الخميس - 16 شوّال 1445 هـ - 25 ابريل 2024 م

 قصور المنهج التجريبي عن إدراك الحقائق

A A

السعي الإنساني وراء الأسئلة الوجودية الكبرى من أجل الوصول إلى معرفة حقيقة وجوده سعيٌ فطريٌّ ضروريٌّ لطبيعته الباحثة عن الغايات، بل هو أخص خصائص الإنسانية، فهو دائمًا يبحث عن إجابات لأسئلته تلك: لماذا نحن هنا؟ من أين جئنا؟ وما مصيرنا؟

وقد ادّعي البعض أن “العلم التجريبي هو الوسيلة الوحيدة لتكوين هذه الحقائق”، وهذا الادعاء يناقض نفسه ذاتيًّا، لأن هذه الجملة نفسها لا يمكن للعلم إثباتها، فكيف نسلِّم بصحة شيء لا يمكن البرهنة عليه؟ كما أنها توظيف للعلم في غير محله، فالعلم “التجريبي” لا يستطيع إثبات الحقائق الرياضية أو الحقائق الوجودية، كذلك لا يمكنه إثبات الحقائق التاريخية أو الأخلاقية.

فمثلًا: كيف يمكننا أن نثبت علميًّا عن طريق التجربة وجود أرسطو أو أفلاطون أو غيرهم؟ وكيف يمكننا أن ندلِّل تجريبيًّا على تحريم زنا المحارم؟ أو كيف يمكننا أن نقنع السارق تجريبيًّا بحرمة السرقة؟ …إلخ، كل هذا وغيره من مئات الأمثلة لا ناقة للعلم التجريبي فيها ولا جمل؛ لأنه ليس معنيًّا بها ولا مُصمَّم لها ولا لدراستها، إذ يهتمّ العلم التجريبي بدراسة الكون ومكوناته والبحث في ظواهره بُغية تفسيرها والسعي لمعرفة أسبابها([1])، وهو أمر طبيعي، لكن لا يمكن للعلم التجريبي البحث فيما وراء الكون وماذا كان قبله؟ أو ما الغرض من نشأة الكون؟ ولماذا نحن موجودون في هذا الكون؟ مثل هذه الأسئلة الوجودية هي منقطة مُحرمة على العلم  التجريبي الاقتراب منها كذلك، وليس هذا من أجل ضعف في الإمكانيات أو التكنولوجيا العلمية الحالية والتي قد يتجاوزها العلم مستقبلًا، ولكن لأن مثل هذه الأسئلة لا علاقة للعلم التجريبي بها؛ لأنها خارج نطاقه، ولا يتعرض لها بأي وجه من الوجوه.

إنَّ العلم الطبيعي مبنيّ أيضًا على بعض الافتراضات، وأحد هذه الافتراضات المهمة: أن قوانين الطبيعة كانت نفسها في الماضي السحيق -ومنذ بلايين السنين- وهى كما هي حتى الآن، فبالفعل لا توجد طريقة لمعرفة صحة هذه النقطة في تاريخنا، ولكن لو كانت هذه القوانين مختلفة.. فإن بعضًا من العلم الطبيعي سيحتاج للمراجعة، وحتى الآن فإن الشك في صحة هذا الافتراض لا يجد دعمًا في المجتمع العلمي، ولكن من المتفق عليه والمـُغفل عنه: أن العلم الطبيعي يقوم على أقل عدد ممكن من مثل هذه الافتراضات، وهو كذلك … ويؤكد الفيزيائي (جون بولكينجهورن) (John Polkinghorne) على أن: “قوانين الفيزياء -كما تعرف عنها الفيزياء الحديثة- لا تملك سمة الاكتفاء الذاتي، ولكن يبدو «بالأخص» أنها تشير لما بعدها للحاجة لمستوى أعلى وأعمق من الوضوح”([2]).

كذلك مما يؤيد قصور المنهج العلمي التجريبي وعدم قدرته على الإحاطة الكاملة والوصول إلى الحقيقة المُطلقة = مبدأ عدم التأكد، ومُبرهنة جودل، ومحدودية الكون، وفيما يلي بيان ذلك:

  • مبدأ عدم التأكد

دعنا ننظر في عالم الكوانتم([3])، نجد في الكوانتم مثلًا قانون الثنائية أو الارتيابية فكلها مصطلحات تؤدي إلى غرض واحد، وهو إما أن يتبين لدينا أن الجسيم يمر كموجة أو كجسيم، وإما أن نعرف موضعه أو كمية حركته بالضبط، أما أن نعرف حقيقة الأمرين كاملًا فهو شيء مستحيل، وهذا لا يعني أننا متى عرفنا أحد الأمرين -الموضع مثلًا- معرفة كاملة أن الشيء الآخر ليس موجودًا -ككمية الحركة مثلًا- بل هو موجود لكننا عاجزون وسنظل عاجزون عن معرفته، وذلك لأن دساتير -قوانين- الفيزياء هذه هي حدود معرفتنا المادية التي بها نستكشف الظواهر الموجودة في الكون، وليس لنا من سبيل مادي غيرها([4])، فقوانين الفيزياء الأساسية تمنع أي عالِمٍ مهما كانت ظروفه أو إمكانياته مثالية من الحصول على معلومات مؤكدة بشكل يقيني. فما يقوم بقياسه يشتمل بشكل طبيعي على مقدار من عدم الدقة لا يمكنه تجاوزه، لأنه قانون طبيعي، وهو ما يعني عدم قدرته على التنبؤ بحركة الأشياء مستقبلًا بدقة متناهية، فسيظل هناك نسبة ولو صغيرة من عدم التأكد. فالفيزياء علم لا يمكنه أن يعطينا أكثر من تنبؤات إحصائية فقط، ومعنى هذا المبدأ أنه مهما كان الإحكام وتطوير وسائلنا في القياس فلن يمكننا ذلك من التوصل إلى معرفة كاملة للطبيعة من حولنا([5]).

إذًا لدينا قوانين تحكم عالمنا، لكنها محدودة ونتعرف على العالم من خلالها..! وعليه فستظل معرفتنا المعتمدة على هذه القوانين محدودة بحدودها والحقيقة الكاملة لكي نعلمها تتوقف على شيء آخر خارج عن حدود عالمنا الذي نوجد فيه، متجاوزًا لقوانينه وإطاره المحدود، ومن هُنا نستنتج أن هُناك مصادر أُخرى للمعرفة غير العلم الطبيعي، والعلم الطبيعي أحد هذه المصادر لكنه ليس المصدر الوحيد لتكوين الحقائق، ومن هذه المصادر: الحس والعقل والنقل والتجربة، ..إلخ([6])، وبالتالي فحاجتنا لمصادر المعرفة الأخرى هو أمر ضروري؛ حتى تكتمل لدينا الصورة ونصل إلى الحقيقة المطلوبة، والوصول إلى إجابة الأسئلة الأخرى التي عجز عنها العلم التجريبي.

فالعلم التجريبي يساعدنا بقوة في أسئلة كيف، كيف تسقط الأشياء على الأرض؟ كيف تعمل آلة ما؟ .. لكنه لا يستطيع الإجابة عن أسئلة لماذا، أو الأسئلة الغائية الوجودية، لماذا نحن هنا؟ لماذا خلق الكون؟ ما الغرض من صُنع آلة ما؟…إلخ.

  • مُبرهنة جودل

يقوم الفكر المادي على مقدمة أساسية = افتراض أن هذا الكون يمكن تفسير وجوده بمجموعة من القوانين المادية، وهذا أمر مناقض لمبرهنة (جودل) لعدم الاكتمال Gödel Incompleteness Theorem وتنُص مبرهنة (جودل) على أنه : “ما من نظام رياضياتي متناسق إلا ويتضمن على الأقل عبارة رياضية واحدة صحيحة لا يمكن برهنة صحتها. وهو ما يعني عدم وجود نظام رياضي كامل إذا كان متناسقًا، فأي نظرية ستحتوي دائمًا على أشياءَ لا يمكن إثباتها من داخل النظرية ذاتها”([7])، فهي تثبت أن أي نظام (الرياضيات، الفيزياء، الكون …إلخ) لا يمكن أن يثبت من داخله ولا يستطيع أن يكون قائمًا بذاته، ولا يكتمل سوى بانتسابه لغيره، فهو دائمًا يفتقر إلى نقطة خارجه يستمد منها صحته .. بالتالي فَلِكَي تخرج بنموذج علمي صحيح للكون فإن وجود مؤثر خارجي (أي خارج حدود الكون) هو أمر ضروري، وبالتالي فمبرهنة (جودل)  أكَّدت لنا قصور المنهج العلمي التجريبي وعدم الاكتفاء الذاتي([8]).

  • كون محدود

منذ بداية القرن العشرين وحتى لحظتنا هذه والأدلة تزداد يومًا بعد آخر على محدودية الكون وبدايته، فالكون محدود زمانيًّا ومكانيًّا، ويؤكد هذا العالم الفيزيائي (بول ديفيز) قائلًا: “تشير كل الدلائل إذًا إلى: كون له عمر زمني محدود أتى للوجود في زمن محدد، ويتسم بالنشاط، ولكنه محتمٌ عليه في النهاية بالموت الحراري في مرحلة معينة في المستقبل”([9]).

ويترتب على محدودية الكون قصور الإنسان عن امتلاك طريقة علمية تجريبية تمكنه من الإجابة عن سؤال ماذا كان قبل الكون؟ أو ماذا يوجد خارج الكون؟ فالعلوم التجريبية تتعطل خارج نطاق حدود الكون الزمكانية([10])، حيث تنهار القوانين الفيزيائية عند بداية الكون ولا يمكنها أن تتعامل مع الحقائق المطلقة، ويصبح إدراك الوجود بشكل حقيقي بناء على المعطيات التجريبية فقط = أمر مستحيل، فالعلم التجريبي محدود بحدود الكون الزمكانية ولا يمكنه تجاوزها، والاعتماد عليه -وحده- في معرفة الحقائق الكلية أمر يؤدي إلى قصور معرفي… وبالتالي فالمنظومة الكونية لا يمكن أن تُفسر من داخلها، وشرط صحة معارفنا أن يكون معيار المعرفة خارج الإطار الزمكاني للكون.

لا تعارض بين الدين والعلم

كثيرًا ما يدعي الملحدون أن العلم -التجريبي- يُعارض الدين، بل وقد يتعجب البعض من تمسك المرء بدينه وانشغاله بالعلم في آن ..! ولذا فهم يدْعُون إلى الاقتصار عليه كمصدر معرفي وحيد، لكن هذا أمر نفسي بالمقام الأول ولا وجود حقيقي له في الواقع،  ويعترف بذلك الملحد الشهير لورانس كراوس في مناظرته مع حمزة تزورتزتس والتي كانت بعنوان الإسلام والإلحاد: أيهما أكثر عقلانية؟ قائلًا: “العلم لا يتطلب الإلحاد، والدليل على ذلك تجريبي وأنا أؤمن بالدليل التجريبي، لديّ زملاء علماء وهم غير ملحدين، وبما أنهم علماء ممتازين وغير ملحدين، هذا يعني أن العلم لا يتطلب الإلحاد”([11]).

فلم يكن العلم الصحيح معارضًا يوم للدين الحق على مر الأزمان، والحضارة الإسلامية وتفوقها العلمي والثقافي لمدة قرون هي خير شاهد على هذا، فلم يكن للعرب يومًا قيمة بين حضارات الأمم إلا بعد الإسلام، وكان العنوان الرئيس لتقدم المسلمين هو تمسكهم بدينهم الذي يدعوهم للتقدم الحضاري والروحي، وما تخلف المسلمون عن ركب الحضارة إلا بعد أن تخلَّفوا عن التمسك بدينهم كما ينبغي، فالعلم الصحيح يصف الكون الذي خلقه الله، والدين الحق لا بد أن يكون من عند خالق الكون، ولا يمكن أن يكون المصدر واحدًا ويوجد تعارض بينهما، فكل اكتشاف علمي جديد عبارة عن كشف إضافي عن النظام الذي وضعه الله في كونه، وإنك إذا درست العلم بالعمق الكافي.. فسيُجبِرُك ذلك على الإيمان بالإله([12]).

ويلخص علاقة العلم بالدين العالم الفيزيائي (ماكس بلانك) مؤسس ميكانيكا الكوانتم وحاصل على نوبل في الفيزياء وأحد أكبر علماء القرن العشرين قائلًا:

“لا يُمكن أن يُوجد أبدًا أي تعارض بين الدين والعِلم، بل كل مِنهما مُكملٌ للآخر، وأعتقد أن أي شخص جاد وصادق يُدرك هذا، فأنا أعتقد أن العنصر الإيماني في طبيعته يجب أن يكون معروفًا وراسخًا إذا تكاتفت كل قوى نفس الإنسان في توازن وتناسق تامين، وفي الحقيقة ليس مِن الصدفة أن أعظم المفكرين في كل العصور كانوا نفوسًا ذات إيمان عميق([13]).


([1]) https://spaceplace.nasa.gov/science/en/

([2]) مصطفى نصر قديح، الصنع المتقن: دلالات الفيزياء على وجود الخالق، مركز دلائل، الرياض، 2017م. ص281-282.

([3]) نظرية الكوانتم طرحت عام 1900م، ومؤسسها هو عالم الفيزياء الألماني ماكس بلانك، وتعتبر هذه النظرية أهم نظرية في الفيزياء الحديثة بجانب نظرية النسبية لآينشتاين 282.

([4]) https://www.theguardian.com/science/2013/nov/10/what-is-heisenbergs-uncertainty-principle

([5]) Mandelshtam، Leonid؛ Tamm، Igor (1945)، “The uncertainty relation between energy and time in nonrelativistic quantum mechanics”، Izv. Akad. Nauk SSSR (ser. Fiz.)، 9: 122–128 . English translation: J. Phys. (USSR) 9, 249–254 (1945).

([6]) محاضرة الشيخ عبدالله العجيري (مدخل لفهم نظرية المعرفة)   https://www.youtube.com/watch?v=cfUwlQqJ3eA

([7]) Miskatonic University Press: Gödel’s Incompleteness Theorem, Last modified: 14 January 2014. [https://www.miskatonic.org/godel.html]

([8]) https://www.perrymarshall.com/articles/religion/godels-incompleteness-theorem/

([9]) Paul Davies (1994). The last three minutes: Conjectures about the Ultimate Fate of the Universe. Basic Books. p.18.

([10]) الزمكان: مصطلح فيزيائي منحوت من كلمتي الزمان والمكان، ويُقصد به الفضاء رباعي الأبعاد.

([11]) https://www.youtube.com/watch?v=6cbEKmuEwr0&feature=youtu.be

([12]) مصطفى نصر قديح، الصنع المتقن: دلالات الفيزياء على وجود الخالق، مركز دلائل، الرياض، 2017م. ص.282- 283

([13]) Planck, Max Karl Ernst Ludwig. (1932).Where is Science Going? (pp. 168). New York, NY: W. W. Norton & Company, Inc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017