السبت - 08 ربيع الأول 1445 هـ - 23 سبتمبر 2023 م

هو سيّدنا رسول الله وإن زعموا وكذبوا!!

A A

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه.

أما بعد، فلقد كثر التشنيع والتشهير بمن ينتهج منهج السلف الكرام حول إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم، وادعى بعض مناوئيهم أنهم ينكرون ويشددون على من يقول: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم يعدُّون ذلك بدعة لا تجوز([1]).

والسلف الكرام بريؤون من تلك الفرية، وأتباعهم على القرون بعيدون تمامًا عن تلك المزاعم والاتهامات الباطلة؛ يقول سليمان بن سحمان (ت 1349هـ): “فزعمتَ أنَّا ننكر ونشدد على من قال: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هذا مذهبنا -أهل نجد- وهذا كذب وافتراء علينا، ما أنكر ذلك منَّا أحد، ولا كان ذلك مذهبنا”([2]).

وهذا كتاب “الدرر السنية” الذين يكثرون من ترداد اسمه في المناسبات المختلفة= مشحون بإطلاق العلماء من أئمة الدعوة للفظ “سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”.

وأوَّل ما يستهل به في رد هذه الفرية: هو تقرير ما أجمع عليه المسلمون جميعًا([3])، فما من مسلم إلا وهو يعلم ويشهد أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو سيد الأولين والآخرين؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: “أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ“([4])، وإطلاق لفظ “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم له مقامان:

الأول: إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي في غير العبادة:

لا خلاف بين المسلمين كافة في أن إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم في غير العبادة حق، ولا مانع منه البتة.

ولا يعارض هذا ما رواه أبو نضرة عن مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قُلْنَا: وَأَفْضَلُنَا فَضْلًا وَأَعْظَمُنَا طَوْلًا، فَقَالَ: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ»([5]). ومن وجوه الجمع في ذلك:

  • أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله على طريق التواضع، وكراهة المدح في الوجه([6]).
  • أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينههم عن قولهم: ” أنت سيدنا”، بل أذن لهم بذلك، فقال: ” قولوا بقولكم، أو بعض قولكم”([7]) .
  • أن قوله: “السيد الله” يريد: أن السؤدد حقيقة لله عز وجل، وأن الخلق كلهم عبيد له، وإنما منعهم أن يدعوه سيدًا مع قوله: “أنا سيد ولد آدم”؛ من أجل أنهم قوم حديث عهد بالإسلام، وكانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة كهي بأسباب الدنيا، وكان لهم رؤساء يعظمونهم وينقادون لأمرهم، ويسمونهم السادات، فعلمهم الثناء عليه، وأرشدهم إلى الأدب في ذلك([8]) .
  • أن قوله صلى الله عليه وسلم: “أنا سيد ولد آدم” إخبار منه عمَّا أعطاه الله من سيادة النوع الإنساني، وفضله وشرفه عليهم، وأما وصف الرب تعالى بأنه السيد فذلك وصف لربه على الإطلاق؛ فإن سيد الخلق هو مالك أمرهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن قوله يصدرون([9]).

الثاني: إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي في العبادة:

أما إطلاق لفظ “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة: كالأذان والإقامة، والتشهد، فلم ينقل عن السلف -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم-، وإنما ظهر الخلاف فيه عند متأخري المذاهب الفقهية([10])، وتقدِمة الكلام فيه تحرير محل النزاع.

تحرير محل النزاع:

ينبغي أن يعلم أن الخلاف بين متأخري المذاهب الفقهية في هذه المسألة هو في الأفضيلة، فإن الجميع متفقون على أنه لو قال في التشهد في الصلاة: “اللهم صل على محمد…”، أو قال: “اللهم صل على سيدنا محمد…”، فإنه لا حرج عليه في القول والترك، وإنما وقع الخلاف في أيِّ الصيغتين أفضل.

يقول الشيخ ابن باز (ت 1420 هـ): “لكن لو أن الإنسان قال: “اللهم صل على سيدنا محمد”، لا بأس ولا حرج عليه؛ لأن محمدًا سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، فمن قال لا حرج عليه، ومن ترك لا حرج عليه، والأفضل الترك في التشهد والأذان”([11]).

والقول الجامع في هذا: أن السلف جميعًا -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم- كانوا لا يضيفون لفظ “سيدنا” في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا في الصلاة ولا خارجها.

وقد نقل الحافظ محمد بن محمد الغرابيلي (ت 835 هـ) عن الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ) أنه سئل عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارج الصلاة…هل يشترط فيها أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة كأن يقول مثلًا: اللهم صل على سيدنا محمد أو على سيد الخلق أو على سيد ولد آدم، أو يقتصر على قوله: اللهم صل على محمد، وأيهما أفضل؟

فأجاب الحافظ ابن حجر بقوله: “نعم اتباع الألفاظ المأثورة أرجح، ولا يقال: لعله ترك ذلك تواضعًا منه صلى الله عليه وسلم، كما لم يكن يقول عند ذكره صلى الله عليه وسلم: “صلى الله عليه وسلم”، وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر؛ لأنَّا نقول: لو كان ذلك راجحًا لجاء عن الصحابة، ثم عن التابعين، ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال ذلك، مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك…والمسألة مشهورة في كتب الفقه، والغرض منها: أن كل من ذكر هذه المسألة من الفقهاء قاطبة لم يقع في كلام أحد منهم: “سيدنا”، ولو كانت هذه الزيادة مندوبة ما خفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها، والخير كله في الاتباع”([12]).

ويتأكد ترجيح عدم زيادة لفظ “سيدنا” في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: أنها عبادة، و”الأصل في العبادات المنع أو الحظر حتى يقوم دليل على المشروعية”([13]) ، أو “الأصل في العبادات التوقيف”([14])، وفي هذا يقول السخاوي الشافعي (ت 902 هـ): ذكر المجد اللغوي ما حاصله أن كثيرًا من الناس يقولون: اللهم صل على سيدنا محمد، وإن في ذلك بحثًا، أما في الصلاة فالظاهر أنه لا يقال؛ اتباعًا للفظ المأثور، ووقوفًا عند الخبر الصحيح، وأما في غير الصلاة فقد أنكر صلى الله عليه وسلم على من خاطبه بذلك، كما في الحديث المشهور([15])”([16]).

وأما تخريج المسألة على القاعدة الأصولية: “أي الأمرين أولى: امتثال الأمر، أو سلوك الأدب”([17]) فهو محل نظر؛ فإن الاتباع في مثل هذا هو الأدب المستحسن؛ يقول الطحطاوي الحنفي (ت 1231 هـ): “قال في الدر: ويندب السيادة([18])، وفي شرح الشفاء للشهاب عن الحافظ ابن حجر: أن اتباع الآثار الواردة أرجح، ولم تنقل عن الصحابة والتابعين، ولم ترو إلا في حديث ضعيف عن ابن مسعود، ولو كان مندوبًا لما خفي عليهم، قال: وهذا يقرب من مسألة أصولية: وهي أن الأدب أحسن أم الاتباع والامتثال، ورُجِّح الثاني [يعني: الاتباع والامتثال]، بل قيل إنه الأدب”([19]).

أو يقال: إن هذه المسألة لا تندرج أصلًا تحت هذه القاعدة الأصولية؛ يقول الشوكاني (ت 1250 هـ): “الأدلة الواردة في تعليمه صلى الله عليه وآله وسلم كيف يصلون عليه، وردت كلها بلفظ: اللهم صل على محمد، فزادوا لفظ “سيدنا” وقالوا: اللهم صل على سيدنا محمد، وقالوا: هذه الصلاة مشتملة على الأدب الحسن، والأدلة دلت على عدم ثبوت هذه الزيادة، فأيهما أفضل الإتيان بها؛ تأدبًا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو تركها؛ امتثالًا لأوامره التي لم تشتمل على هذا اللفظ؟!

قلت [أي: الشوكاني]: وهذا المثال أيضًا ليس مما يصدق عليه معنى ذلك السؤال…”([20]) .

وقد أحسن الشيخ ابن عثيمين في اختصار ذلك بقوله: “لا يرتاب عاقل أن محمدًا صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم؛ فإن كل عاقل مؤمن يؤمن بذلك، والسيد هو ذو الشرف والطاعة والإمرة، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم من طاعة الله -سبحانه وتعالى-:  {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]، ونحن وغيرنا من المؤمنين لا نشك أن نبينا صلى الله عليه وسلم سيدنا وخيرنا، وأفضلنا عند الله -سبحانه وتعالى- وأنه المطاع فيما يأمر به، صلوات الله وسلامه عليه.

ومن مقتضى اعتقادنا أنه السيد المطاع -عليه الصلاة والسلام- أن لا نتجاوز ما شرع لنا، من قول أو فعل أو عقيدة، ومما شرعه لنا في كيفية الصلاة عليه في التشهد أن نقول: “اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”، أو نحوها من الصفات الواردة في كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم أن صفة وردت بالصيغة التي ذكرها السائل وهي: “اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد”.

وإذا لم ترد هذه الصيغة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن الأفضل ألا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بها، وإنما نصلي عليه بالصيغة التي علمنا إياها”([21]).

اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم حتى نلقاك به.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع لمحمد بن جميل زينو (3/ 228).

([2]) رسالة سليمان بن سحمان إلى عبد العزيز العلجي، وانظرها في: الدرر السنية في الأجوبة النجدية (3/ 366).

([3]) حكى الإجماع الشوكاني في الفتح الرباني (11/ 5814).

([4]) أخرجه مسلم (2278)، وأبو داود (4673)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([5]) أخرجه أحمد في المسند (16307)، وأبو داود (4806)، والنسائي في الكبرى (10076)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3700).

([6]) إكمال المعلم للمازري (7/ 189).

([7]) “القول المفيد على كتاب التوحيد” لابن عثيمين (2/ 515) ببعض التصرف.

([8]) ينظر: معالم السنن للخطابي (4/ 112)، وشرح المصابيح لابن ملك (5/ 270).

([9]) ينظر: تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم (ص: 126).

([10]) فلم يذهب إلى أفضيلة زيادة لفظ “سيدنا” إلا بعض متأخري الشافعية، ينظر: أسنى المطالب لزكريا الأنصاري (1/ 166)، ونهاية المحتاج للرملي (1/ 530)، وحاشية الشرواني على تحفة المحتاج (2/ 86)، سلوكا للأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم.

([11]) فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (8/ 383).

([12]) ينظر: الفضل المبين للقاسمي (ص: 70- 71)، وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني (ص: 172- 175)، ومعجم المناهي اللفظية لبكر أبي زيد (ص: 297).

([13]) الشرح الكبير لمختصر الأصول لأبي المنذر المنياوي (ص: 17).

([14]) ينظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (4/ 13)،

([15]) يعني: حديث “السيد الله”، وقد تقدم تخريجه.

([16]) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع للسخاوي (ص: 107).

([17]) العقد التليد في اختصار الدر النضيد لعبد الباسط بن موسى العلموي الشافعي (ص: 148).

([18]) ينظر: الدر المختار للحصكفي (1/ 513- مع حاشية ابن عابدين).

([19]) حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (ص: 271).

([20]) الفتح الرباني (11/ 5814).

([21]) المناهي اللفظية (ص: 71- 72).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

دعوى تلقي البردة بالقبول وانفراد علماء نجد بنقدها.. تحليل ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قصيدةُ البردة هي أحد أشهر القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري، وهي قصيدة عذبة رائقةُ البناء اللغوي والإيقاع الشعري، ولذلك استعذبها كثير من العلماء والأدباء والشعراء، إلا أنها تضمَّنت غلوًّا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها […]

قَولُ ابن عربي الاتّحاديّ بإيمان فِرْعون وموقفُ العلماء مِنه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن المسلم الموحِّد الذي قرأ القرآن العظيم، وآمن بصدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من أخبار الأمم السابقين، لا يخالجه أدنى تردّد في هلاك فرعون على الكفر بالله تعالى وبنبيه موسى عليه السلام. ولو قيل لأي مسلم: إن ثمّة من يدافع عن فرعون، ويحشد الأدلة لإثبات […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (2)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد ذكرنا في المقال السابق، أن المتكلمين يُوجبون النظر، ويُوجبون نظرا محددا، وليس مطلق النظر وفي مطلق الأوقات، كما هو الواقع في دعوة القرآن، الذي يدعو إلى النظر والتأمل والتفكر […]

عرض وتعريف بكتاب (دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي) دراسة نقدية تطبيقية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي، دراسة نقدية تطبيقية. اسم المؤلف: د. راشد صليهم فهد الصليهم الهاجري. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى، طباعة الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن والسنة النبوية وعلومها، لسنة (1444هــ- 2023م). حجم الكتاب: يقع في مجلدين، عدد صفحات المجلد […]

جهود علماء الحنابلة في الدفاع عن الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هذا تجريد لأقوال علماء الحنابلة في الثناء على الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله، والذبّ عنه، جمعته من مصنفات أعيانهم عبر القرون حتى وقتنا الحاضر. وستجد فيه الكثير من عبارات الثناء والمدح للإمام، وبيان إمامته وفضله ومنزلته، والاعتداد بخلافه في مسائل الفقه، والاستشهاد بكلامه في عدد من مسائل الاعتقاد، […]

الحقيقة المحمدية عند الصوفية عرض ونقد – الجزء الأول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة في خطر التصوف الفلسفي وأهم نظرياته: من المعروف أن التصوف مر بأدوار مختلفة، فبدأ بطبقة الزهاد والعباد الذين كانوا في الجملة على طريقة أهل السنة والجماعة، وكانوا مجانبين لطرائق الفلاسفة والمتكلمين، وإن كان وُجِد منهم شيءٌ من الغلو في مقامات الخوف والمحبة والزهد والعبادة. ثم وُجِدت طبقة أخرى […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد بيّنت في مقال سابق، أن مذهب الأشاعرة ليس ثابتا، بل مرَّ بمراحل وانقسم إلى طبقات. فالطبقة الأولى: وهي طبقة الشيخ أبي الحسن الأشعري، والقاضي أبي بكر الباقلاني، ونحوهما، […]

رفع الاشتباه عن موقف أئمة الدعوة النجدية من الحلف بغير الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وبعد: فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206) السلفية، هي امتدادٌ لأولئك الأئمة المحققين الذين حفظوا مفهوم التوحيد وذبوا عنه وبلغوه للناس، وبذل أئمة هذه الدعوة جهودهم في إحياء تراث أئمة السلف، ومحققي العلماء الذين اعتنوا بتحرير […]

هل الأشاعرة من أهل السنة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا مبحث مختصر في الجواب عن إشكالية الخلط بين المفاهيم. هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟ وهل التقاء بعض العلماء مع بعض […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وهي ظَنِّيَّة؟!

من الشُّبهات التي أثارها المنكِرون للسنةِ النبويةِ شبهةٌ حاصلُها: أنَّ السُّنةَ النبويَّة ظنيَّةٌ، فكيف نقبلُ بهَا ونعُدُّها مَصدرًا للتشريع؟! واستنَدُوا في ذلك إلى بعضِ الآيات القرآنية التي أساؤُوا فهمَهَا، أو عبَثُوا بدلالتها عمدًا، لكي يوهموا الناس بما يقولون، من تلك الآيات قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ […]

دعوى افتقار علماء السلفية لعلوم الآلة.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من العبارات الفاسدة التي يقول بها المناوؤون للدعوة السلفية، التي يُدرك فسادها بالضرورة قول بعض المناوئين: (لو تعلَّموا وفق المنظومة العلمية التراثية ودرسوا العلم الصناعي لتمشعروا، ولساروا في ركاب الأمة الإسلامية، ولتركوا ما هم عليه من توهبُن وتسلُّف، ولذهبوا إلى القبور يعفرون الخدود ويجأرون بطلب الحاجات). وهذه مقالة يؤسفني […]

حكم المبتَدِع الداعية عند شيخ الإسلام ابن تيمية.. وهل انفرد به عن سائر الحنابلة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مِن مقولاتِ شيخِ الإسلام ابن تيمية التي استُشكِلت مقولةٌ في مسائل الأسماء والأحكام في كتابه (الرد على البكري) بشأن مناظريه من مبتدعة زمانه الذين امتحنوه في قوله في الصفات، وأصابه منهم الأذى والضَّرر، وضيَّقوا عليه بالحبس والتهديد والوعيد، وهي مقولة: (أنتم لا تكفُرُون عندي لأنكم جُهَّال). وقد استُشكِلَت هذه […]

الجواب عن شبهة تصريح بعض الأئمة أن آيات الصفات من المتشابه وزعمهم أنه لا سلف لابن تيمية في التفصيل

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمثَّلت قضية المحكم والمتشابه في الأزمنة القديمة في ثوبٍ علميٍّ، واقتصر بحثها في كتب الأصول والتفسير كمسألة علمية تتجاذبها الأدلة ووجهاتُ النظر، ولقد زاد السجال في المعاصرين، لا سيما وأن هذه المسألة لها ارتباطٌ بمبحث الأسماء والصفات عند المتأخِّرين، وكثُرت الدعاوى ممن يتبنى مذهب التفويض، حتى سمعنا من يقول: […]

الإعلام بخطورة تكفير أئمة الإسلام .. (تكفير السلف للجهمية، ولماذا لا يعني هذا تكفير أعيان الأشاعرة؟) الجزء الثاني

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا ينازع أحدٌ في أنَّ أئمة السلف نُقل عنهم تكفير الجهمية، وعباراتهم في ذلك مشهورة، قال ابن القيم رحمه الله في نونيته: ولقد ‌تقلّد ‌كفرَهم ‌خمسون في       عشر من العلماء في البلدان واللالكائي الإمام حكاه عنـهم      بل حكاه قبله الطبراني([1]) وقد أورد أبو القاسم الطبري اللالكائي (ت: 418هـ) أسماء […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017