الأحد - 26 جمادى الأول 1445 هـ - 10 ديسمبر 2023 م

المنهج السلفيُّ وتجديد الفِقه

A A

منَ الدعواتِ التي قامَت على قدمٍ وساقٍ في العصر الحديث منذ بداية القرن المنصَرم الدعوةُ إلى تجديد الفقه الإسلاميِّ، وعلى الرغم من كون التجديد مصطلحًا شرعيًّا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا أن الدعواتِ التي نادت بتجديد الفقه كان أغلبُها في حقيقتها تجاوزًا لثوابت الدين([1])؛ ولذا تباينت المواقف تجاهَ هذه القضيةِ بين القبول والرد([2])، ونحن في هذا المقال نحاول أن نبيّنَ في عجالةٍ معنى التجديد المقبول ومعناه المردود، وبالله أستعينُ وعليه أتوكَّل.

اتِّجاهات التجديد المعاصرة:

لقد تعدَّدت اتِّجاهات التجديد في هذا العصر؛ وذلك بحسب مفهوم هذا المصطلح وما يحتاجه الواقع منه، فكان منها:

الاتجاه الأول: من يستعمل التجديدَ بمعنى التطوير، فالتجديد عندهم معناه إحلال الجديد محلَّ القديم، سواء كان بالوسائل الثورية، أو بالوسائل التي تأخذ من القديم بطرف ومن الجديد بطرف([3]).

وهؤلاء يرونَ الأمَّةَ بحاجة إلى فقهٍ جديد تمامًا، وأنَّ الأحكام الفقهيةَ الموجودة لا تناسبُ الواقعَ، فضلًا عن كونها نتاجَ صراعات مذهبيَّةٍ وسياسية، فمعالم التجديدِ عندهم تتمثَّل في الاستقلال بفهم الكتاب والسنة من خلال قواعدَ جديدةٍ تلائم متغيِّرات الواقع وإملاءاته([4]).

فمعنى التجديد عند هؤلاء يتلخَّص في أنه تطويرٌ للدين بما يتناسب مع الواقع العالميِّ الجديد.

وهؤلاء في الحقيقةِ هم الظهيرُ الشرعيُّ للعلمانيين، فهم من يسوِّغون باطلَ القول وسيِّئه بأن هذا هو مقتضى التجديد في الدين([5]).

ومن هؤلاء: حسن حنفي، ونصر حامد أبو زيد، ومحمد عشماوي، ومحمد عابد الجابري، ومحمد أركون، وغيرهم.

الاتجاه الثاني: من يرى أنَّ التجديدَ معناه الاجتهاد، ومجالُه هو الأدلة الظنّية، لكنهم يوسِّعون جدًّا فيما يقبَل الاجتهاد، فلا مانعَ من إعادةِ النظر في الأحكام الاجتهاديّة للأخذ بالأيسر والأوفق للعصر، وعدم التقيُّد بالأحكام إلا ما أجمع عليه الفقهاء، ومنهم من يستدلُّ بالخلاف على جواز الأفعال، وكذلك منهم من يسوِّغ الانفكاكَ من كثير من الأحكام الفقهيَّة العملية بدعوى أنها أحكامٌ فرعيَّة جزئية تعارض مقاصدَ أسمى كلِّيَّةً.

وهذا الاتجاهُ هو الغالب على من يكتبون في ضوابط التجديد المعاصر، مثل: جمال عطية([6])، ومحمد الدسوقي([7])، ومحمد سليم العوا([8])، وغيرهم.

والملاحَظ أن كلَّ اجتهاداتهم تميل إلى مسايرةِ العصر والتبرير له -رغم أنهم ينكرون ذلك على أصحاب الاتّجاه الأوَّل-، ومن أمثلة ذلك القول بجواز كشف المرأة لشعرها وذراعَيها وساقَيها، فضلًا عن وجهها وكفَّيها؛ بدعوى أنه قد حصَل خلاف في كلّ هذه الأمور، ولا يلزمنا سوَى ما أجمع عليه الفقهاءُ فقط، والالتزام بتغطية هذه الأمور يعارض مقصدَ الحرية!([9]).

وأصحاب هذين الاتِّجاهين يستدلُّون على دعواهم ومواقفهم بثلاثِ قضايا رئيسيَّة:

الأولى: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن اللهَ يبعث للأمة من يجدِّد لها دينها على رأس كل مائة عام.

الثانية: ما قرَّره العلماء من أنه لا ينكر تغيُّر الفتوى بتغيُّر الزمان والمكان.

الثالثة: أنَّ اعتبار المقاصد مقدَّم على اعتبار ما دونها عند التعارض.

وقد أُفردت أوراق علمية للقضية الثانية([10]) والقضية الثالثة([11])؛ لذا سيكون حديثُنا في هذا المقال عن القضية الأولى، وهي: معنى التجديد.

معنى تجديد الدين عامَّة والفقه خاصّة:

التجديد في اللّغة: مِن جدَّد الشيءَ: إذا صيَّره جديدًا([12])، فمعناه: إعادة الشيء إلى حالته الأولى، وإزالةُ ما حصل بسبب القدُّم عنه، ومنه تجديد الثوب، أو إعادته ليكونَ على أكمل هيئاته، ومنه تجديد الوضوء.

إذن فالتجديدُ معناه: أن يكونَ الشيء على حالةٍ ما، ثم طرأ عليه ما غيَّره وأبلاه، فإذا أعيد إلى مثل حالته الأولى التي كان عليها قبل أن يصيبَه البلى والتغيير كان ذلك تجديدًا([13]).

وعلى هذا المعنى اللغوى فهِم العلماء معنى التجديد في الحديث الذي رواه أبو هريرة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله يبعث على رأسِ كلِّ مئة سنة من يجدِّد لها دينها»([14]).

قال العلقمي: “معنى التجديدِ: إحياء ما اندرسَ من العمَل بالكتاب والسنة، والأمر بمقتضاهما”([15])، وقال ابن رسلان مبيِّنًا معنى التجديد في الحديث: “يصحِّح لها أحكام دينها”([16])، وقال ابن الملك الرومي: “بأن يعلِّمهم علومَ الدين، ويبيِّن لهم السنة عن البدعة، ويكسر أهل البدعة ويذلهم، ويؤيّد الدين، ويعزّ أهله، ويكثر العلم بين الناس”([17]).

وهذا المعنى المذكور هو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر الذي رواه إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدوله؛ ينفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»([18]).

وعلى ذلك فمعنى التجديد المذكور في الحديث يشمل:

– إحياء ما طمس واندرس من معالم الدين، سواء كان مجاله القطع أو الظنّ، وسواء خالف أعراف الناس وعوائدهم أو لا.

– بيان البدع والمحدثات وإبطالها وإنكارُها، والعودة بالدين إلى الصورة الأولى النقيَّة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم.

– بيان الأحكام الشرعيَّة في النوازل، وتنزيل الأحكام الفقهية على الواقع؛ لبيان حكم الله تعالى في الحوادث.

هذه هي المعاني التي تدور عليها تفسيرات العلماء للحديث([19])، وهي بعينها التي يعادَى المنهج السلفيّ لأجلها! والتي لو أردنا تلخيصها لقلنا: إن معنى التجديد في المنهج السلفيّ هو: تصفية الدين من البدع والمحدثات، وإظهار ما اندرس من الأحكام.

موقف المنهج السلفي من الاتجاهين الآخرين:

موقفه من الاتجاه الأول:

التجديدُ عند أصحاب الاتجاه الأول غير قاصِر على الوسائل، بل همُّه الأساسُ هو المضمون نفسُه، لكنهم لا يستعملون مصطلح التطوير ويجدون في مصطلح التجديد غُنية لما يريدون، وهذا في الحقيقة هدمٌ للدين وتزيينٌ للباطل باسم التجديد.

أما التطوير في الوسائل فيكادُ لا ينكره عاقِل، لكنه ليس هو المقصود عندهم.

موقفه من الاتجاه الثاني:

التجديدُ عند أصحاب الاتجاه الثاني معناه: الاجتهاد، وهو معنى شرعيٌّ صحيح، داخل في معنى التجديد؛ لذا يلتقي المنهجُ السلفي مع الاتجاه الثاني في أهمية الاجتهاد وضرورة تجاوز ما يوضع له من عقبات، ووجدت قضايا مشتركة بين هذين الاتجاهين مثل الردّ على دعوى إغلاق باب الاجتهاد، ومحاربة التعصب المذهبيّ.

ومع ذلك فهناك نقاط اختلاف جوهرية بين المنهج السلفيّ وبين أصحاب هذا الاتجاه، يمكن تلخيصها فيما يلي:

– أنَّ الاجتهادَ هو أحد صور التجديد عند المنهج السلفيّ، بخلاف الاتجاه الثاني الذي يجعله عمودَ الصورة.

– أنه يوجَد بونٌ شاسِع بين آليات الاجتهاد وشروطه وضوابطه ومجالاته بين الاتجاهين.

– أن المعنى الرئيسَ للتجديد الذي تدلّ عليه اللغة وذكره العلماء لا يوجد له ذكر عند أصحاب الاتجاه الثاني، بل وهو مما ينكرونه على المنهج السلفيّ بدعوى تجديد الدين ومسايرة العصر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر: تجديد الفقه الإسلامي لوهبة الزحيلي (ص: 165-166)، بل يقول: “يؤسفني أن أصرِّح دون مجاملة أن بعضَ حاملي لواء التجديد المعاصر أغلبُهم تتلمذوا في الغرب، وفي معرفتهم بالإسلام سحطيون، ويغلب عليهم الجهل، وهم نظريّون لا عمليّون، ويناقضون أنفسَهم، ويصادمون نصوص الشريعة.. فهم مشبوهون أو جَهلة، والمخلص منهم قليل”.

([2]) انظر: ليس من الإسلام (ص: 135-136).

([3]) انظر: التجديد في الفقه الإسلامي لمحمد الدسوقي (ص: 36).

([4]) انظر: نظرات شرعية في فكر منحرف (1/ 292).

([5]) انظر: التيار العلماني الحديث وموقفه من تفسير القرآن (ص: 91).

([6]) انظر بحثه: التجديد الفقهي المنشود، وهو مطبوع مع بحث للزحيلي في كتاب واحد بعنوان: تجديد الفقه الإسلامي.

([7]) انظر كتابه: التجديد في الفقه الإسلامي.

([8]) انظر كتابه: الفقه الإسلامي في طريق التجديد.

([9]) انظر: الثبات والتغير في الحكم الفقهي لصفية الجفري، فالكتاب كله لتسويغ هذا القول الباطل.

([10]) في ورقة علمية بعنوان: تغيّر الفتوى بتغير الزمان والمكان، تجدها على هذا الرابط:

https://salafcenter.org/3113/

([11]) في مقال بعنوان: بين المقاصد والنصوص الشرعية، تجده على هذا الرابط:

https://salafcenter.org/204/

([12]) انظر: لسان العرب (2/ 202)، معجم لغة الفقهاء (1/ 121).

([13]) انظر: التجديد في الفكر الإسلامي (ص: 16).

([14]) رواه أبو داود (4291)، وصحَّح إسناده السخاوي في المقاصد الحسنة (238).

([15]) ينظر: عون المعبود (11/ 260).

([16]) شرح سنن أبي داود (17/ 86).

([17]) شرح مصابيح السنة (1/ 221).

([18]) راوه البيهقي في السنن (20700)، وهو حديث مرسل.

([19]) انظر: التجديد في الفكر الإسلامي (ص: 16-20).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (3) هل كفَّر الأشاعرة عوامَّ المسلمين؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من أكبر المسائل الخلافية بين أهل السنة والأشاعرة: مسألة التقليد في العقائد، وقد قال مجمل الأشاعرة بمنع التقليد في العقائد مطلقًا، وأوجبوا النظر الكلاميَّ -كما مرَّ بيانه في الجزأين الأولين-، ولهذا القول آثار عديدة، من أهمها مسألة إيمان المقلّد: هل يصح إيمانه أو لا يصح؟ وإذا لم يصحّحوا […]

عرض وتَعرِيف بكِتَاب (نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا. اسم المؤلف: د. منير بن حامد بن فراج البقمي. دار الطباعة: مركز التأصيل للدراسات والأبحاث، جدة. رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1444هـ-2022م. حجم الكتاب: يقع في مجلد، وعدد صفحاته (544) صفحة. مشكلة […]

هل رُوح الشريعة أولى منَ النصوص؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يتداول العلمانيون في خطابهم مفاهيم متعدّدة مثل: المقاصد، والمصالح، والمغزى، والجوهر، والروح، والضمير الحديث، والضمير الإسلامي، والوجدان الحديث، والمنهج، والرحمة([1]). وقد جعلوا تلك الألفاظ وسيلة للاحتيال على الأوامر والنواهي الربانية، حتى ليخيَّل للمرء أن الأحكام الشرعية أحكام متذبذبة وأوصاف إضافية نسبيّة منوطة بما يراه المكلَّف ملائمًا لطبعه أو منافرًا، […]

متى يكون الموقفُ من العلماء غلوًّا؟

العلماء ورثة الأنبياء وأمناء الشريعة وحملة الكتاب، ولا يشكّ في فضلهم إلا من جهل ما يحملون، أو ظنّ سوءًا بمن أنعم عليهم به، ولا شكّ أن الفهم عن الله وتعقّل مراده والوقوف عند حدوده قدر المستطاع من أعظم نعَم الله على عبده، ولهذا مدَح الله المجتهدَ في طلب الحقّ؛ أصاب الحق أو الأجر، قال سبحانه: […]

دعاء نوح عليه السلام على قومه بالهلاك .. شبهة وجواب

مقدمة: أرسل الله تعالى نوحًا عليه السلام إلى قومه ليدعوَهم إلى عبادة الله وحده، فلما بلَّغ رسالة ربه ونصحهم رفضوا دعوتَه ونصيحتَه، وزعموا أنه عليه السلام لا يستحقّ أن يكون رسولًا إليهم؛ لأنه بشرٌ مثلهم، ولو شاء الله إرسال رسول إليهم لأنزل ملكًا من الملائكة، وادَّعوا أن الذي دعا نوحا إلى هذا هو رغبته في […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (2) – مناقشة أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مرَّ بنا في الجزء الأول من هذه الورقة قولُ الأشاعرة في التقليد في العقائد، وأنهم يمنعونه، ويستدلّون على قولهم بأصول عديدة، من أهمها ثلاثة أصول، وهي: الأصل الأول: وجوب النظر. الأصل الثاني: ذم الشارع للتقليد. الأصل الثالث: طلب اليقين في العقائد. أما الأصل الأول فهو الأصل الأبرز لديهم، وعليه […]

هل كان في تأسيس الإمام الشافعي لعِلم أُصول الفقه جنايةٌ على العقل المُسلم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قد كثُرت شبهات الحداثيّين حول الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ووقفوا منه موقفًا عدائيًّا شديدًا، وكتبوا في ذلك أبحاثًا ومؤلّفاتٍ تجاوزوا فيها الحدّ. ومن أبرز تلك الشبهات التي أثاروها: أنَّ الإمام رحمه الله بتأليفه كتاب الرسالة، وتدوينه لعلم أُصول الفقه قام -بزعم الحداثيين- بضرب العقل الإسلامي فيما يتعلَّق بالفقه […]

عرض وتعريف بكتاب: الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب:  عنوان الكتاب: (الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-).  اسـم المؤلف: الدكتور: السعيد صبحي العيسوي.  الطبعة: الأولى.  سنة الطبع: 1443هـ.  عدد الصفحات: (543) صفحة، في مجلد واحد.  الناشر: تكوين للدراسات والأبحاث.  أصل الكتاب: رسالة علمية تقدّم بها المؤلف لنيل درجة العالمية […]

برامج التنمية البشرية وأثرها في نشر الإلحاد في بلاد المسلمين -البرمجة اللغوية العصبية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تعريف البرمجة اللغوية العصبية: البرمجة العصبية (NLP) هي اختصار لثلاث كلمات: NEURO – LINGUISTIC – PROGRAMMING يتكوّن مصطلح البرمجة اللغوية العصبية من ثلاث ألفاظ مركبة: لفظ “البرمجة”: ويشير إلى أن الناس يتصرفون وفق برامج وأنظمة شخصية تتحكم في طرق تعاملهم مع شؤون الحياة المختلفة. و“اللغوية”: وفيها إشارة إلى أساليب […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (1) – أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: التقليدُ في العقائد من المسائل المهمة التي دار -ولا يزال يدور- حولها جدلٌ كبير داخلَ الفكر الإسلامي، وحتَّى داخلَ الفكر السُّنّي أحيانًا وإن كان النزاع في الأصل هو بين أهل السنة والجماعة وبين المتكلّمين عمومًا والأشاعرة بالخصوص، وأهمِّية المسألة تكمن في الآثار المترتبة عليها، مثل قبول إيمان المقلّد، […]

تحقيق القول في مراتب الاستغاثة ودرجاتها وشبهة تلقي الفقهاء لها بالقبول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا شكَّ أنَّ وجوبَ إفرادِ الله تعالى وحدَه بالدعاء دون غيره من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فالله عز وجل شرع لعباده دعاءَه وحده لا شريك له، وهو سبحانه يستجيب لهم في كلّ زمان ومكان، على اختلاف حاجاتهم وتنوّع لغاتهم، كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ […]

دفع شبهات الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه الجزء (3) “موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من إكثار أبي هريرة من الرواية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التشديد من الإكثار من الرواية خشية الوقوع في الزلل والخطأ من المواقف الثابتة عنه التي دلت عليها الروايات الصحيحة. قال ابن قتيبة: (وكان عمر أيضًا شديدًا على من أكثر الرواية، أو أتى بخبرٍ في الحُكمِ لا شاهدَ لَهُ عليه، وكان […]

مصادر التلقي عند الصوفية “عرض ونقد”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن أهمِّ الأصول التي تقوم عليها عقيدة أهل السنة والجماعة مصادر التلقي والاستدلال؛ إذ إنَّ مصادر التلقّي عند كلّ طائفة هي العامل الرئيس في تكوين الفكر لديها؛ لذا يعتمد أهل السنة في تلقي مسائل الاعتقاد على الكتاب والسنة؛ وذلك لأن العقيدة توقيفية، فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، […]

هل حديثُ: «النساءُ ناقِصاتُ عَقلٍ ودينٍ» يُكرِّس النظرةَ الدُّونيةَ للمرأةِ؟

إن الخطاب الحداثي والعلماني الذي يدعي الدفاعَ عن حقوق المرأة ينطلق من مبدأ المساواة التامّة بين الذكر والأنثى، بل قد وصل إلى درجة من التطرف جعلته يصل إلى ما يسمَّى بالتمركز حول الأنثى (الفيمنيزم)، الذي حقيقته الدعوة إلى الصراع مع الرجل والتمرد عليه، والوقوف له بالندية. وقد أدى ذلك بالحداثيين والعلمانيين إلى نصب العداوة مع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017