الأربعاء - 22 رجب 1446 هـ - 22 يناير 2025 م

محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم سيِّدُ ولَد آدَم ودَفعُ شُبَه المنكِرينَ

A A

 تصوير الشبهة:

لا يخفى على مَن مارس شيئًا من العلم أو رُزِق أدنى لمحة من الفهم تعظيمُ الله لقدر نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، وتخصيصُه إيَّاه بفضائل ومحاسن ومناقب لا تنقاد لزِمام، وتنويهُه بعظيم قدره بما تكِلُّ عنه الألسنة والأقلام([1]).

ومما يُرثَى له أن يظهرَ في وقتنا المعاصر -ممن ينتسب إلى الإسلام- من ينكِر سيادةَ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع ولد آدم، فيقول: “رغم كلِّ حبِّي وتقديري لرسول الله… إلا أنّي لا أستطيع القول كما يقول الفقهاء بأنه أفضلُ رسلِ الله، أو أنَّه سيِّد الخلق، أو سيِّد الثقلين؛ لأن كلَّ ذلك مخالفٌ لما أمَرنا الله به بأن لا نفرِّق بين أحدٍ مِن رسلِه، وأن لا نزكِّيَ أنفسَنا ولا أحدَنا على أحد”([2]).

وفي هذه المقالة ردٌّ على هذه الشبهة بما يناسِب المقام، من دون الدخول في النوايَا أو الحكم على الأشخاص، فإنَّ هذا ليس من مقصودِ المقالةِ.

مقدمة الرد على تلك الشبهة:

من المعلوم سلفًا أن تفضيل النبيِّ صلى الله عليه وسلم وسيادته لجميع ولد آدم ليس هو من قولِ الفقهاء دون استنادٍ على دليل شرعي، وإنما هو ثابت بالأحاديث الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دلَّ عليه القرآن الكريم دلالةً ظاهرة، واتَّفق على ذلك جميع المسلمين.

تصريح الأحاديث الصحيحةِ بتفضيلِه صلى الله عليه وسلم:

قد جاءَت الأحاديثُ الصحيحةُ مصرِّحَة بإثبات سيادةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على جميع ولَدِ آدَم، وتفضيله على سائر الأنبياء والمرسلين، ومنها:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيِّد ولد آدم يومَ القيامة، وأوَّلُ من ينشقُّ عنه القبر، وأوَّل شافع، وأول مُشَفَّع»([3]).

والسيد: هو الذي يفوق قومَه في الخير([4])، وقيل: هو الذي يُفزَع إليه في النَّوائب والشدائد، فيقوم بأمرهم، ويتحمَّل عنهم مكارههم، ويدفعها عنهم([5]).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيِّد ولد آدم يومَ القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبيٍّ يومئذٍ -آدم فمن سواه- إلا تحت لوائي، وأنا أوَّلُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ ولا فخر»([6]).

ولواءُ الحمد الذي بيدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم القيامة -صورةً ومعنى- إشارةٌ إلى سيادته لجميع الخلائق، فيكون الخلق كلُّهم تحت لوائه، كما يكون الأجنادُ تحت ألوية الملوك، وحامِله المقدَّم الذي يكون خطيبَ الأنبياء إذا وفدوا، وإمامَهم إذا اجتمعوا، وهو صلى الله عليه وسلم الذي يتقدَّم للشفاعة، فيحمد ربَّه بمحامد لا يحمده بها غيره، وهو أول من يدعَى إلى الجنة، فلا تفتح لأحدٍ قبل صاحبِ لواء الحمد صلى الله عليه وسلم([7]).

وقد حاز نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم السيادةَ في الدنيا والآخرة؛ فهو أفضل ولد آدم في الدنيا، حيث اتَّصف بالصفات العليَّة والأخلاق المرضية، كما أنه أفضلُهم في الآخرة درجةً ورتبة، كلُّ ذلك بتفضيل الله تعالى له على سائر خلقه، ولا تُستنكَر المفاضلة بين الأنبياء؛ فقد جاء بها القرآن الكريم.

دفع شبهة معارضة قوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}:

لا معارضةَ البتة بين إثبات سيادته صلى الله عليه وسلم على ولد آدم وتفضيله على سائر الأنبياء والمرسلين، وبين قوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285]، وبيان ذلك: أن هذه الآية إخبار من الله تعالى عن حال الرسول والمؤمنين معه؛ قال سبحانه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}. والمعنى: أن المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: لا نفرِّق بين أحدٍ مِن رسلِه وبين غيره في الإيمان، بل نؤمِن بجميعهم، ولسنا كاليهود والنصارى الذين يؤمنون ببعض ويكفُرون ببعض([8]).

وقد تكرَّر هذا المعنى في آياتٍ كثيرة، دالة على أمر جميع المؤمنين بالإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه، كقوله سبحانه: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136]، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ} [النساء: 152].

والمفاضلةُ بينَ الأنبياء والرسلِ غيرُ مستنكرة؛ حيث جاء التَّصريح بها في القرآن الكريم، كما سيأتي.

أصل المفاضلة بين الأنبياء والرسل في القرآن الكريم:

جاءت الآياتُ في القرآنِ الكريم بالتنصيص على المفاضلة بين الأنبياء والرسل، فقال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: 55]، وفيها إخبار الله تعالى بأنه فضَّل بعض الأنبياء على بعض.

كما أخبر في الآية الأخرى بتفضيل بعض الرسل على بعض، وأبان لنا على تضعيف تلك المفاضلة بدرجات؛ فقال سبحانه: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: 253].

ولقد امتن الله -تعالى ذكره- على نبيه صلى الله عليه وسلم وأظهر لنا عظيم فضله عليه، وشريفَ مكانته عنده؛ فقال سبحانه: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113]، وفيما سيأتي ذكرُ بعض الآيات الدالةِ على ذلك.

دلالةُ القُرآن الكريم على تفضيل نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم:

جاءَت آياتٌ كثيرةٌ في القرآنِ الكريم مُفصِحة بجميلِ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم قدره، ومنها:

قولُه سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81]، والمعنى: أنَّ اللهَ أخَذ العهدَ والميثاقَ بالوحي، فلم يبعث نبيًّا إلا ذكر له محمَّدًا صلى الله عليه وسلم ونَعتَه، وأخذ عليه العهدَ أن يؤمنَ به، وأن ينصرَه إن أدركَه، وتضمَّن ذلك أخذَ هذا الميثاق على أُمَم الأنبياء([9]).

كما أَعلمَ اللهُ تعالى خَلقَه بصَلاتِه على نبيِّه صلى الله عليه وسلم؛ فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، والمقصود من هذه الآية: “أنَّ الله سبحانه أخبر عبادَه بمنزلة عبدِه ونبيِّه صلى الله عليه وسلم عنده في الملأ الأعلى، بأنه يُثني عليه عند الملائكة المقرَّبين، وأن الملائكة تصلِّي عليه، ثم أمر تعالى أهلَ العالم السفليِّ بالصلاة والتسليم عليه؛ ليجتمعَ الثناءُ عليه من أهلِ العالَمَين العلويِّ والسفليِّ جميعًا”([10]).

اتِّفاق المسلمين على أنَّ النبي محمَّدًا صلى الله عليه وسلم أفضلُ الرسل:

ونظرًا لدلالة الكتاب والسنة على أفضليَّة نبيَّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم على جميع الرسل؛ فقَدِ اتَّفقَت كلمة المسلِمين على ذلك؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “ومحمَّد صلى الله عليه وسلم أفضلُ الرسل باتِّفاق المسلمين”([11]).

وقد دلَّ على هذا التفضيل: صلاةُ نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والمرسلين إمامًا في رحلة الإسراء؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيتني في الحِجر وقريشٌ تسألني عن مسرايَ، فسألَتنِي عن أشياء مِن بيت المقدِس لم أثبتها، فكربت كربةً ما كربت مثلَه قط»، قال: «فرفعه الله لي أنظرُ إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلِّي، فإذا رجلٌ ضرب جعدٌ كأنه من رجال شَنوءة، وإذا عيسى ابن مريم -عليه السلام- قائم يصلِّي، أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم -عليه السلام- قائمٌ يصلِّي، أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلمَّا فرغتُ منَ الصَّلاة قال قائل: يا محمَّد، هذا مالِك صاحب النار، فسلِّم عليه، فالتفتُّ إليه، فبدأني بالسلام»([12]).

دفع شبهة معارضته للنهي عن تزكية النفس:

جاء النَّهيُ صريحًا في القرآن الكريم عن تزكية النفس في قوله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، والمعنى: “فلا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكيةٌ بريئة من الذنوب والمعاصي”([13]).

لكن إخباره صلى الله عليه وسلم بأنه سيِّد ولد آدم ليس هو من باب التزكية والافتخار؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد صرَّح في الحديث نفسه بقوله: «أنا سيِّد ولَد آدَم ولا فخر»؛ ليعرف أمَّته منزلته من ربِّه عز وجل، ولما كان من ذكرَ مناقبَ نفسِه إنما يذكرها افتخارًا في الغالب أراد صلى الله عليه وسلم أن يقطعَ وَهمَ مَن يتوهَّم من الجهلة أنه ذكر ذلك افتخارًا فقال: «ولا فَخر»([14]).

والمتأمِّل في سيرته صلى الله عليه وسلم يعلم بأنه أشدُّ الناس تواضعًا، وأعدمُهم كبرًا وفخرًا، ودونك بعض الأمثلة على ذلك:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإفراط في مدحه والتعدِّي فيه؛ يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبدُه، فقولوا: عبد الله ورسوله»([15])، والإطراء: مجاوزةُ الحدِّ في المدح، والكذبُ فيه([16]).

ولما جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا خير البرية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك إبراهيم عليه السلام»([17])، قال العلماء: “وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا تواضعًا واحترامًا لإبراهيم صلى الله عليه وسلم؛ لخُلَّته وأُبوَّته، وإلا فنبيُّنا صلى الله عليه وسلم أفضل، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أنا سيِّد ولد آدم»، ولم يقصد به الافتخار، ولا التطاول على من تقدمه، بل قاله بيانًا لما أُمر ببيانه وتبليغه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ولا فَخر»؛ لينفي ما قد يتطرق إلى بعض الأفهام السخيفة”([18]).

فاللهم ارزقنا حسنَ التأسِّي بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم، وزِدنا معرفةً بقدره، وأعنَّا على القيام بحقوقه الواجبة علينا تجاهَه، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (1/ 11) بتصرُّف يسير.

([2]) قال بذلك أحمد عبده ماهر في تدوينة له ضمن سلسلة تدويناته على حسابه في تويتر، بتاريخ 20/ 7/ 2019م، في تمام الساعة: 17:25.

ونقلت الشبكة العربية نصَّ كلامه في موقعها على الإنترنت، بتاريخ 20/ 7/ 2019م تحت عنوان: “بعد إنكاره البخاريِّ محمد ليس أفضلَ الرسل”، ودونك رابطه:

https://www.arabnn.net/Section_4/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A5%D9%86%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%84_23261

([3]) أخرجه مسلم (2278).

([4]) ينظر: الغريبين في القرآن والحديث للهروي (3/ 947-948).

([5]) شرح النووي على صحيح مسلم (15/ 37).

([6]) أخرجه الترمذي (3148، 3615)، وقال: “هذا حديث حسن”، وهو في صحيح الترغيب والترهيب (3643 ).

([7]) ينظر: المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 118).

([8]) ينظر: زاد المسير لابن الجوزي (1/ 255)، والتسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيّ (1/ 142)، وتفسير ابن كثير (2/ 445).

([9]) ينظر: تفسير الطبري (6/ 550)، والتسهيل لعلوم التنزيل (1/ 157).

([10]) تفسير ابن كثير (6/ 457).

([11]) المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 118).

([12]) أخرجه مسلم (172).

([13]) تفسير الطبري (22/ 540).

([14]) ينظر: منية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم للعز ابن عبد السلام (ص: 18).

([15]) أخرجه البخاري (3445).

([16]) ينظر: جامع الأصول لابن الأثير (11/ 51).

([17]) أخرجه مسلم (2369) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

([18]) شرح النووي على صحيح مسلم (15/ 121-122).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017