الثلاثاء - 21 رجب 1446 هـ - 21 يناير 2025 م

الجمع العثمانيّ للمصحف | ودور حذيفة فيه

A A

إن وثاقة النقل النصي للقرآن أمر مقطوع به، فقد تولى الله حفظه فقال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، وكان من وسائل حفظه كتابته وتدوينه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنه صلى الله عليه وسلم حَرصَ على أن لا يختلط بالقرآن غيره؛ فنهى عن كتابة غير القرآن؛ حتى يبقى النص القرآني كما هو، خال من الإدراج والتصحيف، وكان يتولى بنفسه إقراءه للناس على الأوْجُه التي نزل بها، وظل الأمر على ذلك حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فجُمع المكتوب المتفرق من القرآن في مصحف واحد بين الدفتين في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وذلك حين رأى كثرة مقتل القراء في المواطن، واستمر الأمر حتى كان عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد تفطن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه -وهو الذي أوكل إليه النبي صلى الله عليه وسلم أمر المنافقين- وبحكم حنكته وفطنته رأى خطرًا محدقًا بالأمة؛ نتيجة لتعدد القراء واختلافهم، وتفضيل العوام بعض القراءات على بعض، فرأى أن يوقف هذا الشر، ويغلق هذا الباب.

وسنتناول هذه الحادثة وقصة حرق المصحف من جهة عثمان رضي الله عنه، ونبين دوافعه في ذلك ومستنده، وما لحذيفة رضي الله عنه في القضية من دور.

ملابسات القصة:

ما فعل عثمان لم يكن اجتهادًا محضًا فيما يُقبل من القرآن وما لا يقبل، بل هو محاولةٌ تتبَّع فيها عثمان سنة سلفه من الخلفاء؛ لضبط التنازع الذي وقع بسبب القراءات التي أرخص فيها النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين، بالإضافة إلى أن بعض هذه القراءات نُسِخَ، ولم يعلم به بعض الصحابة ممن لم يشهدوا العرضة الأخيرة، ومن هنا وقع الخلاف وكان ذلك سبب التنازع الذي استشرى في عهد عثمان رضي الله عنه ، ولاحظه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك، أن حذيفة بن اليمان، قدم على عثمان، وكان يُغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة، قبل  أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف، أن يُحرَّق([1]).

ويبدو أن حذيفة فطن إلى هذا الأمر قبل هذه الحادثة، وثمة روايات تشير إلى ذلك، منها ما رواه ابن أبي داود عن يزيد بن معاوية [العامري أو النخعي] قال: “إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة، قال: وليس إذ ذاك حَجَزة ولا جلاوزة([2])، إذ هتف هاتف من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله، واختلفا في آية من سورة البقرة، قرأ هذا: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للْبَيْتِ”، وَقَرَأَ هَذَا: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] فغضب حذيفة واحمرت عيناه، ثم قام ففزر قميصه في حُجْزته([3]) وهو في المسجد – وذاك في زمن عثمان -، فقال: إما أن يركب إليَّ أمير المؤمنين وإما أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس فقال: إن الله بعث محمدًا فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر دينه، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر فنزل وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان، وايم الله ليوشكن أن يطعنوا فيه طعنة تخلفونه كله”([4]).

بل جاء ذلك صريحًا فيما رواه ابن أبي داود عن حبيب بن أبي ثابت أن  أبا الشَّعْثَاءِ المحاربي قال: “كنا جلوسا في المسجد وعبد الله [أي: ابن مسعود] يقرأ، فجاء حذيفة فقال: ” قراءة ابن أم عبد، وقراءة أبي موسى الأشعري، والله إن بقيت حتى آتي أمير المؤمنين -يعني عثمان- لأمرته بجعلها قراءة واحدة، قال: فغضب عبد الله، فقال لحذيفة كلمة شديدة، قال: فسكت حذيفة “([5]).

وبالنظر إلى هذه الروايات نجد أن إلزام الناس بقراءة واحدة كان رأيًا لحذيفة رضي الله عنه قبل حادثة الجمع، وقد بيَّنت الروايات الأسباب الداعية للجمع، وهو خوف الاختلاف، وقد أخبر حذيفةُ الخليفةَ عثمان بذلك، ولم ينفرد عثمان برأيه، بل جمع الصحابة، وأجمعوا معه على جمع المصحف، وإلزام الناس به، وأقرَّ الصحابة حرق ما سواه، فعن علي رضي الله عنه أنه قال: “يا أيها الناس: لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرًا، فوالله ما فعل الذي فعل إلا مِن ملأ منا جميعًا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرًا، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن يجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف، قلنا: فنٍعم ما رأيت. قال: قال علي: والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل”([6]). وقد روى ابن أبي داود عن مصعب بن سعد قال: “أدركت الناس متوافرين حين حرَّق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك، وقال: لم ينكر ذلك منهم أحد”([7]).

وثمة روايات تظهر أن فكرة تحريق المصاحف المخالفة كان لحذيفة رأي سابق فيها، ففي لفظ آخر لأثر أبي الشعثاء المحاربي السابق، أن حذيفة قال: “والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لأمرته أن يغرقها”([8]).

وقد كانت فكرة جمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه تتميز عن فكرة جمع المصحف في عهد أبي بكر رضي الله عنه: بأن الجمع في عهد أبي بكر كان المقصود منه ألا يضيع من المصحف شيء بسبب ذهاب حملته، فجمعه في مصحف واحد، لكن لم يُلزم الناس بما فيه، لذا استمر بعض الصحابة ممن لم يشهد العرضة الأخيرة يقرئ ببعض ما نُسخ من القرآن دون أن يعلم ذلك، فلما كان جمع عثمان رضي الله عنه حَسَم مادة الخلاف بإلزام الناس بما في المصاحف المنسوخة المرسلة إلى الأمصار، التي كتبت وفق ما استقر عليه الأمر في العرضة الأخيرة للقرآن.

وقد كان توحيد المصاحف وفق الضوابط التالية:

  • أ‌- أن تنسخ المصاحف من نسخة أبي بكر، وهذا مصرَّح به في رواية البخاري التي مرت معنا.
  • ب‌- أن تضم لجنة المصاحف من يضمن وجودهم صحة القراءة رواية ودراية، بأن يكون منهم من عرف بالفصاحة التامة، وسلامة الكتابة رسمًا وخطًّا.
  • ت‌- أن تضم لجنة المصحف قُرشيين يتكلمون بلغة قريش؛ ليضبط ما اختلفوا فيه، ففي الترمذي: قال الزهري: “فاختلفوا يومئذٍ في التابوت والتابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيدٌ: التابوه، فرُفعَ اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت؛ فإنه نزل بلسان قريش”([9]).

وقد كان لهذا الجمع فوائد عدة أدَّت إلى إجماع الصحابة عليه وإلغاء ما سواه، وقد مر تقرير إجماعهم وعدم انفراد عثمان بما فعل، من تلك الفوائد:

  1. إهمال ما نُسخت تلاوته، ولم يستقر في العرضة الأخيرة.
  2. كتابة المصحف بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة والأحرف التي نزل عليها القرآن، وتوزيع وجوه القراءات على المصاحف إذا لم يحتملها الرسم الواحد([10]).
  3. تجريد المصحف مما ليس قرآنًا، كالذي كان يكتبه الصحابة في مصاحفهم الخاصة شرحًا لمعنى، أو بيانًا لناسخ([11]).

وبهذا يتبين السبب الداعي لجمع المصاحف ونسخها في عهد عثمان وحرق ما سواها، وأن ذلك كان بإشارة من حذيفة ابتداءً، وبإقرار من الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا بعد ذلك، وقد صرَّحت رواية البخاري بأن مصحف حفصة لم ينله الحرق؛ لأنه هو المصحف الذي جمعت فيه أوجه القراءة التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرَّها في العرضة الأخيرة، ولم يَدَّعِ أحد من الصحابة أن القرآن زِيدَ فيه أو نقص؛ بسبب ما فعل عثمان، بل كل ما في الأمر أن عثمان حَرصَ على بقاء النص القرآني خاليًا من الزيادة والنقص، فحذف جميع القراءات التفسيرية التي كان يدرجها بعض الصحابة في النص؛ لأنهم كانوا يكتبون لأنفسهم، وكذلك أسباب النزول، وبقي القرآن الذي هو كلام الله منفردًا مكتوبًا في مصحف وحده؛ ولكيلا يختلط الأمر على الناس من جديد أُرْسِلَ مع كل مصحف قارئ يقرأه على الناس بالوجه الذي ثبت عنده، فرضي الناس برأي عثمان حين علموا مبناه وأجمعوا عليه، وظل النص القرآني موثقًا حفظًا وخطًّا إلى يومنا هذا، وكل ذلك تصديقًا لقول الله:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [سورة الحجر:9]. فحفظته السطور والصدور.

ومما يدل على أن ما فعل عثمان كان مسلَّمًا به، الحوادث التي تكررت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من خلاف في القراءة، حين يسمع أحد من الصحابة حرفًا عند غيره لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يُتصور أن يتصرف عثمان ويلغي حرفًا أو أحرفًا مات عنها النبي وهي يُقْرَأُ بها دون أن يكون هناك نكير من المسلمين؟! وقد قُتل عثمان رضي الله عنه على ما دون ذلك، فما بالك إذا وجد خصومه ثغرة كهذه أكانوا يتركونها له دون أن تكون السبب الرئيسي في التحريض عليه رضي الله عنه وأرضاه؟!

([1]) رواه البخاري  (4987)

([2]) الحَجَزة: هم الذين يمنعون التاس بعضهم من بعض، والواحد حاجز، ينظر: النهاية (حجز)، والجلاوزة جمع جلواز وهو الشرطي، ينظر: الصحاح (جلز).

([3]) أي: شقه، والحُجزة: موضع شق الإزار.

([4]) كتاب المصاحف لابن أبي داود ت: د. محب الدين واعظ  1/ 175. وذكر محققه: أن في إسناده من لم يقف له على ترجمة.

وظاهر هذه القصة التي وقعت في الكوفة أنها حادثة أخرى سوى الحادثة الواقعة في فتح أرمينية وأذربيجان المروية في الأثر السابق، ولعله يُجمع  بين الحادثتين أن التي وقعت في الكوفة متقدمة على الحادثة الثانية، وكأن حذيفة كان له رأي ونظر في القضية مع تردد، ثم لما رأى ما حصل من خلاف في القرآن بين جندي العراق والشام في فتح أرمينية وأذربيجان أفزعه الأمر وتأكد له خطورته فعزم عزما جازما على التوجه إلى الخليفة وإبلاغه، والله أعلم.

([5])كتاب المصاحف لابن أبي داود، ت: د. محب الدين واعظ  1/ 179. وحكم محققه بضعف الرواية لعدم وجود متابع لحبيب بن أبي ثابت مع تدليسه وعدم تصريحه بالسماع.

([6]) المصدر السابق 1/ 176.

([7]) المصدر السابق 1/ 178.

([8]) المصدر السابق 1/ 180.

([9]) سنن الترمذي، أبواب تفسير القرآن (3029)

([10]) ينظر: المقنع في رسم مصاحف الأمصار (ص 10) لأبي عمر الداني.

([11]) ينظر: تاريخ القرآن وغرائب رسمه (ص65) للكردي.

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017