السبت - 19 ذو القعدة 1446 هـ - 17 مايو 2025 م

محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم سيِّدُ ولَد آدَم ودَفعُ شُبَه المنكِرينَ

A A

 تصوير الشبهة:

لا يخفى على مَن مارس شيئًا من العلم أو رُزِق أدنى لمحة من الفهم تعظيمُ الله لقدر نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، وتخصيصُه إيَّاه بفضائل ومحاسن ومناقب لا تنقاد لزِمام، وتنويهُه بعظيم قدره بما تكِلُّ عنه الألسنة والأقلام([1]).

ومما يُرثَى له أن يظهرَ في وقتنا المعاصر -ممن ينتسب إلى الإسلام- من ينكِر سيادةَ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع ولد آدم، فيقول: “رغم كلِّ حبِّي وتقديري لرسول الله… إلا أنّي لا أستطيع القول كما يقول الفقهاء بأنه أفضلُ رسلِ الله، أو أنَّه سيِّد الخلق، أو سيِّد الثقلين؛ لأن كلَّ ذلك مخالفٌ لما أمَرنا الله به بأن لا نفرِّق بين أحدٍ مِن رسلِه، وأن لا نزكِّيَ أنفسَنا ولا أحدَنا على أحد”([2]).

وفي هذه المقالة ردٌّ على هذه الشبهة بما يناسِب المقام، من دون الدخول في النوايَا أو الحكم على الأشخاص، فإنَّ هذا ليس من مقصودِ المقالةِ.

مقدمة الرد على تلك الشبهة:

من المعلوم سلفًا أن تفضيل النبيِّ صلى الله عليه وسلم وسيادته لجميع ولد آدم ليس هو من قولِ الفقهاء دون استنادٍ على دليل شرعي، وإنما هو ثابت بالأحاديث الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دلَّ عليه القرآن الكريم دلالةً ظاهرة، واتَّفق على ذلك جميع المسلمين.

تصريح الأحاديث الصحيحةِ بتفضيلِه صلى الله عليه وسلم:

قد جاءَت الأحاديثُ الصحيحةُ مصرِّحَة بإثبات سيادةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على جميع ولَدِ آدَم، وتفضيله على سائر الأنبياء والمرسلين، ومنها:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيِّد ولد آدم يومَ القيامة، وأوَّلُ من ينشقُّ عنه القبر، وأوَّل شافع، وأول مُشَفَّع»([3]).

والسيد: هو الذي يفوق قومَه في الخير([4])، وقيل: هو الذي يُفزَع إليه في النَّوائب والشدائد، فيقوم بأمرهم، ويتحمَّل عنهم مكارههم، ويدفعها عنهم([5]).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيِّد ولد آدم يومَ القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبيٍّ يومئذٍ -آدم فمن سواه- إلا تحت لوائي، وأنا أوَّلُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ ولا فخر»([6]).

ولواءُ الحمد الذي بيدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم القيامة -صورةً ومعنى- إشارةٌ إلى سيادته لجميع الخلائق، فيكون الخلق كلُّهم تحت لوائه، كما يكون الأجنادُ تحت ألوية الملوك، وحامِله المقدَّم الذي يكون خطيبَ الأنبياء إذا وفدوا، وإمامَهم إذا اجتمعوا، وهو صلى الله عليه وسلم الذي يتقدَّم للشفاعة، فيحمد ربَّه بمحامد لا يحمده بها غيره، وهو أول من يدعَى إلى الجنة، فلا تفتح لأحدٍ قبل صاحبِ لواء الحمد صلى الله عليه وسلم([7]).

وقد حاز نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم السيادةَ في الدنيا والآخرة؛ فهو أفضل ولد آدم في الدنيا، حيث اتَّصف بالصفات العليَّة والأخلاق المرضية، كما أنه أفضلُهم في الآخرة درجةً ورتبة، كلُّ ذلك بتفضيل الله تعالى له على سائر خلقه، ولا تُستنكَر المفاضلة بين الأنبياء؛ فقد جاء بها القرآن الكريم.

دفع شبهة معارضة قوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}:

لا معارضةَ البتة بين إثبات سيادته صلى الله عليه وسلم على ولد آدم وتفضيله على سائر الأنبياء والمرسلين، وبين قوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285]، وبيان ذلك: أن هذه الآية إخبار من الله تعالى عن حال الرسول والمؤمنين معه؛ قال سبحانه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}. والمعنى: أن المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: لا نفرِّق بين أحدٍ مِن رسلِه وبين غيره في الإيمان، بل نؤمِن بجميعهم، ولسنا كاليهود والنصارى الذين يؤمنون ببعض ويكفُرون ببعض([8]).

وقد تكرَّر هذا المعنى في آياتٍ كثيرة، دالة على أمر جميع المؤمنين بالإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه، كقوله سبحانه: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136]، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ} [النساء: 152].

والمفاضلةُ بينَ الأنبياء والرسلِ غيرُ مستنكرة؛ حيث جاء التَّصريح بها في القرآن الكريم، كما سيأتي.

أصل المفاضلة بين الأنبياء والرسل في القرآن الكريم:

جاءت الآياتُ في القرآنِ الكريم بالتنصيص على المفاضلة بين الأنبياء والرسل، فقال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: 55]، وفيها إخبار الله تعالى بأنه فضَّل بعض الأنبياء على بعض.

كما أخبر في الآية الأخرى بتفضيل بعض الرسل على بعض، وأبان لنا على تضعيف تلك المفاضلة بدرجات؛ فقال سبحانه: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: 253].

ولقد امتن الله -تعالى ذكره- على نبيه صلى الله عليه وسلم وأظهر لنا عظيم فضله عليه، وشريفَ مكانته عنده؛ فقال سبحانه: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113]، وفيما سيأتي ذكرُ بعض الآيات الدالةِ على ذلك.

دلالةُ القُرآن الكريم على تفضيل نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم:

جاءَت آياتٌ كثيرةٌ في القرآنِ الكريم مُفصِحة بجميلِ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم قدره، ومنها:

قولُه سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81]، والمعنى: أنَّ اللهَ أخَذ العهدَ والميثاقَ بالوحي، فلم يبعث نبيًّا إلا ذكر له محمَّدًا صلى الله عليه وسلم ونَعتَه، وأخذ عليه العهدَ أن يؤمنَ به، وأن ينصرَه إن أدركَه، وتضمَّن ذلك أخذَ هذا الميثاق على أُمَم الأنبياء([9]).

كما أَعلمَ اللهُ تعالى خَلقَه بصَلاتِه على نبيِّه صلى الله عليه وسلم؛ فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، والمقصود من هذه الآية: “أنَّ الله سبحانه أخبر عبادَه بمنزلة عبدِه ونبيِّه صلى الله عليه وسلم عنده في الملأ الأعلى، بأنه يُثني عليه عند الملائكة المقرَّبين، وأن الملائكة تصلِّي عليه، ثم أمر تعالى أهلَ العالم السفليِّ بالصلاة والتسليم عليه؛ ليجتمعَ الثناءُ عليه من أهلِ العالَمَين العلويِّ والسفليِّ جميعًا”([10]).

اتِّفاق المسلمين على أنَّ النبي محمَّدًا صلى الله عليه وسلم أفضلُ الرسل:

ونظرًا لدلالة الكتاب والسنة على أفضليَّة نبيَّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم على جميع الرسل؛ فقَدِ اتَّفقَت كلمة المسلِمين على ذلك؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “ومحمَّد صلى الله عليه وسلم أفضلُ الرسل باتِّفاق المسلمين”([11]).

وقد دلَّ على هذا التفضيل: صلاةُ نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والمرسلين إمامًا في رحلة الإسراء؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيتني في الحِجر وقريشٌ تسألني عن مسرايَ، فسألَتنِي عن أشياء مِن بيت المقدِس لم أثبتها، فكربت كربةً ما كربت مثلَه قط»، قال: «فرفعه الله لي أنظرُ إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلِّي، فإذا رجلٌ ضرب جعدٌ كأنه من رجال شَنوءة، وإذا عيسى ابن مريم -عليه السلام- قائم يصلِّي، أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم -عليه السلام- قائمٌ يصلِّي، أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلمَّا فرغتُ منَ الصَّلاة قال قائل: يا محمَّد، هذا مالِك صاحب النار، فسلِّم عليه، فالتفتُّ إليه، فبدأني بالسلام»([12]).

دفع شبهة معارضته للنهي عن تزكية النفس:

جاء النَّهيُ صريحًا في القرآن الكريم عن تزكية النفس في قوله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، والمعنى: “فلا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكيةٌ بريئة من الذنوب والمعاصي”([13]).

لكن إخباره صلى الله عليه وسلم بأنه سيِّد ولد آدم ليس هو من باب التزكية والافتخار؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد صرَّح في الحديث نفسه بقوله: «أنا سيِّد ولَد آدَم ولا فخر»؛ ليعرف أمَّته منزلته من ربِّه عز وجل، ولما كان من ذكرَ مناقبَ نفسِه إنما يذكرها افتخارًا في الغالب أراد صلى الله عليه وسلم أن يقطعَ وَهمَ مَن يتوهَّم من الجهلة أنه ذكر ذلك افتخارًا فقال: «ولا فَخر»([14]).

والمتأمِّل في سيرته صلى الله عليه وسلم يعلم بأنه أشدُّ الناس تواضعًا، وأعدمُهم كبرًا وفخرًا، ودونك بعض الأمثلة على ذلك:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإفراط في مدحه والتعدِّي فيه؛ يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبدُه، فقولوا: عبد الله ورسوله»([15])، والإطراء: مجاوزةُ الحدِّ في المدح، والكذبُ فيه([16]).

ولما جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا خير البرية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك إبراهيم عليه السلام»([17])، قال العلماء: “وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا تواضعًا واحترامًا لإبراهيم صلى الله عليه وسلم؛ لخُلَّته وأُبوَّته، وإلا فنبيُّنا صلى الله عليه وسلم أفضل، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أنا سيِّد ولد آدم»، ولم يقصد به الافتخار، ولا التطاول على من تقدمه، بل قاله بيانًا لما أُمر ببيانه وتبليغه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ولا فَخر»؛ لينفي ما قد يتطرق إلى بعض الأفهام السخيفة”([18]).

فاللهم ارزقنا حسنَ التأسِّي بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم، وزِدنا معرفةً بقدره، وأعنَّا على القيام بحقوقه الواجبة علينا تجاهَه، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (1/ 11) بتصرُّف يسير.

([2]) قال بذلك أحمد عبده ماهر في تدوينة له ضمن سلسلة تدويناته على حسابه في تويتر، بتاريخ 20/ 7/ 2019م، في تمام الساعة: 17:25.

ونقلت الشبكة العربية نصَّ كلامه في موقعها على الإنترنت، بتاريخ 20/ 7/ 2019م تحت عنوان: “بعد إنكاره البخاريِّ محمد ليس أفضلَ الرسل”، ودونك رابطه:

https://www.arabnn.net/Section_4/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A5%D9%86%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%84_23261

([3]) أخرجه مسلم (2278).

([4]) ينظر: الغريبين في القرآن والحديث للهروي (3/ 947-948).

([5]) شرح النووي على صحيح مسلم (15/ 37).

([6]) أخرجه الترمذي (3148، 3615)، وقال: “هذا حديث حسن”، وهو في صحيح الترغيب والترهيب (3643 ).

([7]) ينظر: المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 118).

([8]) ينظر: زاد المسير لابن الجوزي (1/ 255)، والتسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيّ (1/ 142)، وتفسير ابن كثير (2/ 445).

([9]) ينظر: تفسير الطبري (6/ 550)، والتسهيل لعلوم التنزيل (1/ 157).

([10]) تفسير ابن كثير (6/ 457).

([11]) المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 118).

([12]) أخرجه مسلم (172).

([13]) تفسير الطبري (22/ 540).

([14]) ينظر: منية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم للعز ابن عبد السلام (ص: 18).

([15]) أخرجه البخاري (3445).

([16]) ينظر: جامع الأصول لابن الأثير (11/ 51).

([17]) أخرجه مسلم (2369) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

([18]) شرح النووي على صحيح مسلم (15/ 121-122).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017