الاثنين - 20 شوّال 1445 هـ - 29 ابريل 2024 م

النِّقابُ… معركةٌ متجَدِّدة

A A

لم يحظ زي أو لباس بالهجوم عليه مثلما حظي النقاب وحجاب المرأة المسلمة عموما، فالمتأثرون بالمناهج الغربية لا يُخفون أمنيَّتهم بأن تصير المرأة في الشرق كما هو الحال في أوربا من السفور، وهم يسمُّون هذا تحريرًا للمرأة بزعمهم، ويسلكون في ذلك مسالك شتى بحسب قبول المجتمع لما ينادون به، ومن مسالكهم: أنهم يحاولون أن يصبغوا دعواتهم بلباس الشريعة، زاعمين أن ما يدعون إليه هو الفهم الصحيح للدين.

وهكذا كان الحال مع ستر المرأة لوجهها، وهو اللباس المعروف بالنقاب، فظهر من يدعي أن النقاب عادة من عادات الناس وليس من الدين ([1])، ومن يقول: إنه عادة يهودية([2])، وغير ذلك.

وقد تعدَّت طائفة أخرى هذا القدْرَ فزعمت أن الحجاب أيضًا ليس من الدين([3]).

ولا يخفى أن هذه الدعوات هي مجرّد مراحل فقط، فاليوم حديث عن الوجه والكفين، وغدًا حديث عن تغطية الرأس، وبعد غدٍ حديث عما هو أشد من ذلك.

ونحن في هذه السطور القليلة نذكر أهم هذه الشبهات التي أوردوها على النقاب سواء على القول بوجوبه أو مشروعيته أو إباحته، فهو يجيب عن كل من زعم أن لا قائل بوجوبه أو لا قائل بمشروعيته واستحبابه، أو من زعم أنه بدعة، كل ذلك بما يتناسب مع حجم المقال، وبالله التوفيق.

الشبهة الأولى: أن المذاهب الأربعة إنما ذكرت الحجاب، فالنقاب غايته أنه مباح([4])، فلا يكون من الدين، وبذلك فادعاء أنه من الدين ابتداع فيه([5]).

والجواب الإجمالي عن هذه الشبهة: أن من المذاهب من صرح بالاستحباب، ومنهم من صرح بالوجوب، ومنهم من ذكر إباحة كشف الوجه، ومنهم من ذكر حُرمته، فمحصلة هذه الأقوال أن المذاهب مجمعة على المشروعية، فالقول بأنه بدعة بدعةٌ وافتآت على المذاهب، ولا يصح أيضا إطلاق القول بأن غايته ــ عند جميعهم ــ أنه مباح فقط.

أما تفصيل ذلك فإليك بيان حكم ستر الوجه في المذاهب الأربعة:

تغطية الوجه في المذهب الحنفي:

للحنفية في تغطية الوجه قولان:

الأول: القول بالوجوب، قال به أبو بكر الجصاص ([6]) والحصكفي ([7]).

الثاني: جواز كشف الوجه، ذكره السرخسي وانتصر له بعدما ذكر القول الأول ([8]).

ومن المتأخرين من قال بالوجوب عند خشية الفتنة كابن نجيم ([9]).

تغطية الوجه في المذهب المالكي:

ذهب بعض علماء المالكية إلى وجوب ستر الوجه والكفين؛ كابن العربي ([10]) وابن عطية ([11]).

ومنهم من ذهب إلى أن الوجه والكفين ليسا بعورة، فيجوز كشفهما ويجوز سترهما؛ كالدردير والدسوقي ([12])، ولكن هذا عند أمْن الفتنة. أما لو خشيت الفتنة فذهب بعضهم إلى وجوب الستر؛ كالحطاب الرعيني ([13]).

تغطية الوجه في المذهب الشافعي:

اختلف الشافعية في جواز كشف المرأة وجهها على قولين:

القول الأول: هو أن الوجه ليس بعورة فيجوز لها كشفه لكن مع الكراهة، وهو القول الأشهر عند المتقدمين، وهذا عند أمن الفتنة، أما عند الفتنة أو علمها بمن ينظر إليها فيلزمها ستر وجهها، ذكر ذلك النووي وذهب إلى أن الأصح عدم الكشف ولو مع أمْن الفتنة ([14]).

القول الثاني: أن وجه المرأة عورة ويلزمها ستره، وهو القول المعتمد عند المتأخرين، وتأولوا قولَ المتقدمين بأن الوجه ليس بعورة في الصلاة لكنه عورة خارج الصلاة([15]).

تغطية الوجه في المذهب الحنبلي:

اختلف فقهاء الحنابلة في كون وجه المرأة عورة أو لا على قولين:

الأول: ليس بعورة: قال المرداوي: وهو الصحيح من المذهب ([16])، لكن يستحب لها تغطية وجهها في خارج الصلاة([17]).

والثاني: أنه عورة فيما عدا الصلاة والإحرام([18])، وكلا القولين مروي عن الإمام أحمد([19]).

إذن فهذه المذاهب الأربعة تذكر وجوب النقاب وتذكر استحبابه وتذكر جواز الكشف وعدم جوازه؛ فلا يصح أن يقال: إن غاية المذاهب الأربعة هو الإباحة، ولا يصح كذلك أن يكون بدعة في الدين، كيف وقد قال جمعٌ من العلماء بوجوبه؟!

كذلك: كل نقل قال فيه أحد أهل العلم بالاستحباب أو الإباحة فنحن لا ننكره، لكن من أهل العلم في نفس المذهب من قال بخلافه كما سبق بيانه.

الشبهة الثانية: أن النقاب في المذهب المالكي مكروه([20])، فمتأخرو المالكية قد صرحوا بكراهته.

والجواب عن ذلك:

أن النقاب الذي صرحوا بكراهته إنما هو نوع خاص في طريقة تغطية الوجه، وليس مورد كلامهم في أصل ستر الوجه.

والسبب في كراهتهم لهذا النوع من الملبس داخل الصلاة: أنه يمنع مباشرة أعضاء السجود، وأما خارج الصلاة فإنه لباس شهرة، ولذا صرحوا ــ في قضية الشهرة ــ أنه إن كان من عادة أهل البلد فلا بأس به.

والدليل على ذلك أمران:

الأول: أنهم يذكرون هذا الحكم في حق الرجل والمرأة على حد سواء، ويفسرونه بما هو مشابه لهيئة التلثّم، ولو كان هذا هو النقاب المعروف في زماننا لما ذكروه في حق الرجال([21]).

الثاني: أنهم أنفسهم يصرحون أن ستر المرأة لوجهها دائر بين الاستحباب والوجوب([22]).

الشبهة الثالثة: أن الحجاب قد فرض لعلة، وهي قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:95] فيقولون: إن العلة هي الإيذاء، فنزل الحجاب للتفريق بين الحرائر والإماء، وحيث إن هذه العلة قد زالت، فيزول الحكم معها ([23])..

والجواب من وجوه:

الأول: أنه ليس في النص القرآني ما يدل على أن الإيذاء هو علة فرض الحجاب، فالنص القرآني يدل على الأمر بالحجاب، ثم يبين بعد ذلك أن من فوائد الحجاب أنهن لا يؤذين، وهذا بيان لبعض فوائده، وليس بيان لعلته أو سبب تشريعه.

الثاني: على سبيل التنزُّل مع هذا القول -الذي لم يقل به أحد على مدار ثلاثة عشر قرنًا-  هل زال اليوم خوف الإيذاء على النساء؟! أم زاد وصار أشد خطرًا؟! وهل كان عصر النبوة هو المخوف، وعصرنا هو الآمن؟!

الشبهة الرابعة: ادعاء أن الحجاب خاص بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهن؛ لأن الآية نزلت في حقهن، والله تعالى يقول: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب:32] فلا يقاس عليهن غيرهن([24]).

والجواب من وجوه:

الأول: من المجمع عليه أن أسباب النزول المذكورة في التفسير لا يقصد بها أن حكم الآية مختص بمن نزلت فيه الآية دون غيره ([25])، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

الثاني: أنه إذا كان نزول الأمر بضرب الحجاب لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهن العفيفات بالإجماع حتى لا يقع شيء في قلوب الصحابة المرضيِّ عنهم بالاتفاق؛ فلأن يُضرب الحجاب على من دون أمهات المؤمنين في المنزلة احتجابًا عمن دون الصحابة أولى([26]).

الثالث: أن قوله تعالى: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}[الأحزاب:32]، معناه: في القدر والفضل والمنزلة، فهن قدوات لغيرهن، وأجرهن مضاعف وعقوبتهن على الذنب مضاعفة أيضًا، وقد سمى الله ما نهاهن عنه: «فاحشة مبينة» و«تبرج الجاهلية الأولى»، فكيف يباح لغيرهن بعد ذلك؟! فخطاب الله لهن خطاب لغيرهن ما لم يقم دليل على اختصاصهن بذلك.

هذا أهم ما تعلّقوا به في هجومهم على النقاب، وقد اتضح أنه هجوم تعوزه الحجة والبرهان، ويحدوه اطلاقات وأوهام بعيدة عن التحقيق العلمي.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) راجع على سبيل المثال: فتوى للدكتور علي جمعة على هذا الرابط:

https://goo.gl/JwFJQW

([2]) وهو ما صرحت به د. آمنة نصير، وراجع هذا الرابط:

https://goo.gl/5TkU6f

وانظر على سبيل المثال: مقال بعنوان (حجاب المرأة ليس من الإسلام) على هذا الرابط:

http://onlycoran.blogspot.com.eg/2016/04/blog-post_27.html

([3]) انظر: المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء لجمال البنا (ص26-37)، وانظر في ذلك عدة مقالات، منها: مقال للكاتب مصطفى راشد على هذا الرابط:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=200188

([4]) انظر فتوى للدكتور أحمد الطيب على هذا الرابط:

https://goo.gl/3j9GD3

([5]) قاله د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، انظر هذا الرابط:

http://www.masress.com/rosadaily/23219

([6]) انظر: أحكام القرآن (3/458).

([7]) انظر: الدر المختار (4/77)، مدارك التنزيل (3/79)، عمدة القاري (2/235).

([8]) انظر: المبسوط (10/152)، بدائع الصنائع (5/121).

([9]) انظر: حاشية ابن عابدين (1/406)، البحر الرائق (1/384).

([10]) انظر: أحكام القرآن (3/1579)، عارضة الأحوذي (2/ 135-137).

([11]) انظر: المحرر الوجيز (4/178).

([12]) انظر: الشرح الكبير للدردير بحاشية الدسوقي (1/214).

([13]) انظر: مواهب الجليل (1/499).

([14]) انظر: المجموع (3/167)، روضة الطالبين (7/21)، المنهاج (ص 204)، حاشية الشرواني (2/112)، حاشية الجمل (4/123).

([15]) انظر: منهج الطلاب (1/411)، مغني المحتاج (4/209)، حاشية الشرواني (2 / 112)

([16]) انظر: الإنصاف (1/452)

([17]) انظر: الآداب الشرعية (1/280)

([18]) انظر: كشاف القناع (1/266)

([19]) انظر: الإنصاف (1/452)

([20]) قاله د. شوقي علام مفتي مصر حاليًّا، وقال أيضًا: إن النقاب عادة من العادات لا علاقة له بالعبادات، وراجع هذا الرابط:

https://goo.gl/5yftiQ

([21]) انظر: أسهل المدارك (1/190)، وفيه قال النفراوي: والحاصل أن كلًّا من الانتقاب والتلثم والاحتزام والتشمير وضم الأكمام والشعر إنما يكره إذا فعل في الصلاة، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، ولا يكره شيء من ذلك لغير الصلاة إلا الانتقاب لمن لم يكن عادته ذلك، ويفهم من ذلك أنه لو حضرته الصلاة وهو محتزم أو شامر لثوبه لا تكره صلاته على تلك الحالة، وإن كان الأولى حل ذلك.

([22]) قد تقدم ذلك في النقل عن الدسوقي.

([23]) انظر مقالًا للكاتب سالم لعريض على هذا الرابط:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=466470

([24]) انظر: المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء لجمال البنا (ص31-33)، ومقالًا للكاتب ضيف حمزة ضيف على هذا الرابط:

الحجاب ليس فرضاً في الإسلام

([25]) انظر: مجموع الفتاوى (13/339).

([26]) انظر:أحكام القرآن للجصاص (3/483).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

تذكير المسلمين بخطورة القتال في جيوش الكافرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: من المعلومِ أنّ موالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين من أعظم أصول الإيمان ولوازمه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ‌وَلِيُّكُمُ ‌ٱللَّهُ ‌وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [المائدة: 55]، وقال تعالى: ﴿‌لَّا ‌يَتَّخِذِ ‌ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةۗ […]

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017