الاثنين - 06 ذو الحجة 1446 هـ - 02 يونيو 2025 م

لماذا يتراجعون؟

A A

 

الإيمان بالله تعالى حاجَةٌ ماسَّة للبشرية كافَّة، وضمان لسلامة المجتمع، وقد أدرك الغرب نفسه أن الإلحاد (إنكار وجود الله تعالى) له تأثير كبير في تدمير المجتمعات وتهديد استقرارها، وفي هذا يقول المفكر الإنجليزي جون لوك: “وأخيرًا، لا يمكن التسامح على الإطلاق مع الذين ينكرون وجود الله، فالوَعْد والعَهْد والقَسَم من حيث هي روابط المجتمع البشري ليس لها قيمة بالنسبة للملحد؛ فإنكار الله حتى لو كان بالفكر فقط يفكِّك جميع الأشياء”([1]).

وكيف ينعم بالاستقرار والطمأنينة من يعيش بعيدًا عن الإقبال على الله وإجلاله وتعظيمه ومحبته، والله تعالى يقول: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} [طه: 124]؟! “ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه”([2]).

ولا عجب بعد ذلك أن تثبت الدراسات الحديثة أن الملحدين أكثر الناس يأسًا وأشدهم قنوطًا وأقربهم عرضة للانتحار والتخلُّص من هذه الحياة، وأن الإيمان يساعد على تحمُّل أعبائها وثقلها، يقول د. جوس مانويل والباحثة أليساندرا فليشمان في بحثٍ لهما: “إن نسبة الانتحار في الدول الإسلامية -بخلاف كل الدول الأخرى- تكاد تقترب من الصفر”([3])، وصدق الله تعالى القائل: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].

وقد سجَّل لنا التَّاريخ المعاصر نماذج لتراجعات بعض من وقع في وحل الإلحاد، وكانت أسباب تراجعهم وعودتهم إلى روضة الإيمان متنوِّعةً، فبعضهم لم يجد في الإلحاد شفاء علَّته ورواء غلَّته، بل لم يزده الإلحاد إلا ظمـأ وسقمًا، وبعضهم كان سبب رجوعه هو النظر الصحيح المتجرِّد من الأهواء والمؤثِّرات في الآيات والحجج والأدلَّة والبراهين، وبعضهم كان لانجلاء الشبهة وانكشافها أكبر الأثر في رجوعهم إلى الإيمان.

فهذا د. جيفري لانج (بروفيسور أمريكي في الرياضيات) كان من دعائه بعد إسلامه: “اللهم إني لا أطيق العيش ولو ليوم واحد من غير الإيمان بك”؛ وذلك أنه كان نصرانيًّا في أول حياته، ثم ألحد وترك النصرانية؛ لإعجابه الشديد بالفكر المنطقي، وعدم رضاه عن الكثير من عقائد المسيحية، إلا أن إلحاده لم يغنه من الحق شيئًا، فدخل في معترك جديد، وصراع مع النفس، ومزيج من التناقضات المتناحرة.

وبعد سنواتٍ من التيه والضياع والعذاب والألم وجد ما يملأ خواء روحه، فأسلم وقاده الإسلام إلى محبة الله، وكان سبب إسلامه: أنه تعرف على طالب عربي كان يدرِّسه، وأهداه نسخة من القرآن الكريم، فلما قرأه شعر بفيض واسع من الرحمة والعطف، وديمومة الحب في القلب، وهكذا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، واستضاء بنوره مَنْ تخبط في ظلمات الجهل والضلال. فالذي قاده إلى الإسلام: هو محبة الله التي لا تقاوَم!

وتوثقت علاقة جيفري لانج بهذا الطالب، وحمله التشوف إلى هذا الدين أن زار هذا الطالب في مسجد الجامعة، وهناك تعرف على الإسلام أكثر، ونطق بالشهادتين. ويصف لحظة نطقه بالشهادتين قائلا: “لقد كانت هذه الكلمات كقطرات الماء الصافي تنحدر في الحلق المحترق لرجل قارب الموت من الظمأ”([4]).

ولم يكن جيفري لانج هو أول من خاض الفكر المنطقي وضل عن سواء السبيل، بل في تاريخ أمتنا الممتد عبر القرون عظماء تاهوا ثم عادوا، وأما في تاريخنا المعاصر وفي ظل النهضة العلمية والتكنولوجيا، فإننا نجد كثيرًا من العلماء والفلاسفة المبرزين الذين ألحدوا في فترة ما في فترات حياتهم، لديهم بعض التصورات الخاطئة في العلم التجريبي وعلاقته بالدين، وعالم الغيب، وقضايا الشر، وأمور أخرى، أودت بهم في مهالك الإلحاد ومتاهات الشك ودهاليز الحيرة.

فالدكتور محمود مصطفى (طبيب فيلسوف مصري) ابتدأت رحلته بالشك في الغيبيات والإيمان بالمحسوسات منذ فترة المراهقة، وقد كان للتيارات الفكرية المادية المسيطرة في تلك الفترة دور في تكوين صورته الفكرية، كما كان لتعظيم العقل في العلوم التي يدرسها دور في انحرافاته، فالإيمان بالواقع وشواهد الحس -كما هو في علم الطب الذي دَرَسَه في الكلية- من أساسيات الحكم على الأشياء في النظرة العلمية، وكأن العلم الحقيقي لا علاقة له بالإيمان، وأن العلم مكانه الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث، وما يصدره من مخترعات وعلاجات تنفع البشرية، أما الإيمان فلا مكان له إلا في المساجد ودور العبادات؛ للاهتمام بالجانب الروحي، ولا دور له سوى ذلك!

إلا أنه وجد بالتأمل بعد تقادم الزمن: أن هذا العلم نفسه يقدِّم صورةً عن الكون بالغة الجمال، شديدة الانضباط؛ من ورقة الشجر إلى جناح الفراش، من حركة جزيئات الذرة إلى حركة أفلاك المجرَّة. وحتى في جانب الغيب؛ فإن العلم يظهر الجاذبية التي تمسك بالأرض والشمس والكواكب، ومع عدم رؤيتنا لها إلا أننا نؤمن بوجودها اكتفاء بآثارها.

فالنظرة العلمية المتأملة لظواهر الخلق والمخلوقات تقول: إن هناك وحدة بينها؛ وحدة أسلوب ووحدة قوانين، تعني جميعها: أن خالقها واحد، وهو إله مبدع قادر جامع لكل الكمالات.

وقد حكى لنا د. مصطفى محمود معاناته التي أمضاها على تلك الحال ثلاثين سنة في قراءة الكتب والخلوة والتأمل في سنوات الشك والضياع في كتابه (رحلتي من الشَّكّ إلى الإيمان).

وتتشابه هذه السنوات الثلاثون التي قضاها د. مصطفى محمود في الحيرة مع ما حكى عن نفسه د. عبد الوهاب المسيري الذي قضى هو الآخر أكثر من ثلاثين عامًا في تنقلات فكرية متعددة، ولعل شبهة معضلة الشر هي أساس انحرافه عن العقيدة الصحيحة؛ إذ لم يجد من الأجوبة ما يشفي غليله، وكان حينها طالبًا في المرحلة الثانوية، ثم انتقل إلى الماركسية، وبدأت مسيرة الإلحاد تسير معه على مسافة قريبة، رغم أنه في ذلك الوقت لم يكن مؤمنا بالله، إلا أنه كان يؤمن بالقيم المطلقة للإنسان والقيم المطلقة للأخلاق، وكان هذا الإيمان بالمطلقات يتنافى مع الإلحاد الكامل، وهو إيمان بثوابت ومطلقات لا يمكن أن تستند إلى عالم المادة وعالم الطبيعة، ولكنها تستند إلى الله.

لقد رأى أن تلك الأفكار المادية عاجزة عن تفسير السلوك الإنساني والأخلاقي، وقد لاحظ وجود التناقضات في السلوك الشخصي لرفاقه الملاحدة، وأن كمية النرجسية عند بعضهم كانت ضخمة للغاية، والحريات الخُلقية التي كانوا يسمحون بها لأنفسهم كانت بالفعل كاملة -أي: في واقع الأمر كانوا شخصيات نيتشوية داروينية لا علاقة لها بأي منظومة أخلاقية-، خاصة أن ماركسية بعضهم كانت تنبع من حقد طبقي أعمى، وليس من إيمان بضرورة إقامة العدل في الأرض، بل كثيرًا ما كان يشعر أن بعضهم كان ماركسيًّا بحكم وضعه الطبقي وحسب، وأنه لو سنحت الفرصة أمامه للفرار من طبقته والانضمام للطبقات المستغلة الظالمة لفعل ذلك دون تردد، ولطلَّق ماركسيته طلاقًا بائنًا([5]).

وكما أن قضية الشر قادته بعيدًا عن الإيمان، قادته -بالمقابل- إلى اكتشاف آخر: وهو وجود الخير، وقد عاد به إلى عالم الإنسانية والإيمان.

فمعضلة الشر التي كانت الشرارة الأولى للإلحاد في فكر المسيري -رغم وضوحها في الفكر الإسلامي-، إلا أنها من أهم أسباب الإلحاد في العالم كله([6])، بل إن إنتوني فلو (أستاذ الفلسفة البريطاني) وهو أشهر ملحد خلال النصف الثاني من القرن العشرين، والذي نظَّر للإلحاد كثيرًا في كتاباته، كانت مشكلة الشر هي أول أسباب انحرافه، وقد أمضى خمسين عامًا في الإلحاد، حتى إذا بلغ الثمانين قاده الدليل إلى وجود خالق للكون، وألَّف كتابه الشهير بعنوان: “هنالك إله”([7]).

يقول إنتوني فلو: “لقد أنجزت الفلسفة مهمتها الأساسية بنجاح عظيم عندما توصلت إلى تفسير نشأة الوجود بوجود الإله الخالق، الذي خلق الكون ليكون معدًّا لاستقبال المخلوق العاقل الحكيم الذي هو الإنسان”.

وقد قاده الدليل العلمي إلى خمسة أبعاد تشير إلى الإله الخالق:

1- الكون له بداية ونشأ من العدم.

2- الطبيعة تسير وفق قوانين ثابتة مترابطة.

3- نشأة الحياة بكل ما فيها من دقة وغائية وذكاء تنفي الصدفة والعشوائية.

4- الكون بما فيه من موجودات وقوانين مسخرٌ لاستقبال الإنسان.

5- القدرات العليا للعقل البشري لا يمكن أن تكون نتاجا مباشرا للنشاط الكهروكيميائي للمخ، بل لا بد من اللجوء إلى عالم ما وراء الطبيعة لتفسير قدرات العقل الخارقة([8]).

وهكذا نجد أن العلم الحديث مهما تطوَّر والعالِم مهما تأمَّل في هذا الكون المُحْكَم لا بد له من التسليم بحقائق غيبية تكتشف بدلالة العقل عليها؛ مثل التسليم بمبدأ السببية. والإيمان بوجود الله يستند إلى حقائق غيبية أظهر وأقوى من تلك الحقائق العلمية، فهي فطرية.. ويمكن رؤية آثارها في كل الموجودات، وذلك مصداق قول الله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} [فصلت: 53].

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رسالة في التسامح، جون لوك (ص: 57).

([2]) مدارج السالكين (3/ 156).

([3]) A global perspective in the epidemiology of suicide.

([4]) انظر قصة إسلامه في كتابيه: الصراع من أجل الإيمان، وحتى الملائكة تسأل.

([5]) انظر: حوار مع عبد الوهاب المسيري، مجلة مراجعات، العدد (2)، رحلتي الفكرية، د. عبد الوهاب المسيري (ص: 140).

([6]) من أفضل الكتب التي تناولت قضية الشر:

– مشكلة الشر ووجود الله، د. سامي عامري. إصدار مركز تكوين.

– أسس غائبة، 25 مسألة في مشكلة الشر، م. أحمد حسن. إصدار مركز دلائل.

([7]) وينبه إلى أن إنتوني فلو رغم إيمانه بوجود إله وانتقاله إلى الفكر الربوبي، إلا أنه لم يُسْلِم.

([8]) انظر: خرافة الإلحاد، د. عمرو شريف (ص: 416-417).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017