الأربعاء - 04 شوّال 1446 هـ - 02 ابريل 2025 م

الجمع العثمانيّ للمصحف | ودور حذيفة فيه

A A

إن وثاقة النقل النصي للقرآن أمر مقطوع به، فقد تولى الله حفظه فقال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، وكان من وسائل حفظه كتابته وتدوينه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنه صلى الله عليه وسلم حَرصَ على أن لا يختلط بالقرآن غيره؛ فنهى عن كتابة غير القرآن؛ حتى يبقى النص القرآني كما هو، خال من الإدراج والتصحيف، وكان يتولى بنفسه إقراءه للناس على الأوْجُه التي نزل بها، وظل الأمر على ذلك حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فجُمع المكتوب المتفرق من القرآن في مصحف واحد بين الدفتين في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وذلك حين رأى كثرة مقتل القراء في المواطن، واستمر الأمر حتى كان عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد تفطن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه -وهو الذي أوكل إليه النبي صلى الله عليه وسلم أمر المنافقين- وبحكم حنكته وفطنته رأى خطرًا محدقًا بالأمة؛ نتيجة لتعدد القراء واختلافهم، وتفضيل العوام بعض القراءات على بعض، فرأى أن يوقف هذا الشر، ويغلق هذا الباب.

وسنتناول هذه الحادثة وقصة حرق المصحف من جهة عثمان رضي الله عنه، ونبين دوافعه في ذلك ومستنده، وما لحذيفة رضي الله عنه في القضية من دور.

ملابسات القصة:

ما فعل عثمان لم يكن اجتهادًا محضًا فيما يُقبل من القرآن وما لا يقبل، بل هو محاولةٌ تتبَّع فيها عثمان سنة سلفه من الخلفاء؛ لضبط التنازع الذي وقع بسبب القراءات التي أرخص فيها النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين، بالإضافة إلى أن بعض هذه القراءات نُسِخَ، ولم يعلم به بعض الصحابة ممن لم يشهدوا العرضة الأخيرة، ومن هنا وقع الخلاف وكان ذلك سبب التنازع الذي استشرى في عهد عثمان رضي الله عنه ، ولاحظه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك، أن حذيفة بن اليمان، قدم على عثمان، وكان يُغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة، قبل  أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف، أن يُحرَّق([1]).

ويبدو أن حذيفة فطن إلى هذا الأمر قبل هذه الحادثة، وثمة روايات تشير إلى ذلك، منها ما رواه ابن أبي داود عن يزيد بن معاوية [العامري أو النخعي] قال: “إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة، قال: وليس إذ ذاك حَجَزة ولا جلاوزة([2])، إذ هتف هاتف من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله، واختلفا في آية من سورة البقرة، قرأ هذا: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للْبَيْتِ”، وَقَرَأَ هَذَا: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] فغضب حذيفة واحمرت عيناه، ثم قام ففزر قميصه في حُجْزته([3]) وهو في المسجد – وذاك في زمن عثمان -، فقال: إما أن يركب إليَّ أمير المؤمنين وإما أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس فقال: إن الله بعث محمدًا فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر دينه، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر فنزل وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان، وايم الله ليوشكن أن يطعنوا فيه طعنة تخلفونه كله”([4]).

بل جاء ذلك صريحًا فيما رواه ابن أبي داود عن حبيب بن أبي ثابت أن  أبا الشَّعْثَاءِ المحاربي قال: “كنا جلوسا في المسجد وعبد الله [أي: ابن مسعود] يقرأ، فجاء حذيفة فقال: ” قراءة ابن أم عبد، وقراءة أبي موسى الأشعري، والله إن بقيت حتى آتي أمير المؤمنين -يعني عثمان- لأمرته بجعلها قراءة واحدة، قال: فغضب عبد الله، فقال لحذيفة كلمة شديدة، قال: فسكت حذيفة “([5]).

وبالنظر إلى هذه الروايات نجد أن إلزام الناس بقراءة واحدة كان رأيًا لحذيفة رضي الله عنه قبل حادثة الجمع، وقد بيَّنت الروايات الأسباب الداعية للجمع، وهو خوف الاختلاف، وقد أخبر حذيفةُ الخليفةَ عثمان بذلك، ولم ينفرد عثمان برأيه، بل جمع الصحابة، وأجمعوا معه على جمع المصحف، وإلزام الناس به، وأقرَّ الصحابة حرق ما سواه، فعن علي رضي الله عنه أنه قال: “يا أيها الناس: لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرًا، فوالله ما فعل الذي فعل إلا مِن ملأ منا جميعًا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرًا، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن يجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف، قلنا: فنٍعم ما رأيت. قال: قال علي: والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل”([6]). وقد روى ابن أبي داود عن مصعب بن سعد قال: “أدركت الناس متوافرين حين حرَّق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك، وقال: لم ينكر ذلك منهم أحد”([7]).

وثمة روايات تظهر أن فكرة تحريق المصاحف المخالفة كان لحذيفة رأي سابق فيها، ففي لفظ آخر لأثر أبي الشعثاء المحاربي السابق، أن حذيفة قال: “والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لأمرته أن يغرقها”([8]).

وقد كانت فكرة جمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه تتميز عن فكرة جمع المصحف في عهد أبي بكر رضي الله عنه: بأن الجمع في عهد أبي بكر كان المقصود منه ألا يضيع من المصحف شيء بسبب ذهاب حملته، فجمعه في مصحف واحد، لكن لم يُلزم الناس بما فيه، لذا استمر بعض الصحابة ممن لم يشهد العرضة الأخيرة يقرئ ببعض ما نُسخ من القرآن دون أن يعلم ذلك، فلما كان جمع عثمان رضي الله عنه حَسَم مادة الخلاف بإلزام الناس بما في المصاحف المنسوخة المرسلة إلى الأمصار، التي كتبت وفق ما استقر عليه الأمر في العرضة الأخيرة للقرآن.

وقد كان توحيد المصاحف وفق الضوابط التالية:

  • أ‌- أن تنسخ المصاحف من نسخة أبي بكر، وهذا مصرَّح به في رواية البخاري التي مرت معنا.
  • ب‌- أن تضم لجنة المصاحف من يضمن وجودهم صحة القراءة رواية ودراية، بأن يكون منهم من عرف بالفصاحة التامة، وسلامة الكتابة رسمًا وخطًّا.
  • ت‌- أن تضم لجنة المصحف قُرشيين يتكلمون بلغة قريش؛ ليضبط ما اختلفوا فيه، ففي الترمذي: قال الزهري: “فاختلفوا يومئذٍ في التابوت والتابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيدٌ: التابوه، فرُفعَ اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت؛ فإنه نزل بلسان قريش”([9]).

وقد كان لهذا الجمع فوائد عدة أدَّت إلى إجماع الصحابة عليه وإلغاء ما سواه، وقد مر تقرير إجماعهم وعدم انفراد عثمان بما فعل، من تلك الفوائد:

  1. إهمال ما نُسخت تلاوته، ولم يستقر في العرضة الأخيرة.
  2. كتابة المصحف بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة والأحرف التي نزل عليها القرآن، وتوزيع وجوه القراءات على المصاحف إذا لم يحتملها الرسم الواحد([10]).
  3. تجريد المصحف مما ليس قرآنًا، كالذي كان يكتبه الصحابة في مصاحفهم الخاصة شرحًا لمعنى، أو بيانًا لناسخ([11]).

وبهذا يتبين السبب الداعي لجمع المصاحف ونسخها في عهد عثمان وحرق ما سواها، وأن ذلك كان بإشارة من حذيفة ابتداءً، وبإقرار من الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا بعد ذلك، وقد صرَّحت رواية البخاري بأن مصحف حفصة لم ينله الحرق؛ لأنه هو المصحف الذي جمعت فيه أوجه القراءة التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرَّها في العرضة الأخيرة، ولم يَدَّعِ أحد من الصحابة أن القرآن زِيدَ فيه أو نقص؛ بسبب ما فعل عثمان، بل كل ما في الأمر أن عثمان حَرصَ على بقاء النص القرآني خاليًا من الزيادة والنقص، فحذف جميع القراءات التفسيرية التي كان يدرجها بعض الصحابة في النص؛ لأنهم كانوا يكتبون لأنفسهم، وكذلك أسباب النزول، وبقي القرآن الذي هو كلام الله منفردًا مكتوبًا في مصحف وحده؛ ولكيلا يختلط الأمر على الناس من جديد أُرْسِلَ مع كل مصحف قارئ يقرأه على الناس بالوجه الذي ثبت عنده، فرضي الناس برأي عثمان حين علموا مبناه وأجمعوا عليه، وظل النص القرآني موثقًا حفظًا وخطًّا إلى يومنا هذا، وكل ذلك تصديقًا لقول الله:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [سورة الحجر:9]. فحفظته السطور والصدور.

ومما يدل على أن ما فعل عثمان كان مسلَّمًا به، الحوادث التي تكررت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من خلاف في القراءة، حين يسمع أحد من الصحابة حرفًا عند غيره لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يُتصور أن يتصرف عثمان ويلغي حرفًا أو أحرفًا مات عنها النبي وهي يُقْرَأُ بها دون أن يكون هناك نكير من المسلمين؟! وقد قُتل عثمان رضي الله عنه على ما دون ذلك، فما بالك إذا وجد خصومه ثغرة كهذه أكانوا يتركونها له دون أن تكون السبب الرئيسي في التحريض عليه رضي الله عنه وأرضاه؟!

([1]) رواه البخاري  (4987)

([2]) الحَجَزة: هم الذين يمنعون التاس بعضهم من بعض، والواحد حاجز، ينظر: النهاية (حجز)، والجلاوزة جمع جلواز وهو الشرطي، ينظر: الصحاح (جلز).

([3]) أي: شقه، والحُجزة: موضع شق الإزار.

([4]) كتاب المصاحف لابن أبي داود ت: د. محب الدين واعظ  1/ 175. وذكر محققه: أن في إسناده من لم يقف له على ترجمة.

وظاهر هذه القصة التي وقعت في الكوفة أنها حادثة أخرى سوى الحادثة الواقعة في فتح أرمينية وأذربيجان المروية في الأثر السابق، ولعله يُجمع  بين الحادثتين أن التي وقعت في الكوفة متقدمة على الحادثة الثانية، وكأن حذيفة كان له رأي ونظر في القضية مع تردد، ثم لما رأى ما حصل من خلاف في القرآن بين جندي العراق والشام في فتح أرمينية وأذربيجان أفزعه الأمر وتأكد له خطورته فعزم عزما جازما على التوجه إلى الخليفة وإبلاغه، والله أعلم.

([5])كتاب المصاحف لابن أبي داود، ت: د. محب الدين واعظ  1/ 179. وحكم محققه بضعف الرواية لعدم وجود متابع لحبيب بن أبي ثابت مع تدليسه وعدم تصريحه بالسماع.

([6]) المصدر السابق 1/ 176.

([7]) المصدر السابق 1/ 178.

([8]) المصدر السابق 1/ 180.

([9]) سنن الترمذي، أبواب تفسير القرآن (3029)

([10]) ينظر: المقنع في رسم مصاحف الأمصار (ص 10) لأبي عمر الداني.

([11]) ينظر: تاريخ القرآن وغرائب رسمه (ص65) للكردي.

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017