الجمعة - 20 شوّال 1446 هـ - 18 ابريل 2025 م

هل يتعارضُ العلمُ مع الدِّين ؟

A A

 لا شك أن المتابع للشبه التي يلوكها المتخرّصون اليوم في وسائل النشر المختلفة والإعلام المقروء والمرئي يلاحظ أنه قد تعرض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لهذا الموضوع، وأنهم ما زالوا يلوكون هذه الشبهة المتهافتة رغم الكتابات الكثيرة والدراسات التي توضح أمر الدين وعدم تعارضه مع العلم التجريبي بل وحضه ودعوته إليه، وأن ازدهار العلوم التجريبية في عصر الإسلام قد بلغ أوج تطوره والعالم الغربي كان لا يزال يرزح في عصور الظلام في العلم الديني والعلم المادي معًا!!

وقد طرح الموضوع بعناوين متعددة، مثل: “الصراع بين العلم والدين” أو “تناقض العلم مع الدين”… ومما يدعو للعجب أن بعض المنتسبين إلى الإسلام قد خاضوا في هذا الموضوع: فمنهم من جارى الملاحدة في تصديق هذا الادعاء وقال صراحة: “العلم يُعارض الدين”، ومنهم من يقول: لا علاقة بين العلم والدين.. إلى آخر كلامهم.

وهذا المقال المقتضب لتوضيح هذه القضية بتدرّج وهدوء نخرج بعده إن شاء الله بنتيجة عادلة لا تبرح المنصف إلا أن يعرف حقيقة هذا الادعاء، ويطمئن نفسًا بدينه وإسلامه وشريعته.

وحتى تكون الإجابة دقيقة على هذا السؤال فعلينا أولًا معرفة تاريخ العلاقة بين العلم والدين، ثم تفكيك السؤال وتحرير مصطلحاته، ومعرفة منهج العلم ومنهج الدين وطريقة حل الإشكال إن حدث تعارض ظاهر، كل ذلك لكي نستطيع فهم السؤال فلو فهمنا السؤال جيدًا سنستطيع الإجابة عليه بسهولة إن شاء الله.

ومن هنا فإننا سنتناول هذا الموضوع من ثلاث نوافذ هي:

1) مقدمة تاريخية.

2) تحرير المصطلحات.

3) كيف يمكن أن يتعارض العلم مع الدين؟

أولًا: مُقدمة تاريخية:

عبر التاريخ لم يكن هناك بروز لفكرة التعارض أو النزاع بين العلم والدين؛ لأنه في أحقاب كثيرة كانت الهيمنة للدين وتوجيهاته، وبداية قضية الصدام كانت في أوروبا أثناء عصر سيطرة الكنيسة، تحديدًا مع اضطهاد الكنيسة لرجال العلم التجريبي، فكانت ردة الفعل في عصر التنوير أو عصر النهضة الأوربية، وبداية الوقوف بحزم من رجال العلم ضد سيطرة الكنيسة المطلقة، فالكنيسة كانت بيدها كل السلطات الدينية والعلمية، وكانت كل الآراء العلمية لا تخرج ولا يعترف بها إلا بإذن الكنيسة، وكانت تُحرّم على الناس البحث وإبداء آرائهم في العلوم الطبيعية، إذ كان يُعدّ كفرا بالله!

إذن فالكنيسة الأوربية هي المسؤول الأول عن ظهور دعوى التعارض بين العلم والدين بحماقاتها التي جعلت العلم بديلا عن الدين؛ وذلك حين حاربت العلم والعلماء وخيرت الناس بين اتباع الخرافة للمحافظة على الدين (دينها الذي ابتدعته وشكّلته على حسب أهوائها)، فاختار العلماء الماديون العلم المادي لما ثبت إليهم من حقائق؛ لأنهم يعرفون قدره، ويعلمون أنه أحق بالاتباع من الخرافة التي تمسكت بها الكنيسة.

“والحقيقة أن العلم ما هو إلا تفسير فقط للحقائق، يفسر كيف تحدث الأشياء ولكنه لا يفسر لماذا كانت الأشياء على هذا النحو” ([1]).

أما في الإسلام فإن ما يُسمى بالنزاع بين العلم والدين أمر لم يظهر كقضية في الحضارة الإسلامية، بل قد اعتبر العلماء الطبيعيون والفلكيون والرياضيون أنفسهم في عبادة لا تقل عن عبادة إخوانهم علماء الدين، فلقد حشد القرآن ما يقرب من خمسين آية في تحريك العقل البشري، وانتشاله من وهدة التقليد والتبلُّد، كما حشد عشرات الآيات في إيقاظ الحواس من سمع وبصر ولمس، وعشرات أخرى في إيقاظ التفكير والتفقه، فضلاً عن آيات طلب البرهان والمحبة والجدال بالتي هي أحسن، بل إن القرآن أضاف حقيقة في غاية الأهمية هي أنه أطلق كلمة العلم على الدين ([2]).

ولكن من ينشر هذه الكذبة ويُروِّج لها في عالمنا الإسلامي هم الملاحدة والعلمانيون العرب، فعندما اتصل العالم الإسلامي وانفتح على الغرب، وجدوا التطور الغربي تزامن مع تركهم لخرافاتهم، عندها ظن الملاحدة والعلمانيون العرب أن دين الغرب مثل ديننا أو أن ظروفهم مثل ظروفنا، فبدأوا في بث حركاتهم التشكيكية ومحاولة صنع صراع وهمي بين الدين والعلم.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبد الحليم محمود: “إنه لتقليد ببغاوات أن ننقل الفكرة التي نشأت في التعارض بين الدين والعلم من بيئتها الجزئية ومن ظروفها الخاصة إلى مجال الدين عامة أينما كان وفي أي زمان وُجد، وإنه لمن السخف الواضح وسوء النية المُبيّتة أن ننقل الفكرة من جو المسيحية إلى جو الإسلام الذي كانت أول كلمة في وحيه {اقْرَأْ } [العلق: 1] ، والذي يصل بالعلماء إلى أن يشهدوا التوحيد مع الله والملائكة “([3]).

ثانيًا: تحرير مصطلحات السؤال وهل صيغة السؤال بهذه الطريقة صحيحة؟

إذا أردنا الإجابة على السؤال فعلينا تعريف مُعطياته وهي:

أولًا: (تعارض – العلم – الدين)

  • ما هو العلم؟

كلمة العلم المقصودة في هذا المقال يُقصد بها العلم المادي الطبيعي التجريبي فقط، على الرغم من أن معنى الكلمة في اللغة العربية أوسع بكثير ولا تقتصر على هذا ولكن ما سنتناوله هنا وما نقصده بكلمة العلم هو المعنى الشهير وهو العلم المادي التجريبي أو ما يسمى بـ(Science).

فعندئذ سيكون السؤال: هل يتعارض العلم المادي الطبيعي التجريبي مع الدين؟

  • ما هو الدين؟

لا يصح إطلاق السؤال السابق مباشرًا هكذا حتى نميز بين أنواع الأديان:

فهناك أنواع كثيرة من الأفكار والأديان والفلسفات يُطلق عليها كلمة (دين) وربما لا يوجد قاسم مشترك بينها سوى الاسم فقط.. هناك أديان صحيحة وأديان باطلة.. وأديان سماوية وأديان أرضية.. وغيرها.

ولكن في هذا المقال الذي سنقصده بالدين أنه دين الإسلام فقط.

وعندئذ سيصير السؤال: هل يتعارض العلم المادي الطبيعي مع الدين الإسلامي

ثانيًا: منهاج العلم ومنهاج الدين:

هل كل أنواع العلم قطعية ثابتة؟

علينا أن نعلم حقيقة وهي أن النظرية العلمية التي يقوم عليها العلم هي “عبارة عن نموذج مُقترح لشرح ظاهرة أو عدة ظواهر معينة وبإمكانها التنبؤ بأحداث مستقبلية ويمكن نقدها”، فكل نظرية علمية قائمة على افتراضات، لو تم إثبات صحة هذه الافتراضات فالنظرية صحيحة وقطعية، ولو لم يتم إثباتها فهي ظنية قد تكون صواب أو خطأ، وبالتالي فيمكننا استنتاج أن هناك من العلم ما هو قطعي وما هو ظني.

هل كل أنواع الدين قطعية؟

من المعروف لدى المسلمين مفهوم “المحكم والمتشابه”، فالمحكم هو البيّن الواضح الذي لا يلتبس أمره، وهذا هو الغالب في القرآن الكريم، فهو أمّ الكتاب وأصل الكتاب، وأما المتشابه فهو الذي يشتبه أمره على بعض الناس دون بعض، فيعلمه العلماء ولا يعلمه الجُهّال، ومنه ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وأهل الحق يردون المتشابه إلى المحكم، وأما أهل الزيغ فيتبعون المتشابه، ويعارضون به المحكم([4]).

وبالتالي فيمكننا استنتاج أن من الدين ما هو قطعي الدلالة وما هو ظني الدلالة.

ثالثًا: كيف يمكن أن يتعارض العلم مع الدين؟

كما علمنا من السطور السابقة أن هناك قطعي وظني من كلا العلم والدين وقد يحدث تعارض بين ظني وقطعي، وعندها:

  • إذا حدث تعارض بين ظني وقطعي: التعارض بين الظني والقطعي وراد ولا مشكلة فيه؛ فعندها نقدم القطعي مطلقًا سواء كان من العلم أو الدين.
  • إذا حدث تعارض بين ظني وظني: فإننا نبحث عن مُرجح خارجي بحيث تكون أدلة أحدهما أقوى من الآخر، وعندها نقدم الظني الراجح ونترك الظني المرجوح سواء كان من العلم أو الدين.
  • إذا حدث تعارض بين قطعي وقطعي: فإننا حينئذ نبحث في أدلة الاثنين وسنجد أن أحدهما قطعي والآخر ظني ولكنه كان يُتوهم بأنه قطعي ولابد أن نجد ذلك؛ لأن تعارض القطعي مع القطعي غير وارد وغير مكن بأي حال من الأحوال؛ لأن الله تعالى خالق الكون هو الذي أنزل الشرائع وهو الذي وضع قوانين العلم المادي أيضًا، وتعارضهم يعني أن هناك تناقض وهذا مُحال على الله سبحانه وتعالى.

فهذه قاعدة أساسية في الفكر الإسلامي، وهي اختصار للقاعدة التي وضعها ابن تيمية رحمه الله في كتابه الماتع (درء تعارض العقل والنقل)،  “ففي الإسلام لا خلاف بين الدين الحق والعلم الصحيح، { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهِمَا لَاعِبِينَ، مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} الدخان: (38-39).

ولقد فرض الإسلام العلم وجعله ضرورة واجبة على كل مسلم ومسلمة وليس مجرد حق من حقوق الإنسان، وشجع الإنسان على النظر والتفكير، وتآخى فيه العلم والدين، والدنيا والآخرة، ونفى التسوية بين العلماء وغيرهم من الخلق، قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} الزمر(9). ورفع شأن المؤمنين العلماء في درجات الحياة الدنيا والآخرة {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ َ}  المجادلة (11 )، ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”([5]).

فكيف تكون للعلم كل هذه المكانة في الإسلام، ثم نجد البعض يدّعي وجود تعارض بينه وبين العلم!

إذن فخلاصة هذا المقال كما وضحنا أعلاه، أنه إذا أتى إلينا شخص بمُعطى علمي وقال: إنه يتعارض مع الدين، أو أتى إلينا بمعطى ديني وقال: إنه يتعارض مع العلم، فعلينا أولًا وقبل أي شيء أن نبحث في كلا النصين ونستخرج منهما ما هو القطعي وما هو الظني، ثم بعد ذلك نطبق عليها قاعدة التعارض المذكورة أعلاه تحت عنوان (كيف يمكن أن يتعارض العلم والدين) وفي المقال القادم إن شاء الله سنذكر بتوسع أكبر أمثلة لشبهات مُتوهمه وطريقة تطبيق تلك القاعدة عليها، والله الموفق([6]).

 ــــــــــــــــــــــــــ
المراجع

([1])  محمد رسلان، موسوعة الرد على الملحدين العرب، المحاضرة الثالثة.

([2])  ينظر: عماد الدين خليل، تهافت العلمانية، طبعة بيروت، (ص27).

([3])  د. عبدالحليم محمود، موقف الإسلام من الفن والفلسفة، دار الرشاد، القاهرة 2003،  ط2، (ص127).

([4]) ينظر: مجموع الفتاوى 13/ 143، 270- 377، 17/ 381- 389

([5]) صحيح مسلم (3/ 1255)

([6]) مراجع للاستزادة:

ابن تيمية، درء تعارض العقل والنقل.

عبد الله الدعجاني، منهج ابن تيمية المعرفي.

روبرت م. أغروس، جورج ن. ستانسيو، العلم في منظوره الجديد، اصدارات عالم المعرفة، شباط 1989، العدد 134

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017