الثلاثاء - 05 شعبان 1446 هـ - 04 فبراير 2025 م

حركاتُ الإِنقاذ السَّلفية في الهِند وغرب إِفرِيقيا والمغرِب

A A

لا أعتقد أنهم مخطئون أولئك الذين يقولون إن بداية النهضة الإسلامية المعاصرة كانت مع قدوم الحملة الفرنسية، لكنني أقول ليست الحملة الفرنسية وحدها، بل التكالب الغربي عمومًا على العالم الإسلامي، إسبانيا، والبرتغال، وإنجلترا، فكل هؤلاء كانت أساطيلهم تجوب السواحل الإسلامية بعد الألف الهجرية، وكان المسلمون شيئًا فشيئًا يتعرفون على ضعفهم من مختلف الجوانب أمام هذه الشعوب الطارئة عليهم، لكن المشكلة الكبرى هي أنهم لم يكونوا يجدون في الإسلام كما هو بين أيديهم أي محرك للتقدم والنهوض.

فالعلماء الذين يفترض أن يكونوا شارحي الإسلام يمكن قَسْمُهُم إلى فريقين:

الأول صوفيون طرقيون، أي: واقعون بعقولهم وقلوبهم وجوارحهم تحت سيطرة أشياخ الطرق الصوفية بل إن بعض أشياخ الطرق كانوا من هؤلاء العلماء.

والآخر: علماء منشغلون بدراسة كتب الشريعة كافة لكنهم غارقون في التقليد في كل مناحي العلم وأعظمها الاعتقاد وعلم السلوك.

فكان غالب حفظهم للكتاب والسنة وخلافات الفقهاء حفظًا للتبرك فقط، لا للاجتهاد والبحث عن الصواب، أما عملهم فهو على ما ورثوه من الحضرات والخلوات والزوايا والأضرحة والخرافات التي تراكمت في ظل غياب النص والعقل والركون التام إلى التقليد، لا أقول تقليد الأئمة الأولين من طبقة مالك والشافعي، بل تقليد البيئة الخرافية التي أدى إليها حصر مالك والشافعي وأمثالهما في زاوية الفقه الذي لا يتجاوز أعمال الجوارح وأحكام البيوع والأقضية والأنكحة، بل حتى في تلك لم يكن مالك والشافعي في كثير منها تتجاوز آراؤهم بُطُون الكتب ومحفوظات العلماء.

وهذه البيئة العلمية العقيمة كانت بدون شك عاجزة عن مقاومة الزلزال الذي أحدثه القدوم الأوربي الجديد إلى الشرق لاسيما الحملة الفرنسية على مصر.

كانت ردة الفعل الطبيعية قوة حركة الاستغراب لدى المثقفين المسلمين الذين لم يجدوا فيما حولهم من العلم والواقع الإسلامي سوى ما يدعم الخرافة والتخلف والانصياع للقهر والاحتلال، إلى أن بدأت بالظهور نزعات التأثر بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

فقد بدأت حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بداية فعلية منذ اللقاء التاريخي بين الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود عام 1157هـ يوافقه 1744م، ومنذ ذلك التاريخ وحتى سقوطها عام 1233هـ يوافقه 1818م أي: بعد خروج الفرنسيين من مصر بسبعة عشر عاما، ولم تكن الدولة العثمانية أو الدولة المصرية وحدهما وراء إسقاطها، بل كان ذلك بمباركة الدولة العظمى آن ذاك بريطانيا التي حضر مندوبها مدير شركة الهند الشرقية والتي كانت تتولى عملية استعمار الهند آنذاك، حضر الحفل الذي أقامه إبراهيم باشا في الدرعية على إثر إسقاطها وما جرى فيها من دمار ومذابح، كما كان ضمن جيش إبراهيم باشا أعداد لا تُحصى من المرتزقة الأوربيين.

وسر مباركة بريطانيا لهذا الحدث: أنها أول دولة من دول الاحتلال عرفت خطر النهوض السَّلَفِي على مصالحها، وذلك إثر الانبعاث الإسلامي الذي أحدثه في الهند الشاه ولي الله الدهلوي [1176هـ] وابنه عبد العزيز رحمهما الله [1239هـ]، فقد تسبب النهوض السَّلَفِي في الهند في أولى الحركات الجهادية ضد الاستعمار البريطاني، كما تسبب في إحياء الاجتهاد وبداية خروج مسلمي الهند من دوامة الخرافة التي كانت بريطانيا تسعى لإبقائهم فيها، وظهرت عدة حركات قوية كلها كانت ذات صلة وتأثر بدعوة الشيخ وإن كان بدرجات مختلفة، وقد بدت الهند أكثر البلاد زعامات إصلاحية متأثرة بهذه الدَّعوَة، فبعد الشاه ولي الله الذي كان معاصرًا للشيخ محمد بن عبد الوهاب جاء أبناؤه وتلاميذه وكان تأثرهم بدعوة الشيخ لا يخفى في كلامهم ومؤلفاتهم، وقد ظهر أيضا في تلك الحقبة الاستعمارية أحمد شهيد بريلوي [1246هـ] في شمال الهند، وكان غالب تأثره بدعوة الشيخ في جانب عقيدة الولاء والبراء وجهاد المحتل، وظل يحاول الاستبقاء على الصوفية وتنقيتها من الخرافة، وتيتو مير في البنغال [1831م] الذي قاد حركة سلفية في دعوتها العقائدية والجهادية.

وفي البنغال أيضا واجه الإنجليز الحركة الفرائضية التي تعتبر أقوى الحركات التي واجهوها في شرق القارة الهندية وهي دعوة متأثرة بالسَّلَفِية بشكل كبير، قَدِمَ مؤسسها حاجي شريعة الله من مكة سنة 1231ه، بعد أن أقام فيها 17 عاما تخللها فترة حكم الدولة السعودية الأولى لمكة المكرمة.

كما عرفت بريطانيا أثر النهوض السَّلَفِي على مصالحها في غرب إفريقيا، حيث كانت قد بدأت تضع أقدامها في تلك البلاد وفوجئت بدولة سلفية قوية هي دولة العالم المجاهد عثمان بن فودي [1233هـ] يوافقه [1818م]، والجدير بالملاحظة أن عثمان فودي هذا تلقى المنهج السَّلَفِي المحارب للبدعة والخرافة في مكة، وذلك أثناء مجاورته فيها إبان حُكم الدولة السعودية الأولى، وقرر بعد استفادته هذا المنهج القويم العودة إلى بلاده ونشر الإسلام الصحيح هناك ومحاربة البدعة والخرافة وإعادة الناس إلى ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وسار على نهج قريب من نهج الإمام محمد بن عبد الوهاب وألف عددًا من الكتب والرسائل، وانتهى الأمر به إلى إعلان الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا والتي جمع فيها الإمارات الصغيرة المتحاربة والمشتتة، وقضى بها على القوى الوثنية هناك، فلما وطئت عيون المحتل البريطاني أرض تلك البلاد وجدت هذه الدولة السَّلَفِية القوية التي ساهم وجودها في تأخير احتلال بريطانيا، بل وفي بقاء نيجيرية منتفضة على المحتل حتى أوان استقلالها.

والحقيقة أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم تؤثر على نيجيريا والهند وحسب، بل يمكننا الجزم بأن كل الحركات التي دعت إلى العودة إلى النصوص وإلى العقل ونبذ الخرافة وتنقية الإسلام من شوائب البدع والأوهام، وبالتالي كل الحركات التي دعت إلى مقاومة المستعمر وطرده من بلاد الإسلام والتي جاءت بعد دعوة الشيخ كانت متأثرة بها، أو لِنقُل بعبارة أدق كل الحركات والدعوات التي أعادت للأمة الثقة بدينها بعدما كادت قوة المستدمر [المستعمر] أن تسقط فئامًا كبيرًا من ناشئة الأمة في غياهب الصدمات الحضارية.

ولم يكن يحول بين عقلاء العلماء والحكام وبين هذه الدَّعوَة إلا التوجهات السياسية والتعصب للأهواء والبدع، وقد اجتمع الأمران في الأقطار التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية حيث الخصومة السياسية تُغذي الأهواء وأهلها، ولعل هذا هو السر في كون العلماء والحكام الذين تأثروا بدعوة الشيخ مبكرين هم الذين لم تكن بلادهم ولاية عثمانية.

وقد ضربتُ مثلًا بمن كان منهم بالقارة الهندية، وهنا أُغَرِّبُ لأتحدث عن سلطان المغرب المولى سليمان بن محمد بن عبد الله ملك المغرب [1238هـ]، وقد وصله كتاب الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود سنة 1226هـ، فكان الملك سليمان خير من استجاب من ملوك الأمصار لهذه الدَّعوَة، فأرسل على إثرها ولده إبراهيم ومعه لفيف من العلماء ليعطوه رأيهم في دعوة الشيخ محمد عن كثب فجاء تقريرهم حميدًا مفيدًا، ألقى الملك على إثره خطبته المشهورة بخطبة المولى سليمان، وكان لهذا الملك أثره العظيم في كل الحركات التي ناهضت الاستعمار الغربي في المغرب عسكريا؛ كحركة عبد الكريم الخطابي وحركة الريسوني، أو فكريا؛ كحركة بوشعيب الدكالي [1356هـ]، وعلال الفاسي [1394هـ]، وتقي الدين الهلالي [1407هـ] وغيرهم من العلماء والمفكرين، بل إن التوجه السَّلَفِي للدولة العلوية زمن السلطان سليمان هو صاحب الأثر الأكبر في بقائها رغم تكالب فرنسا وإسبانيا عليها.

 

 

 

رد واحد على “حركاتُ الإِنقاذ السَّلفية في الهِند وغرب إِفرِيقيا والمغرِب”

  1. يقول محمد:

    لكن نجحت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله دون غيرها من الحركات

    شاكرا للشبخ الدكتور محمد السعيدي مقاله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017