السبت - 05 جمادى الآخر 1446 هـ - 07 ديسمبر 2024 م

ظاهرة السخرية من العلماء: قراءة في المنطلقات والمرجعية

A A

العلماء ورثة الأنبياء، وهم أهل الخشية، والعدول من أهل الشريعة، الذين كُلِّفوا بحملها، فتوقيرهم وإجلالهم توقيرٌ للشرع الذي يحملونه في صدورهم، ورضا بقضاء الله الذي اختارهم لحمل دينه وخلافة نبيِّه، ومن نافلة القول أن يقال: إن هذا المعنى لا ينطبق إلا على الربانيّين منهم، مَن يتلون الكتاب حقَّ تلاوته ويؤمنون به؛ إذ لفظ “العلماء” في عرف الشرع بدون إضافة لا يطلق إلا على هذا الصنف، والباقون يتميّزون بإضافتهم إلى الأوصاف اللائقة بهم المعيِّنة لحقيقتهم.

وعليه فإن كلامنا عن العلماء الذين ورثوا النبوة، وقاموا بحق العلم، من لدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اتبعهم إلى يومنا هذا، وقد شهد عالَمُنا -بسبب طغيان المادة على الحياة وابتعاد الناس عن الشرع وانشغالهم بظاهر الحياة الدنيا- موجةَ طغيان أخلاقيّ وسوء تربية عَمَّ الصغار والكبار، حتى لم يعد كبير يُوَقَّر لعلمه ولا لسنِّه، واستمرأ كثير من المتصدرين للشأن العام سبَّ العلماء والحطَّ عليهم وتحميلهم المسؤولية في كلِّ شيء، مع ما يتَّضح لكل ناظر من فارقٍ بين العماء والمتكلّمين في أعراضهم من قالة السوء وأقلام الفتنة ودعاة الوشاية، وليس لهم دافع لهذ السب والشتم والغمز والطعن إلا الحسد من عند أنفسهم، والإحساس بفشل مشاريعهم، فتبنّوا خُطَّةَ إسقاط الرموز؛ ليتسنّى لهم اللغو في الوحي والعبث بالسنة والتشغيب على الشرع؛ بعيدًا عن حُرَّاسِه وحمَلَته وأهل الغيرة عليه، ولا شكَّ أن الولوغ في أعراضهم تتعدَّد جهات الحرمة فيه والتغليظ، كما قال الطرطوشي رحمه الله : “إن الغيبة إذا كانت في أهل العلم وحملة القرآن فهي كبيرة”([1]).

ولم يحسن العلماء الظنَّ مطلقًا بالْمُشنِّع على أهل العلم الخائض في أعراضهم بالباطل والزور، فتلك علامة أهل الكفر والضلال، كما نص على ذلك القرآن: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِير} [الحج: 72].

فالتشنيع على المؤمنين عند سماع الحقِّ ومحاولة الإضرار بهم مسلكٌ انتهجه أهل الضلال على مر العصور، ولا يخفى على القارئ الكريم ما يصاحِب السخرية من أهل العلم من ذنوب أُخَرَ تكشف خفايا أصحابها؛ كالنميمة والغيبة والقذف والقول على الله بغير علم والظلم والبغي، هذا مع التألِّي على الله سبحانه وتعالى بتأثيم من حقُّه في شرع الله الأجر.

ومن هنا كان النظر إلى مقصد الساخرين من العلماء بالريبة والشك في النيات مسلكًا متَّبعًا عند السلف، قال أبو زرعة الرازي رحمه الله: “إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زِندِيق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حقّ، والقرآن حقّ، وما جاء به حقّ، وإنما أدّى إلينا ذلك كلَّه الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يَجرحوا شهودنا؛ ليُبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة”([2])، وقال سفيان بن وكيع: “أحمد عندنا محنة، من عاب أحمد فهو عندنا فاسق”([3])، وقال أبو الحسين الهمذاني: “أحمد بن حنبل محنة، به يعرف المسلم من الزنديق”([4]).

وقال ابن عساكر رحمه الله: “واعلم -يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حقَّ تقاته- أن لحوم العلماء -رحمة الله عليهم- مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم، والاقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الاستغفار لمن سبقهم وصف كريم؛ إذ قال مثنيًا عليهم في كتابه وهو بمكارم الأخلاق وضدّها عليم: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم} [الحشر: 10]، والارتكاب لنهي النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الاغتياب وَسَب الْأَمْوَات جسيم”([5]).

وهذه الظاهرة تحدَّث العلماء عن خطرها على الأمة وعلى أصحابها، وبيَّنوا أنها علامة سوء وفجور في أهلها، وقد مضت سنة الله في أصحابها بأن لا يخرجوا من هذه الحياة قبل أن يفتضحوا وينتهوا إلى شرٍّ؛ ما لم تتداركهم عناية الله سبحانه وتعالى.

وقد تبنى مسلك سبِّ العلماء فئام من الناس، جمعت بينهم هذه الخصلة على تفاوت بينهم في السوء، وتفرُّق على الأمة الوسط، ونزاع بينهم، ففيهم العلماني المادي الذي لا يجد متنفَّسًا غير سبِّ الرموز وإسقاطهم ومحاولة تجاوزهم، وفيهم الجاهل الغرّ من السالكين لطريق الطلب لكنهم لم يوفَّقوا في اختيار الشيوخ العقلاء، فابتلوا بأئمة ضلالة انحرفوا بهم عن الصراط، وقلبوا لهم الأمور، حتى عمي عليهم الحق، وقعدوا لهم بكل صراط يوعدون ويصدّون عن سبيل الله من آمن يبغونها عوجًا.

أما الأوائل -وهم العلمانيون- فعجب أمرهم أن يجعلوا من جميع العلماء علماءَ سلطة، ويتخذوا من بعض الفتاوى المرجوحة ذريعةً لإسقاط الفقهاء وما يصدر عنهم، وهم عند أول محاكمة لهم إلى الواقع تتبيّن ازدواجية معاييرهم، فهم لا يتركون الطبيبَ سواء كان كافرًا أو خرافيًّا، طبيب سلطان أو طبيب عامة، وظَّف طبَّه في الخير أم في الشر، ولم يَدْعُوا الناس لترك شيء من هذه العلوم الدنيوية التجريبية نتيجةً لانحراف أصحابها في أي مجال من مجالات الحياة، فها هو الطبيب بطبه ودوائه يخدم النصرانية المحرفة في إفريقيا الوثنية، ويستغل آلام الناس في دعوتهم إلى دينه الباطل، وها هو المهندس والطبيب وغيرهما من أصحاب الحرف يعملون في الجيوش الظالمة المحتلة، ومع ذلك لا يجرَّم شيءٌ من هذه العلوم، ولا أصحابها، فلماذا العلم الشرعي والعلماء؟! أم أن باءً تجرُّ وباءً لا تجرُّ، أو كما قيل:

حلالٌ على بلابله الدّوح    حرامٌ للطير من كل جنس

 والآخرون من الغافلين من المؤمنين لا يدركون سوءَ صنيعهم، ولا ما يجرّه على الأمة من الويلات، إلا حين ينقلب عليهم طلَّابُهم ومن ربَّوهم تربية السُّوء، فحينها يتذكَّرون العدلَ والإنصاف ورحمةَ أهل العلم، بعد أن انقلب عليهم السِّحر، وسُقُوا ماءً حميمًا قد سقَوا منه إخوانهم من قبل، فيستنجدون بحرمة أهل العلم، لكن حين لا ينفع الندم، فيقال لصاحب الألم: يداك أوكتا وفوك نفخ.

ولا يمكن للأمة أن تخرجَ من هذه الظلمات إلى نور العدل والحق إلا بإرجاع الأمور إلى نصابها، وإعطاء القوس باريها، وذلك بإنزال أهل العلم منازلهم، وإعطائهم حقَّهم من الاحترام والتوقير، والإجلال والتقدير، فذلك مقتضى العدل الذي أمر الله به، وهو سنة لا تقوم حياة الناس إلا بها. ثم إن في إنزالهم منازلهم والعفو عن مسيئهم وإقالة عثرات أصحاب الهيئات منهم والسابقة شكرًا للنعمة وإقرارًا بالفضل، يخوِّلهم للقيام بعملهم المنوط بهم شرعًا، وإصلاح دين الناس ودنياهم، أما التفرق عليهم وعصيانهم فلا تقوم به للأمة قائمة، وبل يسقط قادتها، ويبقى أمرها إلى السفهاء ممن لا يقدِّرون مصلحة ولا يدرؤون مفسدة، ولله در القائل:

إِنَّ الكَــــــبِــــــيــــــرَ إِذا عَصَــــــاهُ أَهْــــــلُــــــــــــهُ  ضَاقَتْ يَدَاهُ بأَمــــــرِهِ مــــــا يَصْــــــنَـــــــــعُ

وَدَعُوا الضَّغينَةَ لا تَكُنْ مِن شأْنِكمْ  إِنَّ الضَّغــــــائــــــنَ لِلْقَــــــرَابَــــــةَ تُــــــوضَــــــعُ

وَاعْصُوا الَّذِي يزجي النمائم بينكم  متنصحـًـــــا ذَاكَ السِّمــــــــــــامُ المنْقَـــــــــعُ

يُزْجِي عَقَــــــارِبَهُ لِيَبْعَــثَ بَــــــيْــــــنَــــــكــم   حَرْبًا كما بَعَثَ العُرُوقَ الأَخْدَعُ([6])

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: مغني المحتاج (4/ 417).

([2]) ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 94).

([3]) ينظر: تاريخ بغداد (6/ 90).

([4]) ينظر: مناقب الإمام أحمد (ص: 652).

([5]) تبيين كذب المفتري (ص: 29-30).

([6]) المفضليات (ص: 146).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017