الثلاثاء - 27 جمادى الأول 1447 هـ - 18 نوفمبر 2025 م

رمضان وصفاء العبادات

A A

 

الحمد لله الذي شرع الدين وأكمله، وأسبغ علينا آلاءه ونعمه، والصلاة والسلام على من بعثه الله بالهدى وأكرمه، وجعله القدوة المتبوع وعظمه، وعلى آله وصحبه أولي التقى والـمَكرُمَة، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقد أظلّنا شهر رمضان الذي يتنافس في الظفر بأجوره المتنافسون، ويشمر على ساعد الجِدّ والاجتهاد فيه المتسابقون، فهو موسم القربات المتنوعة والطاعات الكثيرة: من صيام وقيام واعتكاف وتلاوة وذكر وصدقة وبِرّ ودعاء وتضرع وتوبة واستغفار، وغيرها من الأعمال الجليلة؛ غير أن بعض المسلمين تتجاذبهم البدع يمنة ويسرة؛ لتضيع عليهم أجور هذه العبادات، وتكدِّر صفوها بالمخالفات، فالأحرى بالمسلم أن يحتاط لدينه؛ لأن الله تعالى لا يقبل من العبادات إلا ما كان خالصًا صوابًا، فلا تكثيرُ الأعمال ينجيها، ولا تزيينُها بالبدع يبقيها، حتى تستوفي الشرطين.

ومصداق ذلك قوله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]. وكذلك ما صحَّ عن نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ»([1]). قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: “{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ}، أي: ثوابه وجزاءه الصالح، {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا}، ما كان موافقًا لشرع الله؛ {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، وهو الذي يُراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبَّل، لا بد أن يكون خالصًا لله، صوابًا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم”([2]).

وفي هذه الورقات سنذكر أهم ما يجتهد فيه المسلم خلال شهر رمضان، مع التنبيه على بعض المخالفات التي يقع فيها بعض الناس خصوصًا في عصرنا الحاضر.

أولًا: قربات في رمضان

  1. صيام النهار: لقوله عليه الصلاة والسلام: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»([3]).
  2. قيام الليل: لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه»([4]).
  3. الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه في هذا الشهر الذي أُنزل فيه، مع الحرص على خشوع القلب.
  4. الصدقة: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة([5]).
  5. تفطير الصائمين: قال صلى الله عليه وسلم: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا»([6]).
  6. الاعتكاف: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا([7]).
  7. العُمرة في رمضان: لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عُمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي» ([8]).
  8. تحرِّي ليلة القدر؛ لفضلها العظيم، قال صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»([9]).
  9. الحرص على الدعاء عند الإفطار، وقول الذكر المسنون بعد الإفطار: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله»([10]).
  10. تعجيل الفطور وتأخير السحور. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»([11]). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «ثلاثة من النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة»([12]). وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل السحور بقوله: «تسحَّروا فإن في السحور بركة»([13]). وعن عمرو بن ميمون الأودي قال: “كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارًا، وأبطأهم سحورًا”([14]).
  11. الحرص على الذكر المطلق والمقيَّد، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: مخالفات في رمضان

  1. الاعتماد على حساب الفلكيين في دخول رمضان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “فإنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء، أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يُرى أو لا يُرى= لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة. وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يُعرف فيه خلاف قديم أصلًا ولا خلاف حديث؛ إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غُمَّ الهلال، جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مُقيَّدًا بالإغمام ومختصًّا بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه”([15]).

  1. بدعة التسحير: وهو تنبيه الناس على السحور، ففي بعض الديار يقول المؤذنون بالجامع: تسحروا كلوا واشربوا أو ما أشبه ذلك. وفي بعضها يسحرون بدق الطار والغناء والرقص واللهو واللعب. وفي بعضها يضربون بالنفير على المنار، ويكررونه سبع مرات، ثم بعده يضربون بالأبواق سبعًا أو خمسًا، فإذا قطعوا حرم الأكل إذ ذاك عندهم([16]).

والتسحير لم تدع ضرورة إلى فعله؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قد شرع الأذان الأول للصبح للدلالة على جواز الأكل والشرب، والثاني للدلالة على تحريمهما، فلم يبق أن يكون ما يعمل زيادة عليهما إلا بدعة؛ لأن المؤذنين إذا أذنوا مرتين انضبطت الأوقات وعلمت. قال ابن الحاج المالكي: “كانوا في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – يعرفون جواز الأكل بأذان بلال ومنعه بأذان ابن أم مكتوم. وإذا كان ذلك كذلك فلا حاجة تدعو إلى ما أحدثوه من التسحير، ثم مع ذلك فيه من المفاسد ما تقدم ذكره من التشويش على من في المسجد من المتهجدين”([17]).

  1. تعجيل السحور، وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته الكرام كما تقدم في قربات رمضان برقم (10)، وقد شاعت ظاهرة تعجيل السحور في بعض الديار في الولائم والمناسبات، وفي بعض البلدان العربية يقسمون التراويح إلى قسمين من بداية رمضان إلى نهايته، بحيث يجعلون القسم الثاني منها من بعد السحور إلى وقت أذان الفجر، فيكون الوتر قبيل الأذان، وبفعلهم هذا يكون سحورهم قبل الفجر بوقت طويل، والله المستعان.
  2. ما يتخلل دعاء القنوت من مخالفات سواء لدى الإمام أو المأمومين: وسنشير إلى بعضها، ومن أراد التوسع فيرجع إلى مقالة بعنوان: “مخالفات في دعاء القنوت.. المبالغة والإطالة تجلبان التشويش والمشقة”([18]).
  • أ‌- رفع البصر إلى السماء أثناء الدعاء.
  • ب‌- المبالغة في رفع اليدين ظناً أن هذا أقرب للإجابة، وأبلغ في الخشوع.
  • ت‌- السجع المتكلف.
  • ث‌- رفع الصوت به.
  • ج‌- تلحينه والتعبد بذلك، حتى إنك تسمع تغنيه بالدعاء كتغنيه بالقرآن.
  • ح‌- الاعتداء في ألفاظ الدعاء ومعانيه، وتكثيرها بلا حاجة.
  • خ‌- ومن الأخطاء: التأمين على موضع من الدعاء ليس محلاً للتأمين، أو قول: سبحان الله، في موضع ليس محلًّا لها.
  1. دعاء ختم القرآن في الصلاة: وهذا لا أصل له، وأما خارج الصلاة فقد ورد فعله عن أنس رضي الله عنه. قال الشيخ ابن عثيمين: “لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة أيضًا، وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا. وهذا في غير الصلاة “([19]).

وقد ألف العلامة بكر أبو زيد رسالة بعنوان (جزء في مرويات دعاء ختم القرآن وحكمه داخل الصلاة وخارجها)، وخلاصتها: أن ما تقدم مرفوعًا وهو في مطلق الدعاء لختم القرآن لا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو إما موضوع أو ضعيف لا ينجبر. ويكاد يحصل القطع بعدم وجود ما هو معتمد في الباب مرفوعاً؛ لأن العلماء الجامعين الذين كتبوا في علوم القرآن وأذكاره أمثال: النووي، وابن كثير، والقرطبي، والسيوطي، لم تخرج سياقاتهم عن بعض ما ذكر، فلو كان لديهم في ذلك ما هو أعلى إسنادًا لذكروه. أما الموقوف فقد صح من فعل أنس بن مالك رضي الله عنه الدعاء عند ختم القرآن، وجمع أهله وولده لذلك، وأنه قد تابعه على ذلك جماعة من التابعين([20]).

وأما عن دعاء الختم في الصلاة فقال رحمه الله: “ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من صحابته رضي الله عنهم يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع أو بعده، لإمام أو منفرد([21]).

ومن الملاحظ أن العامة من الناس يحرصون حرصًا شديدًا على حضور (ليلة الختمة) مع إهمال كثيرين لصلاة التراويح في كل أو بعض الليالي الفاضلة!

  1. رفع الصوت بالدعاء بعد ختم القرآن، ويكون هذا الدعاء جماعياً، أو كل يدعو لنفسه، ولكن بصوت عال.
  2. تعمُّد تأخير أذان المغرب بدعوى الاحتياط.
  3. التلفظ بالنية عند السحور، كأن يقول القائل: اللهم إني نويت أن أصوم.
  4. الإمساك قبل أذان الفجر بعشر دقائق.
  5. تخصيص اليوم السابع والعشرين من رمضان بعُمرة، وهذا التخصيص لم يأت دليل عليه، فيكون من البدع.
  6. الاحتفال بذكرى غزوة بدر.
  7. الصمت وعدم الكلام في حال الصوم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “أما الصمت عن الكلام مطلقًا في الصوم أو الاعتكاف أو غيرهما فبدعة مكروهة باتفاق أهل العلم”([22]).

  1. قراءة سورة الأنعام في رمضان في ركعة واحدة ليلة الجمعة، أو في آخر ركعة من التراويح ليلة السابع أو قبلها.

وقد سُئل عنها شيخ الإسلام ابن تيمية: هل هي بدعة أو لا؟ فأجاب: “نعم بدعة، فإنه لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين، ولا غيرهم من الأئمة أنهم تحرَّوا ذلك، وإنما عُمدة من يفعله: ما نُقل عن مجاهد وغيره من أن سورة الأنعام نزلت جملة مشيَّعة بسبعين ألف ملك، فاقرؤوها جُملة؛ لأنها نزلت جُملة. وهذا استدلال ضعيف، وفي قراءتها جُملة من الوجوه المكروهة أمور، منها: أن فاعل ذلك يطوِّل الركعة الثانية من الصلاة على الأولى تطويلًا فاحشًا، والسُّنة تطويل الأولى على الثانية كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها: تطويل آخر قيام الليل على أوّله، وهو خلاف السنة فإنه كان يُطوِّل أوائل ما كان يصلِّيه من الركعات على أواخرها والله أعلم”([23]).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

([1]) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها. صحيح البخاري (ح 2697)، صحيح مسلم (ح 1718).

([2]) تفسير القرآن العظيم 5/205.

([3]) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. صحيح البخاري (ح 38)، صحيح مسلم (ح 760).

([4]) متفق عليه -أيضًا- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. صحيح البخاري (ح 37)، صحيح مسلم (ح 759).

([5]) كما في المتفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا. صحيح البخاري (ح 6)، (ح 2308).

([6]) رواه الترمذي (ح 807)، وابن ماجه (ح 1746)، وأحمد (ح 17074)، وغيرهم، من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه. وصححه الألباني كما في صحيح ابن ماجه 1/291.

([7]) لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا عند البخاري في صحيحه (ح 2044).

([8]) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا. صحيح البخاري (ح 1782)، صحيح مسلم (ح 1256).

([9]) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. صحيح البخاري (ح 1901)، صحيح مسلم (ح 760).

([10]) رواه أبو داود (ح 2359)، والدارقطني 3/156، والحاكم 1/584، وغيرهم، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا.

([11]) متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه مرفوعًا. صحيح البخاري (ح 1957)، صحيح مسلم (ح 1098).

([12]) رواه الدارقطني 2/30، والبيهقي في الكبرى 2/29، وابن المنذر في الأوسط 3/92. وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (2/125) للطبراني في الكبير من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعًا وموقوفًا، وصحح الموقوف. وانظر: صحيح الجامع 1/583.

([13]) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا. صحيح البخاري (ح 1923)، صحيح مسلم (ح1095).

([14]) رواه عبدالرزاق في مصنفه (ح 7591)، وإسناده صحيح كما قال الحافظ في الفتح 4/199.

([15]) مجموع الفتاوى 25/132 – 133.

([16]) المدخل 2/255.

([17]) المدخل 2/254.

([18]) نشرتها جريدة الرياض، بقلم د. محمد بن فهد الفريح عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وقد أفاد الكاتب وأجاد بجلب الأدلة والتعليلات على هذه المخالفات، ولولا الإطالة لنقلنا ذلك.

([19]) فتاوى أركان الإسلام (ص 354).

([20]) جزء في مرويات ختم القرآن (ص 31).

([21]) المصدر السابق (ص 32).

([22]) مجموع الفتاوى 25/292.

([23]) مجموع الفتاوى 23/121.

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017