الجمعة - 19 رمضان 1445 هـ - 29 مارس 2024 م

نبذة عن العالم السلفي أبو يعلى الزواوي شيخ الشباب وشابّ الشيوخ([1])

A A

 

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

اسمه ونسبه:

هو السعيد بن محمد الشريف بن العربي أبو يعلى الزواوي.

من قبيلة آيت سيدي محمد الحاج الساكنة في إغيل زكري من ناحية عزازقة بمنطقة القبائل الكبرى بالقطر الجزائري، وينسب إلى الأشراف الأدارسة.

مولده:

ولد حوالي عام 1279هـ، الموافق لعام 1862م.

تكوينه العلمي:

درس أوَّلا في قريته، فحفظ القرآن الكريم، وأتقنه رسمًا وتجويدًا وهو ابن اثنتي عشرة سنة، والتحق بزاوية الأيلولي ومنها تخرج.

وأبرز شيوخه الذين استفاد منهم: والده محمد الشريف، والحاج أحمد أجذيذ، والشيخ محمد السعيد بن زكري مفتي الجزائر، والشيخ محمد بن بلقاسم البوجليلي.

نشاطه:

كان أوَّل خروجه من منطقة الزواوة في شرخ الشباب، وتوظَّف في بعض المحاكم الشرعية. ثم ارتحل إلى تونس وكان بها سنة 1893م، وكانت له رحلات إلى مصر والشام وفرنسا وذلك قبل سنة 1901م. وفي سنة 1912م كان في دمشق يعمل في القنصلية الفرنسية، وقد عمل بها إلى غاية سنة 1915م، وفي مدة إقامته هناك نَمَّى معارفه بالأخذ عن علماء الشام، وبالعلاقات التي أقام مع الكتاب والأدباء، وعلى رأسهم أمير البيان شكيب أرسلان.

ومع بداية الحرب العالمية الأولى اضطُر للخروج من دمشق لاجئا إلى مصر؛ لأنه كان معروفا بمعاداته للحكومة التركية، ومناصرته لأصحاب القضية العربية كما سميت في ذلك العصر، وفي مصر استزاد من العلم بلقاء أهل العلم وأعلام النهضة فيها، وممن جالس وصحب هناك: محمد الخضر حسين التونسي، والطاهر الجزائري، ومحمد رشيد رضا.

ورجع إلى الجزائر سنة 1920م بعد انتهاء الحرب، فقضي مدة في زواوة، ثم سكن الجزائر العاصمة وتولى إمامة جامع سيدي رمضان بالقصبة بصفة رسمية، ومع كونه من الأئمة الذين رضوا بالوظيفة عند الإدارة الفرنسية فقد تبنى الفكر السلفي الإصلاحي بقوَّة وحماس كبيرين، وعاش محاربا لمظاهر الشرك والبدع والخرافات وغيرها من أنواع المنكرات، ولم تقيد الوظيفة التي تقلدها لسانه، ولم تحدَّ من نشاطه، فكان صريحًا في الحق، جريئًا مقدامًا، يدافع عن الدين والفضيلة والعقيدة الصحيحة واللغة العربية والوطن، وقد هددته السلطات مرارًا بالفصل من إمامة جامع سيدي رمضان، ولكنها لم تجرؤ على ذلك، ولا وجدت سبيلا إلى كمِّ لسانه وتجميد نشاطه وإيقاف زحفه.

وعلاوة على الخطابة والتدريس فقد كانت له مشاركات في الصحف، فقد دخل في هذا السلك لما كان مقيمًا في الشام، فكتب في جريدة المقتبس التي كانت تصدر بدمشق، وفي جريدة البرهان التي كانت تصدر بطرابلس الشام، وفي جريدة المؤيد المصرية، وثمرات العقول البيروتية، والمجلة السلفية بمصر.

ولما رجع إلى الجزائر استمر في نشر بحوثه وآرائه في الصحف، فنشر في جريدة النجاح مدة، ثم في مجلة الشهاب لابن باديس، وفي جريدة الإصلاح للطيب العقبي التي قلَّما خلا عدد من أعدادها من شيء من كتاباته، ونشر في كل جرائد الجمعية بعد تأسيسها.

وكان الشيخ أبو يعلى الزواوي ممن لبى نداء رجال الإصلاح في الجزائر لتأسيس جمعية العلماء، وقد تولى الرئاسة المؤقتة يومها حتى انتخب المجلس الإداري ورئيسه العلامة ابن باديس، وبعد مضي مدة عن تأسيس الجمعية ترأس لجنة العمل الدائمة بعد انسحاب رئيسها عمر إسماعيل، وهي لجنة كُوِّنت من الأعضاء المقيمين في العاصمة لإدارة شؤون الجمعية لما كان أغلب أعضاء المجلس الإداري المنتخب مقيمين خارج العاصمة بحكم السكن والنشاط. وترأس أيضا مدة لجنة الفتوى، وقد نشرت له في جريدة البصائر -لسان حال الجمعية- عدة فتاوى ومقالات.

ثناء العلماء عليه:

تواردت كلمات العلماء في الثناء عليه، فقال الشيخ الطيب العقبي في تقريظه لكتاب جماعة المسلمين:

أبو يعلـى إمـام الحق فينا           وشيـخ شباب المصلحينا

دعا بدعاية الإسـلام قبـلا          لديـن اللـه رب العـالمينا

فأبدع في اختصار القول ردًّا      على فئـة الضلال المفسدينا

وقد غضبوا لقول الشيخ فيه      وضلـوا في الضلالة تائهينا

فلم يعبأ بما فعلـوا ولكـن          تمادى يخـدم الحـق المبينا

وقال في مقال نشر في الشهاب ردًّا على من انتقص الشيخ: “ألا ما أشفقتما عليه أو رحمتما شيخوخته وسلفيته الصادقة، وتركتماه لنا عضدا قويا وشيخا سلفيا… وهو من قد عرفتماه فضلا ومعرفة وسبقا إلى مذهب السلفية، كما عرفتما مقدار مقدرته في الكتاب وبحثه وتنقيبه”.

وقال الشيخ مبارك الميلي: “الشيخ الجليل العالم السلفي الأستاذ أبو يعلى الزواوي الذي لقبه الأخ الشيخ الطيب العقبي: شيخ الشباب وشاب الشيوخ، وكل من عرف هذا الشيخ وأنصفه اعترف له بهذا اللقب، وسلم له هذا الوصف”.

وقال أحمد توفيق المدني: “وإذا ذكرت الرجال بالأعمال فإني أذكر العلامة الكبير الشيخ سيدي أبا يعلى السعيد الزواوي، أذكره بتأليفه القيم (الإسلام الصحيح) الذي نسف به الخرافات والأوهام في الأفكار العامة”.

مؤلفاته:

له مقالات كثيرة منشورة في عدد من الجرائد والمجلات، وله أيضًا عدد من المؤلفات، منها:

1- الإسلام الصحيح، مطبوع بمطبعة المنار بمصر، سنة 1345هـ، في 123 صفحة.

2- جماعة المسلمين، فرغ منه سنة 1367هـ، الموافق لـ 1948م، ذكر في مقدمته أنه مختصر من كتاب آخر مطول، وطبع بمطبعة الإرادة بتونس في رمضان 1368هـ، الموافق لجويلية 1948م. وهو في 75 صفحة.

3- الخطب، طبع في الجزائر عام 1343هـ، وهو في 78 صفحة.

4- خصائص أهل زواوة، وهي رسالة وجهها من الشام إلى الطاهر الجزائري الذي كان بمصر يطلب منه أن يؤلف كتابا في خصائص أهل زواوة، وقد قام بطبعها أبو القاسم سعد الله ضمن كتابه أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر.

5- تاريخ الزواوة، فرغ من تأليفه سنة 1918م وهو في القاهرة، ونشره في دمشق سنة 1924م، وقدم له الشيخ الطاهر الجزائري والسعيد اليجري، وقد أعيد طبعه مؤخرا في الجزائر.

6- فصول في الإصلاح، ذكره في كتابه الخطب وتاريخ الزواوة.

7- تعدد الزوجات في الإسلام.

8- مرآة المرأة المسلمة.

9- ذبائح أهل الكتاب.

10- الفرق بين المشارقة والمغاربة في اللغة العامية وغيرها من الفروق.

11- الخلافة قرشية.

12- الكلام في علم الكلام.

13- الغنى والفقر.

14- مراسلات أبي يعلى خصوصا مع شكيب أرسلان.

15- أسلوب الحكيم في التعليم.

16- الأمم الغربية (أو العربية).

17- رسالة في علم الخط، ألفها عام 1947م.

18- النصوص التي ردُّها كفر صراح بإجماع المسلمين، ذكره في مقال له في البصائر.

وفاته:

توفّي -رحمه الله- في 8 رمضان سنة 1371هـ، الموافق لـ 4 جوان 1952م، عن عمر يناهز التسعين، وشيَّع جنازته خلق كثير وعدد كبير من رجال العلم والفضل، وصلى عليه الشيخ الطيب العقبي، وكتبت جريدة البصائر عنه: (والبصائر تساهم في المصاب بفقد العلامة الزواوي، شيخ المصلحين في هذه الديار الذي طالما رفع صوته على صفحاتها بالنكير على المبتدعين والمبطلين، فتقدم إلى الفقيد الكبير وذويه وإلى أسرة العلم والإصلاح بتعازيها الخالصة، تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه بجوار من ذبوا عن دينه من أبطال الإسلام الخالدين).

من كلماته الإصلاحية:

قال رحمه الله: “اعلم -أيها السائل- أن خير طريقة في العقيدة التوحيدية طريقة السلف التي هي اتباع ما ثبت عن الله وعن رسوله، من غير كثرة التأويل والدخول في الأخذ والرد من الجدل في المتشابه وإيراد الشبه والرد عليها. وأذكر الآن بهذه المناسبة جملة من أقوال الأئمة العظام من السلف الصالح لتعتبر -أيها السائل- وتعلم أن الخوض في علم الكلام لا يهدي إلى الحق غالبا، خصوصا في قضايا الانتصار لمذهب دون مذهب، وتجد أن مذهب الحق في ذلك هو مذهب القرآن العظيم: (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون)، وهو مذهب السلف، فإن القرآن الكريم أبى الخوض في ذلك لعجز المخلوق عن معرفة حقيقة الخالق، وإنما تصدى لتوجيه الأنظار للاعتبار”([2]).

وقال رحمه الله رادًّا على من قال: “إن من مكروهات الجنازة القراءة عند موت الميت كتجمير الدار وبعده وعلى قبره؛ لأنه ليس من عمل السلف، لكن المتأخرون على أنه لا بأس بقراءة القرآن والذكر وجعل ثوابه للميت، ويحصل له الأجر إن شاء الله، وهو مذهب الصالحين من أهل الكشف”، قال أبو يعلى: “فتأمل -أيها الواقف- كيف ضرب عن عمل السلف وداسه برجله ونبذه برأيه لمجرد ذكر الصالحين والكشف، والحال أن الكشف والإلهام والمنام ونحو ذلك مما لا يتقرر بها حكم عند علماء الأصول، وهو الحق؛ لأن ذلك من دائرة لا حدَّ لها ولا نهاية لميدانها”([3]).

وقال: “إن أصحاب التصوف وعلم الكلام خرجوا عن الأدلة الشرعية إلى الأدلة العقلية، فتاهوا وتحيروا… ولا أكون مبالغًا ولا مبعدًا إذا قلت لك: إن التصوف أضل من علم الكلام وأصعب”([4]).

وقال: “لم يكن السلف الصالح يعرفون هذا صوفي وذاك غير صوفي، أو ذا له طريقة وهذا لا طريقة له”([5]).

 

وقال: “وبالجملة، إن محدثات المتصوفة كثيرة، فلا نرضاها، ولا يرضونها… أين للسادة المتصوفة القول بالقطب والغوث والديوان وتصرف الأولياء والأموات؟! فليأتوا بحديث صحيح عنه، ودليل من الكتاب والسنة والأثر والشريعة في القرون الثلاثة الأولى خير القرون، ومن أين لهم الرقص والتصفيق -المكاء والتصدية-؟!”([6]).

وقال: “أما أنا ومن على شاكلتي من إخواني الكثيرين فلا شريعة لنا ولا دين لا ديوان إلا الكتاب والسنة وما عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعقيدة السلف الصالح، أي: فلا اعتزال، ولا ماتريديَّ، ولا أشعريَّ، وذلك أن الأشاعرة تفرقوا واختلفوا أي: المتقدمون منهم والمتأخرون، ووقعوا في ارتباك من التأويل والحيرة في مسائل يطول شرحها”([7]).

وقال في أحد مقالاته: “أما عقيدتنا في الأولياء التي اتخذوها ذريعة للطعن فينا بأننا ننكرهم وننكر الكرامة ليهيجوا علينا العامة التي صُدَّت عن الله إلى الأولياء الأموات تطلب منهم ما لا يطلب إلا من الله وتتمسح بقبورهم وتوابيتهم… أما كون الميت صالحا أو مات وليا أو غير ولي، أو على حسن الخاتمة أو على غير ذلك -عياذًا بالله- فإننا غيرُ مكلفين بذلك، ولا نحكم لأحد بالجنة ولا بالنار، إلا مَن وَرَدَ فيهم النص، فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، أما التوسل بهم والطلب منهم فمما لم يثبت عن السلف الصالح شيء منه، بل لم يشرع أصلا، وقد فتشنا وقلَّبنا وبحثنا في السير وكتب الحديث الصحيح مثل الموطأ والبخاري ومسلم فلم يثبت في خير القرون أنهم قصدوا قبر النبي صلى الله عليه وسلم طالبين منه شيئا، ودليلنا أيضا على ذلك ما ثبت في صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه لما استسقى بالناس قال لهم: إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، وهذا دعاء أقره الصحابة والسلف”([8]).

وقال رحمه الله: “نعم كنت قبل أربعين سنة خلوتيًّا [أي: حوالي سنة 1907م]، فلما رأيت البدع والمخالفة والرقص والطبل واختلاط النساء بالرجال طلقتها ثلاثا بتاتا”

وقال: “وإني أعلنت أني سلفي، وأعلنت أني تبرأت مما يخالف الكتاب والسنة، ورجعت عن كل قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح”([9]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) هذه الترجمة مختصرة من مقال للدكتور أبي عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري، بعنوان: (أضواء على حياة الشيخ أبي يعلى الزواوي الجزائري)، نشِر في موقع ملتقى أهل الحديث، وأضفنا عليها بعض الإضافات.

([2]) الإسلام الصَّحيح (ص: 4-5).

([3]) الإسلام الصَّحيح (ص: 43).

([4]) الإسلام الصَّحيح (ص: 51).

([5]) الإسلام الصَّحيح (ص: 53).

([6]) الإسلام الصَّحيح (ص: 55).

([7]) الإسلام الصَّحيح (ص: 94).

([8]) ينظر: البصائر، السنة الأولى، العدد: 5، (ص: 8).

([9]) ينظر: الصراع بين السنة والبدعة، لأحمد حماني (2/ 71، 79).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

مخالفات من واقع الرقى المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الرقية مشروعة بالكتاب والسنة الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وإقراره، وفعلها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وهي من الأمور المستحبّة التي شرعها الشارع الكريم؛ لدفع شرور جميع المخلوقات كالجن والإنس والسباع والهوام وغيرها. والرقية الشرعية تكون بالقرآن والأدعية والتعويذات الثابتة في السنة […]

هل الإيمان بالمُعجِزات يُؤَدي إلى تحطيم العَقْل والمنطق؟

  هذه الشُّبْهةُ مما استنَد إليه مُنكِرو المُعجِزات منذ القديم، وقد أَرَّخ مَقالَتهم تلك ابنُ خطيب الريّ في كتابه (المطالب العالية من العلم الإلهي)، فعقد فصلًا في (حكاية شبهات من يقول: القول بخرق العادات محال)، وذكر أن الفلاسفة أطبقوا على إنكار خوارق العادات، وأما المعتزلة فكلامهم في هذا الباب مضطرب، فتارة يجوّزون خوارق العادات، وأخرى […]

دعاوى المابعدية ومُتكلِّمة التيميَّة ..حول التراث التيمي وشروح المعاصرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في السنوات الأخيرة الماضية وإزاء الانفتاح الحاصل على منصات التواصل الاجتماعي والتلاقح الفكري بين المدارس أُفرِز ما يُمكن أن نسمِّيه حراكًا معرفيًّا يقوم على التنقيح وعدم الجمود والتقليد، أبان هذا الحراك عن جانبه الإيجابي من نهضة علمية ونموّ معرفي أدى إلى انشغال الشباب بالعلوم الشرعية والتأصيل المدرسي وعلوم […]

وثيقة تراثية في خبر محنة ابن تيمية (تتضمَّن إبطالَ ابنِ تيمية لحكمِ ابن مخلوف بحبسه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلي وأسلم على من بُعث رحمةً للعالمين، وبعد: هذا تحقيقٌ لنصٍّ وردت فيه الأجوبة التي أجاب بها شيخ الإسلام ابن تيمية على الحكم القضائيّ بالحبس الذي أصدره قاضي القضاة بالديار المصرية في العهد المملوكي زين الدين ابن مخلوف المالكي. والشيخ كان قد أشار إلى هذه […]

ترجمة الشيخ المسند إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق بن سفر علي بن أكبر علي المكي. ويعُرف بمولوي إعزاز الحق. مولده ونشأته: ولد رحمه الله في عام 1365هـ في قرية (ميرانغلوا)، من إقليم أراكان غرب بورما. وقد نشأ يتيمًا، فقد توفي والده وهو في الخامسة من عمره، فنشأ […]

عرض وتعريف بكتاب: “قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: (قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية). اسـم المؤلف: الدكتور سلطان بن علي الفيفي. الطبعة: الأولى. سنة الطبع: 1445هـ- 2024م. عدد الصفحات: (503) صفحة، في مجلد واحد. الناشر: مسك للنشر والتوزيع – الأردن. أصل الكتاب: رسالة علمية تقدَّم بها المؤلف […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017