الجمعة - 10 ذو الحجة 1446 هـ - 06 يونيو 2025 م

هل الشكّ وسيلةٌ معرفيةٌ أو مخالفةٌ شرعية؟

A A

الشك أسلوب فلسفي قديم ظهر مع الفيلسوف بيرون (257ق.م)، وقد أكد في نظريته الشكية على عدم ثقته في الحواس والعقل، وتوصَّل أنه لا ينبغي الجزم بأي حكم لا نفيا ولا إثباتا([1])، وجاء من بعده السوفسطائيون فردوا المعرفة إلى الحس وحده، وانتهوا إلى أن الفكر لا يقع على شيء ثابت، ومن ثَم امتنع إصدار الأحكام وبطل القول بالحقيقة المطلقة، وقد اصطلح الباحثون على تسمية هذا النوع من الشك بالشك المطلق، إلا أن هذا المذهب لم يُكتب له البقاء، فقد اندرس مع الزمن خصوصا في صورته المذهبية الساذجة.

أَمَّا الشك ذاته فقد بقي، بيد أنه تَحوَّل من موقف يؤدي إلى تعليق الحقيقة نهائيا أو إنكارها إلى شك في بعض مصادرها؛ كَشكِّ الحِسِّيين في العقل والعَقلِيِّين في الحس، أو شكٍّ عابر يمثل مرحلة في حياة المفكر ينتقل منه إلى المعرفة اليقينية، وهو ما اصْطُلِحَ عليه بالشك المنهجي، ويتمثل هذا الشك بقيام المفكر بتطهير عقله من كل ما يحويه من مغالطات وأضاليل؛ ليتمكن من البدء بدراسة موضوعه، وكأنه لا يعلم عنه شيئا، فلا يتأثر بالأخطاء المألوفة، أو المغالطات التي يتلقاها من غيره أو يقرؤها في كتب الباحثين([2]).

والشك المنهجي بهذا المعنى تجربة عاشها بعض المفكرين مسلمين وغيرَ مسلمين ودورنا في هذا المقالة أن نُقَيِّمَ هذا الشك المنهجي وِفْقَ النظرة الإسلامية لنرى مدى موافقته لها أو مخالفته؟

ولنبدأ بتحديد مجالات الشك المنهجي عند القائلين به:

أولا: العلوم النظرية: وهذه أول ما يتجه إليه الشك عندهم، فـ(ديكارت) حين مارس شكه المنهجي قَرَّر أن يشك في كل مُسَلَّمٍ عنده من آراء، وأن يهدم كل ما سبق أن دان به من معتقدات، وأن يشرع في اختبار معارفه([3])، بينما ذهب الغزالي إلى أبعد من ذلك وهو الشك في العلوم الضرورية والمبادئ القبلية، وأَيَّدَ ذلك بالأحلام التي يراها الانسان ثم يتبين له كذبها باليقظة، وقاس عليها حالة اليقظة بأنها قد تكون مزيفة، وقد يعيش لحظة يدرك فيها كذب ما يراه في يقظته([4]).

ثانيا: الشك في مسائل الاعتقاد: وهذه إحدى جنايات المتكلمين على الدين؛ حيث زعموا أن معرفة الله لا تكون إلا بالنظر العقلي، ففتحوا باب الشك على العقائد([5]).

فقد أُلْزِمُوا حين قالوا: إن أول واجب هو النظر؛ بأن هذا يقتضي ضرورةً تقدُّم الشكِّ على المعرفة، وقد التزم بهذا الجبائي وجماعته([6]).

وحين نُحاكم هذه الأنماط الشكية -في أيِّ مجال كان- إلى النصوص الشرعية نجد أنها لم تكن مُرضية شرعا؛ فإن القرآن لا يعتبر الشك عموما مظهرا إيجابيا، وإنما يعتبره في أحسن حالاته مرضًا مذمومًا ينبغي علاجه؛ لأن القرآن ينطلق من مُسَلَّمَةٍ يقينية، وهي أن الإنسان مخلوق لله ومكلف بعلم من الله لا ينبغي له تركه ولا الشك فيه؛ لأن الشك حينئذٍ تعطيل لعجلة الحياة، وارتباك في التَّصَرُّفِ تجاه قضايا مصيرية لا تحتمل وجهين.

وقد ذمَّ القرآن الشك وجميع المعاني المرتبطة به من مراء ونفاق وظن، ودعى للانقياد، وبيَّن أن من مقاصد الابتلاء تَبيِين الشاكِّ من المتيقِّن في القضايا الكلية، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظ} [سورة سبأ:21].

وأرشد النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إلى اتباع الوحي، وترك ما فيه شك، فقال: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيب فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِير} [سورة الشورى:14_15].

كما أنه لام المنافقين على عدم الانقياد لله عز وجل ورسوله بدافع الشك والارتياب، قال تعالى: {أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} [سورة النور:50].

وتظهر مخالفة الشك للقرآن في قضية أخرى تعد من أكبر القضايا، ألا وهي قضية الوجود، فقد قرر الإسلام بوضوح أن للأشياء وجودًا حقيقيًّا، أَدرَكه الانسان أم لم يدركه، والموجودات في القرآن تنقسم إلى قسمين: محسوسات، وهو ما يطلق عليه القرآن عالم الشهادة، وموجودات ما وراء الطبيعة، وهو ما يطلق عليه القرآن عالم الغيب، وكلتاهما موضحة في القرآن بدرجة لا تخفى على أحد، وأي إنكار لها يعده القرآن مكابرة للعقل.

فمن أمثلة إنكار المحسوسات أن الله أرسل رسلا مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتب، فهذا شيء محسوس متواتر وإنكاره مكابرة، قال الله: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُون} [سورة الأنعام:91].

ومن أمثلة المغيبات التي يعتبر الشك فيها مكابرة للعقل وجود الله، قال تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِين} [سورة إبراهيم:10].

واستدلال بعضهم على صحَّة المذهب الشكي بقصة إبراهيم لا يشهد لما ذهبوا إليه؛ لأن قول إبراهيم {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى} [سورة البقرة:260]. ليس شكا في الإيمان وإنما طلبا لليقين؛ ولذا قال {وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [سورة البقرة:260].

ومثله ما وقع لموسى حين طلب رؤية الله {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين} [سورة الأعراف:143]. فهو طالب لزيادة اليقين لا الشك في الله([7]).

والشك المنهجي وإن ادعى أصحابه أنه يوصل إلى اليقين، لكنه ليس الأسلم لليقين؛ لأنه يُعَقِّدُ الفطرة البشرية في تعاملها مع الحقائق، فبعد جُهْدٍ جَهِيدٍ يعود الشخص للاعتراف بأن الانسان مُزَوَّدٌ بداهة بعلوم فطرية.

والعلم ليس بعيدا عن الإنسان حتى يحتاج هذه الرحلة المعقدة، وإنما هو اكتشاف ذاتي لفطرة الإنسان؛ ولذلك اكتفى القرآن بتذكير الإنسان بالرجوع إلى ذاته وشعوره؛ لكي يعلم “أن التوجيه إلى آثار العقل هو الدليل الأقرب إلى حقيقة الإنسان، فإذا وجده الانسان وعرف حقيقته وَمَيَّزَهُ عن الجهل، وَفَرَّقَ بين أحكامه الصائبة وخيالات النفس، استطاع الانسان أن يسكن إلى نفسه، ويثق بفكره ويهتدي إلى سبيل كل علم وخير”([8]).

فالموقف الذي ينسجم مع الإسلام هو القائم على أن الله جَبَلَ الانسان على مبادئ فطرية هي العلوم الضرورية كما يسميها العلماء تقع ابتداء وتعم العقلاء([9])، ولا قيمة للعقل بدونها، وزوالها بالكلية يعني زوال العقل وسقوط التكليف، فاليقيني الْقَبْلِيُّ المباشر المتمثل في الفطرة هو الذي به يحصل اليقين البعديُّ؛ لأنه يُؤَسَّسُ عليه، وقد نبَّه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على هذه الحقيقة وبرهن عليها، فقال:

“فمن كان مُستند تصديقِه ومحبتِه أدلةٌ توجب اليقين وتبيِّن فساد الشبهة العارضة لم يكن بمنزلة من كان تصديقه لأسباب دون ذلك، بل من جعل له علوم ضرورية لا يمكنه دفعها عن نفسه لم يكن بمنزلة من تعَارضه الشبه، ويريد إزالتها بالنظر والبحث، ولا يستريب عاقل أن العلم بكثرة الأدلة وقوتها وبفساد الشبه المعارضة لذلك وبيان بطلان حجة المحتج عليها ليس كالعلم الذي هو الحاصل عن دليل واحد من غير أن يعلم الشبه المعارضة له؛ فإن الشيء كلما قويت أسبابه وتعددت وانقطعت موانعه واضمحلت كان أوجب لكماله وقوته وتمامه”([10]).

إذن لا يمتري مسلمٌ في أن الشك ليس بوسيلة معرفية ولا طريقًا للعلم، فمن عرف الحق بفطرته أو بدليل من كتاب وسنة، ليس له أن يتركه ولا أن يعدل عنه، ولا أن يشك فيه ليستأنف البحث، وإن هو فعل ذلك فقد افتتن وعرف قلبه ثم أنكر، وقد لا يصل إلى يقين بعد ذلك؛ لأن كبريات المسائل التي يطلب فيها القطع بعد ورود الشرع لا يكون الشك فيها بعد ذلك إلا على سبيل الكفر.

فإن المرء لو مات شاكًّا أو غير موقنٍ بتلك القطعيَّات، لم ينفعه إيمانه عند الله، قال تعالى حكاية عن حال الكفار: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِين} [سورة الجاثية:32].

 

 

 

 

 

 

 

([1]) مع الفيلسوف محمد ثابت الفندي (ص144).

([2]) أسس الفلسفة توفيق الطويل (ص314).

([3]) المصدر السابق(ص318).

([4]) المنقذ من الضلال للغزالي (ص 74).

([5]) ينظر: المواقف في علم الكلام  للأيجي (ص32).

([6]) النظر والمعارف (ص188).

([7]) ينظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/255) والجمع لأحكام القرآن للقرطبي (10/210).

([8]) الفكر الإسلامي محمد تقي المدرسي (ص 20) بتصرف.

([9]) ينظر الحدود للأيجي (ص 33).

([10]) الفتاوى (7/566).

رد واحد على “هل الشكّ وسيلةٌ معرفيةٌ أو مخالفةٌ شرعية؟”

  1. يقول عبد المنعم ابو العلا محمد:

    المقال مفيد للغايه جزاكم الله خيرا واطمع في كرمكم ان يصلني منكم مزيد من هذه المقالات علي بريدي الالكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017