الجمعة - 04 جمادى الآخر 1446 هـ - 06 ديسمبر 2024 م

الاجتماع الأعظم..

A A

الحمد لله الذي جعل الحج لعباده محلًّا للاجتماع والائتلاف، والصلاة والسلام على نبينا المحذر من الفرقة والاختلاف، وعلى آله وصحبه خير الأسلاف.

أما بعد:

فإن فريضة الحج من أعظم العبادات الذي تظهر فيها قوة المسلمين وتلاحمهم، فهو أعظم المشاهد في العالم كمًّا وكيفًا، يمكن فيه التأليف بين مختلف طبقات المسلمين، وهو نظام رباني في تشييد عُرَى التفاهُم والتلاحم الإسلامي، وباعتراف غير المسلمين بأن الحج هو رباط وثيق بين المسلمين يجعلهم مجتمعين اجتماعًا أخوِيًّا، ويوحد شعورهم تجاه من تربطهم بهم علاقة إيمانية صادقة: فربهم واحد، ودينهم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، وقبلتهم واحدة، بل لباسهم واحد، وشعارهم واحد، وهدفهم واحد؛ كل هذا يجعل أعداءهم يكيدون لهم بشتى الأنواع، ليصرفوهم عن هذا الخير العميم.

فالحج من معانيه تجيسد رابطة الأخوة بين المسلمين من شتى أطراف الأرض، يجمع العرب والعجم، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، متجاوزين فوارق اللون والجنس والقومية، وهذا ما قرره نبينا صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع العظيمة حيث قال: «يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت؟»([1]). فهل سمع التاريخ البشري بمثل هذا الخطاب؟

وبالنظر والتتبع لمناسك الحج، التي عَلَّمناها رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، نجدها تهدف إلى توحيد الكلمة انطلاقًا من كلمة التوحيد، فالتلبية التي يبدأ بها الحجاج أعمالَهم هي توحيد خالص لله تعالى، وهو شعار الحجاج جميعًا.

والوقوف بعرفات في صعيد واحد وفي يوم واحد بأمر الواحد الأحد، بعد أن قَدِموا من شتى الأقطار، ووفدوا من كثير من البلدان والأمصار، نراهم قد اجتمعوا وهمُّهم واحد، متضرعين مستغفرين، راجين رحمة الرحيم الرحمن؛ هذا المشهد يجعل المسلم أكثر ترابطًا مع إخوانه المسلمين، وهو يرفع يديه للدعاء يستشعر مباهاة الله به وبمن معه ملائكتَه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يباهي الملائكة بأهل عرفات، يقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غبرًا»([2]).

ويوم النحر كذلك يجعل الحجاج يستحضرون من يستحق أن يُتقرب إليه بالذبح، فما من أحد يُسيل دمًا في هذا اليوم إلا ويبتغي بذلك وجه الواحد الأحد، فلا ذبح لفلان ولا لعلان.

وما الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة والمبيت بمنى أيام التشريق وجمع الحصى ورمي الجمرات..؛ إلا لإعلاء كلمة التوحيد، وإظهار هذه الأواصر، وتقوية المواثيق بين الحجاج وفود الرحمن.

إن الدروس والعبر المستوحاة من هذا الركن العظيم تنبئك بحكمة عظيمة، تظهر جليًّا للمسلمين؛ حيث تؤدى في زمن محدود، ومكان محدود؛ ليكون أكبر تجمع يمثل الوحدة الإسلامية على مختلف شعوبها واختلاف لغاتهم، وليكون المؤتمر السنوي للأمة الإسلامية؛ تلتقي فيه القلوب والأجساد، وتذوب فيه كافة أشكال النعرات العنصرية والأحقاد الشخصية بين آحاد الأمة الإسلامية، ويتساوى فيه الناس جميعًا؛ فيُذكرهم بيوم الحشر والنشر بين يدي الله تعالى، فيجددّون فيه العهد مع الله؛ تراهم هناك كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

فهذا الركن الخامس من أركان الإسلام هو مدرسة عملية تطبيقية، فيها حِكم ربانية عظيمة لا تكاد تنحصر، نجمل أبرزها فيما يلي:

  • في الحج يجتمع المسلمون من جميع أرجاء المعمورة، يجمعهم دين واحد، وهدفهم واحد، فيحصل بينهم من التعارف ما يكون وسيلة للتعاون البنّاء في أمور كثيرة، من أمور الدين والدنيا؛ تحقيقًا لقوله تعالى: ]يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[ [الحجرات: 13].
  • تقوية العلاقة الداخلية للمجتمع الإسلامي، وتكريس روابط الأخوة الإسلامية، وترسيخ أواصر المحبة بين المسلمين، كي يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.
  • مما يعزز المودة بين المسلمين والتعارف والتآلف؛ ما يمتاز به الحج من إزالة الحواجز بينهم، فلا فرق بين أبيض وأسود، وغني وفقير، وكبير وصغير، وخادم ومخدوم، وآمر ومأمور، الناس كلهم في الحج سواسية، كأسنان المشط، يوحدهم لباس واحد، وشعار واحد، وهدف واحد، ودين واحد، وقبلة واحدة، وكتاب واحد، ونبي واحد، ورب واحد.
  • تعليم المسلمين وتربيتهم على الالتزام بكل ما يوحد كلمتهم، ويزرع بينهم المودة، كمساعدة المحتاج، وهداية الضال، وإطعام الجائع، ومواساة الفقير، والتبسم في وجه المسلمين، وإفشاء السلام بينهم… كما أن العالم يعلم العامي، والواجد يرأف بالمعدوم.
  • تعويد المسلمين على ترك كل ما يشوش على العلاقة بينهم، أو يكون سببًا في الفرقة بينهم، فالغيبة، والنميمة، والسباب، والشتام، وإطلاق العنان للسان، كل ذلك محرم في الإسلام دائمًا، لكنه في الحج أشد حرمة، وأعظم إثمًا ووزرًا، فبمجرد أن يدخل الحاج في نسكه يتحتم عليه صون لسانه وجوارحه، والحرص كل الحرص على توظيفها فيما يؤلف بين القلوب؛ إرضاء لله تبارك وتعالى، قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197].
  • الرقي بالذوق الاجتماعي، والنظام الأخلاقي، فإننا نجد مثلًا بعض الدول الإسلامية يمتاز مسلموها بالانضباط التام، وبعضها بالأخلاق العالية، وبعضها يمتاز مسلموها بسلوكيات اجتماعية متطورة من حيث أسلوب الحديث، والتفاهم، والمناقشة… وغير ذلك، فتجد الناظر لغيره يستحسن فعلهم، ويتمنى أن لو كان مثلهم، فيدعوه ذلك للاقتداء بهم والتأسي بأعمالهم، سواء في أيام الحج أو بعد رجوعه لبلده، فالحج مدرسة عظيمة، يتعلم المسلم من كل الجهات أفضل ما فيها، ويتجنب أسوأ ما في بعض الجهات الأخرى، للوصول إلى النموذج المتكامل الراقي اجتماعيًّا، وحضاريًّا، وسلوكيًّا.
  • وكان الحج ولا يزال هدفا للقاء أهل العلم بعضهم بعضا والانتفاع بما لدى كلٍّ من علم ومعرفة، وقد دوّن جمع من العلماء رحلاتهم إلى الحج وما وقع فيها من فوائد علمية ولقاء للشيوخ وقراءة على العلماء ووصف للأماكن التي مروا بها أو مكثوا، بحيث تعتبر وثائق علمية تاريخية، وهي كثيرة مشهورة.

فعلى من وُفّق لأداء مناسك الحج في هذا العام وتهيأت له أسباب الاجتماع في هذا المكان المبارك، أن يحمد الله جل جلاله على هذه النعمة الجليلة والمنحة العظيمة، وينوي بعمله هذا وجه الله الكريم، وليحذر من الرياء والافتخار، والفرقة والاختلاف، وليبتعد كل الابتعاد عن كل ما يَخرم حجه أو ينقص أجره: من البدع والخرافات، واللغو والرفث، والفسوق والعصيان، فإن ذلك ينافي الحج المبرور، وليحرص على تحقيق الاتباع لمن أمرنا بالاقتداء به في كل أعمالنا عمومًا، وفي أعمال الحج خصوصًا، وسؤال أهل الذكر من العلماء إذا أشكل عليه شيء، وأماكنهم منتشرة في مختلف الأماكن بالمشاعر بفضل الله تعالى، ثم بفضل جهود من ولاه الله شرف الإشراف على هذا النسك الأعظم وتنظيمه.

كما يحرص من هيأ الله له السبيل فوصل إلى بيته العتيق أن يستغل الساعات -بل الدقائق- فيما يعود عليه بالنفع في الدارين، وألا يجعل هذا الزمان الفاضل والمكان الفاضل مكانًا لنشر البدع والضلالات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا صحَّت عن خير القدوات عليه أفضل الصلاة والسلام.

كما أن هذا الركن العظيم بمشاعره المقدسة ليس مجالا لرفع الشعارات المموهة ولا المنازعات السياسية ولا إحداث أعمال الشغب بأي صورة كانت وبأي متعلّق كان لأنه الضحية الأولى حتما سيكونون هم وفود الرحمن وحجاج بيت الله الحرام، وستؤدي إلى استلاب الأمان والطمأنينة التي ينبغي أن يحرص كل المسلمين على توفيرها.

ويجدر بنا أن ننوه بالقائمين على خدمة الحجاج، والساهرين على راحتهم؛ فيا له من شرف أن يجعلك الله تبارك وتعالى ممن يخدمون أعظم وفدٍ وأكرم ضيوف!

ومقابل هذا فليحذر من سولت له نفسه أن يستغل حجاج بيت الله الحرام أيًّا كان هذا الاستغلال؛ سواء برفع تكاليف أداء الحج، وعدم التقيد بالمبلغ الذي حددته الجهات المسؤولة، الربح المنطقي المعقول، بعيدًا عن الجشع، الذي يشوه المقاصد النبيلة المفترضة، فيصرّ بعضهم على تحقيق أرباح مبالغ فيها، ولو تعلق الأمر بالشعائر الدينية المقدسة؛ أو بالتلاعب على من قدم طلبه لشركة ما ليكون ضمن قائمة حجاجها؛ فيفاجأ بتقديم المعارف أو أصحاب الوساطات، أو بوضع شركات وهمية، أو بخلف الوعود والشروط المتفق عليها.

كما ننوه بهذه المناسبة بالدور الذي يقوم به أهل البلد الحرام، من التوسعة على الحجاج وعدم مضايقتهم في المسجد الحرام، وترك المجال للآفاقيين ليتمتعوا بالطواف فرضًا ونفلًا، مبتغين بذلك الأجر عند الله تعالى، شاكرين الله على نعمه العظيمة في مجاورة بيته الشريف وسكنى مكة المكرمة.

فيا لها من سعادة -يا من جاورت البيت الحرام- أن ترى حاجًّا شيخًا كبيرًا وهو يرفع يديه إلى السماء يدعو لك بقلب صادق بعد ما سقيته ماء، أو قضيت حاجته، أو أرشدته إلى سكنه!!

فهنيئًا لتلك النفوس التي تجردت من ثيابها ولبست ثياب الإحرام، وكأنها تخلع عنها ثياب العصيان والإجرام، وتعلن الاستجابة لله تعالى، وترفع صوتها بتوحيده وطاعته وإخلاص العبادة له، وتجأر إليه بالتلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك».

وهنيئًا لمن جاء للحج بقلبه وقالبه مستجيبًا لنداء إبراهيم عليه الصلاة والسلام، تاركًا صفحات الماضي وراء ظهره، مستقبلًا حياة جديدة، طامعًا أن يرجع من حجه كيوم ولدته أمه.

وهنيئًا لمن نزه حجه من سفاسف الأمور، والمنازعات، والصراعات، فكان قلبه سليمًا لكل مسلم يدين لله تعالى بدين الحق.

وهنيئًا لمن حج ولم يؤذِ أحدًا من المسلمين، لا بقول ولا بفعل، بل كان رحيمًا بإخوانه المسلمين، فهذا حريٌّ بأن يكون حجُّه مبرورًا وسعيه مشكورًا.

نسأل الله تعالى أن ييسر للحجاج حجهم، وأن يتقبل منهم، ويحفظهم بحفظه، ويجزي خيرًا كل من يسر لهم وأعانهم على أداء نسكهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


([1]) رواه أحمد في المسند (23536)، والبيهقي في شعب الإيمان (4774)، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.

([2]) رواه أحمد في مسنده (8033)، وهو صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017