الجمعة - 14 رمضان 1446 هـ - 14 مارس 2025 م

إِذَا كَانَ اللهُ غَنيٌّ عَنَّا؛ فَلِمَ يأمُرُنَا بِعِبَادَتِه؟

A A

لماذا وُجدنا؟!

وما الغاية من وجودنا في الدنيا؟!

هذه من الأسئلة الملحَّة على النفس البشرية، والتي حيَّرت الألبّاء وشغلت الأذكياء في كل مراحل التاريخ، وهو في ذات الوقت من أخطر الأسئلة الوجودية على الإنسان؛ فكل إرادات الإنسان وحركاته وأفكاره وسلوكياته ستتحوَّر وفقًا للغاية التي يُحددها لوجوده بطبيعة الحال.

ولذا فصَلَ سبحانه وتعالى وفصَّلَ القول في الغاية من خلْق الخلْق، قال عزَّ من قائل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فالغاية التي خلق الله من أجلها الخلق، هي عبادته سبحانه وتعالى([1]).

وهنا يعترض بعضهم فيقول: أليس الله غنيٌّ عنَّا فلِمَ يأمرنا بعبادته سبحانه؟

نقول: ليس معنى خلقِنا لعبادته أنه سبحانه وتعالى محتاج إلى عبادتنا جلَّ وعلا، بل نحن المحتاجون إليه سبحانه، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].

فالله سبحانه وتعالى لا تزيده طاعة الطائعين ولا تنقصه معصية العاصين، كما في الحديث القدسي «يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم؛ ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئا»([2]).

فليست عبادته سبحانه لحاجته إلى العبادة، وإنما لحاجتنا إليه سبحانه وتعالى.

وتوضيح ذلك مثلًا: ماذا لو كنت بحاجة إلى مهندس معماري لبناء بيتك، وكنت قد عرفت أن في منطقتك مهندسًا معماريًّا بارعًا لا يُعلى عليه، وآخر مهارته محدودة في الهندسة، وكلاهما يعملان بنفس التكلفة، فأيهما ستختار؟

حتمًا ستقول الأول لأنه أكمل، وتسلِّم لقوله وتستجيب لطلباته وإن كلَّفك وقتًا ومالًا وجهدًا؛ ذلك أن البحث عن الكمال غريزة بشرية وركيزة أساسية في النفوس.

فكيف بالله سبحانه وتعالى الذي له الكمال المطلق، في أسمائه وأوصافه وأفعاله سبحانه، فنحن نسلِّم لربنا ومولانا بما اختار لنا، وبالغاية التي بيَّن أنها الحكمة من خلقِه لنا؛ لأنه سبحانه وتعالى الأكمل، بل له الكمال المطلق في كل شيء، في العلم والقدرة والحكمة، وفي الرحمة والرأفة سبحانه، أفلا نسلِّم لقوله ونذعن لأمره سبحانه وتعالى؟!

وتأمل قولل.. ()ه المطلق في كل شيء،ه سبحانه وتعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]، كيف نبَّه على كمال ربوبيته وألوهيته، ثم أمر بعبادته سبحانه.

هذا من جهة، ولو نظرنا من جهة أخرى، فإن من الكمال أن يَظهر أثر صفاته وأفعاله وكمالاته على الخلق سبحانه وتعالى، ولو كانت المخلوقات كلها تخضع له دون اختيارٍ منها ورغبة لم يظهر ذلك الأثر، فكيف يظهر لنا أثر كمال فضله وكرمه ومحبته إن لم يكن ثمَّة من يُحسن طوعًا من نفسه ويستحق الكرم والفضل؟!

أم كيف يظهر كمال رحمته وحِلمه ومغفرته إن لم يكن ثمَّة من يذنب ويتوب؟!

أم كيف يظهر كمال عدله إن لم يكن ثمَّة من يخطئ؟!

ولذا فإن الله تعالى خلق الخلق لا ينفكُّون عن عبادته وطاعته، بل {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]، فهم لا يستطيعون غيرها ولا يملكون إلا الانقياد لله تعالى، ولكن الله ميَّز الثقلين عن كل خلائقه، وكرَّمهم بأن أعطاهم حرية الاختيار بين أن يطيعوه أو يعصوه؛ فيعبده الصالحون طوعًا من أنفسهم وطمعًا في فضله وكرمه، ويعصيه غيرهم فيحكم فيهم بعدله سبحانه، فهذا أحد أهمّ مظاهر الكمالات الإلهية.

وهذه الحرية في الاختيار هي الأمانة التي عرضها على كل المخلوقات فلم تُطق تحمُّلها، وتفرَّد الإنسان بتحمّلها كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} [الأحزاب: 72]، يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه: “الطاعة عرضها عليها قبل أن يعرضها على آدم، فلم تطقها، فقال لآدم: يا آدم إني قد عرضت الأمانة على السموات والأرض والجبال، فلم تطقها، فهل أنت آخذها بما فيها؟ فقال: يا رب: وما فيها؟ قال: إن أحسنت جُزيت، وإن أسأت عُوقبت، فأخذها آدم فتحمّلها…”([3]).

ولِمَ لا يتحمَّل الإنسان تلك الأمانة وهو يدرك عظيمَ فضلِ الله تعالى وجزيلَ ثوابه وشرفِ من تحمَّلها عنده سبحانه؟! وهذا ما يظهره لِحاق الآية: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 73].

وسُئل جعفر الصادق: لِمَ خلق الله الخلق؟ فقال: “لأنّ الله سبحانه كان محسنًا بما لم يزل فيما لم يزل، إلى ما لم يزل، فأراد سبحانه وتعالى أن يفوّض إحسانه إلى خلقه وكان غنيًّا عنهم، لم يخلقهم لجرّ منفعة، ولا لدفع مضرّة، ولكن خلقهم وأحسن إليهم وأرسل إليهم الرسل حتّى يفصلوا بين الحق والباطل، فمن أحسن كافأه بالجنة، ومن عصى كافأه بالنار”([4]).

وهذا غايةٌ في الكمال أن يعطي خلقًا من خلقه القدرة والاختيار بين الطاعة والمعصية، فيختاروا هم عبادته سبحانه وينالوا عظيم فضله وكرمه عز وجل، دون جبر منه أو إكراه على عبادته؛ فإن “أمر الله أعظم من أن يُجبِر ويقهَر، ولكن يقضي ويقدر ويخلق ويجبل عبده على ما أحب“([5]).

ولأجل تحمّل الإنسانُ الأمانةَ كرّمه الله على خلائقه، وفضَّله عليهم، وأسجد له ملائكته، وخصّه بدخول جنته سبحانه، بل وجعله خليفة يخلفه في الأرض بذلك. يقول ابن جرير رحمه الله في تأويل قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]: “إني جاعل في الأرض خليفةً منّي يخلفني في الحكم بين خلقي، وذلك الخليفة هو آدمُ ومن قام مقامه في طاعة الله … وأما الإفساد وسفك الدماء بغير حقّها فمِن غَير خُلفائِه، ومن غير آدم…لأنه أضاف الإفساد وسفك الدماء بغير حقّها إلى ذُرّية خليفته دونه، وأخرج منه خليفته”([6]).

وظهور هذا الكمال لله تعالى ليس مفتقرًا إلى وجود الإنسان أو محتاجًا إليه، ولكن كمال المولى سبحانه وتعالى يترتب عليه ظهور آثار كمالاته على الإنسان من غير حاجة لذلك الإنسان، ألا ترى إلى الشمس كيف يظهر أثر نورها على الخلق دون حاجة منها لتلك الخلائق؟ ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى([7]).

وقد يقول قائل: أنا لا أتذكر أني وافقت على تحمّل هذه الأمانة التي تزعمها!!

فالجواب أن هذا هو سرُّ الامتحان، فإننا لو كنَّا نتذكَّر ذلك العهد والميثاق المبرم مع ربنا سبحانه لم نكن لنُعرض عن عبادته، ولا فائدة حينئذ من حرية الاختيار، ولم يكن ثمَّة امتحان واختبار؛ لأن حقيقة الاختبار هو في الإيمان بالغيب، فالمتقون هم {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3]، ولو لم يكن الأمر غيبًا لاستجاب الناس كلُّهم لأمر الله ولم يتخلف أحد. تمامًا كما لو كان هناك اختبار من اختبارات الدِّراسة، وسُمح للطلاب بالكشف عن مصدر المعلومات، فسيُجيب الجميع، وأيُّ معنًى للاختبار حينئذ؟!

وعرض تحمِّل الأمانة ذاتُه مظهر من مظاهر كمال رحمته ومغفرته وعفوه سبحانه وتعالى؛ ذلك أن المخلوق الناقص وإن قَبِل تحمُّل الأمانة فلا شكَّ أنه لن يستطيع أداءها على وجه الكمال والتمام، بل لا محالة سيحصل منه التقصير ما دام أنه مخلوق ناقص، وهذا ما حصل بالفعل لأبينا آدم عليه السلام بعد تحمِّل الأمانة، يقول عن ابن عباس رضي الله عنه: “عُرضت على آدم [أي الأمانة]، فقال: خذها بما فيها، فإن أطعت غفرت لك، وإن عصيت عذبتك، قال: قد قبلت، فما كان إلا قدر ما بين العصر إلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الخطيئة”([8]).

وإذا كان التقصير لا محالة حاصل، فإن المؤمن منهم بربِّه والمؤمِّل لعفوه سيتَّجه إليه بالاستغفار والتوبة، فيغفر الله له ويتوب عليه ويحيب دعوته فيظهر كمال عفوه ورحمته، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم»([9]).

ومن جهة ثالثة، قل لي بربِّك، ربٌّ هو الملك الخالق الرازق المدبر، بل وخالقنا وموجدنا من العدم. ونحن مخلوقون له ضعفاء فقراء، هذا حالنا وتلك حاله سبحانه، فما هي العلاقة المثلى بيننا وبينه عزَّ وجلَّ؟

لا شكَّ أن الخضوع له والانقياد لأمره هو حيلتنا وهو أفضل حال بيننا وبينه.

ينجلي لنا الأمر أكثر بهذا المثل {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [النحل: 60].

لو أن ملكًا من ملوك الأرض أحسن إلى أهل مِصره وعدَل في حكمه وملكه، فماذا ينبغي أن تكون العلاقة بينه وبينهم؟

إن أقلَّ ما يقدَّر هنا هو التقدير والحمد والثناء والتعظيم لهذا الملك، فكيف الحال بالملك الخالق الرازق المدبِّر؟ أليس من المنطقيِّ أن يُؤلَّه ويُعبد ويُذلَّ له ويُخضع؟ وهذا ما يردده القرآن كثيرًا، بل هي فاتحته كما قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 2 – 5]، فالخالق الرازق المدبر هو المستحق للعبادة.

فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بالعبادة لحاجته إليها، بل لأن طبيعة العلاقة بيننا وبينه تقتضي ذلك، وبهذا تستوعب معنى كونه غنيٌّ عن عباده، وكونه لا يرضى لهم الكفر في قوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]، فالله غنيٌّ عنا ولا يحتاج لعبادتنا، بل نحن من نحتاج عبادته.

وهل حقًّا نحتاج إلى العبادة؟

دعنا في هذه المرَّة نترك الجواب للعلم الحديث المادي وملاحظاته.

فإن كثيرًا من أرباب العلم التجريبي يقرُّ بأن التعبُّد والتديُّن خاصية أساسية في الإنسان، وبهذا يصرِّح المؤرخون، ومن ذلك المقولة الشهيرة للمؤرخ الإغريقي بلوتارك: “لقد وجدنا في التاريخ مُدُنًا بلا مدارس، ووجدنا في التاريخ مُدُنًا بلا حصون، ووجدنا في التاريخ مُدُنًا بلا مستشفيات، ولكن ما وجدنا في التاريخ مُدُنًا بلا معابد”([10]).

ولم يقتصر الأمر في الأمم الغابرة، بل بات فرعًا من فروع علم الأعصاب والذي أصبح يعرف باسم (Neurotheology) أي أعصاب علم اللاهوت!! وهو يسعى للكشف عن حقيقة العلاقة بين الجهاز العصبى وظاهرة التعبُّد!!

بل بلغ الحال ببعضهم إلى البحث عن الجين المسؤول عن التعبُّد!! وألّف في ذلك العالم الأمريكي (دين هامر) كتابًا سمَّاه (الجين الإلهي: كيف ضمّن الإيمان في جيناتنا؟)، وبعضهم يبحث عن سرِّ هذا التديُّن في العقل، كما فعل البروفيسور (كفن نيلسون) المختص في علم الأعصاب، وألّف كتابًا سمَّاه (الدافع لله.. هل تم تسليك الدين في عقولنا؟)!!

ومهما يكن من أمرٍ، فإن وجود هذه الدراسات دليل على إيمانهم بتجذُّر وأصالة التعبُّد في الإنسان([11]).

فالتعبُّد في الحقيقة حاجة إنسانية ملحَّة، وليس لله حاجة في ذلك، {فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]

ختامًا أيها الإنسان: التعبُّد لله تعالى من مقتضيات الكمال الإلهي أوَّلًا، فضلًا عن كونه مقتضى من مقتضيات خلقه وإيجاده لك، بل أنت أحوج ما يكون إلى عبادته، فهي غريزة في نفسك وفطرتك، فما لك بعيد عن أبواب رحمته وهو يناديك سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]؟!

 


([1]) فعبادة الله غاية لخلقه لهم وليست علة كما يخطئ بعضهم في التعبير عنه، ينظر: دراسات لأسلوب القرآن الكريم د.محمد عبدالخالق عضيمة (2/472).

([2]) صحيح مسلم (2577).

([3]) تفسير الطبري (20/ 338).

([4]) تفسير الثعلبي (7/ 60).

([5]) مقولة للإمام الزُّبَيدي، رواها الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 775).

([6]) تفسير الطبري (1/ 452).

([7]) شاهد أيضا محاورات ذاكر نايك: https://www.youtube.com/watch?v=vxTnPvwOP7Y ، https://www.youtube.com/watch?v=a1Z6wErpmHc .

([8]) تفسير الطبري (19/ 197).

([9]) صحيح مسلم (2749).

([10]) ولذا تجد في تاريخ البشر تنوع هائل في أنواع المعبودات، حتى إن بعضهم يعبد الحجر والبقر والجرذان!

([11]) ينظر: شموع النهار، للشيخ عبد الله العجيري (ص 32).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017