الخميس - 06 جمادى الآخر 1447 هـ - 27 نوفمبر 2025 م

قول الإمام أحمد: “يا عباد الله، دلوني على الطريق”.. تفهيم ودفع شبهة

A A

جميل أن يعترف المرء بعدم العلم؛ فيسأل عما لا يعلم؛ امتثالًا لقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ»([1])، وأجمل منه أن يُرشَد إلى الطريق؛ فيجاب بالحكمة والموعظة الحسنة؛ انقيادًا لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

وقد أشكل على بعضهم([2]) فهم بعض ما نقل عن الإمام أحمد أنه فعله، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي.

كما حاول بعض الصوفية وغيرهم توظيفَها لإثبات جواز الاستغاثة والتوسل بما يسمونهم برجال الغيب من الأولياء والصالحين، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا([3]).

مدى ثبوت هذه الحكاية عن الإمام أحمد:

هذه الحكاية صحيحة ثابتة عن الإمام أحمد في “مسائل ابنه عبد الله”([4])، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد([5])، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق”([6]).

ونظرًا لما اشتهر عن الإمام أحمد من تحريه للسنة واتباعها، وتركه للبدعة واجتنابها، فقد روى المرُّوذي عن الإمام أحمد أنه قال: “ما كتبت حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملتُ به، حتى مر بي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت”([7]).

مستند الإمام أحمد فيما فعل:

لعل الإمام أحمد اعتمد في فعله هذا على ما جاء من أحاديث وآثار في هذا الباب، ومن أشهرها:

1- عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه، عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أضل أحدكم شيئًا، أو أراد أحدكم عونًا، وهو بأرض ليس بها أنيس، فليقل: يا عباد الله، أغيثوني، يا عباد الله، أغيثوني، فإن لله عبادًا لا نراهم»([8]).

قال الطبراني: “وقد جُرِّب ذلك”([9]).

2- وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله ملائكةً في الأرض سوى الحفظة، يكتبون ما سقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة، فليناد: أعينوا عباد الله»([10]).

قال البزار: “وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد”([11]).

3- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “إن لله ملائكةً في الأرض يكتبون ما يقع في الأرض من ورق الشجر، فإن أصابت أحدًا منكم عرجة، أو احتاج إلى عون بفلاة من الأرض، فليقل: أعينوا عباد الله رحمكم الله، فإنه يعان إن شاء الله”([12]).

قال البيهقي: “هذا موقوف على ابن عباس، مستعملٌ عند الصالحين من أهل العلم؛ لوجود صدقه عندهم فيما جربوا”([13]).

4- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا انفلتت دابَّة أحدكم بأرض فلاةٍ فليناد: يا عباد الله، احبسوا، يا عباد الله، احبسوا، فإن لله حاضرًا في الأرض سيحبسه»([14]).

قال النووي: “حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه أفلتت له دابّة -أظنُّها بغلة- وكان يَعرفُ هذا الحديث، فقاله، فحبسَها الله عليهم في الحال، وكنتُ أنا مرّةً مع جماعة، فانفلتت منها بهيمةٌ وعجزوا عنها، فقلتُه، فوقفت في الحال بغيرِ سببٍ سوى هذا الكلام”([15]).

وقد ربط ابن مفلح بين هذا الحديث -أعني: حديث ابن مسعود- وبين فعل الإمام أحمد لما ضلَّ الطريق، فقال: “يا عباد الله، دلونا على الطريق…”([16]).

الخلاصة:

نخلص مما سبق: أن من ذهب إلى تقوية هذه الأحاديث والآثار قال بها، خاصة رواية ابن عباس المرفوعة؛ فقد حسَّنها الحافظان: ابن حجر والسخاوي، كما تقدم في تخريجها.

وكذا الرواية الموقوفة على ابن عباس، ولها حكم الرفع؛ إذ لا يقال مثل هذا الكلام من قِبَل الرأي؛ وهذه الرواية حسنها الشيخ الألباني([17]).

والأقرب أن الإمام أحمد كان يذهب إلى تقوية بعض هذه الأحاديث؛ لذا يقول الشيخ الألباني: “ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقوِّيه؛ لأنه قد عمل به([18]).

وأما من ذهب إلى تضعيف تلك الأحاديث أو توقف فيها، فإنه لم يعمل بها: كما هو الحال مع الإمام ابن المبارك؛ فقد أسند الهروي عنه -رحمه الله- أنه ضلَّ في بعض أسفاره في طريق، وكان قد بلغه أن من اضطرّ في مفازة، فنادى: عباد الله أعينوني، أُعِين، قال [يعني: ابن المبارك]: “فجعلتُ أطلب الجزء أنظر إسناده”. ثم قال الهروي معقِّبًا عليه: “فلم يستجز أن يدعو بدعاء لا يرضى إسناده”([19]).

ما يستفاد من هذه الأحاديث والآثار إجمالًا:

1- أن المراد بعباد الله: نوع من الملائكة في الأرض سوى الحفظة، يكتبون ما سقط من ورق الشجر، كما يقومون بإعانة من أصابه العرج، أو احتاج إلى مساعدة في طريقه، ولا يجوز أن يلحق بهم غيرهم من الجنّ أو الإنس الغائبين.

2- أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أبان لنا أن هذا الصنف من الملائكة خلقهم الله تعالى لوظيفة إعانة من أصابه العرج أو احتاج إلى العون والمساعدة، كما شرع لنا صلى الله عليه وسلم طلب المساعدة منهم حينئذٍ.

3- أن من طلب من هؤلاء الملائكة ما خلقوا من أجله -من الإعانة ونحوها- فقد طلب من مخلوق شيئًا مقدورًا عليه، وقد خلقه الله تعالى لأداء تلك المهمة والوظيفة، وتلك استغاثة واستعانة مشروعة، وفيما يأتي بيان معناها وشروطها.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -في تقرير معنى الاستغاثة والاستعانة المشروعة والممنوعة-: “والاستغاثة: طلب الغوث: وهو إزالة الشدة؛ كالاستنصار: طلب النصر، والاستعانة: طلب العون، والمخلوق يُطلَب منه من هذه الأمور ما يقدر عليه منها، كما قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72]، وكما قال: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص: 15]، وكما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]”([20]).

وقال أيضًا: “فأما ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فلا يجوز أن يطلب إلا من الله سبحانه، لا يطلب ذلك لا من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من غيرهم، ولا يجوز أن يقال لغير الله: اغفر لي، واسقنا الغيث، وانصرنا على القوم الكافرين، أو اهد قلوبنا، ونحو ذلك”([21]).

وبهذا يتضح أن فعل الإمام أحمد لم يخرج عن الاستغاثة والاستعانة المشروعة، وهو متبع في هذا لما جاءت به الأحاديث والآثار.

والحمد لله أولًا وآخرًا، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه.

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه أبو داود (336)، وابن ماجه (572)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. قال الحافظ في التلخيص (1/ 395): “صححه ابن السكن”، وحسنه الألباني في تمام المنة في التعليق على فقه السنة (ص: 131).

([2]) ورد سؤال إلى موقع “الإسلام سؤال وجواب” بهذا المعنى؛ ودونك رابطه، والجواب عنه:

https://islamqa.info/ar/answers/181206/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A8%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D9%83%D9%85-%D8%B9%D8%B1%D8%AC%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%86%D9%88%D8%A7-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87

كما استشكله أيضًا محمد عبد الواحد الحنبلي، ودونك رابط كلامه:

https://www.youtube.com/watch?v=IlfcI6izY4g.

([3]) ينظر بعض كلامهم في هذا الرابط:

http://www.souhnoun.com/%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B5%D9%88%D9%91%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D8%A7%D8%AB%D8%A9/

([4]) مسائل الإمام أحمد، رواية ابنه عبد الله (ص: 245).

([5]) شعب الإيمان (10/ 141).

([6]) تاريخ دمشق (5/ 298).

([7]) ينظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (1/ 144)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص: 246).

([8]) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 117)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 132): “رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، إلا أن زيد بن علي لم يدرك عتبة”، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 110).

([9]) المعجم الكبير (17/ 117).

([10]) أخرجه البزار (4922)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 132): “رجاله ثقات”، وقال الحافظ -كما في الفتوحات الربانية لابن علان (5/ 151)-: “هذا حديث حسن الإسناد، غريب جدًّا”، وحسَّنه الحافظ السخاوي في “الابتهاج بأذكار المسافر والحاج” (ص: 39)، ورجح الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 112) وقفه على ابن عباس.

([11]) مسند البزار (11/ 181).

([12]) أخرجه البيهقي في الآداب (ص: 269)، وفي شعب الإيمان (10/ 140-141).

([13]) الآداب (ص: 269).

([14]) أخرجه أبو يعلى (5269)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 217)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (508)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 132): “فيه معروف بن حسان، وهو ضعيف”، وقال الحافظ السخاوي في “الابتهاج بأذكار المسافر والحاج” (ص 39): “وسنده ضعيف”، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 108).

([15]) الأذكار (ص: 224).

([16]) الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/ 429).

([17]) سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 112).

([18]) المرجع نفسه (2/ 111).

([19]) ذم الكلام وأهله (4/ 14-16).

([20]) مجموع الفتاوى (1/ 103-104).

([21]) المرجع نفسه (1/ 329).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017