الاثنين - 02 شوّال 1446 هـ - 31 مارس 2025 م

ترجمة الشيخ فرحات ابن الدرّاجي مفخرةُ الزَّاب

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

اسمه ونسبه ونسبته:(1)

الشيخ فرحات ابن الدراجي أبو حامد اللِّيشاني البسكري الجزائري.

مولده:

ولد في بلدة ليشانة بولاية بسكرة([2]) بالجزائر في عام 1909م.

تكوينه العلمي:

حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ اللغة والدين على خوف من حثالة الفرنسيين، الذين كانوا يحكمون منطقة الجنوب الجزائري حكما عسكريًّا، وإن لم يكن هناك فرق بين الجزائريين الخاضعين للحكم العسكري الفرنسي في الجنوب والخاضعين للحكم المدني في الشمال.

كانت منطقة بسكرة في بداية العشرينيات من القرن الماضي تعرف نشاطًا أدبيًّا ودينيًّا، وكان يتولاه الشيخ الطيب العقبي الذي رجع من الحجاز، والتفّ حوله الشباب الناهض ومنهم الشاب فرحات، فتطلعت نفسه إلى أن يرتقي إلى مراتب هؤلاء العلماء والأدباء، وكان عليه أن يُعدّ لذلك، فالتحق في سنة 1924م بمدينة تونس، وانخرط في حلقات جامعها المعمور.

وتخرج الشاب فرحات في جامع الزيتونة في عام 1931م بشهادة التطويع، وفي هذا العام كتب الله عز وجل أن تؤسَّس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فكانت القلعة التي آوى إليها الشاب فرحات مع غيره من الشبان؛ ليجاهدوا بالقرآن واللسان، إعدادًا للجهاد بالسنان.

وكان -رحمه الله- شغوفا بكتب العلم؛ فلقد أجمع أصدقاؤه وعارفوه على أنه كان كثير القراءة، وكان شرِهًا في اقتناء الكتب ولو على حساب معيشة أهله، ولم يتخلّ عن هذه القراءة وامتلاك الكتب حتى في أخريات أيامه، فقد ذكر الشيخ حمزة بوكوشة أنه زاره في مرضه، فقال له: “لقد علمتُ أن كميةً من الكتب قد وصلت وفيها الطبعة الجديدة من كتاب الحيوان، وأخشى أن أموت ولم أطالعه، فتبقى حرقة في قلبي، فاذهب وأْتني بالكتاب”، والمفاجأة أن الشيخ حمزة لمّا جاءه بالكتاب وجد نسخة أخرى من الكتاب عنده. وكان مما قاله لصديقه عباس التركي وهو يزوره: “إن أردتني أن أرزق السلامة يا عباس ابحث لي عن كتاب المعيار؛ فإن فيه شفائي”.

ثناء العلماء عليه:

الشيخ فرحات الدراجي أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بل هو من قادتها وأهل الرأي فيها، وقد أثنى عليه بعض رجالات جمعية العلماء.

فقال الشيخ مبارك الميلي: “الشيخ فرحات بن الدراجي مفخرة من مفاخر الزاب([3])، وشخصية بارزة بين شبابنا المثقف الناهض، دؤوب على المطالعة والتحصيل، صبور على البحث والتحليل، وهو من أضوأ مصابيح المستقبل، لو كثر أمثاله لم يبق مستقبل نهضتنا مجهولا”([4]).

وقال الشيخ حمزة بوكوشة: “كان مثالَ الحرصِ والاجتهاد والمواظبة على الدروس، ومثلا شرودًا بين التلامذة في حفظ المتون واستظهارها”([5]).

وقال الشيخ أحمد سحنون متحدِّثًا عن المميزات التي امتاز بها صديقه وزميله الشيخ فرحات الدراجي: “اطلاعه الواسع، وإحساسه المرهف، ولهجته القوية في النقد، وجرأته الشديدة في إبداء الرأي، وبديهته الحاضرة في الارتجال”([6]).

نشاطه وجهاده:

كان الشيخ فرحات الدراجي -مثله مثل أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين- كالمجاهد أينما توجِّهه القيادة البصيرة بالرجال والأحوال يكن مستعدًّا، مستغلًّا ما وهبه له الله عز وجل في تحقيق هدف الجمعية الأكبر، وهو: تحرير الأذهان كمقدمة لتحرير الأبدان، فعُيِّن معلّمًا في مدرسة مدينة سِيق خلَفًا للشيخ العربي التبسي، فواصل الدعوة هناك، ثم انتقل إلى العاصمة، فعمل في مدرسة الشبيبة في مدينة الجزائر تحت إدارة محمد العيد آل خليفة وبصحبة المشايخ باعزيز بن عمر وجلول البدوي وعبد الرحمن الجيلالي.

ولم تقتصر جمعية العلماء في مشروعها الإصلاحي على الجزائر فقط، بل اهتمت بالجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا نظراً لتزايد عدد المهاجرين وقلة أماكن التوجيه والتعليم في ديار الغربة، ففي يناير 1938م قام الشيخ الفضيل الورتلاني بجولة عبر الجزائر، التقى المشرفين على جمعية العلماء وشرح لهم مدى حاجة النوادي إلى المدرسين خاصة بعد امتداد نشاطها إلى المدن الفرنسية الكبرى، فوافقت الجمعية على إرسال محمد صالح بن عتيق ومحمد الزاهي وسعيد البيباني والهادي السنوسي إلى باريس، وإرسال حمزة بوكوشة إلى ليون، وإرسال فرحات الدراجي إلى مرسيليا، ومحمد وَعْلِي إلى سان تتيان. وقد تم اختيار الشيخ فرحات لهذه المهمة العظيمة لما عُرف عنه من سعة الاطلاع، وقدرته في مجال الدعوة والوعظ والإرشاد، بالإضافة إلى إجادته للغة الفرنسية، كل ذلك أهّله لإلقاء المحاضرات والدروس في نادي التهذيب بمرسيليا.

انتخب الشيخ فرحات الدراجي في سنة 1937م نائبا للكاتب العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وظلّ عضوا فاعلا في مجلسها الإداري إلى أن أوقف نشاط الجمعية في صائفة سنة 1939م بسبب قيام الحرب العالمية الثانية. ثم تعرّض للسجن بتهمة المساس بأمن الدولة الفرنسية، وبعد أشهر أطلق سراحه مع نفيه من مدينة الجزائر إلى دائرة بسكرة للإقامة الجبرية. وعندما أطلق سراحه في مطلع سنة 1943م عاد إلى مدينة الجزائر حيث كلف بصفة مؤقتة بمنصب الكاتب العام. وبعد استئناف صدور جريدة البصائر سنة 1947م عيّن عضوا في هيئة التحرير. كما أنه عين عضوا في لجنة تنظيم التعليم التي يترأسها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وكاتبا عاما للجنة الأدب.

وكان الشيخ من الذين اصطفاهم الشيخ البشير الإبراهيمي للإشراف على جريدة البصائر في سلسلتها الثانية، حيث كان يحرر “بريد البصائر”، إلى أن انتقل إلى البليدة سنة 1948م بسبب المرض الذي أثقله ثلاث سنوات. ولعل تكليف الشيخ الإبراهيمي لفرحات بهذا الباب لما عرف عنه من عمق التفكير والتنظيم في العمل، والولوع بالأدَبَين الأندلسي والعبّاسي أيام نضجهما كما قال الشيخ عمر العرباوي([7]).

وقد أصاب الشيخ فرحات الدراجي ما أصاب إخوانه في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من سجن وتغريم ونفي، فما وهن لما أصابه في سبيل الله من الأعداء الفرنسيين ومن عملائهم، حتى ممن يسمون رجال الدين، فكانت “له مواقف مشهودة مشكورة” كما يقول الشيخ حمزة بوكوشة، وكان “مثال الرجولة الكاملة” كما شهد الشيخ عمر العرباوي، رغم ما ابتلي به من أمراض قضت عليه وهو في أوج الرجولة.

تراثه العلمي:

ترك الشيخ فرحات الدراجي العديد من المقالات في عددٍ من الجرائد والمجلّات والمنابر الإعلامية الإصلاحية في ذلك الوقت: (السنة، الشريعة، الصراط، الشهاب، البصائر، لسان الشعب، الأمة).

وذكر الشيخ أحمد ابن ذياب في مقال له عن الشيخ فرحات نشره في العدد 35 من مجلة الثقافة أن له شرحًا على “مفتاح الوصول لبناء الفروع على الأصول” للشريف التلمساني، وله عمل على “تهذيب المدونة” لأبي سعيد البراذعي القيرواني([8]).

وفاته:

توفّي الشيخ فرحات بالبُلَيدة في 13 مايو من سنة 1951م إثر مرض عضال.

وقد أحسَّ أنصار الحركة الإصلاحية بحجم الفراغ الذي تركته وفاة زميلهم الشيخ فرحات الدراجي، فقالوا على لسان الشيخ أحمد سحنون:

فرحاتُ، أيُّ فراغ قد تركت لنا؟!               وأي سهم من الأقدار أصماكا؟!([9])

وأبّنه كثير من أصدقائه نثرًا وشعرًا، وحزنوا عليه حزنًا شديدًا؛ لأنه كان كما قال الشاعر عبد الكريم العقون:

تولى الذي كان رمز بشاشة             إذا ما نبا دهر به يبتسم

ومجمع أبحاث وكنز بداهة      وجودة تحصيل به يتكرم

خطيبا له في كل حفل روائع    ونثر نفيس كالجمان منظم

لقد كنت سباقا إلى كل غاية        لتدرك مجدا أنت بالمجد مغرم

فيا راحلا عنا ألم تك بيننا           رفقا عزيزا أنت فينا المقدم؟!

من كلماته الإصلاحية:

قال الشيخ فرحات الدراجي: “إن غايتنا التي نسعى في الوصول إليها، وهدفنا الذي نرمي إليه أن ننهض بالإسلام ونعمل على تنقيته مما ألصق به، ولكن لا يكون ذلك إلا بالرجوع لأصوله الأولى ومصادره الصحيحة حتى يرجع إليه جماله وجلاله، وأن نعمل على إحياء لغة القرآن حتى يرجع إليها سالف مجدها وغابر عزها، وحتى تصبح منتشرة في المدن والقرى، وبين الأفراد والجماعات، هذه هي الغاية التي لها نعمل ما دام فينا عرق ينبض، ولن يضدنا عنها تهديد ولا وعيد؛ لنبرهن بأقوالنا وأعمالنا للذين يحاولون أو يعملون بالفعل على قطع كل صلة تربطنا بالإسلام الصحيح والعربية الفصيحة، لنبرهن لهؤلاء أن الإسلام روح المسلم، والعربية لسانه، وليس في الإمكان أن يعيش إنسان بلا روح ومن غير لسان”([10]).

وقال: “استطاعت دعوة جمعية العلماء المسلمين أن تتخطى البحار، وتجوب القفار، وتنفذ إلى الديار الفرنسية، وتتغلغل في الأحياء الباريسية؛ لأن دعوة جمعية العلماء دعوة إلى الحق، والحق لا يحجبه أي حاجب مهما كان صفيقًا”([11]).

وقال: “وُلعت من عهد الصّغر بكتب السلف وآثار القدماء؛ لعلمي أنها أكبر عون على تحصيل العلم، وأقرب موصل إلى تفهّم الدين؛ لأنها أُلِّفَت في عصور ازدهار الإسلام، ولأن السلف رضي الله عنهم كانوا أقدر تصرّفا في علومهم، وأفصح تعبيرًا عن مقاصدهم من الخلف”([12]).

وقال: “إن في نشر كتاب تهذيب المدونة للبراذعي وغيره من كتب السلف القيّمة -ككتاب التلقين للقاضي عبد الوهاب، وشرحه للإمام المازري، والبيان والتحصيل لابن رشد، والكافي لابن عبد البر- لَتَوْفيرا لوقت الطالب، ورفقا بفكره، وتمكينا له من التفقه في الدين. أما طالب الفقه من مختصر ابن الحاجب ومختصر خليل ومجموع الأمير فهو مضيعة للوقت، وإجهاد للفكر في غير جدوى ولا طائل؛ فإن الناظر في هذه المختصرات بدل أن يشتغل بتحصيل المسألة والتفقه فيها من جهة النظر والاستدلال عليها من الكتاب والسنة، تراه يعصر فكره ويجهد قريحته في حلّ رموز هذه المختصرات، وكشف ما فيها من تعقيد وتعمية، ثم يخرج بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها. إن هذه الكتب التي بالغ أصحابها في اختصارها حتى كادت تكون ألغازا -علاوة عن كونها وقفت سدًّا منيعًا بيننا وبين كتب السلف التي تمثل يسر الإسلام وسماحته- أجهزت على كتب الفقه، وكانت سببا مباشرا في الصدّ عن تفهم روح التشريع الإسلامي، كما كانت سببا في قتل الأفكار وشلها عن التفكير الصحيح. وحسب القارئ معرفةً بهذه المختصرات وتقديرًا لقيمتها أن بعضها أُلِّف في عصر الوقوف، وأعني به وقوف المسلمين عن التقدم في الفتوحات، وأن بعضها الآخر ألف في عصر التدهور والانحطاط، وهو العصر الذي استولت فيه الدول الغربية على معظم الممالك الإسلامية”([13]).

وقال: “إنّنا نعتقد اعتقادًا جازما أنّ المسلمين لن تقوم لهم قائمة إلّا برجوعهم إلى الإسلام الصّحيح الخالص من كلّ ما أُلصِق به عمدا أو جهلا؛ من خرافات شوّهت جماله، وكاد يطمس معالمه، وأنّ الفقه الإسلامي لا يمكن فهمُه فهما يتمثّل فيه يسر الإسلام وسماحته إلاّ بالرّجوع إلى كتب السّلف بعد عرضها عرضا يغري بمطالعتها، وطبعها طبعا يمثّل روح العصر. نقول هذا ما دامت كتب الفقه هي مختصر الشّيخ خليل ومجموع الأمير وشروح ابن عاصم. وما دامت الحكومات الإسلامية لم تفكر تفكيرا جديا في وضع كتاب عامّ في الفقه الإسلامي بحيث يكون جامعًا مانعًا غير مقيد بمذهب ولا متحيّز لطائفة، فيكون رائده الدليل الصحيح من كتاب الله وسنة رسوله، أينما وجد هذا الدليل ومع أي طائفة كان. أمّا إذا قامت حكومة أو حكومات إسلامية بهذه المهمة، فإن أكبر ما تطمح إليه نفوسنا من هذه الناحية، وبهذا يمكن توحيد كلمة المسلمين، وإزالة أو تقليل ما بينهم من خلاف”([14]).

 

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

وعلى آله وصحبه

أجمعين

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) هذه الترجمة مختصرة من مقال للشيخ الأستاذ محمد هادي الحسني بعنوان: “مفخرة الزاب”، نشر بموقع: بوابة الشروق، في 21/ 06/ 2018م، وأضفنا عليها بعض الإضافات. ينظر: رواد حركة الإصلاح من منطقة الزاب الغربي: الشيخ أحمد سحنون نموذجا، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في التاريخ المعاصر، إعداد: زينب لمونس، إشراف: الأستاذة شهرزاد شلبي.

([2]) تقع بسكرة جنوب الجزائر العاصمة، إلى الشرق قليلا، وتبعد عنها بحوالي 400 كلم.

([3]) الزاب كان يطلق قديمًا على منطقة واسعة من شرق الجزائر، ولكنه يطلق الآن على منطقة أصغر مساحة مما كانت عليه في سالف الأيام وغابر الأعوام، ويقع في سفوح الجبال الفاصلة بين سهول الحضنة والصحراء، وقصبة الزّاب الإدارية والتجارية في يومنا هذا هي مدينة بسكرة.

([4]) ينظر: جريدة البصائر، العدد: 162، سلسلة 2، في 2 جويلية 1951م، (ص: 3).

([5]) ينظر: البصائر، العدد: 158، في 4/ 6/ 1951م، (ص: 3).

([6]) ينظر: البصائر، العدد: 156، في 21/ 5/ 1951م، (ص: 3).

([7]) ينظر: البصائر، العدد: 233، في 12 جوان 1953م، (ص: 8).

([8]) ينظر: إسهامات النخبة الجزائرية في الحياة السياسية والفكرية التونسية، لخير الدين شترة (ص: 323)، دار البصائر.

([9]) ينظر: البصائر، العدد: 156.

([10]) ينظر: سجل الجمعية (ص: 204)، رواد حركة الإصلاح من منطقة الزاب الغربي (ص: 43).

([11]) ينظر: رواد حركة الإصلاح من منطقة الزاب الغربي (ص: 43).

([12]) ينظر: مجلة الشهاب الجزء 6 مجلد 15، جمادى الثانية سنة 1358هـ/ جوليت 1939م.

([13]) ينظر: المرجع نفسه.

([14]) ينظر: المرجع نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017