة النصوح منه، فإنه يُمحَى أثره ولا يضرُّه الذنب، وكلما أذنب وتاب وأناب إلى الله زال عنه أثر الذنب وضررُه، فهذا المعنى صحيح.

والمقصود أنَّ تجريدَ الحبِّ والذكر عن الخوف يوقع في هذه المعاطب، فإذا اقترن بالخوف جمعه على الطريق وردَّه إليها كلَّما شرد، فكأن الخوف سوطٌ يضرب به مطيتَه؛ لئلا تخرج عن الدرب، والرجاءُ حادٍ يحدوها يطيِّب لها السير، والحبُّ قائدها وزمامها الذي يسوقها. فإذا لم يكن للمطية سوط ولا عصا تردُّها إذا حادت عن الطريق، وتُركت تركَب التَّعاسيفَ؛ خرَجت عن الطريق وضلَّت عنها، فما حفظت حدود الله ومحارمه”([3]).

هذا مع أنه لا مقام أعظم من قام العبودية لله سبحانه وتعالى، وذلك يتحقق بالإخلاص والإتيان بالشرائع على الوجه الذي شُرِعت عليه، أما مقام العِشق هذا فهو مدخولٌ، لا دليل عليه من الشرع، ولا شاهد له من الطبع، فحسب المرء في العبادة أن يرضى عنه الربُّ، ولا يضرُّه أن كوشف بشيء أم لم يكاشَف، فعلم الغيب لم يتعبَّدنا الله عز وجل به، ولا أمرنا بالسعي إليه، والاطِّلاع عليه بالرؤية الصالحة أو بالإلهام الذي لا يصادِم نصًّا ليس بعيدًا على أيّ مكلَّف، فهو حاصل لعامَّة الناس ولخاصَّتهم، والعبرة في صلاح الشخص بموافقته لظاهر الشرع، لا بإخباره بالمغيَّبات أو مشاهدته لها.

وحين ننظر إلى أوامر القرآن وتوجيهاته في العبودية لا نجد ذكرًا لهذا المقام، بل نجد أمرا بالطاعة والطمع فيما عند الله والخوف من عقابه، وذلك في أعلى مراتب العبادة وهي الدعاء، قال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين} [الأعراف: 56]، “فأمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقُّب وتخوُّف وتأميل لله عز وجل، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر، يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، قال الله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49، 50]، فرَجَّى وخوَّف، فيدعو الإنسانُ ربَّه خوفًا من عقابه وطمعا في ثوابه، قال الله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]”([4]).

ولهذا كانت محبة كثيرٍ من أهل التصوُّف محبَّةً عاطفيَّة، لا تختلف عن محبَّة المشركين؛ لأنها عاطِفَة وذوقٌ ووَجد، وليست إيمانًا، ولا اتِّباعًا، ولا طاعةً والتزامًا، فلم يستنكف أصحابها من تتفيهِ المعظَّم كالجنة والنار والثواب والعقاب، وطلبوا المحبَّة من طرقٍ لا توصِل إليها من جهة الشرع، وإنما توصل إليها من جهَة العاطفة والطَّبع، فأكثروا سماعَ الشعر والأغاني، واستجازوا ضربَ الدفوف وسماع المغنِّيات، وظنّوا أنَّ هذا محركٌ للمحبَّة مهيِّجٌ لها، فغضُّوا الطرف عن كل ما يصاحِبُه من مخالفةٍ ما دام يحرك القلوب، ثم اخترعوا مقامَ العشق، وتكلَّموا فيه بغير لسان الشرع، وادَّعوا اتِّحاد الأرواح بالباري، وطلبوا علمَ الغيب، ولم يطلبوا موافقةَ الشرع، واستجازوا بأذواقهم وإلهامهم مخالفةَ ظاهر الشرع، وتخصيص عمومه بخواطر الأولياء وكشوفاتهم، وقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين خلَّص المحبة الشرعيةَ من الحمولة الثقافية التي شحَنها بها المتصوفة، وفي ذلك يقول: “‌وهؤلاء ‌يدَّعون ‌محبةَ ‌الله ‌في ‌الابتداء، ويعظمون أمر محبته، ويستحبّون السماع بالغناء والدفوف والشبابات، ويرونه قربة; لأن ذلك بزعمهم يحرك محبة الله في قلوبهم، وإذا حُقِّق أمرهم وُجِدت محبَّتُهم تشبه محبة المشركين لا محبَّة الموحدين، فإن محبة الموحدين بمتابعة الرسول والمجاهدة في سبيل الله، قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آلِ عِمْرَانَ: ٣١]، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التَّوْبَةِ: ٢٤]، وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [الْمَائِدَةِ: ٥٤].

وهؤلاء لا يحقِّقون متابعةَ الرسول، ولا الجهاد في سبيل الله، بل كثير منهم -أو أكثرهم- يكرهون متابعةَ الرسول، وهم من أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله، بل يعاونون أعداءه ويدَّعون محبته; لأن محبتهم من جنس محبة المشركين الذين قال الله فيهم: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الْأَنْفَالِ: ٣٥]؛ ولهذا يحبون سماع القصائد أعظم مما يحبون سماع القرآن، ويجتهدون في دعاء مشايخهم، والاستغاثة بهم عند قبورهم، وفي حياتهم في مغيبهم، أعظم مما يجتهدون في دعاء الله والاستغاثة به في المساجد والبيوت”([5]).

والعشق المذكور عند القوم ليس مقامًا من مقامات العبودية، ولا هو غايةٌ ولا وسيلة، فحسبُ المؤمن تحقيقُ المحبة بمعناها الشرعي الذي هو الرضا بشرع الله وبربوبيته وعبادته على الوجه اللائق به شرعًا، مع تمام الخوف وكمال الرجاء وصدق المحبة، ولا يضرُّه أن لم يرَ مكاشفةً أو لم يطَّلع على مغيَّب، أما الاتحاد -سواء كان روحيًّا أو جسمانيًّا- فإنَّ ادعاءه في حق الباري ذنب عظيمٌ، فاعتقاد أهل القبلة هو مباينة الخالق سبحانه وتعالى لخلقه، وغناه عنهم، وكمال قيُّوميَّته سبحانه، والكرامات التي لم يكن للأنبياء منها حظٌّ فإنها دعاوى عريَّة عن الحقّ، فلا سبيل لانكشاف المغيَّب للمكلف إلا بما شهد به الشرع.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: مشارق أنوار القلوب لعبد العزيز الدباغ (ص: 96).

([2]) ينظر: المرجع السابق (ص: 99)، وفصوص الحكم لابن عربي (ص: 140).

([3]) بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 852).

([4]) تفسير القرطبي (7/ 227).

([5]) منهاج السنة (5/ 329).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017