السبت - 21 محرّم 1446 هـ - 27 يوليو 2024 م

رمضان وحماية المسلم من الشهوات والشبهات

A A

رمضان شهرُ خيرٍ وبركةٍ، وهو من مواسم الخير التي امتنَّ الله بها على المؤمنين؛ ليزيدوا في أعمال البرِّ، ويصحِّحوا علاقتِهم بالله سبحانه وتعالى. وللمؤمن مع هذا الشهرِ علاقةٌ لا يمكن التعبيرُ عنها إلا بحمد الله والثناء عليه؛ ذلك أنَّ بلوغَ الشهر هو زيادةٌ في العمر، وزيادةٌ في الطاعة لله سبحانه، فعن طلحة بن عبيد الله أن رجلَين من بَلِيٍّ قدِما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامُهما جميعًا، فكان أحدهما أشدَّ اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنةً ثم توفّي، قال طلحة: فرأيتُ في المنام بينا أنا عندَ باب الجنَّة إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنَّة فَأَذِنَ للذي توفِّيَ الآخِرَ منهما، ثم خرج فَأَذِنَ للذي استُشهد، ثم رجع إليَّ فقال: ارجِع فإنَّك لم يأن لك بعد. فأصبح طلحةُ يحدِّث به الناس، فعجبوا لذلك. فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وحدَّثوه الحديث، فقال: «من أي ذلك تعجبون؟»، فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشدَّ الرجلين اجتهادًا، ثم استُشهد، ودخل هذا الآخر الجنَّةَ قبلَه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس قد مَكث هذا بعدَه سنة؟»، قالوا: بلى، قال: «وأدرك رمضانَ فصام وصلَّى كذا وكذا من سجدةٍ في السنة؟»، قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض»([1]).

فهذا من فضائل رمضانَ وهي لا تُحصى، وقد شرع الله فيه الصيامَ، وذكر له مقصدًا عامًّا، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [البقرة: 183]. وهذا المقصد -وهو التقوى- شامل لترك الشهوات والشبهات.

فالصومُ حصنٌ للمسلم من شهوة الزنا، فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم مخرجًا من المخارج التي يلجَأ إليها المسلم عند الخوف على نفسه من الزنا، فقال عليه الصلاة والسلام: «يا معشر الشباب، منِ استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء»([2]) أي: قاطع للشهوة. فالصوم تحصينٌ من شهوة الفرج وكبحٌ لجماحها.

والصوم تحصينٌ للمسلم من معاصي الجوارح، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامَه وشرابه»([3])، وفي رواية: «والجهل»([4]). وقوله: «فليس لله حاجة» مع أن الله لا يحتاج إلى شيء مطلقًا، قيل معناه: فليس لله إرادةٌ فى صيامه، فوضَع الحاجةَ موضعَ الإرادة([5]).

ومما يؤكِّد أنَّ الصومَ حفظٌ للجوارح من جميع المعاصي والشهوات ما ورد من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائمٌ»([6]). وقد بحث ابن العربي المالكي معنى قوله: «الصوم لي» بحثا مستطرفًا نأتي بطرفٍ منه، فقد قال: “قوله: «الصوم لي» فيه سبعة أوجه:

الأول: إضافته إليه تشريفٌ وتخصيصٌ، كإضافة المسجد والكعبة.

الثاني: أنه أراد بقوله: «الصوم لي»: الصوم لا يعلمه غيري حتى الملائكة.

الثالث: أن المعنى: الصوم صِفتي؛ لأنَّ الباري تعالى لا يطعَم، فمن فَضْلِ الصيام على سائر الأعمال أن العبدَ يكون فيه على صفةٍ من صفات الربِّ عز وجل، وليس ذلك في أعمال الجوارح إلا في الصوم.

الرابع: أن المعنى: «الصوم لي» أي: من صفة ملائكتي؛ فإن العبدَ في حالة الصوم مَلَكٌ؛ لأنه يذكر ولا يأكل، ويمتثل العبادة ولا يقضي شهوةً.

والخامس: «الصوم لي» أن المعنى فيه: أن كل عمل أعلمكم مقداره، إلا الصوم، فإني انفردتُ بعلمه، لا يطلع عليه أحد.

السادس: أن معنى: «الصوم لي» أي: يَقمع عدوِّي، وهو الشيطان؛ لأن سبيل الشيطان إلى العبد اقتضاء الشهوات، فإذا تركها العبد بقي الشيطان… لا حراكَ به ولا حيلة له…

السابع: أن حسناتِ الإنسان يومَ القيامة تُقضى بها حقوقُ العباد إلا الصوم”([7]).

وكلُّ هذه المعاني تدور حولَ صدِّ الشهوات وكبح جماح النفس وترويضها على الطاعة، وهذا بالنسبة لما شرع في شهر رمضان من الصيام، وهو أجلُّ عبادةٍ فيه، ناهيك عن قيام الليل وتلاوة القرآن وما تورثه هاتان العبادتان من سكينة في حياة المؤمن، وقد شرع الله في شهر رمضان القيام لعدة معان:

المعنى الأول: ليتداركَ القيامَ من فاته في سائر السنة، وخصَّ رمضان بالقيام لهذا المعنى؛ لأن فيه من الثواب ما ليس في غيره؛ ولذلك نسب القيام لرمضان في الحديث، قال الباجي: “قوله: (كان يرغِّب في قيام رمضان) يعني: أنه كان يحضُّهم عليه، ويندبهم إليه، ويخبرهم عن ثوابه بما يرغِّبهم فيه، وقيام رمضان يجب أن يكونَ صلاةً تختصّ به، ولو كان شائعًا في جميع العام لما اختصَّ به، ولا انتسب إليه كما لا تنتسب إليه الفرائض والنوافل التي تفعل في غيره على حسب ما تفعل فيه؛ وإنما خصَّ به بمعنى الحضّ عليه لمن عجز عن جميع قيام العام؛ رجاءَ أن يأخذه من القيام بحظّ، وأن يكون ذلك في أكثر أشهر العام ثوابًا، كما أنه يحضّ على قيام العشر الأواخر من لم يستطع قيام جميع رمضان”([8]).

المعنى الثاني: التعاون على الخير، فقد شرع الله قيامه جماعةً، بخلاف سائر النوافل؛ ليتمكن الناس من سماع القرآن وفعل الطاعة جميعًا، فيعين بعضُهم بعضًا، ويُذكِّره كما هو مذهب الجمهور في أفضلية التراويح جماعة([9]).

المعنى الثالث: التعوُّد على الإخلاص، فشرط الأجر في القيام أن يكونَ طلبًا للأجر؛ ولذا قال عليه الصلاة والسلام: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابُا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه»([10]). قال النووي رحمه الله: “معنى «إيمانا»: تصديقًا بأنه حقّ، مقتصدٌ فضيلتَه، ومعنى «احتسابًا»: أن يريد الله تعالى وحدَه، لا يقصد رؤية الناسِ، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاصَ، والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح”([11]).

المعنى الرابع: في قراءة القرآن في رمضان تحصينٌ من الشبهات، فلا شكَّ أنه حين يقصد بالعبادة سدّ منافذ الشهوة، فإن ذلك من باب أولى غلقٌ للطريق على أبواب الشبهات، فالإنسان إذا حفِظ جوارحه وأقبل على الله عز وجل فإنَّ في ذلك حفظًا من الشبهات التي ترد عليه، فالاستعاذة بالله وبكلماته من أعظم ما يحفظ به من الشبهات، وفي قراءة القرآن وتدبُّره والإقبال عليه دفعٌ لجميع الشبهات؛ لأن الله وصفَه بالشفاء والبيان، فقال سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82]. قال الحسن: “واللهِ، ما جالس القرآنَ أحدٌ إلا قام من عنده بزيادةٍ أو نقصان” وذكر الآية([12]).

قال البغوي: “وننزِّل من القرآن ما كله شفاء، أي: بيان من الضلالة والجهالة، يتبيَّن به المختلف، ويتَّضح به المشكل، ويستشفى به من الشبهة، ويهتدى به من الحيرة، هو شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها”([13]).

فبالإقبال على القرآن لا يجد المسلم الفراغَ للسَّماع للمتعالمين، ولا لدعاة الفتنة من أهل الباطل، وخصوصًا من يظهَرون في رمضان ليشكِّكوا الأمَّة في دينها، ويحاولوا إزالةَ وصف القطعية عن بعض الأحكام القطعيَّة، كما فعل بعضُهم مع الصوم حين ادَّعى عدمَ وجوبه؛ متمسِّكًا بآية نُسخت([14]) وهي قوله تعالى: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون} [البقرة: 184]. حيث تمسَّك بالتخيير بين الفدية والصَّوم، وادَّعى -انطلاقًا من هذه الآية- أنَّ الصومَ ليس بواجبٍ، وهذا جهلٌ بأحكام القرآن، فالآية تدرَّجت في التشريع، وكانت تمثِّل مرحلةً من مراحل تشريع الصيام ليست هي النهائية، وقد نسختها الآية الأخرى وهي قوله: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

ودليلنا على النسخ عدة أمور:

أولًا: أن الآية الناسِخة أعادَت بعض أحكام الآية الأولى؛ لتبين أنَّ ثمة حكمًا لم يعد معمولا به وهو التخيير في الصيام، في حين أقرَّت حكم المريض والمسافر، وأنَّ لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد زوال العذر([15]).

ثانيًا: الإجماع المنعقِد على ذلك قولا وعملا من جميع المسلمين، فلا يوجد من يفتي بسقوط الصوم عن غير أصحاب الأعذار([16]).

ثالثًا: من قال بأن الآيةَ غير منسوخَة لم يحمِلها على معنى التخيير، بل حملها على الشيخ الكبير وأصحاب الأعذار، كالحامل والمرضع، فأخرج التخيير المطلق من الصوم، ومآل هذا القول هو القول بالنسخ في حقِّ غير أصحاب الأعذار([17]).

هذا، وينبغي التنبُّه إلى أمور مهمَّة في التعامل مع أصحاب الشبهات والشهوات، وهي أن يعلم الشخص مقاصد الشرع من التكليف، والتي تتلخَّص في مخالفة الهوى واتباع الشرع أصالةً، ومن ثم فإنَّ مقصدَ العبوديَّة لله وترك المنهيَّات مقصدٌ شرعيٌّ في العبادات، نصَّ عليه القرآن كما في قوله: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون} [العنكبوت: 45].

وكما مرَّ معنا في الصوم أن من مقاصده إماتةَ الشهوة والتفرغ للعبادة، فشرح مقاصد أخرى أو التركيز عليها من نحو صحَّة البدن والطاقة وغيرها هي مقاصد تبعيَّة، وقد توجد بغير الصوم، وإذا وجدت ولم يوجد المقصد الأصلي -وهو التقوى وترك الشهوات- فلا قيمة للعبادة أصلا، وقد مرَّ معنا قوله صلى الله عليه وسلم: «فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامَه وشرابه»، فينبغي أن تُطلَب الشريعة في مظانها، وأن يُترك لرمضان مقصدُ الشرع منه، وهو تعويض ما فات على الإنسان من تقصيرٍ فيما مضى من السنة، ويحاول الإنسان تحقيق المعاني التي تتحقَّق من خلال العبادات المشروعة في رمضان، وهذه المعاني هي الرجوع للقرآن تلاوةً وتدبرًا، وتمثُّل الإخلاص في العمل لله عز وجل، والترقِّي بالمؤمن في درجات الإيمان.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه أحمد (1389، 1403)، وابن ماجه (3925)، وصححه ابن حبان (2982).

([2]) أخرجه البخاري (4778).

([3]) أخرجه البخاري (1804).

([4]) صحيح البخاري (79).

([5]) ينظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (4/ 24).

([6]) أخرجه البخاري (1805).

([7]) القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (ص: 481).

([8]) المنتقى شرح الموطأ (1/ 206).

([9]) ينظر: التمهيد (7/ 105).

([10]) أخرجه البخاري (37).

([11]) شرح صحيح مسلم (6/ 39).

([12]) ينظر: تفسير الطبري (16/ 306).

([13]) تفسير البغوي (3/ 158).

([14]) ينظر المقطع على الرابط، وفيه افتراء محمد شحرور أن الصوم ليس بواجب:

https://www.youtube.com/watch?v=lsIjLrAr97w

([15]) ينظر: تفسير الجلالين (1/ 40).

([16]) ينظر: البيان والتحصيل (3/ 50)، المنهاج (4/ 125).

([17]) ينظر: تفسير الراغب الأصفهاني (1/ 216).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التداخل العقدي بين الطوائف المنحرفة – الشيعة والصوفية أنموذجًا –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أولًا: المد الشيعي في بلاد أهل السنة: من أخطر الفتن التي ابتُليت بها هذه الأمة: فتنةُ الشيعة الرافضة، الذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، الذين يشهد التاريخ قديمًا وحديثًا بفسادهم وزيغهم وضلالهم، الذين ما سنحت لهم فرصة إلا وكانت أسلحتهم موجَّهة إلى أجساد أهل السنة، يستحلّون […]

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

  الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية. فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو […]

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

ما الديوان الصوفي؟ يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر […]

المنهج النبوي في معالجة المواقف الانفعالية عند الأزمات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إنَّ الأزمات والفتن النازلة بالمسلمين تدفع بعض الغيورين إلى اتخاذ مواقف انفعالية وردود أفعال غير منضبطة بالشرع، ومن ذلك إصدار الأحكام والاتهامات تحت وطأة الغضب والحمية الدينية. ومعلوم أن لهذه المواقف آثارا سلبية منها: أنها تؤثر على تماسك المجتمع المسلم ووحدته، لا سيما في أوقات الشدة والفتنة واختلاف الآراء […]

المحرم وعاشوراء.. شبهات ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: هذا الدين العظيم يجعل الإنسان دائمًا مرتبطًا بالله سبحانه وتعالى، فلا يخرج الإنسان من عبادة إلَّا ويتعلَّق بعبادة أخرى؛ لتكون حياته كلُّها كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163]، فلا يكاد […]

فتاوى الدكتور علي جمعة المثيرة للجدل – في ميزان الشرع-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في الآونة الأخيرة اشتهرت بعض الفتاوى للدكتور علي جمعة، التي يظهر مخالفتُها للكتاب والسنة ولعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين، كما أنها مخالفة لما أجمع عليه علماء الأمة في كل عصر. ولا يخفى ما للدكتور من مكانة رسمية، وما قد ينجرّ عنها من تأثير في كثير من المسلمين، […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017