قصيدة في مدح شيخ الإسلام ابن تيمية
للتحميل كملف pdf اضغط على الأيقونة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضلّ له, ومن يُضْلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:
فإذا كانت الكتب المصنّفة في سيرة شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن تيميّة الحرّاني ثم الدمشقي المتوفى سنة 728 رحمه الله قد قاربت المائة مصنف(1), فإن القصائد التي قيلت فيه مدحًا ورثاءً قد ناهزت هذا العدد أيضًا.
وقد تتبَّعتُ تلك القصائدَ والأبيات التي قيلت في الشيخ ابن تيمية رحمه الله مدحًا ورثاءً ودفاعًا؛ فألفيتُها قد نَيَّفت على السبعين قصيدة, ما بين مطوَّلة جدًّا ومتوسطة ومختصرة.
وقد ذكر تلميذُه ابنُ عبد الهادي في «العقود الدرية» -وهو أجَلّ الكتب المصنفة في سيرة الشيخ- أن القصائد التي قيلت فيه كثيرة جدًّا, فقال: (ورثاه جماعة بقصائد جمّة), وقال أيضًا: (وقد مُدِح الشيخ رحمه الله بقصائد كثيرة في حياته, ورُثي بأَكثرَ منها بعد وفاته), وقال بعدما ساق العديدَ منها: (وقد رُثِي الشيخ رضي الله عنه بقصائد كثيرة غير هذه, وفيما ذكرنا كفاية).
وقال البزّار تلميذ ابن تيمية أيضًا في «الأعلام العلية»: (وقد رثاه كثير من الفضلاء بقصائد متعدّدة, ولا يَسَعُ هذا المختصر ذكرُها).
وقال ابن ناصر الدين تلميذ تلاميذ ابن تيمية في «الرد الوافر»: (تركْنا ذِكْرَ خَلْقٍ ممَّن مدَحه نظمًا في حياته أَو رثاه بشعرٍ بعد مماته).
ومن تلك القصائد الغُرَر -التي لم تُنشَر من قبل, ولم يذكرها أحد ممن صنف في سيرة الشيخ ابن تيمية أو ترجم له فيما علمت- هذه القصيدة التي نظَمَها العلامة الشهاب أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي رحمه الله.
وقد بقيَت قصيدتُه هذه حَبيسةَ خزائنِ المخطوطات إلى هذا الزمان, حتى وفّقني الله تعالى للوقوف على نُسختها الخطية قبل عقدين من الزمن, فانتسختُها وراجعتها في ذلك الوقت, غير أنَّ ما مَرَّ ببلادنا من أحداثٍ جسام, تشيب لهول مصائبها الولدان؛ مِن تسلّط الرافضة والباطنية وغيرهم عليها, حال دون إخراجها ونشرها, حتى كان استقراري الأخير في عمّان عاصمة بلد الأردن حرسها الله, فاهتَبَلْتُها فرصةً للعمل على خدمتها وطبعها, مترجِمًا لناظمها ترجمةً مختصرة, وضابطًا لنص قصيدته, ومعلِّقًا على ما يَحتاج إلى تعليقٍ فيها(1).
ولقد قصدتُ بإخراجي لهذه القصيدة الدلالة على فضلِ هذا العلَم الكبير المجدِّد لدين الإسلام في المائة الثامنة, الشيخ الحافظ أحمد ابن تيمية رحمه الله, والدلالة على آثاره العِلمية العظيمة التي نصَرَ فيها الكتاب والسنة وعقيدةَ السلف ومنهاجَهم.
وقد رأيتُ أن أصنع فهرسًا للقصائد التي قيلت في شيخ الإسلام في غابر الزمان وحادثه؛ مجتهدًا في تحرير أسماء الشعراء الناظمين لها, وتواريخ وفياتهم, وعدد أبيات قصائدهم, وأول مصدر ذُكِرَت فيه تلك القصائد, لعل أحدًا ينشط لجمعها ونشرها, مضيفًا إليها ما قاله ابن تيمية من الشعر, وهو قليل(2), ويسميه «الديوان التيمي».
فإليك يا صاحب الهمة العليّة هذه القصيدة الدالية الحَمزية, وفهرس تلك القصائد الشامية والمصرية والبغدادية, بَلْهَ العالمية الإسلامية في الإمام ابن تيمية, مرتبة على وفيات شعرائها, ولم يبقَ عليك إلا إدراجها بعد ضبطها, وترجمة ناظميها.
ترجمة الناظم
قال عنه الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» هو:
أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حمزة العُمَري المقدسي, ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي, شهاب الدين, بن فخر الدين, بن نجم الدين, بن عز الدين.
خطيب الجامع المظفري.
توفي سنة 814.
وقال السخاوي في الضوء:
أرّخه شيخُنا في «إنبائه» سنة أربع عشرة, ولم يترجمه.
قلت: وجاء على طرّة المخطوط وصفُه بأنه: (الشيخ الإمام العالم العلامة فريد دهره ووحيد عصره وآنِه شهاب الدين أبو العباس)(1).
وهو من بيتِ علمٍ كَبير, كما قال ابن حجر.
فوالده: هو فخر الدين علي, ذكره ابن حجر في «الإنباء» في وفيات سنة 791, وقال: (لازم ابن مفلح, فتفقّه عنده, وخطَب بالجامع المظفري، وكان أديبًا ناظمًا ناثرًا منشئًا، له خُطَب حِسان ونظمٌ كثير وتعاليقُ في فنون، وكان حَسن المباشرة، لطيف الشمائل)
وجدّه: نجم الدين أحمد, سمع من جده التقي وخطب بالجامع المظفري, قالوا عنه: (كان من فرسان المنابر), توفي سنة 755, كما في «الدرر» ابن حجر.
ووالد جده: عز الدين محمد, هو قاضي القضاة بدمشق, مولد سنة 665, أجاز له ابن عبد الدائم, وولي القضاء سنة 727, وتوفي سنة 731. ترجمه ابن كثير في «تاريخه».
ووالد عز الدين هذا: هو مسند الشام المعمَّر الرُّحلة, قاضي القضاة, أبو الفضل تقي الدين سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر بن قدامة المقدسي ولد سنة 628, ولازم شيخه الضياء صاحب «المختارة», وسَمِع من ابن عبد الدائم, وتوفي سنة 715.
قال الذهبي عنه –والتقيُّ من شيوخه-: (وأفرد الشيخ البرزالي سيرته في جزء).
وقال الصفدي: (وخرَّج له ابن المهندس مائة حديث، وخرج له شيخنا الذهبي جزءًا فيه مصافحات وموافقات، وخرّج له ابن الفخر معجمًا ضخمًا, وروى الكثير بقراءة شيخنا علَم الدين البرزالي، وسمع منه المِزّي، وابن تيمية, وعدد كثير).
قلت: وهو مترجَم في عدد من كتب الذهبي وغيره.
وأخت التقي هذا هي: آمنة بنت حمزة زوجة الحافظ ضياء الدين المقدسي, حفظَت القرآن العزيز, وتوفيت سنة 643. لها ترجمة في «تاريخ الذهبي» وغيره.
ومَن طالع «الإنباء» و«الدرر» لابن حجر و«الضوء» لتلميذه السخاوي, وقَفَ على كثيرٍ مِن أعلامِ هذه الأسرة العلمية الكبيرة.
ومنهم: ابن صاحب القصيدة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد؛ المعروف بـ:الخطيب بن أبي عمر, ولد سنة خمس وثمانمائة, وتوفي والده الناظم وهو ابن تسع سنين, فنشأ يتيمًا, في حِجر زوج أمه أبي شعر(1), وبه تفقه, وحج معه وجاور, ثم نزل القاهرة, وناب في القضاء ببلده وبالقاهرة, وولي الخطابة بمصر, وكتب بخطه الكثير, وسمع منه السخاوي, وترجمه في «الضوء».
وللناظم ولد آخر: أجازه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي بكتابه «الرد الوافر», وكتب تلك الإجازة بخطه, وترجمه فيها بقوله: (سمع من لفظي هذا الكتاب من غير هذه النسخة، أخو كاتبها لأمِّه(2), العالم الفاضل البارع الخطيب الأصيل سليل العلماء نجيب الفضلاء جمال الدين أبو محمد عبد الله … خطيب الجامع بصالحية دمشق, وآخرون.
وصح ذلك في مجلس واحد, في يوم السبت مستهل صفر سنة ست وثلاثين وثمانمائة, بمسجد أسد الدين شيركوه خارج باب الفراديس من دمشق حرسها الله وسائر بلاد الإسلام). انتهت الترجمة
أقول:
هذا ما كنتُ كتبتُه أولاً في ترجمة الناظم, ظانًّا أنه هو هو, فإني لم أجد أحدًا من أهل هذه الطبقة ممن هو موصوف بشهاب الدين وكنيته أبو العباس, واسمه أحمد, واسم أبيه علوي (وكنت أراه ترخيمًا لا تصغيرًا), ومِن بني حمزة, وحنبلي المذهب, وهو دمشقي صالحي– إلا هذا.
وما كنت أظنُّ أنّ رجلًا موصوفًا؛ كما في مقدمة القصيدة بأنه (الشيخ الإمام العالم العلامة فريد دهره ووحيد عصره وآنه) لا يحتفل المؤرخون بترجمته, ويزيّنون بها طروسهم.
غير أنه أشكلَ على هذا الذي كنتُ قد ذهبت إليه أولاً ثلاثةُ أمور:
الأول: وقوفُنا على عدد من المنتسخات ومؤلَّف واحد لأحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي(3), بعضها بخطه, وتاريخ نسخها متأخر عن تاريخ وفاة الناظم الذي أثبتناه منقولاً عن الحافظ ابن حجر ومَن ترجم له بعده, وهي حسب ترتيب تاريخ نسخها كمايلي:
- كتاب «العاقبة في ذكر الموت» لعبد الحق الأشبيلي، المعروف بابن الخراط (ت: 581), (نسخة المكتبة الأزهرية), (بخط: أحمد بن علوي الحنبلي), فقد جاء في نهايته: تمّ كتاب العاقبة … على يد كاتبه العبد المفتقر إلى رحمة ربه العلي أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي … ووافق الفراغ من تعليقه في ليلةٍ أَسْفَرَ صباحها عَن ثامن عشر رجب الفرد سنة خمس عشرة وثمانمائة.
- كتاب «غاية المرام والإرادة المختار من مفتاح دار السعادة» لابن قيم الجوزية, تصنيف أحمد بن علوي الحنبلي (نسخة برنستون), أوله: قال العبد المفتقر إلى رحمة ربه العلي أحمد بن علوي الحنبلي … الخ, وآخره: تم الكتاب … على يد كاتبه … محمود بن محمد بن عمر الحنبلي … في سابع شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وثمانمائة, ثم قال: نسخ من نسخة بخط مصنفه رحمه الله تعالى مؤرخة في ثاني عشر من شهر رجب الفرد سنة ثمان عشر وثمانمائة, وهو أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي, كذا وجد رحمه الله.
- كتاب «مقبول المنقول الجامع لأحاديث الرسول« لعلاء الدين الشيحي الخازن المفسِّر ت 741, نسحة برنستون, (بخط أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي), فقد جاء في خاتمته ما نصه: (آخر كتاب مقبول المنقول …)، … كتَب هذا الجزء المبارك … العبد المفتقر إلى رحمة ربه العلي, أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي … ووافق الفراغ من تعليقه نهار الخميس المبارك ثاني عشر شهر ذي القعدة الحرام من عام اثنين وعشرين وثمان مائة, وكان إذ ذاك بدار السُنَّة؛ المدرسة الضيائية, بصالحية دمشق المحروسة.
قلت: وهذا فيه أنَّ ابنَ علوي دمشقي صالحي, وأنه كان حيًّا عام 822.
وهذا فيه مخالفة ظاهرة لما كنا ذهبنا إليه أولا من أن وفاة الناظم -إن كان هو الذي ترجمناه – كانت سنة 814 كما في «إنباء» ابن حجر, ولا يمكن الادعاء بأن الوهم قد تطرق إلى ابن حجر رحمه الله لما سنذكره في الأمر الثاني.
- كتاب «عجالة المحتاج» لابن الملقن ت804, مخطوط بخط أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي, محفوظ في المكتبة المركزية (محمود الثاني) بنيقوسيا, كما أفاده الباحث عبد الرحمن قائد في مقدمة تحقيقه لكتاب «مفتاح دار السعادة» لابن قيم الجوزية ص71.
- كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير الدمشقي, الجزء الرابع منه, محفوظ في مكتبة أحمد الثالث بإسطنبول, بخط أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي, وعليه قيد شراء لهذه النسخة بتاريخ عاشر رجب سنة إحدى وخمسين وثمانمائة, كما في مقدمة مطبوعة دار هجر للبداية والنهاية ص53.
والثاني: ترجَم للناظم العلامةُ الشهاب ابن حجي الحسباني الدمشقي ت 816 في «تاريخه», فقال ما نصه:
وليلتئذ [ يعني ليلة الجمعة سادس عشرين شهر صفر سنة أربع عشر وثمان مائة] توفي الخطيب شهاب الدين أحمد بن الخطيب فخر الدين علي بن الخطيب نجم الدين أحمد بن القاضي عز الدين محمد بن القاضي تقي الدين سليمان المقدسي أحد خطباء جامع المظفري بسفح قاسيون وصلي عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع المذكور ودفن بمقبرة الشيخ أبي عمر جدهم وأثنى الناس عليه خيراً وكان شكلاً حسناً وهو منجمع على خيره وديانته). فوافق ابن حجي ما ذكره ابن حجر في «الإنباء» وقطع بصحة نقله, ودفع هذا توهم خطأ ابن حجر, لأن ابن حجي مات بعد الناظم بسنتين, وقيود المنتسخات متأخرة عن هذا التاريخ فدل على أن ابن علوي هو غير الناظم الذي ترجمنا له أولاً.
والثالث: التزامه ذكر أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي في كل منتسخاته ومؤلفاته, حتى أنه نص على ذلك في آخر قصيدته هذه فقال:
وبُنَيُّ عَبدِكُمُ عُلَيْوي يَرتَجِي مِن رَبِّهِ دارَ النَّعيمِ السَّرْمَدِ
حاشا يخيبُ واسمه بين الورى يا سادتي اسم النبي محمد
مع أنه لو قال: (وبني عبدكم علِي) .. لاستقام البيت, فلمّا عدَل عنه إلى تصغير علوي إلى عليوي لضرورة النظم, علمنا أنه غيره.
فالصواب والله أعلم, أن ناظم هذه القصيدة هو غير الذي ترجمنا له أولاً, وأما ناظمها الحقيقي, وهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علوي بن حمزة الحنبلي الدمشقي الصالحي فلم نقف له حتى الآن على ترجمة, غير أننا عرفنا من مؤلفَيه ومنتسخاته, أنه عالم سلفي أثري حنبلي, محب للحديث وللإمام أحمد بن حنبل, وللتقي ابن تيمية, تلميذه ابن القيم, وناسخ لكتب السلفيين كالطبري وابن كثير, وصاحب خط جميل منسوب, وأنه كان حياً سنة 822, ولم يجاوز سنة 851 والله تعالى أعلم(1).
وصف النسخة الخطية:
وقفتُ على هذه القصيدة ضمن مجموعٍ محفوظ في المكتبة الوطنية بدمشق حرسها الله برقم [3776], 20ق.
والظاهر أنها مكتوبة في حياة ناظمها, لقول الناسخ في أولها بعد ذكر اسم الناظم: (فسح الله تعالى في مدّته).
* * *
صورة الصفحة الأولى من المخطوط
بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت
قال الشيخُ الإمام العَالم العَلامة فَريدُ دهرِه ووحيدُ عصره وَآنِهِ شهاب الدين أبو العَباس أحمد بن عَلوي بن حمزة الحنْبلي فسَح الله تعالى في مُدّته, يمدح الشيخ الإمام العلامة حافظ وقته ومفتيه شيخ الإسلام أبا العباس أحمد بن عبد الحَليم بن عبد السلام بن تيمية الحَرَّاني الحنبلي طيّب الله تعالى ثَراه برضوانه, وأذاقه حُلِيّ إحسانه, وأسكنه فسيح جنانه, بمحمد وآله (1), إنه على مَا يشاء قديرٌ:
1 | جاهَدتَ أحمدُ عن شريعَةِ أحمدِ | بالحقِّ كُلَّ منافقٍ مَع مُلْحِدِ(2) | |
2 | وضربتَ عُنْقَ الباطل الضخم الذي | قد جاء مثلَ الليلِ مظلمٍ أسود | |
3 | بدلائلٍ وبراهِنٍ أَغْنَتْكَ عن | سُمْرِ القَنا أيضًا وكلِّ مُهَنَّدِ(3) | |
4 | قولِ الإلهِ الفَرْدِ جَلَّ جَلاله | وحديثِ خيرِ المرسلين محمد | |
5 | والراشدينَ السادةِ الخُلَفا الذي | أمَرَ النبيُّ بهديهم أنْ نهتَدِي(4) | |
6 | ما الدينُ إلا عَنْهُمُ وسِواهُمُ | بمقالِهِ في دِيننا لا نَقتدي(5) | |
7 | ما قلتَ قطُّ بغيرِ قَولِهمُ وَ لا | أوردتَ غيرَ حديثِ صدقٍ مسنَد(6) | |
8 | لا قَول فلسفَةٍ وَ لا رأي وَ لا | ما قاله الغُمْرُ الجهول المعتدِ | |
9 | وكفى بهذا الاجتهادِ دِلالةً | واللهِ قد صَحَّت لكلِّ موحِّد(7) | |
10 | يا سيّدَ الساداتِ يا مَن قَدْرُه | فوقَ الثُّرَيّا والسُّها والفَرقَد | |
11 | للهِ دَرُّك مِن إمامٍ عالمٍ | منه الورَى في بَحْرِ علمٍ سَرْمَدِ(1) | |
12 | حَسَنُ الخلائقِ للفضائل مَجْمَعٌ | بحرُ العُلومِ وللأفاضلِ مَقْصِد(2) | |
13 | شيخُ الورَى بحرُ النَّدا مأوى العُلا | مُحْيي الهُدى ما مِثْلُه مِن سيِّد(3) | |
14 | حَبْرٌ إذا بَرَقَت أَسِرَّةُ وَجهِهِ | جَلَت الدُّجَى بضيائها المتوقِّد(4) | |
15 | دانَت له الدنيا فسَدَّدَ علمَه | مِن أَمرِها ما كانَ غيرَ مُسَدَّدِ(5) | |
16 | يُرْدِي عِدَاهُ بسيفِ علمٍ مُصْلَتٍ | يَفْري الطُّلَى(6) وبسيفِ رأيٍ مُغْمَدِ(7) | |
17 | للهِ دَرُّ زَمانِه مِن ماجدٍ | حَبْرٍ أَغَرّ مِن الأماجدِ أَمْـجدِ(8) | |
18 | فَسَلِ العلومَ فهل دعاها مثلُه | في سالفِ الأيامِ والمتجدِّدِ(9) | |
19 | وهل الشريعةُ غيرَ واحدةٍ غَدَت | منه, وقد نَزَلَت بساحةِ أوحَدِ(10) | |
20 | وإذا نَظَرنا في الحقائق لم نَجِد | ذا مَنْظَرٍ لِزَمانِه لم يَحْمَدِ(11) | |
21 | فالله أيَّدَهُ ومَن يُضْمِرْ تُقَىً | لله, في أمرِ العبادِ يُؤَيَّد(12) | |
22 | خَلَتِ الديارُ فكان قبلَ خُلُوِّها | مِمَّن تفرَّدَ بالعُلَى والسُّؤدَد(1) | |
23 | واللهِ ما نُظِمَت قَواعدُ دِينِنا | إلا بأحمدَ ثم أحمدَ وأحمدِ(2) | |
24 | بنبيِّنا الهادي الرسولِ المصطَفى
|
خيرِ البَرِيَّةِ والمشَفَّع في غَدِ
|
|
25 | وبابْنِ تيميَةَ الذي فاقَ الوَرَى
|
بعلومِهِ وبابنِ حنبلَ أحمدِ(3)
|
|
26 | يا أشرفَ العلماءِ دعوةُ جامعٍ
|
في الوُدِّ بين طريقِهِ والـمَتْلَد(4)
|
|
27 | نَفديكَ مِن صَرْفِ الرَّدَى يا مَن به
|
وبعلمِهِ مِن صَرْفِ نارٍ نَفتدِ(5)
|
|
28 | فسقَى ثَرَاك من الغَمام غواديًا
|
أبدًا تُعِيدُ صنيعَهُ أو تَبْتَدِي
|
|
29 | فكفايةُ الله الذي أُودِعْتَها
|
يَفْنَى العَدُوُّ بها وإنْ لِم تَقْصِدِ
|
|
30 | أما الحسودُ فحَيثُ يَسمعُ مِدْحَتِي
|
يُلْقِيْ الدَّواةَ لها بوجهٍ أربَدِ(6)
|
|
31 | فَلِمِقْوَلي(7) في قلبِ كلِّ معاندٍ
|
تأثيرُ مَصقولِ العَرَار مهنَّد(8)
|
|
32 | أنا سَيفُك الماضي لإرغامِ العِدا | يومَ الفَخار فخَلِّني وتَقَلَّد | |
33 | فلقد وَفَيْتَ فَدُمْ كذا مُتَنَعِّمًا | في جنةِ المأوى وعيشٍ أَرْغَدِ(9) | |
34 | وبُنَيُّ عَبدِكُمُ عُلَيْوي(10) يَرتَجِي | مِن رَبِّهِ دارَ النَّعيمِ السَّرْمَدِ | |
35 | حاشا يَخيبُ واسمُه بين الورَى | يا سادتي اسمُ النبي محمد(11) | |
36 | صلَّى عليهِ اللهُ ما صَدَحَت على | غُصْنِ الأراكِ حَمائمٌ بِتَغَرُّدِ | |
37 | وعلى صحابَتِهِ الكرامِ وآلهِ | فَهُمُ ملاذي في الأنامِ ومَقْصِدي |
الجامع المفهرس
للقصائد التي قيلت في الإمام ابن تيمية مدحًا ورثاءً ودفاعًا(1)
جمع وتحرير: حسام بن محمد سيف أبو عمر الضُّمَيري
اسم الشاعر | تاريخ وفاته | أول القصيد | عدد الأبيات | المصدر | |
1 | رشيد الدين عمر الفارقي | 687 | أحسن في حل المسمى وما | 7 | العقود الدرية |
2 | نجم الدين سليمان بن عبد القوي الطُّوفي | 716 | فاصبر ففي الصبر ما يغنيك عن حيل | منها: 12 | العقود الدرية |
3 | شمس الدين محمد بن الحسن الصائغ | 720 | ؟ | ؟ | أعيان العصر |
4 | نجم الدّين إسحق ابن ألمَى التركي | بعد 720 | ذراني من ذكرى سعاد وزينب | 67 | العقود الدرية |
5 | نجم الدين إسحق بن ألمى التركي | بعد 720 | من مبلغ عني الخبيث مقالة | 10 | العقود الدرية |
6 | بهاءالدين القاسم بن مظفربن عساكر | 723 | تقي الدين أضحى بحر علم | 2 | العقود الدرية |
7 | صَلَاح الدّين القواس | 723 | قَالُوا ابن تيمية في السجن قلت لهم | 4 | العقود الدرية |
8 | كمال الدين بن الزَّمَلْكاني | 727 | ماذا يقول الواصفون له | 3 | العقود الدرية |
9 | عبد الله بن خضر الرومي «المتيّم» | 731 | لقد عذّبوا قلبي بنار المحبة | 131 | العقود الدرية |
10 | وله أيضًا, وقد نظمها وهو ابن 90 | 731 | لله عيشًا تقضّى بالثنيات | 54 | العقود الدرية |
11 | تقي الدين محمود الدَّقُوقي البغدادي | 733 | قف بالربوع الهامدات وعَدِّد | 56 | العقود الدرية |
12 | للدقوقي أيضًا | 733 | مَا كُفْءُ هذا الرُّزْءِ جفن تسجّم | 75 | العقود الدرية |
13 | وللدقوقي أيضًا | 733 | مضى عالم الدنيا الَّذي عَزَّ فَقده | 52 | العقود الدرية |
14 | سعد الدين ابن بُخَيْخ الحراني | 735 | أيها الماجد الذي فاق فخرًا | 13 | العقود الدرية |
15 | وله أيضًا: | 735 | يا من له فطنة فاقت ذوي الفطن | 7 تخميسات | العقود الدرية |
16 | وله أيضًا | 735 | يا عالمًا جلّ عن ضد يضاهيه | 22 | العقود الدرية |
17 | وله أيضًا | 735 | لئن نافقوه وهو في السجن وابتغوا | 3 | العقود الدرية |
18 | وله أيضًا | 735 | أيا من مناقبه فاخرة | 24 | العقود الدرية |
19 | وله أيضًا | 735 | اللهَ نشكر مخلصين ونحمد | 72 | العقود الدرية |
20 | وله أيضًا | 735 | الحق حصحص لا عذر لمعتذر | 43 | العقود الدرية |
21 | وله أيضًا | 735 | سبرت خلال الأصفياء تدبرًا | 5 | العقود الدرية |
22 | وله أيضًا | 735 | سيان إِن عذل الواشون أَو عذروا | 5 | العقود الدرية |
23 | وله أيضًا | 735 | سناكَ تقيُّ الدين أبهى وأنورُ | منها 10 | درة الأسلاك |
24 | برهان الدين إبراهيم العجمي | 735 | جدي بانسجام الدمع يا مقلة العاني | 35 | العقود الدرية |
25 | علاء الدين علي بن غانم المقدسي(2) | 737 | أيُّ حبرٍ مضى وأي إمام | 29 | العقود الدرية |
26 | عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي | 739 | طبت مثوى يا خاتم العلماء | 48 | العقود الدرية |
27 | محمد بن إبراهيم العراقي الجزري | 739 | عز عندي يوم الرحيل العزاءُ | 38 | الكواكب الدرية |
28 | أثير الدين أبو حيان الأندلسي | 745 | لما أتينا تقي الدين لاح لنا | 6 | متواترة عن جماعة |
29 | تقي الدين محمد بن سليمان الجَعبري | 745 | جلَّ رُزئي وقلَّ مني اصطباري | 25 | العقود الدرية |
30 | شمس الدين الذهبي | 748 | يا موت خذ من أردت أو فَدَعِ | 11 | العقود الدرية |
31 | وله أيضًا (على الأرجح) | 748 | نزّه فؤادك عن سوى روضاته | 9 | مقدمة منهاج السنة |
32 | عمر بن حسام الدين الشبلي | 749 | هل بعد بعدك طرف دمعه راق | 15 | العقود الدرية |
33 | وله أيضًا | 749 | لو كان يقنعني عليك بكائي | 52 | العقود الدرية |
34 | عمر بن المظفَّر بن الوردي | 749 | عَثا في عرضه قوم سلاط | 27 | تاريخ ابن الوردي |
35 | وله أيضًا | 749 | إن ابن تيمية في كل العلوم أوحد | 2 | الشهادة الزكية |
36 | وله أيضًا | 749 | كان والله فقيهًا جبلاً | 2 | الكواكب الدرية |
37 | أحمد بن يحيى بن فضل الله العمري | 749 | أهكذا بالدياجي يُحجب القمر | 78 | مسالك الأبصار |
38 | شمس الدين بن قيم الجوزية | 751 | وإذا أردت ترى مصارع من خلا | 52 | من الكافية الشافية |
39 | صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي | 764 | إنّ ابنَ تيميّة لما قضَى | 33 | أعيان العصر |
40 | وله أيضًا: | 764 | ثلاثة ليس لهم رابع | 3 | أعيان العصر |
41 | جمال الدين عبد الصمد بن الخضري | 765 | عش ما تشاء فإن آخره الفنا | 48 | العقود الدرية |
42 | ابن قاضي الجبل الحنبلي المقدسي | 771 | نبيي أحمد وكذا إمامي | 2 | الرد الوافر |
43 | شمس الدين بن الموصلي البعلي | 774 | إن كان إثبات الصفات جميعها | 2 | الرد الوافر |
44 | أبو المظفر يوسف العبادي السرَّمرّي | 776 | الحمد لله حمدًا أستعين به | 152 | تقاريظ منهاج السنة |
45 | أمين الدين عبد الْوَهَّاب بن السلار | 782 | كل حي له الممات ورود | 26 | العقود الدرية |
46 | ابن بردس البعلبكي الحنبلي | 786 | عج بالكثيب إِذا ما أنت جزت به | ؟ | الرد الوافر |
47 | شمس الدين بن المحب الصامت | 789 وقيل 788 | مدحه بقصائد من النظام | ؟ | الرد الوافر |
48 | قاسم بن عبد الرحمن بن نصر المقرئ | قرن 8 | عَظُم المصاب وزادت الأفكار | 41 | العقود الدرية |
49 | وله أيضًا | قرن 8 | عز التصبر والزمان رماني | 31 | العقود الدرية |
50 | مجير الدين أحمد الخياط الجوخي | قرن 8 | خشعت لهيبة نعشك الأبصار | 43 | العقود الدرية |
51 | وللجوخي أيضًا | قرن 8 | لمصاب البر التقي الإمام | 52 | العقود الدرية |
52 | وله أيضًا | قرن 8 | بمصرعك الناعي أَصمّ وأسمعا | 43 | العقود الدرية |
53 | برهان الدين إبراهيم التبريزي | قرن 8 | لفقد الفتى التيمي تجري المدامع | 82 | العقود الدرية |
54 | بدر الدين حسن النحوي المارداني | قرن 8 | ألا أيها القلب الذي عدم الصبرا | 38 | العقود الدرية |
55 | وله أيضًا | قرن 8 | أبى اليوم سر الكون أن يتكتما | 35 | العقود الدرية |
56 | جمال الدين محمود بن الأثير الحلبي | قرن 8 | يا دموعي سحي كسحب الغمام | 51 | العقود الدرية |
57 | الجندي بدر الدين المغيثي المصري | قرن 8 | خطب دنا فبكى له الإسلام | 66 | العقود الدرية |
58 | شمس الدين محمد الصالحي الإسكاف | قرن 8 | خطبٌ جسيمٌ هائل جلل | 57 | ملحق العقود |
59 | محمد أبو الطاهر البعلي الحنبلي | قرن 8 | يا ابن تيمية يا أنصح العلماء | 28 | ملحق العقود |
60 | شهاب الدين أحمد بن الأبرادي | قرن 8 | ؟ | ؟ | أعيان العصر |
61 | شهاب الدين أحمد التبريزي بن المكوشة | قرن 8 | صبرًا جميلاً فالمصاب كبير | 39 | الكواكب الدرية |
62 | وله أيضًا | قرن 8 | عمّ المصاب فلا تبكوا بغير دم | 13 | الكواكب الدرية |
63 | مجهول | قرن 8 | الحمد لله حمدًا دائما أبدًا | 82 | العقود الدرية |
64 | مجهول | قرن 8 | فقد الأنام فوائدًا وفضائلًا | 14 | العقود الدرية |
65 | مجهول | قرن 8 | دموعي على صحن الخدود تسيل | 15 | العقود الدرية |
66 | مجهول | قرن 8 | لما نعى الشيخ الإمام المتقي | 30 | ملحق العقود |
67 | مجهول | قرن 8 | يا قوم توبوا إلى الرحمن وابتهلوا | 18 | هامش العقود |
68 | شهاب الدين أحمد بن حمزة المقدسي | 814 | جاهدتَ أحمدُ عن شريعةِ أحمد | 37 | نشرَتُنا هذه |
69 | عمر بن موسى بن الحمصي | 861 | الحمد لله هادينا بلا نصب | 97 | ملحق الرد الوافر |
70 | محمد الجنقردي المدني | ؟ | إن الإمام الحافظ بن تيمية | 10 | هامش الكواكب |
71 | المفتي عبد القادر بن صديق | 1138 | لله درُّ شهاب الدين أحمد من | 4 | مقدمة منهاج السنة |
72 | محمد بن يوسف اليافعي اليمني | قبل13 | الحمد لله حمدًا أستزيدُ به | 110 | تقاريظ منهاج السنة |
73 | سليمان بن سَحمان | 1349 | بحمد ولي الحمد مُسْدي الفضائل | 53 | ديوان عقودالجواهر |
74 | معروف الرصافي | 1364 | بدت كالشمس يحضنها الغروب | 41 | ملحق إغاثة اللهفان |
75 | مجهول | ؟ | فلو كان تأليفُ الفتى مُخْلِدًا له | 2 | ملحق منهاج السنة |
76 | مجهول | ؟ | (آخرها) فالله يوسعه برًّا ويشكر ما | ؟ | مقدمة منهاج السنة |
تمت ولله الحمد والمنة
(1) وأما رسائل الماجستير والدكتوراة! والبحوث العلمية وغيرها التي جُمعت في علوم شيخ الإسلام وتحقيق كتبه, فهي كثيرة جدًّا, فضلاً عن الندوات الثقافية والبرامج التلفزيونية والإذاعية التي عُقدت عنه, والمساجد والمعاهد والمدارس والمراكز والمكتبات والشوارع التي سمّيت باسمه رحمه الله.
(1) وعامّتها نَقل, وليس لي فيها كبير شيء, وهي خلاصةٌ من قراءتي لسبعة كتب في سيرة ابن تيمية, وهي: «العقود الدرّية» لابن عبد الهادي, و«الأعلام العلية» للبزار, و«الرد الوافر» لابن ناصر الدين, و«الكواكب الدرية» و«الرسالة الزكية» كلاهما لمرعي الكرمي, و«الجامع لسيرة ابن تيمية» الصادر بإشراف الشيخ بكر أبو زيد, و«تكملة الجامع» للعمران, وأثبتّ بعض الكلمات في النظم كما رسَمَها الناسخ, وبعض همزات القطع تقرأ بنقل الهمزة, وبعض همزات الوصل حقها أن تقطع لضرورة الوزن, فأثبتها على أصلها في الرسم, فكُن من هذا على بال.
(2) وهي ثلاث قصائد: الأولى في حل لغز الفارقي (100 بيت), والثانية: تائية القدر(105 أبيات), والثالثة: قصيدته التي كتبها في سجن القلعة (12 بيتًا), وقد ذكرها جميعًا تلميذه ابن عبد الهادي في «العقود الدرية», وله بعض الأبيات على لسان الفقراء, وأخرى في الرد على المتكلمين, وله البيت تلو البيت, وتنسب إليه بعض القصائد؛ كالقصيدة اللامية في العقيدة ونحوها. وقال البرزالي: (كان قد نظَم شيئًا يسيرًا في صغره, وكتبت عنه إذ ذاك, ثم إنه ترك ذلك وأعرَضَ عنه. وسُئل عن مسألة في القدر بنظم فأجاب فيها بنظم, وقد قُرِئ عليه وسُمع منه, وحَلّ لغز الرشيد الفارقي بأبيات تشتمل على نحو مائة بيت على وزن اللغز, وذلك في حياة والده رحمه الله تعالى, وله نحو العشرين من العمر, وكان حلّه في أسرع وقت).
(1) ووقفت على إجازة بخط ابن ناصر بكتابه «الرد الوافر» لابن ناظم هذه القصيدة, وصف فيها الناظم بقوله: الشيخ الإمام شهاب الدين بقية السلف الصالحين أبي العباس أحمد .. إلخ
(1) هو زين الدين عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم الحنبلي المعروف بـ: أبي شعر, الشيخ الإمام العلامة القدوة الحافظ, نشأ على خير ودين, وتتلمذ على العلاء بن اللحام, وزين الدين بن رجب, وأذِن له بالإفتاء شمس الدين القباقيبي, وعُني بالحديث وعلومه, وكان أستاذًا في التفسير, وله مشاركة جيدة في الفقه والأصلين والنحو, وكان متبحرًا في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية, وكانت هيئته تذكّر بالسلف الصالح, توفي سنة 844.
(2) وكاتب هذه النسخة هو برهان الدين إبراهيم بن أبي الفرج زين الدين عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم أبو شعر الدمشقي الحنبلي وكان دَيّنًا فاضلًا, وتوفي شابًّا في حياة والده, وتأسّف الناس عليه كثيرًا. انظر «الضوء اللامع» للسخاوي.
(3) وهو الذي نسبت إليه هذه القصيدة, كما جاء اسمه الكامل صريحًا في أولها.
(1) ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أشكر الأخ الباحث الدكتور جمال عزون الجزائري حفظه الله على إفاداته الكثيرة في تحرير اسم الناظم, وعلى تزويده لي بصور منتسخاته ومؤلفاته, فجزاه الله خير الجزاء ووفقه وسدده.
(1) تنبيه: هذه العبارة فيها توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وآله y وهذا ممنوع شرعًا, ولكنني أثبتها للأمانة العلمية, وسيأتي في تضاعيف القصيدة نحو هذا التوسل الممنوع, فلينتبه لذلك, والله أعلم.
(2) يعني أن الإمام أحمد بن تيمية جاهد عن دين النبي أحمد صلى الله عليه وسلم بقلمه ولسانه وبدنه, فقد ترك مئات المجلدات التي نافح فيها عن الإسلام وردّ على شبهات اليهود والنصارى والمبتدعة, وجاهد التتار والباطنية بسيفه رحمه الله.
(3) يعني جهاد الحُجّة والبيان, وهو أعظم الجهادين, كما قرره ابن تيمية وابن القيم في غير موضع.
(4) هذه هي الأصول الثلاثة التي بَنى عليها الإمام ابن تيمية منهجه واجتهاده, بل هي أصول المنهج السلفي الصحيح.
(5) وقد رجح الإمام ابن قيم الجوزية حُجّية قول الصحابة من نحو سبعين وجهًا في كتابه «إعلام الموقعين».
(6) يعني أن ابنَ تيمية متَّبِعٌ وليس بمبتدِع, وهو مُقتدِي وليس بمُبتدي, خلافًا لما يشيعه عنه الخصوم.
(7) وقد نص غيرُ واحد ممن عرَف الإمام ابن تيمية من معاصريه ومَن بعدهم أنه بلغ رُتبة الاجتهاد المطلق.
(1) السَّرمَد: هكذا بغير ياء النسبة: أي الدائم, وقد جاء في سيرة الشيخ: كان مِن غزارة علمه كأنما يَغرف مِن بحر.
(2) أي: قد اجتمعت فيه من الصفات الحسَنة ما لم تجتمع لأحد من أهل عصره, وكانت له قدَمُ صدقٍ راسخة في الأمة, وكان الكُبَراء من الأمراء والأعيان ومِن أصحابه يلوذون به عند نزول المعضلات.
(3) كان رحمه الله مَضْرِب المثل في الشجاعة والكرَم وحُسن الخلق, فكان حاتَميّ الكرم, خالِديّ الشجاعة.
(4) نَقَل عنه بعضُ أصحابه أنه كان مِن أطيبِ الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا مع ما كان فيه من البلاء والأذى.
(5) كان رحمه الله معظَّمًا عند السلطان والعامة, حتى إنَّ أهلَ دمشق -في زمانه- لم يجتمعوا على حُب رجلٍ مثل اجتماعهم على حب ابن تيمية, ولم تخرُج فيها جنازةٌ من أيام بني أمية أعظم من جنازته, حتى إن أهل دمشق عن بكرة أبيهم خرجوا فيها, لم يتخلف منهم إلا ثلاثة نفر مِن خُصومه, خشوا على أنفسهم من العامة. وكان قد عُرِض عليه قضاءُ القُضاة ومشيخة الشيوخ فرفضَها, ومَن طالع سيرتَه عرف أنه كان مَلِكًا غير متوَّج, وكان يَقُول للمدَّاحين لَه: أَنا رجل مِلَّة لا رجل دولة, ومع ذلك فقد كان زاهدًا ورعًا خشن المعيشة, ومن أشرح الناس صدرًا.
(6) الطُّلى: بالضم الأعناق.
(7) كانت تعتريه رحمه الله حِدّة يَقهرها بالحلم, وإذا ناظرَ أحدًا علاه الغضب أحيانًا كأنه ليث حرب, وكان مادحُه وذامُّه في الحق سواء, لا يُداهن أحداً, ولا يخاف في الله لومة لائم, وكانت فيه رحمه الله قِلَّة مداراةٍ للناس, ولو لانَ لخصومه لكان كلمةَ إجماع, كما قال ذلك عنه الذهبيُّ وغيره.
(8) حتى إنَّ مَن طالع كتب التاريخ كالبداية لابن كثير يظن أن التاريخ وقف يرصد أخبار ابن تيمية, فما هو إلا أن تدخل سنة مولده 661 حتى إنه لا تكاد تمر سنة إلا ويقول فيها: خرج ابن تيمية ودخل ابن تيمية, وفعَلَ وناظَرَ وسافر وحُبِس وجاهد, ومات معتقَلاً بقلعة دمشق سنة 728, فرحمه الله وغفر له.
(9) وقد كان رحمه الله إمامًا حافظًا ذا فنون.
(10) يعني أن علوم الشريعة في زمانه قد انتهت إليه, وتفرّد بالإمامة فيها.
(11) ذا منظر: أي عالم, كقوله تعالى: (ذو مِرَّة)، فكل العلماء حَمِدوا زمانَ ابنِ تيمية وأيامَه في العلم والجهاد, وكتبوا في ذلك منثورًا ومنظومًا.
(12) ولقد كان كثير العبادة والذكر والتلاوة والابتهال إلى الله, زاهدًا وَرِعًا, وكانت له في ليله أحوال, كان بعض إخوته يعظّمه لأجلها.
(1) أي: ساد أهل عصره, فهو مجدد القرن الثامن بلا مدافع, كما نقل القاضي عمر الحمصي في قصيدته الإجماع على ذلك, وإليه أشار الإمام أبو حيان في قصيدته: ( أَنت الإِمام الذي قد كان يُنْتظَر) كما شرحه ابن العماد في «الشذرات».
(2) سيبين الناظم في البيتين التاليين من هم الثلاثة الأحمدون هؤلاء.
(3) فمن جمَع إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقهَ أحمد بن حنبل وقواعدَ ابنِ تيمية, فلا يكاد يخطئه الحق إن شاء الله, فقد كان الإمام ابن تيمية رحمه الله نادر الغلط كما قال تلميذه الناقد ابنُ المحب الصامت, وأخو الشيخ ابن تيمية, بل إنه لا بدّ لمريد النظَر في فقه السلف أن يبدأ بقراءة كتب ابن تيمية الصغار ثم الكبار, فهو المِرآة لفقههم وعلومهم رحمه الله, وليس هو ولا ابن حنبل بمعصومَين.
(4) المتلد والتالد والتلاد: أي القديم, فابن تيمية رحمه الله جَمَع في دعوته ومنهجه في المحبة بين القديم والحديث.
(5) صرف الدهر: حوادثه ونوائبه, وما يتخوف منه.
(6) الرُّبْدة: لون إلى الغُبْرة.
(7) مِقْوَل: حسَن القول, أو كثيره, لَسِن.
(8) يعني: السيف المُعَدّ للأخذ بالثأر.
(9) يعني أنه وَفى بما أخذه الله على أهل العلم من أن يبينوه للناس ولا يكتمونه, فنسأل الله له الجنة كما سألها له الناظم رحمه الله.
(10) في هذا البيت والذي بعده النص على اسم الناظم واسم أبيه, وأنه أحمد بن علوي, وقال (عليوي) بالتصغير لضرورة القصيد, وقَصْدُه غفر الله له بالعبودية هنا: أي مملوكك, على عادة أهل زمانه.
(11) لا يصح حديثٌ في فضل من اسمه أحمد أو محمد, وأنه يُجار من النار أو يدخل الجنة.
تَقِيّ الدّين لما مت أضحت … لَك الدُّنْيَا تُصيِّح بانتحاب
وَكنت الْبَحْر فَوق الأَرْض تمشي … فَعَاد الْبَحْر من تَحت التُّرَاب
(2) قال الحافظ البرزالي: أنشدَنا أبو الحسن علي بن محمد بن سلمان بن غانم المقدسي لنفسه فيما قرأته عليه في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة في ما رثي به الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمة الله عليه, وهي أول ما قيل بديهًا على الضريح. [يعني: يَوْم دَفنه. كما في «الرد الوافر»].