الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

حقيقة العرش عند أهل السنة والرد على تأويلات المبتدعة

A A

معتقد أهل السنة والجماعة في العرش:

من محاسن أهل السنة والجماعة وأهمِّ ما يميِّزهم عن غيرهم تمسُّكهم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعدم معارضتهما بالأهواء الكاسدة والآراء الفاسدة؛ “فيؤمنون بأن الله عز وجل خلق العرشَ واختصَّه بالعلو والارتفاع فوقَ جميع ما خلَق، ثم استوى عليه كيف شاء، كما أخبر عن نفسه”([1])، وهذه المسألة لم يختلف فيها أهلُ السنة والجماعة قاطبة، ولم يتهوَّكوا فيها تهوُّك أهل البدع.

يقول ابن بطه رحمه الله: “وأجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه، فوق سماواته، بائنٌ من خلقه، وعلمُه محيط بجميع خلقه، لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلوليَّة، وهم قومٌ زاغت قلوبهم، واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين”([2]).

فأهلُ السنة والجماعة يؤمنون بعرش الرحمن، وأنه مخلوقٌ عظيم كريم مجيدٌ؛ قد تمدَّح الله تعالى بربوبتيه له؛ فقال سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129]، وقال سبحانه: {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 116]، وقال عز وجل: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ} [البروج: 15]، بجرِّ {الْمَجِيدِ} صفة للعرش، وهي قراءة حمزة والكسائي([3]).

ومعنى العرش في تلك الآيات وغيرها: السرير؛ يقول أبو جعفر الطبري عند تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر 75]: “يعني بالعرش: السرير”([4])، ويقول البيهقي: “وأقاويل أهل التفسير على أن العرشَ هو السرير، وأنه جسمٌ مجسَّم، خلقه الله تعالى وأمر ملائكته بحملِه، وتعبَّدهم بتعظيمه والطَّواف به، كما خلق في الأرض بيتًا وأمر بني آدم بالطواف به، واستقباله في الصلاة، وفي أكثر هذه الآيات دلالة على صحَّة ما ذهبوا إليه، وفي الأخبار والآثار الواردة في معناه دليل على صحة ذلك”([5]).

وقد أخبرنا الله سبحانه أنَّ عرشه كان على الماء قبل أن يخلقَ السموات والأرض؛ قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7].

وأخبرنا سبحانه أن للعرش حملةً من الملائكة؛ فقال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر: 7]، وقال سبحانه: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17].

ونبأنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بأنَّ للعرش قوائم؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تخيِّروا بين الأنبياءِ، فإنَّ الناسَ يُصعَقون يومَ القيامة، فأكون أوَّلَ من تنشقُّ عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمةٍ من قوائم العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق، أم حوسب بصعقة الأولى»([6]).

كما أعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن العرش سقفُ الجنة، وأعلى المخلوقات؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوسَ، فإنه أوسطُ الجنة وأعلى الجنة -أراه- فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة»([7]).

ومما قرره الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ العرش فوق السموات؛ فقال -وقوله في هذا له حكم الرفع-: “بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرةُ خمسمائة عام، وبين كل سماءين مسيرةُ خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرةُ خمسمائة عام، وبين الكرسي وبين الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله تبارك وتعالى فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه”([8]).

فالواجب علينا هو الإيمان بذلك كلِّه، من غير تحديدٍ لكيفية العرش ومعرفة كنهه؛ إذ هو من الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه.

استواء الله تعالى على العرش:

وأعظم ما يجب اعتقادُه في ذلك: ما أخبرنا الله سبحانه وتعالى من استوائه على العرش، وقد تكرَّر ذكر ذلك في سبع آيات من كتاب الله تعالى؛ فقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]، وقال عز وجل: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: 3]، وقال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الرعد: 2]، وقال تقدست أسماؤه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وقال تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} [الفرقان: 59]، وقال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: 4]، وقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد: 4].

وكلها -كما ترى- جاءت بلفظ: {اسْتَوَى} المتعدِّي بحرف الجر {عَلَى} الذي يدلُّ صراحة على العلوِّ والارتفاع.

وهذه الآياتُ من جملة الأدلَّة الدالة على إثبات صفة العلو لله تعالى على خلقِه عمومًا، كما تثبِت صفةَ العلوِّ على العرش خصوصًا.

كما دلَّ على هذا المعنى الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي غَلبت غضبي»([9]).

لذا قرر هذه العقيدةَ علماءُ أهل السنة والجماعة قاطبةً؛ فهذا الإمام البخاري يترجم في آخر الجامع الصحيح، في كتاب الرد على الجهمية: “باب قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]، قال أبو العالية: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29]: ارتفع… وقال مجاهد: {اسْتَوَى}: علا {عَلَى الْعَرْشِ}”([10]).

وتفسير الاستواء على العرش بهذا المعنى محلُّ إجماع بين أهل العلم من السلف، يقول الإمام إسحاق ابن راهويه: “قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى، ويعلم كلَّ شيء في أسفل الأرض السابعة”([11]).

شبهات المخالفين:

وبالرغم من وضوح ذلك وذيوعه بين علماء أهل السنة، إلا أنَّ أهلَ البدع وأرباب الضلالة يأبون إلا مخالفتَه ومعارضتَه بأهوائهم، فتارة تأوَّلوا الاستواء على غير معناه، وتارة حرَّفوا العرش على خلاف حقيقتِه، ودونَك أبرز شبهاتهم متبوعةً بالرد عليها.

الشبهة الأولى: شبهة تأويل العرش بالملك:

زعم بعض الجهمية([12]) أن معنى العرش في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} هو الملك، ورأى بعض المعتزلة أنه كناية عن الملك([13]).

الجواب عن تلك الشبهة:

هذا التأويل بعيد، غير مقبول ولا معروف عند أهل اللغة؛ يقول ابن قتيبة: “وطلبوا للعرش معنًى غير السرير، والعلماء باللّغة لا يعرفون للعرش معنى إلا السرير وما عرش من السقوف وأشباهها، وقال أمية بن أبي الصلت:

مَجِّدُوا الله وهُـــــو للمَجْدِ أهـــــل … ربُّنا في السَّماء أمْسَـــــى كبِيـــــرَا

بالبِناء الأعْلَى الذي سَبَق النَّا … سَ وسوَّى فوقَ السَّماء سريرَا

شَرْجَعًـــــا لا ينـــــاله بـــــصرُ العَيْـــــ … ـــــنِ تَرى دُونَه الملائِك صُـــــورَا”([14])

وكيف يصحُّ تأويلهم هذا مع مخالفته الصريحةِ للآيات والأحاديث؛ ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17]، فهل يصحُّ أن يقال في معناه: يحمل ملك ربِّك؟!

ثم هو مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمةٍ من قوائم العرش»([15])، أفيصحُّ أن يقال: إن موسى -عليه السلام- أخَذ بقوائم الملك، لا بقوائمِ العرش؟!

لذا يقول ابن الجوزي: “وقد شذَّ قوم فقالوا: العرش بمعنى الملك. وهذا عدولٌ عن الحقيقة إلى التجوُّز، مع مخالفة الأثر، ألم يسمعوا قوله عز وجل: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]؟! أتراه كان الملك على الماء؟! وكيف يكون الملك ياقوتة حمراء؟!([16])([17]).

الشبهة الثانية: شبهة تأويل الاستواء بالاستيلاء:

ادَّعى بعض المعتزلة والجهمية والحرورية، ومتأخِّرو الأشاعرة أن معنى استوى: استولى، وحجَّتهم في هذا بيتان من الشعر:

أحدهما قول الشاعر:

حتى استَوى بِشرٌ على العراق … من غير سيفٍ ودمٍ مهراق

والآخر:

هما استويا بفضلهما جميعًا … على عرش الملوك بغير زور

وقد أشاعوا هذا في دروسهم ومحاضراتهم([18]).

الجواب عن تلك الشبهة من وجهين:

الوجه الأول: رد الإمام أبي الحسن الأشعري لهذا التأويل الفاسد:

يقول أبو الحسن الأشعري: “وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: أنه استولى وملك وقهر، وأن الله تعالى في كلِّ مكان، وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستوٍ على عرشه، كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة. ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرقَ بين العرش والأرض السابعة؛ لأن الله تعالى قادر على كلِّ شيء، والأرض لله سبحانه، قادر عليها، وعلى الحشوش، وعلى كل ما في العالم، فلو كان الله مستويًا على العرش بمعنى الاستيلاء -وهو تعالى مستولٍ على الأشياء كلِّها- لكان مستويًا على العرش، وعلى الأرض، وعلى السماء، وعلى الحشوش والأقذار؛ لأنه قادر على الأشياء مستولٍ عليها.

وإذا كان قادرًا على الأشياء كلِّها ولم يجز عند أحدٍ من المسلمين أن يقول: إن الله تعالى مستوٍ على الحشوش والأخلية -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا-، لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عامّ في الأشياء كلها، ووجب أن يكون معنى الاستواء يختصُّ بالعرش دون الأشياء كلها”([19]).

الوجه الثاني: أنه تأويل لا يعرفه أهل اللغة:

هذا التأويل قد أنكره كبار علماء اللغة العربية؛ حيث يروي لنا داود بن عليٍّ أنه كان عند ابن الأعرابي (ت 231هـ)، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما معنى قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}؟ قال: هو على عرشه كما أخبر، فقال الرجل: ليس كذاك، إنما معناه: استولى، فقال: اسكُت، ما يدريك ما هذا؟! العرب لا تقول للرجل: استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضادّ، فأيهما غلبَ قيل: استولى، والله تعالى لا مضادَّ له، وهو على عرشه كما أخبر، ثم قال: الاستيلاء بعد المغالبة، قال النابغة:

أَلا لمثلك أَو مَن أَنْت سابِقَه … سبق الْجوادَ إِذا استَوْلى على الأمَدِ([20]).

ويقول ابن الجوزي: “والبيتان لا يعرف قائلهما كذا قال ابن فارس اللغوي، ولو صحَّا فلا حجة فيهما؛ لما بينا من استيلاء من لم يكن مستوليًا([21])، نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه المجسِّمة”([22]).

ألا إنَّ السعيدَ منِ اتبع نهجَ السلف؛ متمسِّكًا بهدي الكتاب والسنة، وترك المراء والجدال بالأهواء والآراء؛ متمثلًا في ذلك قول الإمام مالك -رحمه الله- محذِّرًا من مسالك أهل البدع وطرائقهم: “أوَكلما جاءنا رجلٌ أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل -عليه السلام- على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله؟!”([23]).

ــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: أصول السنة لابن أبي زمنين (ص: 88).

([2]) الإبانة الكبرى (7/ 136).

([3]) السبعة في القراءات لابن مجاهد (ص: 678).

([4]) تفسير الطبري (21/ 343).

([5]) الأسماء والصفات (2/ 272).

([6]) أخرجه البخاري (2412)، ومسلم (2374)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

([7]) أخرجه البخاري (2790) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

([8]) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 438-439)، وابن خزيمة في التوحيد (2/ 885)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 291)، وصححه الألباني في مختصر العلو (ص: 245).

([9]) أخرجه البخاري (3194)، ومسلم (2751).

([10]) صحيح البخاري (9/ 124).

([11]) ينظر: العلو للعلي الغفار للذهبي (ص: 179).

([12]) ينظر: الرد على الجهمية للدارمي (ص: 33).

([13]) ينظر: الكشاف للزمخشري (3/ 52).

([14]) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة (ص: 47-48).

([15]) تقدم تخريجه.

([16]) يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 415): “وقع في مرسل قتادة أن العرش من ياقوتة حمراء، أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه… وله شاهد عن سهل بن سعد مرفوع، لكن سنده ضعيف”.

([17]) زاد المسير في علم التفسير (2/ 128).

([18]) ينظر: كلام د. علي جمعة في هذين المقطعين:

https://www.youtube.com/watch?v=aAvmG6lDWnc

https://www.youtube.com/watch?v=9wd8dQRPmAg

وكذا كلام سعيد فودة في المقطع التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=zKpWUVVev3c

([19]) الإبانة عن أصول الديانة (ص: 108-109).

([20]) ينظر: العلو للعلي الغفار للذهبي (ص: 180-181).

([21]) كما مرَّ في كلام ابن الأعرابي؛ وقد نقله ابن الجوزي محتجًّا به في رد تلك الشبهة.

([22]) زاد المسير في علم التفسير (2/ 129).

([23]) ينظر: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (6/ 324)، والعلو للعلي الغفار للذهبي (ص: 138).

رد واحد على “حقيقة العرش عند أهل السنة والرد على تأويلات المبتدعة”

  1. يقول أبو العبد اليماني:

    ما اجمل صفاء العقيدة النقية ووضوحها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017