الاثنين - 06 ذو الحجة 1446 هـ - 02 يونيو 2025 م

دليل الإبداع والاختراع | وجولة مع الملحدين

A A

 

يعتبر دليل الاختراع([1]) باكورة أدلة وجود الله تعالى، بل أقواها وأظهرها وأوسعها انتشارًا على مر التاريخ.

وخلاصته: أننا نرى الأشياء من حولنا كالسحاب والنبات والحيوانات وغيرها، تحدث بعد عدمٍ تباعًا، بل الإنسان نفسه يعلم أنه حادث بعد أن لم يكن([2])، فهذا أمر معلوم بالضرورة الحسية([3]).

وهنا يتساءل العقل: من الذي اخترعها وأحدثها بعد العدم؟

هل وُجد من العدم المحض؟ بالطبع لا؛ لأن العدم ليس بشيء حتى يوجد شيئًا([4]).

هل أوجد هو نفسه بنفسه؟ هذا أيضا باطل، فإن الإنسان وهو في أحسن مراحل الفتوة لا يمكنه استحداث شيء في نفسه، فكيف وهو معدوم!([5])

إذا بطل هذان، فالاحتمال الثالث والأخير  هو أنه أوجده غيره، وهذا هو الممكن عقلًا والمقبول فطرةً.

ولكن هذا الذي أوجده؛ إما أن يكون حادثا مثله، أو واجب الوجود بنفسه.

فإن كان حادثًا فيحتاج إلى مَن أحدثه، حتى تنتهي المخلوقات الحادثة إلى مُحدِثٍ وجوده من نفسه غير مسبوق بعدم ولا يلحقه الفناء([6])، وهذا هو الله سبحانه وتعالى الذي وصف نفسه بقوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:3]([7]).

ويمكننا تلخيص هذا الدليل بالطريقة المنطقية المشهورة بقولنا:

(العالم حادث+ الحادث لا بد له من مُحدث وجوده من نفسه= الله هو المتصف بذلك سبحانه، فالله موجود)

وربُّنا -جلَّ وعلا- قد لخّصه بأوجز من هذا بقوله: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35]([8]).

وهذا الدليل مع كونه من أقوى الأدلة العقلية، هو في ذات الوقت من أيسر الأدلة وأقربها إلى الفطر السَّوية؛ بحيث يستوعبه المبتدئ قبل المنتهي، والعالم والعامي؛ لأنه يعتمد على مبدأ السببية، وهو مبدأ عقلي عميق الغور في النفس البشرية([9]).

وحين نتأمل مناقشات رب العالمين سبحانه وتعالى لمنكري وجوده نجد هذا الدليل حاضرًا ومركزيًا فيها، فحين أنكر فرعون وجود الله تعالى بقوله: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 23]، كان الجواب: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} [الشعراء: 24]، فاحتُجَّ على استنكاره بأنه أعرف من أن ينكر، وأظهر من أن يشك فيه، فكل مخلوق حادث يدل على محدثه سبحانه وتعالى([10]).

وتأمل قصة النمرود الذي اغتر بملكه، فجحد ربه سبحانه وتعالى، فاستدل عليه إبراهيم -عليه السلام- بأن حدوث المحدَثات دالٌ على محدِثها سبحانه بقوله: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة: 258]، فكابر هذه الحجة وزعم أنه هو المدبر والمتصرف، فقال: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة: 258]، فطلب منه إبراهيم عليه السلام إحداث وتصريف أمر أظهر من الإحياء، فقال: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة: 258]، وأُخرِس فلم يحر جوابًا([11]).

وغالب نصوص الخلق في القرآن تدور حول معنى هذا الدليل([12]).

ولسهولة هذا الدليل وقوته واهتمام القرآن به؛ تبوأ محل الصَّدارة بين أوساط المؤمنين، فهو من أكثر الأدلة انتشارًا، وعامة المسلمين يحتجون به فضلا عن العلماء.

ومما يحكى أن أعرابيا من المسلمين سئل عن وجود الرب تعالى؟ فقال: يا سبحان الله!! إن البعرة لتدل على البعير، وإن أثر الأقدام لتدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج؟ ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير؟([13])

ويروى عن أبي حنيفة أن بعض الزنادقة سألوه عن وجود الباري تعالى، فقال لهم: دعوني فإني مفكر في أمر قد أخبرت عنه ذكروا لي أن سفينة في البحر موقرة فيها أنواع من المتاجر وليس بها أحد يحرسها ولا يسوقها، وهي مع ذلك تذهب وتجيء وتسير بنفسها وتخترق الأمواج العظام حتى تتخلص منها، وتسير حيث شاءت بنفسها من غير أن يسوقها أحد. فقالوا: هذا شيء لا يقوله عاقل، فقال: ويحكم هذه الموجودات بما فيها من العالم العلوي والسفلي وما اشتملت عليه من الأشياء المحكمة ليس لها صانع!! فبهت القوم ورجعوا إلى الحق وأسلموا على يديه!!([14])

وسئل أبو نواس عن ذلك فأنشد:

تأمل في نبات الأرض وانظر … إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجين شاخصات … بأحداق هي الذهب السبيك

على قضب الزبرجد شاهدات … بأن الله ليس له شريك([15])

 

وهكذا تبين لنا أن الإيمان بوجود الله هي النتيجة العلمية المستخلصة من معطيات المبادئ العقلية الضرورية والمشاهدة الحسية لحدوث الكون، فالمؤمنون يعتمدون على فطرهم السويَّة وعقولهم السليمة لإثبات وجود الله، وليس اعتمادهم على مجرد ملء الفراغ العلمي أو الاستدلال بالمجهول أو مجرد العاطفة أو الحدس أو المنفعة أو عدم الدليل المعارض كما يزعم ذلك كثير من الملحدين([16]).


([1]) سُمِّي بهذا الاسم التفاتًا إلى قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأنعام: 1] فالخلق هنا بمعنى الإبداع والاختراع، وممّن سمّاه بهذا الاسم ابن رشد الحفيد في كتابه الكشف عن مناهج الأدلة (ص119)، ومن أسمائه أيضا: دليل الخلق والإيجاد، ودليل الملك، ودليل الحدوث، والمحرك الأول، والدليل الكلامي، والدليل (الكوزمولوجي)= الكوني، وغيرها من الألقاب والأسماء، ينظر: شموع النهار للشيخ عبدالله العجيري (ص95).

([2]) الصحيح الثابت بنصوص القرآن أنَّ ثبوت حدوث بعض أجزاء الكون كافٍ لإثبات حدوث العالم، وذلك مدرك بالضرورة الحسية ؛ كما في قوله تعالى: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم: 67]، فالإنسان يعلم من نفسه ضرورةً أنه حادث، وُجد بعد أن لم يكن، وأن الفناء مصيره لا محالة، وإثبات حدوثه كافٍ في إثبات حدوث العالم؛ قياسًا للغائب على الشاهد، ولعدم وجود المعارض الحقيقي لهذا الأمر خلافًا لرأي المتكلمين الذين حاولوا إثبات حدوث كل أجزاء الكون، فوقعوا في أغلاط وتناقضات واضطرابات كثيرة، وقد قرر هذا كثير من العلماء؛ كابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل (1/63)، وكذلك ابن رشد الحفيد في الكشف عن مناهج الأدلة (119)، وأيضا ابن تيمية -رحمه الله- الذي أطال الحديث فيه، ينظر: مسألة حدوث العالم لابن تيمية (163-171)، منهاج السنة لابن تيمية (2/272- 282)، الصفدية لابن تيمية (1/20- 22) المعرفة في الإسلام لـ د. عبد الله القرني (ص507).

([3]) وحدوث الكون مع كونه من أظهر المعارف الضرورية، فقد كان في العصر الحاضر من يدعي قدم العالم، يقول (ستيفن هوكنج) في كتابه تاريخ موجز للزمان (ص52): “ثمة أناس كثيرون لا يحبذون فكرة أن الزمان له بداية، وربما كان ذلك لأن فيه مجالا للتدخل ميتافيزيقي، وهكذا كان هناك عدد من المحاولات لتجنب استنتاج أنه كان ثمة انفجار كبير”.

غير أنها اليوم أضحت مسألة مسلَّمة لا نزاع فيها عند أرباب العلم التجريبي، وأعرض الملحدون المعاصرون عن المعارضة بها، كما قرره كثير منهم مثل: (برتراند رَسْل) و(ستيفن هوكنج) إذ يقول في كتابه تاريخ موجز للزمان (ص7): “ومع تراكم الدليل التجريبي والنظري أصبح من الواضح أكثر وأكثر أن الكون لا بد له من بداية في الزمان، حتى تمت البرهنة على ذلك نهائيا في 1970م”، وكان لقانون الديناميكا الثاني ونظرية الانفجار العظيم أعظم الأثر في اعتناق هذا القول.

ينظر: نظرة علمية لـ(برتراند رسل) (ص107- 109)، الله يتجلى في عصر العلم لمجموعة من الباحثين (ص12)، وأيضا (ص91)، والإسلام يتحدى لوحيد الدين خان (ص55).

([4]) وعجبًا لبعض الملحدين يتمسكون بدعاوى تُناقض عقولهم وفطرهم من أن هذه المخلوقات يمكن أن تنشأ من العدم؛ كدعوى الملحد (لورانس كراوس) الذي يدعي أن الفيزياء الحديثة يمكن أن تدلنا على كيفية نشوء الكون من لا شيء، مع أن هذه الدعوى ما زالت مجرد فرضية يبطلها الفيزيائيون أنفسهم ويختلفون فيها اختلافًا شديدًا، وحقيقة دعواهم أنه يمكن أن ينشأ الكون من فراغ كمي يمور بالنشاط والطاقة، تظهر فيه الجسيمات الدقيقة وتختفي.

إذن ليس المقصود وجود الكون من العدم المحض وإنما من جسيمات دقيقة ونحوها.

ويكفي في ردها أنها ما زالت مجرد فرضية لا دليل علمي عليها، وعلى فرض صحتها، نتساءل عمن أحدث هذه القوانين؟ وهذه الجسيمات من العدم؟ فالسؤال لا يزال قائما. ينظر: شموع النهار للشيخ عبد الله العجيري (ص147).

([5]) ينظر: الصواعق المرسلة لابن القيم (2/494).

([6]) ولو استمررنا في افتراض ذلك بحيث يكون لكل فاعل فاعل، وهكذا إلى ما لا نهاية، فإنه يؤدي إلى عدم حدوث شيء في الواقع، وهو ممتنع؛ وتوضيح ذلك: لو افترضنا أن مجرما حكم عليه بالقتل، فقال الجندي: لا يمكن أن أضرب عنقه حتى يأمرني من هو أعلى مني رتبة، وقال من فوقه لا أفعل ذلك حتى يأمرني من هو أعلى مني رتبة، فإما أن تنتهي إلى قائد يأمر بالقتل وإلا لم يقع الفعل، وهذه المسألة هي التي تسمى عند أهل العلم بالتسلسل في الفاعلين المؤثرين، ولتوضيح أكثر شاهد: https://www.youtube.com/watch?v=e99el1gavJs.

ينظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمة (3/149) وبعض الملحدين لا يستوعب هذا المعنى، فيورد سؤالا ساذجا وهو (فمن خلق الله) ولعلنا نناقشه في مقال لاحق بإذن الله تعالى.

([7]) ونحن لا ندعي أننا نعرف كنه ذات الله وحقيقته بمجرد حدوث الكون، وإنما ضرورة وجود الله تعالى وبعض كمالاته سبحانه وعدم التفريق بين هاتين النقطتين كان أحد أهم الدوافع لإنكار( كانت) إمكانية الاستدلال بمبدأ السببية على الغيبيات؛ لأن العقل لا يتجاوز معطيات الحس بزعمه، إضافة إلى قياسه الوجود الذهني بالوجود الخارجي، ينظر: شموع النهار للشيخ عبد الله العجيري (ص91)، ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث لـ د. سلطان العميري (2/ 163).

([8]) ينظر: تفسير ابن كثير (7/437)، أضواء البيان للشنقيطي (3/494)، وانظر أيضا: الرد على المنطقيين لابن تيمية (253)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (2/11).

([9]) ومبدأ السببية أحد المقدمات العقلية الضرورية، وقد سبق الحديث عنها ومناقشة منكريها، ينظر مقال: دلالة المقدمات الأولية على وجود الله http://salafcenter.org/522/.

([10]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/334).

([11]) تفسير ابن كثير (1/686).

([12]) وتلك النصوص في الغالب تستدل بالخلق على مسألة أعظم من مسألة وجود الله، وهو استحقاقه سبحانه للعبادة وحده لا شريك له، وتأمل قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21]، وقوله: { أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الأعراف: 191]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ } [الحج: 73].

([13]) ينظر: تفسير ابن كثير (1/ 197).

([14]) ينظر: شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، ت: الأرنؤوط (1/ 35)، وقد ذكرها أيضا الإمام ابن كثير، ثم أورد استدلال كثير من علماء المسلمين بها على تنوع أماكنهم واختلاف عصورهم، ينظر: تفسير ابن كثير (1/ 197- 198).

([15]) أورده أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي في كتابه (أحسن ما سمعت) (ص: 10).

([16]) والأدهى والأمر أنه وجد في الفكر الغربي من يؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى، ويدعي أنها ليست مسألة عقلية بحيث يمكن الاستدلال عليها بالعقل، ومن أشهرهم: (كانت) و(جون لوك) و(برجسون) و(باسكال) وممن تأثر بهم من العرب (زكي نجيب محمود)، ينظر: ظاهرة نقد الدين في الفكر الحداثي الغربي لـ د. سلطان العميري (ص31 وما بعدها).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017