كلمةُ إنصافٍ في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب
للتحميل كملف pdf اضغط هنا
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله:
(وممن تأثر بشيخ الإسلام ابن تيمية، وانتفع بمؤلفاته، ونَسَجَ على منواله في القرن الثاني عشر:
الإمامُ المجددُ محمدُ بن عبد الوهاب التميمي المتوفى سنة (1206هـ)، باعث النهضة الصحيحة في الجزيرة العربية وما حولها، الداعي إلى تجريد التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده بما شرعه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وإقامة شرائع الإسلام المعطَّلة، وتعظيم حرماته المنتهكة، ومحاربة البدع والشرك بجميع أنواعه وأشكاله.
وقد قام الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وأولاده وأحفاده بمناصرة هذه الدعوة، وحمل رايتها، والترويج لها، وحمايتها، وضمان استمراريتها، لِمَا وَقَرَ في نفوسهم أنها دعوة إلى الحق والدين الخالص، فحقق الله على أيديهم عودة الجزيرة العربية إلى التوحيد الصحيح، والدين الحق، والألفة بعد الاختلاف، والوحدة بعد الانقسام.
وهذه الدعوة -كما يقول الأستاذ محمد ضياء الدين الريس-: كانت نهضةً أخلاقيةً شاملةً، ووثبةً روحيةً جريئةً، ودعوةً إلى دين الحق والإصلاح، فقد أيقظت العقول الراقدة، وحركت المشاعر الجامدة، ودعت إلى إعادة النظر في الدين لتصفية العقيدة، وتطهير العقول من الخرافات والأوهام، فقد احتوت على مبدأين كان لهما أكبر الأثر في تطوُّر العالم الإسلامي وتقدمه، وهما الدعوة إلى الرجوع إلى مذهب السلف مع الاعتماد على الكتاب والسنة، وتقرير مبدأ الاجتهاد، فكان هذان المبدآن أساسًا لنهضةٍ فلسفيةٍ روحيةٍ.
والواقع أن كل حركات الإصلاح التي ظهرت في الشرق في القرن التاسع عشر كانت مدينةً لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، لتقرير هذه الأصول، ويمكن تحديد الصلة بينها وبين كلٍّ من هذه الحركات إما عن طريق الاقتباس أو المحاكاة، أو مجرد التأثر).
رحم الله اﻹمامان وجعلها في موازين حسناتهم