الخميس - 06 جمادى الآخر 1447 هـ - 27 نوفمبر 2025 م

المحبة الجبليّة والشرعيّة

A A

قد يتساءل الإنسان لماذا نؤمر بحب أشياء نحن نحبها جبلةً، ولو لم نؤمر بها، ونؤمر بحب أشياء ليس بمقدورنا حبها جبلّة؛ لأن الحب عمل قلبي لا يُدْخِلُهُ الإنسان على نفسه، وإذا أراد ذلك لحقه به عنت ومشقة!!

والحقيقة أن المحبة من الأوصاف المحمودة، بل من كمالات الأخلاق التي لا تدوم علاقةٌ دينية ولا اجتماعية إلا بوجودها، ولها حضورها في النصوص الشرعية؛ أمرًا ببعضها، ونهيًا عن بعضها الآخر.

ومن هنا تكمن الحاجة إلى التمييز بين أنواع المحبّة وما المحرَّم منها وما الجائز، وما النافع منها وما الضار؛ إذ لا يمكن الحكم عليها بالمدح أو الذم، ولا بالإنكار أو القبول على الإطلاق.

ولكي نقرب المسألة للقارئ الكريم، فإنه يمكن تقسيم المحبة باعتبار طبيعتها إلى طبعية وكسبية:

  • أ‌- أما الكَسْبِيِةٌ: فهي التي تدخل على الانسان بفعل ما يوجبها، وهذه محل المدح والذم، وتنقسم حسب الطلب الشرعي إلى أقسام:

  1. محبة الله عزوجل: وهذه يؤمر بها من جهة طلب تقديمها على ما سواها، وعدم مساواتها بغيرها، ومن أدلة ذلك قول الله عزوجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَاب} [سورة البقرة:165]. “أي: يسوون بين محبة الله ومحبة الأوثان، ثم أخبر أن المؤمنين أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ لإخلاصهم وتيقنهم الحق”([1])، فالله امتدح المؤمنين بتقديمهم محبة الله على محبة غيره، وعدم تسويتها به كما يفعل المشركون.

  2. محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهي مطلوبة من حيث كونها داعية لاتِّباعه، وتقديم قوله على قول غيره، لا من حيث كونها طَبْعِيةً؛ مثل ما وقع لأبي طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإن محبته له لم تستلزم اتباعه؛ ولذلك لم تنفعه.

ومن أدلة هذه المحبة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فو الذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)([2]).

قال الإمام أبو سليمان الخطابي: “لم يرد به حب الطبع بل أراد به حب الاختيار؛ لأن حب الإنسان نفسه طبع، ولا سبيل إلى قلبه، قال: فمعناه لا تَصْدُقُ في حبي حتى تفني في طاعتي نفسك، وتؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه هلاكُك”([3]).

  1. محبة ما يحبه الله؛ كمحبة المؤمنين، والأعمال الصالحة، وهذه محبة تابعة للقسمين اللذين قبلها ومقيدة بهما؛ ولذلك ترد في النصوص مقيدة بالحب في الله، كما في الحديث: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ……ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)([4]).

والذم يرد على المكلف فيها إما بسبب تقصيره فيها، أو تسويته لها بغيرها، وهذا الذم درجات بحسب درجات النهي من تحريم وكراهة.

  • ب‌- وأما الطَبْعِية؛ مثل: محبة القرابة، ومحبة التصاحب والمعرفة،ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره، ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر([5]).

وهذه المحبة تارة تكون شرعية محمودة، وتارة تكون غير شرعية بل مذمومة، والمدح والذم لا يتعلقان بذاتها، وإنما بما ينتج عنها، ومن هذا النوع محبة الوالدين وحب النساء والمال وغير ذلك، فهذه إذا مُدِحَت فالمدح يتعلق بها من جهة ما يترتب عليها كالبرِّ للوالدين، وحب النساء لكونه جالبا للعفة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إنما حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)([6])، فالنساء حببوا إليه من حيث كون ذلك جالبا للعفة؛ ولذلك ينص العلماء على ندبية النكاح وكونه من السنة استشهادا بمثل هذا الحديث([7])، ومحبة المال تمدح من حيث كونه يُنْفَقُ في سبيل الله، ويُتَصَدَّقُ به؛ ولذا قال عليه الصلاة والسلام: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق) ([8]).

وهي _أي المحبة الطَّبْعِيَةُ_ لا تُذَم لذاتها وإنما تذم من جهتين:

الجهة الأولى: تقديمها على ما هو أفضل منها.

والجهة الثانية: تسويتها بما هو أفضل منها.

فمن أمثلة ذمها بسبب تقديمها على ما هو أفضل منها: قوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين} [سورة التوبة:24]. “ففي الآية دليل على وجوب حب الله ورسوله، ولا خلاف في ذلك بين الأمة، وأن ذلك مقدم على كل محبوب”([9]). فالذم ورد في الآية لتفضيل محبة الوالدين والأبناء وغيرهما على محبة الله.

ومن أمثلة ذمها بسبب تَسْوِيــــتِــــــــــــهَا بما هو أفضل منها: قوله عليه الصلاة والسلام: (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)([10]). فالهجرة من أجل المال أو الزوجة جائزة ولا محظور فيها شرعا، لكنها ذكرت هنا في مقام الذم من جهة تشريكها في النية مع الهجرة إلى الله ورسوله، والهجرة إلى الله ورسوله أفضل.

وقد لخص الشاطبي -رحمه الله- الأوامر والنواهي التي ترد على الأوصاف الجبلية بكلام جيد مفاده: أن الحب وما في معناه من الأوصاف الجبلية، ينبغي للناظر فيها أن ينظر في حقائقها، والذي يظهر من أمر الحب والبغض وغيرهما من الأوصاف أن في دخولها على الإنسان حالتان:

-إما أن توجد من أصل الخلقة فلا يطالب إلا بتوابعها، فإنَّ ما في فطرة الإنسان من الأوصاف ينتج عنها أفعال مكتسبة، والطلب وارد على تلك الأفعال، لا على ما نشأت عنه، فالحب ينتج عنه عمل هو الولاء، والبغض ينتج عنه عمل هو البراء، فالطلب متجه إلى ما ينتج عنهما من هذه الأعمال.

-وإما أن ينتج الوصف عن عمل يسبقه ويبعث عليه، فالطلب الشرعي موجه إلى ذلك العمل الذي يسبقه؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا)([11]). وكذلك نهيه عن النظر المثير للشهوة الداعية إلى ما لا يحل، وأما عين الشهوة فلم ينه عنها([12]).

وخلاصة الأمر: أن المحبة وإن كانت جبلّية في الانسان؛ فإنها تزداد وتتجدد بحسب ما يطرأ على الإنسان من علم ومن أوصاف تزيدها، فالطلب وارد عليها من هذه الجهة.

أما من حيث كونها طَبْعِيِةً؛ فإن النهي لا يرد عليها من حيث وجودها؛ كحب الانسان لولده، ولمن أحسن إليه ولو كان كافرا، وإنما يرد من حيث تقديم هذه المحبة على ما هو أفضل منها؛ ولذلك لم يذم الله عز وجل محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب، وإنما نفى كونها سَبَبًا في الهداية: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين} [سورة القصص:56].

وهذا باب يلزم على المسلم فقهه وتعلمه؛ لدقة معانيه وبعد مراميه؛ ولأنه يندر التفريق بين الأخلاق التي هي كسب للإنسان، والأخلاق التي هي طبع له، ولو عرف الفرق فربما لا يعرف وجه التكليف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) تفسير ابن عطية (1/235).
([2]) البخاري (14) ومسلم (44).
([3]) شرح مسلم للإمام النووي(2/15).
([4]) البخاري (629) ومسلم (1031).
([5]) ينظر: طوق الحمامة لابن حزم (ص 94 وما بعدها).
([6]) السنن الكبرى للبيهقي (13454).
([7]) ينظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري(23/48)
([8]) البخاري (6805) ومسلم (815).
([9]) تفسير القرطبي (8/95).
([10]) البخاري (54) ومسلم (1907)
([11]) رواه مالك في الموطأ (2/908) مرسلا والبخاري في الأدب (594) وحسنه ابن حجر ينظر فيض القدير (3/271).
([12]) ينظر: الموافقات للشاطبي (2/106و107).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017