الخميس - 26 ربيع الأول 1447 هـ - 18 سبتمبر 2025 م

ترجمة الشيخ عمر ابن البسكري العُقْبي

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

الشيخ عمر ابن البسكري العُقْبي([1])

اسمه ونسبه ونسبته:

هو: الشيخ عمر بن محمد بن ناجي بن بسكري، ينتهي نسبه إلى بسكري الذي أصبح اسمه لقبًا لعائلته، وأصله من “زْرِيبَة الوادي”، والتي هي الآن بلديةٌ من بلديات دائرة سيدي عقبة، بولاية بسكرة.

مولده:

ولد بسيدي عقبة سنة 1898م.

نشأته وتكوينه العلمي:

نشأ الشيخ عمر بمسقط رأسه نشأةً صالحةً، وحفظ القرآن الكريم، وزاول تعليمه بجامع الفاتح عقبة، وقد كان عامرًا بالعلم والعلماء. وامتاز الشّيخ بين طلاب الجامع بالذكاء النادر والنبوغ المبكِّر.

وكان من شيوخه الذين تتلمَذ عليهم: الشيخ المصلح علي بن عثمان بن خلف الله الشريف -وكان أشدَّ شيوخه أثرًا فيه وفي تكوينه-، والشيخ العلامة الهاشمي بن المبارك بن محمد الشريف العقبي، والشيخ علي بن إبراهيم، والشيخ البشير بن الصادق العقبي، والشيخ السعيد الخالدي، وغيرهم.

وقد كان الشيخ عمر محبًّا للشعر والأدب، ميَّالًا إليهما، فضرب بسهم وافر فيهما، فقرض الشعر، وكتب النصوص، وتدرَّب على أساليب الدعوة والإرشاد وفنون الخطابة والمحاضرة، حتى صار يُنعَت بـ: النابغة اللغويّ، وبـ: شاعر الصحراء.

نشاطه وتعليمه ودعوته وجهاده:

تصدَّر الشيخ عمر لتعليم الناشئة في الكتاتيب بسيدي عقبة، وتطوَّع لطلاب العلم في الجامع بتقديم دروس في البلاغة معتمدًا كتاب “جواهر البلاغة”، وفي النحو “ألفية ابن مالك”، وفي الأدب والشعر نصوصًا مختارةً. وقد جلس أمامه من طلبة العلم من كان يكبره سنًّا.

وقد كان له -رحمه الله- مشاركة في الحركة الإصلاحية التي اتَّسع نطاقها في بسكرة وضواحيها تحت قيادة الداعية الكبير الشيخ الطيب العقبي رحمه الله، فنما فيه حب العلم والمعرفة، وتدرَّب على أساليب الدعوة والإرشاد وفنون الخطابة.

وفي سنة 1931م انتقل إلى مدينة بسكرة للتدريس بمدرسة “الإخاء” صحبةَ الشيخ بلقاسم الميموني والشيخ الطرابلسي القراري.

وحين تأسَّست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في سنة 1931م لبَّى دعوتها، فأصبح من أعضائها الناشطين، ومن الدعاة الناطقين باسمها، والعاملين لنشر مبادئها.

ولما اقتنع الأستاذ عبد الحميد بن باديس بمقدرة الشيخ عمر في الدعوة الإصلاحية وكفاءته العلميَّة عيَّنه مرشدًا ومعلِّمًا في “مدرسة السعادة” بقرية خليل، بـ”وادي أَمِيزُور”، وهي قرية من قرى ولاية بجاية، وذلك سنة 1936م. وما إن آتت دعوة الشيخ أكلها وثمارها اليانعة في هذه القرية حتى كشَّرت الإدارة الفرنسية الغاشمة عن أنيابها، فأصدرت أمرها بطرد الشيخ وإخراجه منها، فما كان من الشيخ إلا أن غادرها مكرَهًا.

ثمَّ عيَّنه الأستاذ ابن باديس داعيًا ومعلِّمًا في مدينة سطيف، فعلَّم في “مدرسة الفتح” الصغار من الأبناء، وقام بالدعوة الإصلاحية في “نادي الإرشاد” الذي كان يحاضر فيه مرَّة في كل أسبوع. ودام على ذلك سنتين، وكان من نتائجها ازدهار الحركة الإصلاحية والتعليمية في مدينة سطيف، لكن الاستعمار الغاشم أعاد الكرة وطرده من سطيف نهائيًّا، فعُيِّن في مدينة وهران معلِّمًا في مدرسة “دار الفلاح” التي تمَّ افتتاحها، وذلك ابتداءً من سنة 1938م، وكان من المدرِّسين فيها الشيخ الأمين القنطري، والشيخ عبد اللطيف القنطري، والشيخ محمد جفال التبسي. وفي سنة 1944م حلَّ بوهران الشيخ السعيد الزّمُّوشي معتَمَدًا لجمعية العلماء ومديرًا لمدرسة الفلاح، وعيَّن الشيخ ابن باديس الشيخ عمر مساعدًا له.

وكان الشيخ عظيمًا في إيمانه، محبًّا لوطنه الجزائر، مضحِّيًا من أجله بالغالي والنفيس. وكان شجاعًا يستسهل الصعاب ويقذف بحياته في المخاطر، ومن مواقفه البطولية أنَّه لما ألقى الاستعمار الفرنسي الغاشم القبض على بنيه -وكانوا فدائيِّين أثناء الثورة التحريرية- وحضر الشيخ عمر محاكمتهم في مدينة باتنة، قال لهم في جلسة المحاكمة لمَّا رآهم مقيَّدين: “لِهَذا أَنجَبتُكم”.

ثناء العلماء عليه:

1- كتب الشيخ عمر -رحمه الله- مقالًا بعنوان: “سوء التفاهم وأثره على الوحدة الإسلامية، أو المناظرة بين المصلح والمحافظ “، ردَّ فيه على بعض الطرقيِّين الذين تهجَّموا على الدعوة الإصلاحية، فامتدحه الفتى القبائلي الشيخ الفضيل الورتلاني بقوله: “فقد عرفنا علماءَنا الناصحين المرشدين -والحمد لله- بواسطة كتاباتهم… فحسبك ما دبَّجه أخيرًا يراع العالم المستدلّ والمطَّلع الناقل الشيخ عمر بن البسكري، فلقد بحث وأصاب، وبيَّن وأجاد، ونتمنَّى له الرجوعَ إلى الميدان؛ لكشف ما بقي من ضعف الإسناد، ويظهر سوء التفاهم من العناد”.

2- ويقول ابن باديس وهو يعرِّف به: “لنا أخٌ في الله ببلدةِ الفاتح العظيم سيدي عقبة بن نافع ممَّن يحفظون كتاب الله، ويتدبَّرونه، ويهتدون به، ويعملون على نشر هدايته، ويشاركون في العلوم الشرعية والأدبية والعقلية، ويضربون في اللغة الفرنسية بسهم، هو الشيخ عمر بن البسكري… وقد كان الشيخ معلِّما للصبيان خاملًا، فهداه العلم ووفَّقه لمطالعة كتب السَّلَف، فأصبح من أهل العلم العاملين وعباد الله الصّالحين، وقد بين لي في كتاب خاصٍّ ما طالعه من الكتب”.

3- وكتب الشيخ عمر لمجلة “الشهاب” تهنئةً وشكرًا، وكتب اعتذارًا عن انقطاعه عنها زهاء أربع سنين، فعلق عليه ابن باديس بقوله: “نشكر فضيلة الأخ على حسن ظنِّه بهذه الصحيفة… ونحن نعرف فضيلتَه، من يوم عرفناه لا ينقطع عن الكتابة والتعليم والإرشاد، فاذا لم يكتب فهو يعلِّم أو يرشِد، فلم ينقطع -والحمد لله- عن الخير”.

4- وقال الشيخ الإبراهيمي: “الشيخ عمر البسكري داعية جهير الصوت بالإصلاح، كاتب متين القلم في الدينيَّات، سديد الرأي فيها، قويّ الحجّة في مباحثها، أكسبه ذلك قيامه على كتب الفحول من فقهاء السّنَّة؛ أمثال ابن تيمية وابن القيم والشوكاني، وهي كتب تربِّي ملكة البرهان. والشيخ عمر يقرض الشعر في المناسبات المتّصلة بفنه، فيرسله ملوَّنًا بعاطفته متأثّرًا بإحساسه عامرًا بالمعاني، ويغفل عمَّا وراء ذلك من أحكام الصنعة وسياسة التراكيب… والشيخ عمر أجلدُ دُعاتنا وكُتَّابنا على المطالعة والقراءة… ولو أن الشيخ عمر أعطى كتبَ الأدب ودواوين الشعر من العناية مثل ما أعطى كتب فقه السنّة لاستحكام سبكه، وفحل شعره، وجزلت تراكيبه”.

مؤلفاته:

نشرت له صحف جمعية العلماء العديد من المقالات والخطب والمحاضرات والقصائد، ومن ذلك: سلسلة المحاضرات التي كان يلقيها في “نادي الإرشاد”، وكان العنوان العام لها هو: “فذكِّر بالقرآن من يخاف وعيدي”.

وكان له بعض المؤلَّفات، منها:

– ديوان شِعر، قال الأستاذ الحسن فضلاء: “وأذكر أني كنت أزوره في متجره بوهران عندما كنتُ مدير مدرسة الفلاح، فأطلعني في إحدى المرات على كراس كبير الحجم، يضمُّ عددًا من القصائد، وقد قرأ عليَّ بعضها”.

– العلويَّات، وهو ديوان جمع فيه ما نظمه في شيخه علي بن عثمان الشريف من كلِّ عقد ثمين وعمره إذ ذاك يناهز العشرين.

– ديوان آخر بعنوان: الوهرانيّات.

وفاته:

توفي -رحمه الله- بسكتة قلبية في مستشفى “كونيو” بمدينة وهران، وذلك يوم 3 مارس سنة 1986م، وكانت جنازته مشهودة.

من كلماته الإصلاحية:

1- يقول في قصيدةٍ له بمناسبة الاحتفال الذي أقيم لافتتاح جامع مدينة “وادي ارْهِيوْ” ومدرستها:

بين داعي الهدى وداع الهــوان       بان لي الرشد ماثلا للعيان

أيهــا المسلــم الغـريــب تقــدم       وتــعزَّز بعصبــة الإيــمــان

واصدع اليوم بالذي كنت في أم      سك تُخفيه خيفةَ الشنــآن

ذهبــت تلكــمُ الزُّرود وولَّــت        وبكاها الشيطان للشيطان

إن لله ذلك المسجد المعمور         لا للـــضــرار والبــهــتــان

قــد بنيـنــاه بــل بنيــنــا قلاعًــا         وهدمنـا معــابد الأوثـــان

سارعوا للشفا بالعلم والدين          وإني أعيذكم مـن توانــي

2- قال -رحمه الله- في كتابٍ كتبه إلى الشيخ ابن باديس؛ مبيِّنًا له ما طالعه من الكتب: “وأما توغُّلنا في العلم الصحيح السَّلَفيّ فهو ضالَّتنا المنشودَة التي ظفرنا بها، وسعادتُنا العظمى التي أرجو بها الفوز عند الله والزلفى، والتي نفثت في روعنا -والحمد لله- توحيدًا خالصًا من شوائب الشرك وإيمانا ناشئًا عن نظرٍ صحيح، ومن الكتب التي طالعناها مطالعةَ تحصيلٍ: “الإحكام” للآمدي، “بداية المجتهد” “الاعتصام” للشاطبي، “منهاج السنة” وغيره من كتب الإمام ابن تيمية، “إعلام الموقعين” و”إغاثة اللهفان” وغيرهما للإمام ابن القيم، “الدر النضيد” وغيره من كتب الشوكاني، وغير هذا من كتب العلم الصَّحيحة، بعدما طالعنا “الموطأ” و”صحيح البخاري” وبعض التفاسير الصحيحة، ولم يفُتنا من مجلَّتكم الزاهرة بمجالس التذكير عددٌ واحد، فكم أفادتنا من علوم -أدام الله حياة منشئها للإسلام-“.

ـــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) المصدر: مقال: “داعية الإصلاح الشيخ عمر بن البسكري العقبي”، منشور بموقع ملتقى أهل الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة https://salafcenter.org/wp-content/uploads/2025/09/وصف-القرآن-بالقدم-عند-الحنابلة.-قراءة-تحليلية.pdf مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

مركزية السنة النبوية في دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الدعوةَ الإصلاحية السلفيَّة الحديثة ترتكِز على عدّة أسُس بُنيت عليها، ومن أبرز هذه الأسُس السنةُ النبوية التي كانت هدفًا ووسيلة في آنٍ واحد، حيث إن دعوةَ الإصلاح تهدف إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف من التزام الهدي النبوي من جهة، وإلى تقرير أن السنة النبوية الصحيحة […]

الحكم على عقيدة الأشاعرة بالفساد هل يلزم منه التكفير؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا شك أن الحكم على الناس فيما اختلفوا فيه يُعَدّ من الأمور العظيمة التي يتهيَّبها أهل الديانة ويحذرها أهل المروءة؛ لما في ذلك من تتبع الزلات، والخوض أحيانا في أمور لا تعني الإنسانَ، وويل ثم ويل لمن خاض في ذلك وهو لا يقصد صيانة دين، ولا تعليم شرع، […]

ترجمة الشيخ شرف الشريف (1361-1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشيخ شرف الشريف([1]) اسمه ونسبه:    هو شرف بن علي بن سلطان بن جعفر بن سلطان العبدلي الشريف. يتَّصل نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. نشأته ودراسته وشيوخه: ولد رحمه الله عام 1361هـ في محافظة تربة في العلاوة، وقد بدأ تعليمه الأوّلي في مدرسة […]

وهم التعارض بين آيات القرآن وعلم الكَونِيّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يمتاز التصوُّرُ الإسلامي بقدرته الفريدة على الجمع بين مصادر المعرفة المختلفة: الحسّ، العقل، والخبر الصادق، دون أن يجعل أحدها في تعارض مع الآخر. فالوحي مصدر هداية، والعقل أداة فهم، والحسّ مدخل المعرفة، والتجربة طريق التحقُّق. وكل هذه المسالك تتكامل في المنهج الإسلامي، دون تصادم أو تعارض؛ لأنها جميعًا […]

لا يفتي أهلُ الدثور لأهل الثغور -تحليل ودراسة-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في خِضَم الأحداث المتتالية والمؤلمة التي تمرُّ بها أمة الإسلام، وكان لها أثر ظاهر على استقرارها، ومسَّت جوانبَ أساسيّة من أمنها وأمانها في حياتها، برزت حقيقةٌ شرعيّة بحاجة لدراسة وتمييز، ورغم قيام العلماء من فجر الإسلام بواجبهم الشرعيّ في البيان وعدم الكتمان، إلا أنَّ ارتباطَ هذه الحقيقة بأحداث […]

مؤلفات مطبوعة في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (عرض ووصف)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: “السيد الحليم“، هكذا وُصف الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وقد كان سيِّدًا في المسلمين، حليمًا ذكيًّا ثقِفًا، يحسن إيراد الأمور وتصديرها، جعله النبي صلى الله عليه وسلم كاتبًا من كتاب الوحي القرآني؛ لأمانته وفقهه، وقد صح في فضله أحاديث، ومهما وقع منه ومن معه […]

جواب الاعتراضات على القدر المشترك (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: كنا كتبنا ورقةً علمية بمركز سلف للبحوث والدراسات حول مفهوم القدر المشترك، ووضّحناه وقربناه للعامة، وبقِيَت اعتراضات يوردها بعضهم عليه، وقد تُلبس على العامة دينَهم، وهذه الاعتراضات مثاراتُ الغلط فيها أكثرُ من أن تحصى، وأوسعُ من أن تحصَر، وبعضها ناتج عن عُجمة في اللسان، وبعضها أنشأه أصحابه على […]

ترجمة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس (1349-1447هـ / 1931-2025م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها *** متى يمت عالمٌ منها يمُت طرَف كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلّ بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلَف قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله: “إن الإحـاطـة بـتراجم أعـيـان الأمـة مطلوبـة، ولـذوي الـمعـارف مـحبوبـة، فـفـي مـدارسـة أخـبـارهم شـفـاء للعليل، وفي مطالعة […]

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

الأوراد الصوفية المشتهرة في الميزان

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الذكرَ من أعظم العبادات القلبية واللفظية التي شرعها الله لعباده، ورتَّب عليها الأجور العظيمة، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وقال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار الشرعية، وعلَّمها أصحابَه، وكان يرشِدهم إلى أذكار الصباح […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017