السبت - 25 جمادى الأول 1445 هـ - 09 ديسمبر 2023 م

فِرْية قَتْل معاوية لعائشة | بين الاختلاق والإحياء

A A

بعدما استنفذ الرافضة أسلحتهم -أو كادوا- للنيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، ها هم اليوم ينسبون الكذب والزور لكتب السنة؛ لاستجلاب أكبر عدد ممكن من المسلمين الذين لا يتثبتون من الأخبار بل يكتفون بما نُقل لهم، مكتفين في ذلك بنسبة المنقول لكتب يثقون فيها وفي أصحابها!

ومن هذا القبيل: المقال الذي بشر في بعض وسائل التواصل، وكنُسِب إلى د. محمد صالح المسفر؛ ويتساءل كاتبه عن كيفية موت عائشة رضي الله عنها؟ وعن سبب موتها؟ ومكان دفنها؟ ووقت دفنها؟! ثم قال: من كتب السنّة إليكم هذا مع مصادره… فساق أربعة روايات مكذوبة وذيلها بذكر المصادر!!

ونحن هنا ليس علينا بمن كتب ولا أننا نثبت المقال له، فقد يكون منسوبا إليه أو مزوّرا عليه، ولكن يهمّنا ما كتب فيه من الادعاء الباطل والاختلاق، وقد رأينا آخرين من بلدان متعددة يرددون هذه الأكاذيب ويسجلونها في حلقات تغريرا بالناس وإفسادا لعقائدهم وتصوراتهم.

وعليه فسنورد ما ذكر من روايات مكذوبة واحدة تلو أخرى، مع الرد عليها وبيان الخيانة في النقل والضعف في الاستدلال والله المستعان:

الفرية الأولى:

قال الكاتب: (في زيارة معاوية للمدينة لأخذ البيعة لابنه يزيد عارضه الكثير من الصحابة لفسق يزيد وجهله، وعندما قرر معاوية الانتقام منهم بالخصوص من قتلة عثمان بن عفان فأمر بقتل عبدالرحمن بن أبي بكر وأخته عائشه بنت أبي بكر، وقد قَتل الاثنين غيلة، إذ قتل عبدالرحمن بالسم وقيل بدفنه حيًّا, وقد يكون معاوية قد استخدم الوسيلتين معًا، أي سمًّا ودفنه حيًّا. المصدر: البداية والنهاية، ابن كثير 8/123؛ المستدرك للحاكم)

الرد عليها:

ما ذكره هذا الكاتب لا يوجد في المستدرك للحاكم ولا في البداية والنهاية لابن كثير، والذي في المستدرك أربع روايات:

الرواية الأولى: أنها توفيت رضي الله عنها زمن معاوية سنة سبع وخمسين([1]).

الرواية الثانية: أنها ماتت رضي الله عنها ليلة الثلاثاء بعد صلاة الوتر ودفنت من ليلتها بالبقيع لخمس عشرة ليلة خلت من رمضان، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، وكان مروان غائبًا وكان أبو هريرة يخلفه([2]).

الرواية الثالثة: أنها ماتت رضي الله عنها ليلة السابع عشرة من رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها واجتمع الأنصار وحضروا، فلم تُر ليلة أكثر ناسًا منها، نزل أهل العوالي فدُفنت بالبقيع([3]).

الرواية الرابعة: عن نافع قال : شهدت أبا هريرة صلى على عائشة رضي الله عنها بالبقيع وابن عمر في الناس لا ينكره، وكان مروان اعتمر تلك السنة فاستخلف أبا هريرة([4]).

وهذه الروايات الأربع مع أن أسانيدها معلولة فليس فيها ما جنح إليه الكاتب من أن أم المؤمنين رضي الله عنها قُتلت!!

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: “والأحاديث في فضائلها ومناقبها كثيرة جدًّا. وقد كانت وفاتها في هذا العام سنة ثمان وخمسين وقيل قبله بسنة، وقيل بعده بسنة، والمشهور في رمضان منه وقيل في شوال، والأشهر ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان، وأوصت أن تدفن بالبقيع ليلًا، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر”([5]).

فأين ذُكر قتلها رضي الله عنها؟! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.

الفرية الثانية:

قال الكاتب: (وكانت السيدة عائشة قد ثارت على معاوية لقتله أخيها عبدالرحمن، وتخاصمت علنًا مع مروان بن الحكم والي معاوية على المدينة، فألحقها معاوية بأخويها عبدالرحمن ومحمد في سنة 58 هجرية. المصدر: البداية والنهاية 8/96 )

الرد عليها:

أما عن قتل عبدالرحمن، فبالرجوع إلى البداية والنهاية نجد ابن كثير ذكر في ثلاثة مواضع موت عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، ولم يذكر أنه قُتل:

– قال في الموضع الأول: وخرج إلى مكة فمات بها.

– وفي الموضع الثاني: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر في نومة نامها.

– وفي الثالث: ولما توفي كانت وفاته بمكان يقال له: الحبشي – على ستة أميال من مكة، وقيل اثني عشر ميلًا – فحمله الرجال على أعناقهم حتى دفن بأعلى مكة، فلما قدمت عائشة مكة زارته.

وأما عن مخاصمة عائشة رضي الله عنها مران بن الحكم، فقد قال في البداية والنهاية: “ويروى أنها بعثت إلى مروان تعتبه وتؤنبه وتخبره بخبر فيه ذم له ولأبيه لا يصح عنها”([6]).

فأين ذُكر قتلها وإلحاقها بأخويها؟!

الفرية الثالثة:

قال الكاتب: (وقال صاحب المصالت: كان (معاوية) على المنبر يأخذ البيعه ليزيد (في المدينة) فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة -أي هل أوصي أبو بكر وعمر لأبنائهم؟- قال: لا. قالت: فبمن تقتدي؟ فخجل (معاوية) وهيأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت. فقال عبدالله بن الزبير: يعرض بمعاوية: “لقد ذهب الحمار بأم عمرو (يقصد السيدة عائشة) فلا رجعت ولا رجع الحمار”. المصدر: الصراط المستقيم 3 باب 12.)

الرد عليها:

– عزو صاحب المقال للصراط المستقيم يشعر القارئَ أنه كتاب لعالم من علماء السنة؛ لأنه قال في أول المقال: (من كتب السنّة إليكم هذا مع مصادره)، والحقيقة أنه كتاب لرافضي متحرق، وعنوانه الكامل “الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم” لعلي بن يونس العاملي النباطي البياضي (ت 877)، وقد وجدت فيه النص المشار إليه([7])، ويكفي للمطلع على فهرس الأجزاء الثلاثة من هذا الكتاب ليعرف الكذب الصراح، والسب والشتم والقذف للخلفاء الثلاثة ومن بعدهم، فهل هذا الكتاب من مصادر أهل السنة يا صاحب المقال؟!

الفرية الرابعة:

(وقتل معاوية السيدة عائشه بحفر بئر لها، وغطى فتحة ذلك البئر عن الأنظار.

المصدر: كتاب حبيب السير، غياث الدين بن همام الدين الحسيني ص 425 )

الرد عليها:

كتاب “حبيب السير في أخبار أفراد البشر”، وهو كتاب في التاريخ فارسي([8])!

قال في كشف الظنون: “حبيب السير، في أخبار أفراد البشر”، فارسي، لغياث الدين: محمود ابن همام الدين، المدعو: بخواند أمير، المتوفى: بأكبر آباد، سنة: 583. وهو: تاريخ كبير، لخصه من: تاريخ والده، المسمى: (بروضة الصفا)، وزاد عليه. ألفه: بالتماس خواجه، حبيب الله، من أعيان دولة شاه إسماعيل بن حيدر الصفوي… ذكر فيه أنه شرع فيه: أولًا: بالتماس أمير محمد الحسيني أمير خراسان، ولما قتل ونصب مكانه دورمش خان، من قبل شاه إسماعيل، استمر على تأليفه إلى أن أتمه، وأهداه إليه وإلى حبيب الله المذكور، وذلك بعد ما كتب تاريخه المسمى: (بخلاصة الأخبار)([9]).

فهل هذا كتاب من كتب أهل السنة يا كاتب المقال؟!

وأخيراً:

وبعد سرد هذه الأكاذيب وتلميعها بذكر المصادر إيهامًا للقارئَ -تارة- بأنها تضم هذه الشائعات، وتارة بأن هذه المصادر هي لأهل السنة؛ جاء في ختام المقال: (والآن وبعد معرفة هذه الحقائق التي طالما حاولوا أن يخفوها، هل يستطيعون الآن قول: إن سيدنا معاوية قتل أمنا السيدة عائشة والاثنان بالجنة؟!)

نقول: اثبت العرش ثم انقش، فما قال عنها حقائق إنما هي أكاذيب وافتراءات، وقد ثبت فضل معاوية رضي الله عنه بالأحاديث الصحيحة الثابتة، وأكثر منها ما جاء في فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.


([1]) المستدرك ( 6714) 4/5

([2]) السابق ( 6715) 4/5.

([3]) السابق ( 6716) 4/5.

([4]) السابق.

([5]) البداية والنهاية 8/101.

([6]) البداية والنهاية 8/96.

([7]) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج 3/ ص 45، صححه وحققه وعلق عليه محمد باقر البهبودي، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، مطبعة الحيدري!

([8]) انظر: هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين 2/235.

([9]) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 1/629.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (3) هل كفَّر الأشاعرة عوامَّ المسلمين؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من أكبر المسائل الخلافية بين أهل السنة والأشاعرة: مسألة التقليد في العقائد، وقد قال مجمل الأشاعرة بمنع التقليد في العقائد مطلقًا، وأوجبوا النظر الكلاميَّ -كما مرَّ بيانه في الجزأين الأولين-، ولهذا القول آثار عديدة، من أهمها مسألة إيمان المقلّد: هل يصح إيمانه أو لا يصح؟ وإذا لم يصحّحوا […]

عرض وتَعرِيف بكِتَاب (نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا. اسم المؤلف: د. منير بن حامد بن فراج البقمي. دار الطباعة: مركز التأصيل للدراسات والأبحاث، جدة. رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1444هـ-2022م. حجم الكتاب: يقع في مجلد، وعدد صفحاته (544) صفحة. مشكلة […]

هل رُوح الشريعة أولى منَ النصوص؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يتداول العلمانيون في خطابهم مفاهيم متعدّدة مثل: المقاصد، والمصالح، والمغزى، والجوهر، والروح، والضمير الحديث، والضمير الإسلامي، والوجدان الحديث، والمنهج، والرحمة([1]). وقد جعلوا تلك الألفاظ وسيلة للاحتيال على الأوامر والنواهي الربانية، حتى ليخيَّل للمرء أن الأحكام الشرعية أحكام متذبذبة وأوصاف إضافية نسبيّة منوطة بما يراه المكلَّف ملائمًا لطبعه أو منافرًا، […]

متى يكون الموقفُ من العلماء غلوًّا؟

العلماء ورثة الأنبياء وأمناء الشريعة وحملة الكتاب، ولا يشكّ في فضلهم إلا من جهل ما يحملون، أو ظنّ سوءًا بمن أنعم عليهم به، ولا شكّ أن الفهم عن الله وتعقّل مراده والوقوف عند حدوده قدر المستطاع من أعظم نعَم الله على عبده، ولهذا مدَح الله المجتهدَ في طلب الحقّ؛ أصاب الحق أو الأجر، قال سبحانه: […]

دعاء نوح عليه السلام على قومه بالهلاك .. شبهة وجواب

مقدمة: أرسل الله تعالى نوحًا عليه السلام إلى قومه ليدعوَهم إلى عبادة الله وحده، فلما بلَّغ رسالة ربه ونصحهم رفضوا دعوتَه ونصيحتَه، وزعموا أنه عليه السلام لا يستحقّ أن يكون رسولًا إليهم؛ لأنه بشرٌ مثلهم، ولو شاء الله إرسال رسول إليهم لأنزل ملكًا من الملائكة، وادَّعوا أن الذي دعا نوحا إلى هذا هو رغبته في […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (2) – مناقشة أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مرَّ بنا في الجزء الأول من هذه الورقة قولُ الأشاعرة في التقليد في العقائد، وأنهم يمنعونه، ويستدلّون على قولهم بأصول عديدة، من أهمها ثلاثة أصول، وهي: الأصل الأول: وجوب النظر. الأصل الثاني: ذم الشارع للتقليد. الأصل الثالث: طلب اليقين في العقائد. أما الأصل الأول فهو الأصل الأبرز لديهم، وعليه […]

هل كان في تأسيس الإمام الشافعي لعِلم أُصول الفقه جنايةٌ على العقل المُسلم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قد كثُرت شبهات الحداثيّين حول الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ووقفوا منه موقفًا عدائيًّا شديدًا، وكتبوا في ذلك أبحاثًا ومؤلّفاتٍ تجاوزوا فيها الحدّ. ومن أبرز تلك الشبهات التي أثاروها: أنَّ الإمام رحمه الله بتأليفه كتاب الرسالة، وتدوينه لعلم أُصول الفقه قام -بزعم الحداثيين- بضرب العقل الإسلامي فيما يتعلَّق بالفقه […]

عرض وتعريف بكتاب: الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب:  عنوان الكتاب: (الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-).  اسـم المؤلف: الدكتور: السعيد صبحي العيسوي.  الطبعة: الأولى.  سنة الطبع: 1443هـ.  عدد الصفحات: (543) صفحة، في مجلد واحد.  الناشر: تكوين للدراسات والأبحاث.  أصل الكتاب: رسالة علمية تقدّم بها المؤلف لنيل درجة العالمية […]

برامج التنمية البشرية وأثرها في نشر الإلحاد في بلاد المسلمين -البرمجة اللغوية العصبية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تعريف البرمجة اللغوية العصبية: البرمجة العصبية (NLP) هي اختصار لثلاث كلمات: NEURO – LINGUISTIC – PROGRAMMING يتكوّن مصطلح البرمجة اللغوية العصبية من ثلاث ألفاظ مركبة: لفظ “البرمجة”: ويشير إلى أن الناس يتصرفون وفق برامج وأنظمة شخصية تتحكم في طرق تعاملهم مع شؤون الحياة المختلفة. و“اللغوية”: وفيها إشارة إلى أساليب […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (1) – أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: التقليدُ في العقائد من المسائل المهمة التي دار -ولا يزال يدور- حولها جدلٌ كبير داخلَ الفكر الإسلامي، وحتَّى داخلَ الفكر السُّنّي أحيانًا وإن كان النزاع في الأصل هو بين أهل السنة والجماعة وبين المتكلّمين عمومًا والأشاعرة بالخصوص، وأهمِّية المسألة تكمن في الآثار المترتبة عليها، مثل قبول إيمان المقلّد، […]

تحقيق القول في مراتب الاستغاثة ودرجاتها وشبهة تلقي الفقهاء لها بالقبول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا شكَّ أنَّ وجوبَ إفرادِ الله تعالى وحدَه بالدعاء دون غيره من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فالله عز وجل شرع لعباده دعاءَه وحده لا شريك له، وهو سبحانه يستجيب لهم في كلّ زمان ومكان، على اختلاف حاجاتهم وتنوّع لغاتهم، كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ […]

دفع شبهات الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه الجزء (3) “موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من إكثار أبي هريرة من الرواية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التشديد من الإكثار من الرواية خشية الوقوع في الزلل والخطأ من المواقف الثابتة عنه التي دلت عليها الروايات الصحيحة. قال ابن قتيبة: (وكان عمر أيضًا شديدًا على من أكثر الرواية، أو أتى بخبرٍ في الحُكمِ لا شاهدَ لَهُ عليه، وكان […]

مصادر التلقي عند الصوفية “عرض ونقد”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن أهمِّ الأصول التي تقوم عليها عقيدة أهل السنة والجماعة مصادر التلقي والاستدلال؛ إذ إنَّ مصادر التلقّي عند كلّ طائفة هي العامل الرئيس في تكوين الفكر لديها؛ لذا يعتمد أهل السنة في تلقي مسائل الاعتقاد على الكتاب والسنة؛ وذلك لأن العقيدة توقيفية، فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، […]

هل حديثُ: «النساءُ ناقِصاتُ عَقلٍ ودينٍ» يُكرِّس النظرةَ الدُّونيةَ للمرأةِ؟

إن الخطاب الحداثي والعلماني الذي يدعي الدفاعَ عن حقوق المرأة ينطلق من مبدأ المساواة التامّة بين الذكر والأنثى، بل قد وصل إلى درجة من التطرف جعلته يصل إلى ما يسمَّى بالتمركز حول الأنثى (الفيمنيزم)، الذي حقيقته الدعوة إلى الصراع مع الرجل والتمرد عليه، والوقوف له بالندية. وقد أدى ذلك بالحداثيين والعلمانيين إلى نصب العداوة مع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017