السبت - 28 شوّال 1446 هـ - 26 ابريل 2025 م

المحبة الجبليّة والشرعيّة

A A

قد يتساءل الإنسان لماذا نؤمر بحب أشياء نحن نحبها جبلةً، ولو لم نؤمر بها، ونؤمر بحب أشياء ليس بمقدورنا حبها جبلّة؛ لأن الحب عمل قلبي لا يُدْخِلُهُ الإنسان على نفسه، وإذا أراد ذلك لحقه به عنت ومشقة!!

والحقيقة أن المحبة من الأوصاف المحمودة، بل من كمالات الأخلاق التي لا تدوم علاقةٌ دينية ولا اجتماعية إلا بوجودها، ولها حضورها في النصوص الشرعية؛ أمرًا ببعضها، ونهيًا عن بعضها الآخر.

ومن هنا تكمن الحاجة إلى التمييز بين أنواع المحبّة وما المحرَّم منها وما الجائز، وما النافع منها وما الضار؛ إذ لا يمكن الحكم عليها بالمدح أو الذم، ولا بالإنكار أو القبول على الإطلاق.

ولكي نقرب المسألة للقارئ الكريم، فإنه يمكن تقسيم المحبة باعتبار طبيعتها إلى طبعية وكسبية:

  • أ‌- أما الكَسْبِيِةٌ: فهي التي تدخل على الانسان بفعل ما يوجبها، وهذه محل المدح والذم، وتنقسم حسب الطلب الشرعي إلى أقسام:

  1. محبة الله عزوجل: وهذه يؤمر بها من جهة طلب تقديمها على ما سواها، وعدم مساواتها بغيرها، ومن أدلة ذلك قول الله عزوجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَاب} [سورة البقرة:165]. “أي: يسوون بين محبة الله ومحبة الأوثان، ثم أخبر أن المؤمنين أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ لإخلاصهم وتيقنهم الحق”([1])، فالله امتدح المؤمنين بتقديمهم محبة الله على محبة غيره، وعدم تسويتها به كما يفعل المشركون.

  2. محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهي مطلوبة من حيث كونها داعية لاتِّباعه، وتقديم قوله على قول غيره، لا من حيث كونها طَبْعِيةً؛ مثل ما وقع لأبي طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإن محبته له لم تستلزم اتباعه؛ ولذلك لم تنفعه.

ومن أدلة هذه المحبة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فو الذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)([2]).

قال الإمام أبو سليمان الخطابي: “لم يرد به حب الطبع بل أراد به حب الاختيار؛ لأن حب الإنسان نفسه طبع، ولا سبيل إلى قلبه، قال: فمعناه لا تَصْدُقُ في حبي حتى تفني في طاعتي نفسك، وتؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه هلاكُك”([3]).

  1. محبة ما يحبه الله؛ كمحبة المؤمنين، والأعمال الصالحة، وهذه محبة تابعة للقسمين اللذين قبلها ومقيدة بهما؛ ولذلك ترد في النصوص مقيدة بالحب في الله، كما في الحديث: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ……ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)([4]).

والذم يرد على المكلف فيها إما بسبب تقصيره فيها، أو تسويته لها بغيرها، وهذا الذم درجات بحسب درجات النهي من تحريم وكراهة.

  • ب‌- وأما الطَبْعِية؛ مثل: محبة القرابة، ومحبة التصاحب والمعرفة،ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره، ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر([5]).

وهذه المحبة تارة تكون شرعية محمودة، وتارة تكون غير شرعية بل مذمومة، والمدح والذم لا يتعلقان بذاتها، وإنما بما ينتج عنها، ومن هذا النوع محبة الوالدين وحب النساء والمال وغير ذلك، فهذه إذا مُدِحَت فالمدح يتعلق بها من جهة ما يترتب عليها كالبرِّ للوالدين، وحب النساء لكونه جالبا للعفة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إنما حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)([6])، فالنساء حببوا إليه من حيث كون ذلك جالبا للعفة؛ ولذلك ينص العلماء على ندبية النكاح وكونه من السنة استشهادا بمثل هذا الحديث([7])، ومحبة المال تمدح من حيث كونه يُنْفَقُ في سبيل الله، ويُتَصَدَّقُ به؛ ولذا قال عليه الصلاة والسلام: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق) ([8]).

وهي _أي المحبة الطَّبْعِيَةُ_ لا تُذَم لذاتها وإنما تذم من جهتين:

الجهة الأولى: تقديمها على ما هو أفضل منها.

والجهة الثانية: تسويتها بما هو أفضل منها.

فمن أمثلة ذمها بسبب تقديمها على ما هو أفضل منها: قوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين} [سورة التوبة:24]. “ففي الآية دليل على وجوب حب الله ورسوله، ولا خلاف في ذلك بين الأمة، وأن ذلك مقدم على كل محبوب”([9]). فالذم ورد في الآية لتفضيل محبة الوالدين والأبناء وغيرهما على محبة الله.

ومن أمثلة ذمها بسبب تَسْوِيــــتِــــــــــــهَا بما هو أفضل منها: قوله عليه الصلاة والسلام: (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)([10]). فالهجرة من أجل المال أو الزوجة جائزة ولا محظور فيها شرعا، لكنها ذكرت هنا في مقام الذم من جهة تشريكها في النية مع الهجرة إلى الله ورسوله، والهجرة إلى الله ورسوله أفضل.

وقد لخص الشاطبي -رحمه الله- الأوامر والنواهي التي ترد على الأوصاف الجبلية بكلام جيد مفاده: أن الحب وما في معناه من الأوصاف الجبلية، ينبغي للناظر فيها أن ينظر في حقائقها، والذي يظهر من أمر الحب والبغض وغيرهما من الأوصاف أن في دخولها على الإنسان حالتان:

-إما أن توجد من أصل الخلقة فلا يطالب إلا بتوابعها، فإنَّ ما في فطرة الإنسان من الأوصاف ينتج عنها أفعال مكتسبة، والطلب وارد على تلك الأفعال، لا على ما نشأت عنه، فالحب ينتج عنه عمل هو الولاء، والبغض ينتج عنه عمل هو البراء، فالطلب متجه إلى ما ينتج عنهما من هذه الأعمال.

-وإما أن ينتج الوصف عن عمل يسبقه ويبعث عليه، فالطلب الشرعي موجه إلى ذلك العمل الذي يسبقه؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا)([11]). وكذلك نهيه عن النظر المثير للشهوة الداعية إلى ما لا يحل، وأما عين الشهوة فلم ينه عنها([12]).

وخلاصة الأمر: أن المحبة وإن كانت جبلّية في الانسان؛ فإنها تزداد وتتجدد بحسب ما يطرأ على الإنسان من علم ومن أوصاف تزيدها، فالطلب وارد عليها من هذه الجهة.

أما من حيث كونها طَبْعِيِةً؛ فإن النهي لا يرد عليها من حيث وجودها؛ كحب الانسان لولده، ولمن أحسن إليه ولو كان كافرا، وإنما يرد من حيث تقديم هذه المحبة على ما هو أفضل منها؛ ولذلك لم يذم الله عز وجل محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب، وإنما نفى كونها سَبَبًا في الهداية: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين} [سورة القصص:56].

وهذا باب يلزم على المسلم فقهه وتعلمه؛ لدقة معانيه وبعد مراميه؛ ولأنه يندر التفريق بين الأخلاق التي هي كسب للإنسان، والأخلاق التي هي طبع له، ولو عرف الفرق فربما لا يعرف وجه التكليف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) تفسير ابن عطية (1/235).
([2]) البخاري (14) ومسلم (44).
([3]) شرح مسلم للإمام النووي(2/15).
([4]) البخاري (629) ومسلم (1031).
([5]) ينظر: طوق الحمامة لابن حزم (ص 94 وما بعدها).
([6]) السنن الكبرى للبيهقي (13454).
([7]) ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري(23/48)
([8]) البخاري (6805) ومسلم (815).
([9]) تفسير القرطبي (8/95).
([10]) البخاري (54) ومسلم (1907)
([11]) رواه مالك في الموطأ (2/908) مرسلا والبخاري في الأدب (594) وحسنه ابن حجر ينظر فيض القدير (3/271).
([12]) ينظر: الموافقات للشاطبي (2/106و107).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017