الأحد - 20 جمادى الآخر 1446 هـ - 22 ديسمبر 2024 م

فرية تَكفير الصَّحابة لعُثمان بن عفَّان رَضِي الله عَنه ودفنه في مقبرةِ يهوديّ

A A

تعدَّدَت الطُّعون الكاذبة التي يوجِّهها أهلُ الأهواء والبدع لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم الشيعةُ الذين يطعنُون في أبي بكرٍ وعمر وعثمان، بل وجلِّ الصَّحابة الكرام رضوان الله عليهم، ولا شكَّ أنَّ الطَّعن في الصَّحابة طعنٌ في النَّبي صلَّى الله عليه وسلم، بل يقول النسائي رحمه الله: “إنَّما الإسلام كدارٍ لها باب، فبابُ الإسلام الصَّحابة، فمن آذى الصَّحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدَّار”([1]).

وعثمانُ بن عفَّان رضي الله عنه من أكثر الصحابة الذين طعن فيهم الشيعة، يقول ابن المطهّر الحِلِّي: “ومنها: أنَّ الصحابة تبرَّؤوا منه، فإنَّهم تركوه بعد قتله ثلاثةَ أيَّام لم يدفنوه، ولا أنكروا على من أجلب عليه من أهل الأمصار، بل أسلمُوه، ولم يدافعوا عَنه، بل أعانوا عليه، ولم يمنعوا من حصرِه، ولا من منع الماء عَنه، ولا من قتلِه، مع تمكُّنهم من ذلك كلِّه، وروى الواقدي: أنَّ أهل المدينة منعوا من الصلاة عليه حتى حمل بين المغرب والعتمة، ولم يشهد جنازته غير مروان وثلاثة من مواليه، ولما أحسُّوا بذلك رموه بالحجارة، وذكروه بأسوأ الذكر، ولم يقع التمكُّن من دفنه إلا بعد أن أنكر أمير المؤمنين المنع من دفنه”([2]). ويزيد محمد التّيجاني على هذا فيقول: “وإذا ما سألتَ أحدَهم: كيفَ يُقتلُ خليفة المسلمين سيّدنا عثمان ذي النورين؟ فسيُجيبك بأنَّ المصريين وهم كفرَة جاؤوا وقتلُوه، وينهي الموضوع كلّه بجُملتين، ولكن عندما وجدتُ الفرصة للبحث وقراءة التاريخ وجدتُ أنَّ قتلةَ عثمان بالدَّرجة الأولى هم الصَّحابة أنفسُهم، وفي مقدِّمتهم أم المؤمنين عائشة التي كانت تنادي بقَتله وإباحة دمِه على رؤُوس الأشهاد، فكانت تقول: (اقتلوا نَعثَلا فقد كفر)، كذلك نجدُ طلحةَ والزبيرَ ومحمَّد بن أبي بكر وغيرهم من مشاهير الصَّحابة، وقد حاصروه ومنعوه من شرب الماء ليجبروه على الاستقالة، ويحدِّثنا المؤرخون أنَّ الصحابة هم الذين منعوا دفنَ جثَّته في مقابر المسلمين، فدفن في (حش كوكب) بدون غَسل ولا كفن، سبحان الله! كيف يقال: أنَّه قتل مظلومًا وإن الذين قتلوه ليسوا مسلمين؟! وهذه القضية هي الأخرى كقضية فاطمة وأبي بكر، فإمّا أن يكون عثمان مظلومًا وعند ذلك نحكم على الصحابة الذين قتلوه أو شاركوا قتلَه بأنَّهم قتلةٌ مجرمون؛ لأنَّهم قتلوا خليفة المسلمين ظلمًا وعدوانًا، وتتبَّعوا جنازته يحصبونها بالحجارة، وأهانوه حيًّا وميتًا، أو أنَّ هؤلاء الصحابةَ استباحوا قتلَ عثمان لما اقترفه من أفعال تتنافى مع الإسلام كما جاء ذلك في كتب التاريخ، وليس هناك احتمالٌ وسط إلا إذا كذّبنا التاريخ وأخذنا بالتمويه بأنَّ المصريّين وهم كفرة هم الذين قتلوه!! وفي كلا الاحتمالين نفيٌ قاطعٌ لمقولة عدالةِ الصحابة أجمعين دون استثناء، فإمّا أن يكون عثمان غير عادل، أو يكون قتلته غير عدول، وكلُّهم من الصحابة، وبذلك نبطل دعوانا. وتبقى دعوى شيعة أهل البيت قائلين بعدالة البعض منهم دون الآخر”([3]).

ومن هنا يتبيَّن أنَّهم يريدون بهذه الفرية الأمرين جميعًا، وهما:

1- الطَّعن في الصحابة الكرام جملةً؛ بادِّعاء أنَّهم تركوا الخليفةَ بعد مقتلِه، لا يدفنونه ولا يهتمّون لأمره، بل وزادوا على ذلك أن دفنوه في حشِّ يهوديّ!

2- الطَّعن في عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فإنَّ الصحابةَ إن كان هذا فعلَهم معه فهو دليلٌ قاطع على كفره وتكفيرهم له وتبرُّئِهم منه!

وفي هذا المقال سنقف عدة وقفات مع هذه الفرية:

الوقفة الأولى: القول بأن الصحابةَ قد رضُوا بقتله أو شاركوا في ذلك:

وهذه فريةٌ لا أساسَ لها من الصِّحة، وتكذِّبها الروايات التاريخيَّة، بل يكذِّبها حال الصحابةِ وما كانوا عليه من الشَّجاعة والإقدام، وما كانوا يتمتَّعون به من النُّصرة والإنصاف والعدل، فلا يتصوَّر أن يَطبَع الله على قلوبهم جميعها في ليلةٍ وضحاها! ولئن كانَ العربُ لا يرضَون أن يصابَ القريبُ منهم بأذى، ويدافعون عنه ولو كان على باطل، فكيف يرضى الصحابة رضوان الله عليهم أن يتركوا عثمان بن عفان رضي الله عنه بين يدَي غرباءَ أتوا من خارجِ المدينة؟!

وموقفُ الصَّحابة من حصار عثمان رضي الله عنه كان موقفًا واضحًا([4])، فقد أرسل إليه عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: إنَّ معي خمس مئة دارع، فأذن لي فأمنعك من القوم، فإنك لم تحدِث شيئًا يُستحلّ به دمُك، قال: جُزيت خيرًا، ما أحبُّ أن يهراق دمٌ في سببي([5]). وكذلك فعل الزبير بن العوام([6])، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنه([7])، وعبد الله بن عمر وأبو هريرة والحسن والحسين، بل وقف الأنصار قاطبة مع عثمان رضي الله عنه، فقد جاء الأنصار إلى دار عثمان بن عفان وهم يقولون: إن شئتَ كنَّا أنصارَ الله مرَّتين، فقال: لا حاجةَ لي في ذلك، كفُّوا([8]). وكان إتيان الأنصار برأيٍ من الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه([9]).

الوقفة الثانية: دعوى أنَّ الصَّحابة تركوا عثمان رضي الله عنه ثلاث ليال لم يدفنوه:

وفي إقامة هذه الدَّعوى يوردون عدَّة رواياتٍ تاريخية، منها ما رواه الطبراني في المعجم الكبير عن مالك قال: “قُتل عثمان رضي الله عنه، فأقام مطروحًا على كناسة بني فلان ثلاثًا، فأتاه اثنا عشر رجلًا، فيهم جدِّي مالك بن أبي عامر، وحُوَيطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام، وعبد الله بن الزبير، وعائشة بنت عثمان، معهم مصباح في حُقّ([10]) فحملوه على بابٍ، وإن رأسَه يقول على الباب: طق طق، حتى أتوا به البقيع، فاختلفوا في الصلاة عليه، فصلى عليه حكيم بن حزام أو حويطب بن عبد العزى -شك عبد الرحمن-، ثم أرادوا دفنَه، فقام رجل من بني مازن فقال: والله لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرنَّ الناس، فحملوه حتى أتوا به إلى حُشَّ كَوكَب، فلمَّا دلُّوه في قبره صاحَت عائشة بنت عثمان، فقال لها ابن الزبير: اسكتي، فوالله لئن عُدت لأضربنَّ الذي فيه عيناك، فلمَّا دفنوه وسوَّوا عليه التراب قال لها ابن الزبير: صيحي ما بدا لك أن تصيحِي، قال مالك: وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه قبل ذلك يمرُّ بحشِّ كوكَب فيقول: ليُدفنَّن ههنا رجل صالح. قال أبو القاسم: الحشُّ: البستان([11]).

وواضحٌ أن هذه الرواية مرسَلة، فإنَّ مالكًا رحمه الله لم يدرك مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولا نعرف عمن روى مالك رحمه الله.

وممَّا يستدلُّون به: ما رواه أبو نعيم قال: حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن سليمان، ثنا المسروقي، ثنا عبيد بن الصباح، ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: مكث عثمان في حشِّ كوكب مطروحًا ثلاثًا، لا يصلَّى عليه حتى هتف بهم هاتف: ادفنوه، ولا تصلُّوا عليه فإنَّ الله عز وجل قد صلَّى عليه([12]).

وهذا السَّند فيه راوٍ ضعيف وهو عبيد بن الصباح، قال أبو حاتم: “ضعيف الحديث”([13])، وذكر أنه يروي مناكير([14])، فمثل هذا السند لا يعتدُّ به.

وهؤلاء الذين يذكرون هذه الرواياتِ يتغاضَون عن رواياتٍ أخرى فيها دلالةٌ واضحة على أنَّ عثمان رضي الله عنه لم يتأخَّرِ الصَّحابة في دفنه، يقول الزُّبير بن بكار: “بويِعَ يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاثٍ وعشرين، وقُتِل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة بعد العصر، ودُفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حشِّ كوكب كان عثمان اشتراه فوسَّع به البقيع، وقتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وأشهر على الصحيح المشهور، وقيل: دون ذلك”([15]).

فهذه الرِّواية تثبت أنَّه رضي الله عنه قد دُفن في نفس الليلة، ولم يتركوه ثلاث ليال.

ويعضُد هذا دليلٌ من النظر، وهو أنَّ الشرعَ أتى بمواراة الميّت ولو كان كافرا، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع قتلَة يوم بدر ويهود بني قريظة، فكيف يترك عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو وإن كان كافرا -معاذ الله- لوجب على أهلِ المدينة دفنُه ومواراته؟! فكيف وهو ثالث الخلفاء وأحد المبشرين بالجنة؟!

وفي هذا يقول ابن حزم رحمه الله: “من قال: إنَّه رضيَ الله عنه أقام مطروحًا على مزبلة ثلاثة أيام فكذبٌ بحت، وإفك موضوع، وتوليد مَن لا حياءَ في وجهه، بل قتل عشيةً ودفن من ليلته رضي الله عنه، شهد دفنَه طائفة من الصحابة، وهم: جبير بن مطعم، وأبو الجهم بن حيفة، وعبد الله بن الزبير، ومكرم بن نيار، وجماعة غيرهم، هذا ممَّا لا يتمادى فيه أحدٌ ممَّن له علم بالأخبار، ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برمي أجساد قتلى الكفار من قريش يوم بدر في القليب، وألقى التُّراب عليهم وهم شرُّ خلق الله تعالى، وأمر عليه السلام أن يحفر أخاديد لقتلى يهود قريظة وهم شرّ من وارته الأرض، فمواراةُ المؤمن والكافر فرضٌ على المسلمين، فكيف يجوز لِذي حياءٍ في وجهه أن ينسبَ إلى عليٍّ -وهو الإمام- ومن بالمدينة من الصَّحابة أنَّهم تركوا رجلًا ميتًا مُلقى بين أظهرهم على مزبلة لا يوارونه؟!”([16]).

الوقفة الثالثة: دعوى أنَّه دُفن في حشِّ كوكب وهي مقبرة يهودية:

وهذه الدَّعوى كسابقتها، يستشهدون لها بنفس تلك الروايات الضعيفة الأسانيد، ويُردُّ عليه من أوجه، منها:

1- أنَّ الحشَّ المذكور في الروايات ليس مقبرةً يهودية، وإنَّما الحش معناه -كما يقول الطبراني-: البستان([17])، وهو بستانٌ اشتراه عثمان بن عفان رضي الله عنه من رجلٍ من الأنصار اسمه كوكب، يقول ابن عبد البر رحمه الله: “وكوكب: رجلٌ من الأنصَار، والحشُّ: البُستان، وكان عُثمان رضيَ الله عنه قد اشتراهُ وزادَه في البَقيع، فكان أوَّل من دفن فيه”([18]).

ونستفيد من هذا النَّصّ أنَّ الحشَّ بستانٌ اشتراهُ عثمان بن عفان من مالِه، فلا ضير في أن يدفَن فيه، ونستفيدُ منه أيضًا أنَّ الحشَّ كان ملاصقًا للبقيع، بل اشتراه عثمان بن عفان رضي الله عنه وزاده في البَقيع، فهي إذن مقبرة المسلمين لا مقبرة اليهود كما يدَّعون، ومما يزيد تأكيدًا على أنَّ الحش كان زيادة من عثمان للبقيع، وهذه فضيلةٌ من فضائله الجمَّة رضي الله عنه.

2- أنَّ هُناك رواياتٍ تثبت أنَّه قد دُفن في البقيع، فقد روى الطَّبري في تاريخِه أنَّ عثمان لما قُتل أرسلت نائلة إلى عبد الرحمن بن عديس فقالت له: إنَّك أمسُّ القوم رحمًا، وأولاهم بأن تقوم بأمري، أغرب عني هؤلاء الأموات، قال: فشتمها وزجرها، حتى إذا كان في جوف الليل خرج مروان حتَّى أتى دار عثمان، فأتاه زيد بن ثابت وطلحة بن عبيد الله وعلي والحسن وكعب بن مالك وعامَّة من ثمَّ من أصحابه، فتوافى إلى موضع الجنائز صبيانٌ ونساء، فأخرجوا عثمان فصلَّى عليه مروان، ثم خرجوا به حتى انتهَوا إلى البقيع، فدفنوه فيه ممَّا يلي حشَّ كوكب”([19]).

وهذا يؤكِّد أنَّ الحشَّ لم يكن نائيًا عن البقيع، بل هو بستان زاده عثمان رضي الله عنه على البقيع، ولم يكن الحشُّ مقبرةً لليهود، وممَّا يؤكد هذا أيضًا:

3- أنَّ اليهودَ في عهدِ عثمان رضيَ الله عنه لم يكونوا في المدينة، بل لم يكونوا في جزيرَة العرب؛ فقد أجلاهم النَّبي صلى الله عليه وسلَّم، ثم أجلاهم عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، فأيُّ يهود بقوا في المدينة حتَّى تكون هذه مقبرتَهم يدفنون فيها موتاهم؟!

فخُلاصة الأمر أنَّ عثمان رضي الله عنه قد دفن في الحشِّ الذي اشتراه وزاده إلى البقيع، وسواءٌ قلنا: إنه ألحقه بالبقيع أو كان بستانًا اشتراه من حرِّ ماله لنفسه فلا ضير في الاثنين أن يدفن فيه عثمان رضي الله عنه.

وأخيرًا: حصلت الفتنة زمنَ عثمان رضي الله عنه، وخرج عليه أناسٌ من خارج المدينة توافدوا عليه، وعبثت أيادٍ خفيَّة في إذكاء نار الفتنة، وقد منع عثمان بن عفان رضي الله عنه الصَّحابة الكرام من الخوض في القتال صونًا لدماء المسلمين، ولما استشهد رضي الله عنه أظهر الصَّحابةُ جزَعَهم، وقد بلغ نبأ وفاته للزُّبير فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! رحم الله عثمان وانتصرَ له، وقيل: إن القوم نادمون، فقال: دبروا دبروا، {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} [سبأ: 54]، وأتى الخبر طلحة فقال: رحم الله عثمان! وانتصر له وللإسلام، وقيل له: إن القوم نادمون، فقال: تبًّا لهم! {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يس: 50]، وأتى الخبر عليَّ بن أبي طالب فقيل: قُتلَ عثمان، فقال: رحم الله عثمان، وخلف علينا بخير، وقيل: ندم القوم، فقرأ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16]([20]). فلا يمكن أن يتصوَّر من الصَّحابة الكرام ممَّن وقفوا معه وأرادا أن يقاتلوا ضدَّ من خرجوا عليه أن يتركوه ثلاث ليالٍ دون دفن، ثم يدفنوه في مقبرةٍ لليهود، والروايات التاريخيَّة وعدالة الصَّحابة وأخلاقهم مع الأدلة النظريَّة كلّها تأبى هذه الفريةَ، وتدحض هذه الشبهةَ.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: تهذيب الكمال في أسماء الرجال (1/ 339).

([2]) نهج الحق وكشف الصِّدق (20 / 2-3).

([3]) ثمّ اهتديت (ص: 143-144).

([4]) في مركز سلف ورقة بعنوان: “الخليفةُ الثالث بعيونٍ صحابيَّة.. موقِفُ الصَّحابة رضيَ اللهُ عنهم من عثمان بن عفان رضيَ الله عنه ومن حصارِه ومقتَلِه”.

([5]) ينظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (39/ 398).

([6]) ينظر: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/ 511) برقم (836).

([7]) ينظر: تاريخ خليفة بن خياط (ص: 173).

([8]) ينظر: تاريخ خليفة بن خياط (ص: 174). وانظر: مصنف ابن أبي شيبة (7/ 442) برقم (37082).

([9]) ينظر: طبقات ابن سعد (3/ 51).

([10]) الحُقّ: وعاء صَغيرٌ ذو غطاء، يُتَّخذ من عاج أو زجاج أو غيرهما. المعجم الوسيط (1/ 188).

([11]) المعجم الكبير (1/ 78).

([12]) معرفة الصحابة (1/ 68).

([13]) الجرح والتعديل (5/ 408).

([14]) ينظر: ميزان الاعتدال (3/ 20).

([15]) ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة (4/ 379).

([16]) الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 123).

([17]) المعجم الكبير (1/ 78).

([18]) الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 1048).

([19]) تاريخ الطبري (4/ 414).

([20]) ينظر: تاريخ الطبري (4/ 392).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017