الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

ترجمة فقيد أفريقيا الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل الشيخ – رحمه الله –

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

ترجمة فقيد أفريقيا

 

الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل الشيخ

نسبه:

هو عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب.

مولده ونشأته:

ولد عام ١٣٥٩ه بمدينة الرياض في منزل والده بحي دخنه، وكان لوالدته أثر بالغ في تربيته ووسم شخصيته، فقد كانت عاقلة حكيمة حسنة التدبير.

طلبه للعلم:

بدأ طلبه للعلم عند سن السادسة بالتحاقه بأحد الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم في الرياض، وممن قرأ على يدهم القرآن مقرء المدينة المنورة الشيخ عبدالفتاح قاري في الرياض، كما تعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ منصور بن هويمل.

وعندما أنشأت الحكومة التعليم النظامي وانتخبت له نخبة من العلماء المرموقين التحق بمدرسة العزيزية الابتدائية بدخنة ودرس فيها على يد علماء أجلاء منهم: الشيخ صالح الحصين، والشيخ صالح بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن غديان، والشيخ ضحيان بن عبدالعزيز، والشيخ محمد الدريبي.

ثم التحق بالمعهد العلمي بالرياض ودرس فيه سبع سنوات، فدرس فيه عند: الشيخ عبدالعزيز السلمان، وبعدها التحق بالعمل الحكومي عام ١٣٧٨ه، وأكمل دراسته ليلًا حرصًا منه على الاستمرار في طلب العلم، فقد كان قوي العزم عالِ الهمة، لا تنقطع به همته عندَ حد.

إلا أنه بعدما أنهى سبع سنين من دراسته في المعهد -تعادل إنهاء الشهادة المتوسطة-، شكلت وزارة المعارف لجنة لدراسة شهادات المعاهد العلمية وتقييمها، وطلبت من حامليها الدراسة ليلًا والاستعداد للاختبار، فالتحق الشيخ عبدالرحمن بإحدى المدارس الليلية رغبةً منه في إنهاء الدراسة الثانوية، والالتحاق بالدراسة الجامعية، وعند قرب الاختبار أعلنت وزارة المعارف رفضها للشهادات الصادرة من المعاهد ذلك الحين.

لم تُنهي هذه الصدمة الأمل والعزم في نفس الشيخ عبدالرحمن، بل زادته عزيمةً للوصولِ إلى ما يطمح، فقرر دراسة المرحلة الابتدائية من جديد فحصل عليها ليلاً، وقرر إعادة دراسة المرحلة المتوسطة ليلًا وحصل عليها، ومازال طموحه مستمرًا للوصول إلى الشهادة الجامعية، فتقدم لنيل شهادة الثانوية العامة بنظام الثلاث سنوات في سنة واحدة عن طريق منازل الرياض وذلك عام ١٣٩٤ه، وكانوا مجموعةً كبيرة تزيد على السبعين طالبًا، فلم ينجح منهم إلا هو.

وبعد إعلان النتيجة التقى بمعالي الشيخ حسن بن عبدالله وزير التعليم العالي في ذلك الحين، فقال له: “يعلم الله لقد فرحت لك حين سألت عن نتيجة منازل الرياض، فقالوا: رسبوا جميعًا إلا واحدًا، فقلت: من هو هذا الواحد؟، فقالوا: عبدالرحمن آل الشيخ”.

وفي عام ١٣٩٥ه التحق بقسم العلوم السياسية في كلية التجارة وكان مقرها منزل الأمير مشعل بن عبدالعزيز في عليشة، ودرس فيها المرحلة الجامعية إلى جانب عمله في وزارة العدل، إلى أن تخرج عام ١٣٩٩ه، وكان تخرجه في نفس سنة تخرج ابنه الأكبر الدكتور عبدالمحسن، وقد كان راعي الحفل آن ذاك معالي الدكتور عبدالرحمن آل الشيخ، فقال حين سلمه الشهادة: “إنها المرة الأولى التي تحدث في جامعتنا ابن وولده يتخرجان في عام واحد ويحصلان على تقدير ممتاز والأولية على مجمعتهما، إنها تستحق الذكر والإشادة بكفاح الأب”.

صفاته وأخلاقه:

الكرم كان مجلسه مفتوح للناس لا يخطئ أحد هذه الصفة فيه ممن عاشره، كما كان حتى كريمًا بجاهه، ووظف هذا في خدمة الدعوة فكان جسرًا بين الدعوة والعلماء والمفتين.

الصبر فعلى الرغم من ابتلاء الله له بالأمراض آخر حياته لم يشتكي أبدًا، فقد كان صابرًا محتسبًا.

رزقه الله بعد النظر في أمور كثيرة منها معرفة الرجال، فقد كان يختار الرجل المناسب للعمل المناسب ويوظفه في أمور الدعوة التي يجيدها، كما أنه وظف هذه الصفة في نشاطاته الخيرية في المراكز الصحية والجامعات والمراكز الخيرية، وقد أثبت الزمان هذه الصفة فكان لأعماله أثر واسع في المجتمع وقدرها رؤساء الدول مثل تنزانيا والسودان.

خبرته العملية:

التحق بالعمل الحكومي عام ١٣٧٨ه، فبدأ بوظيفة في المعاهد العلمية عند عمه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بعد أن حثهُ أخوه الشيخ إبراهيم على العمل، ثم انتقل إلى رئاسة القضاء عند عمه الشيخ محمد بن إبراهيم التي أصبحت بعد ذلك وزارة العدل، ثم عين مديرًا لفرع مكتب وزارة العدل في مكة المكرمة مدة قصيرة، وكان عضوًا في اللجنة العليا للشؤون الإسلامية، ومثل المملكة في مؤتمر وزراء العدل العرب.

وآخر منصب حكومي شغله هو الأمين العام لمجلس القضاء الأعلى، وشغل هذا المنصب إلى أن تقاعد وفيه عمل مع الشيخ صالح بن لحيدان وكان مقربًا منه ومحل ثقته.

نشاطاته الدعوية:

قُبيل تركه للعمل الحكومي شغله هم عظيم لأفريقيا فقد كان يزورها كثيرًا للصيد، فرأى حاجة المسلمين هناك ومشاكلَهم، فشعر بمسؤولية تجاه إخوانه المسلمين، فصمم على خدمتهم بعدما شاهد في رحلاته لها شدة الحاجة مع قلة المعين، ومما زاد همته في الدعوة إلى الله والعمل الخيري في أفريقيا خاصة ما شاهده من جهود التنصير وخطر المنصرين على تلك القارة.

كان الشيخ بما يحمله من فكرٍ واعٍ ونظرة متزنة إضافة كبيرة لجهود الدعاة هناك، فحمل على عاتقه نشر العلم الذي هو همه الدائم أين ما حلّ، فبدأ نشاطاته بافتتاح المدارس والكليات ودعم الجامعات، داعمًا التعليم الديني والمدني حتى تكتمل المنظومة بشكل متزن، فمما لاحظه بداية عمله في الدعوة تركيز النشاطات الدعوية على تعليم العلم الشرعي بعيدًا عن العلم المدني فعمل على جعل التعليم يسير بشكل متوازٍ حتى يحقق الاتزان في المجتمع المسلم، ليخرج الطبيب المسلم ومساعد الطبيب المسلم والمهندس المسلم والمحاسب والمحامي والاقتصادي.

فأنشأ ليحقق هذا الهدف مدارس أم سلمة، التي تعد من أكبر المدارس الحديثة في محافظة إيرينقا جنوب تنزانيا، بل هي المدرسة الإسلامية الوحيدة في تلك المحافظة، ويدرس فيها اليوم ما يزيد عن ثمان مئة وخمسين طالبة من مسلمي تنزانيا، كان لكثير منهم أثر بناء في المجتمع بعد تخرجهم منها، فانعكس بذلك فكره المتزن في بناء مجتمع إسلامي متوازن من خلال اهتمامه بالتعليم المتكامل.

كما أنشأ مدرسة أم سلمة في الهند.

كما كان داعمًا لجامعة أفريقيا العالمية عضوًا في مجلس أمناءها، وحصل على الدكتوراه الفخرية منها، وسعى -رحمه الله- إلى إنشاء كلية علوم التمريض، ليكون التعليم فيها متوازيًا بين علم الدين والعلم المدني، وكان لهذه الكلية منهج خاص يجمع بين تغطية الحاجة الطبية في المنطقة والإعداد الديني.

إلى جانب دعمه الكبير للتعليم، كان داعمًا للصحة والإغاثة وبناء المساجد هناك، وكان يقول: “في أفريقيا يعانون من ثلاثة رؤوس تحتاج إلى ثلاثة فؤوس: المرض والجهل والفقر”، وكان على قناعة أن حرب الجهل كفيل بحرب الفقر والمرض.

إلا أنه لم يتوقف عن بناء المساجد والمستوصفات وحفر الآبار وتقديم الإغاثات لمسلمي أفريقيا، يعيش حاملًا همهم كأنه همه، وكما قال أ.د كمال محمد عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية: “كان الشيخ عبدالرحمن همة لا تعرف الفتور وعزيمة لا تعرف الخور، كان يلقانا في داره العامرة في أشد حالات المرض هاشًا باشًا يتصدر المجلس، يهتم في كل الأمور ويسأل عن أدق التفاصيل، لا يفتأ يذكّر بالهم العام ولا يلتفت للإجابة عن حاله وصحته إلا بمزيد من الحمد لله والثناء عليه”.

حفلت مسيرته في الدعوة في أفريقيا بمنجزات عديدة، إضافة إلى ما ذكر شارك في  -رحمه الله- تأسيس قناة أفريقيا الفضائية باللغات الأفريقية الأساسية ووضع سياساتها العامة لتكون منبر المسلمين الإعلامي في أفريقيا، كما عمل على تأسيس هيئة لحقوق الإنسان الأفريقي التي سجلها في لندن، وساهم في تأسيس محطة الإذاعة الإسلامية بمورقور في تنزانيا التي تخاطب المسلمين وتعلمهم أمور دينهم، كما بنى الأمل وهو أول مستوصف صحي إسلامي بمدينة إيرنقا جنوب تنزانيا، ثم توالا بعدها بناء المستوصفات في تنزانيا حتى بلغت خمس مستوصفات وهي: مستوصف الأمل ومستوصف بن حمودة و مستوصف آل الشيخ ومستوصف سراج الدين ومستوصف التقوى، كما بنى مستوصف الجميح للأمومة، وعمل على تزويدهم بسيارات إسعاف، وبنى مستوصف بموكومي في تنزانيا مزود بسيارتي إسعاف، كما بنى المساجد وحفر الآبار الارتوازية في مناطق عديدة ومن مشاريعه حفر مئة بئر في أثيوبيا.

كما حرص رحمه الله على إبعاد النشاط الدعوي عن السياسة حمايةً للدعوة رغم أنه كان يرى أهمية دور السياسة في حماية الدعوة، ولم يكن له نشاط سياسي إلا في أثيوبيا فكان إذا لقي المسلمين في المساجد حثهم على المشاركة في الانتخابات لكي يظهروا قيمتهم الحقيقة ونسبتهم في البلد وهذا سبيل لمشاركتهم في الحكم.

لم يكن طريق هذه المسيرة مفروشًا بالورد، بل لاقى فيها -رحمه الله- المتاعب حتى كاد يرى الموت ثلاث مرات، مرة في البر وأخرى الجو والأخيرة في البحر، إلا أن الله حفظه منها ونجاه من خطرها.

إن الاستمرار في هذا الطريق الشاق يلزم له شخصيات فذة قوية لا تكسرها الصعوبات بل تزيدها عزمًا وقوة كما كان عليه الشيخ -رحمه الله-.

قالوا فيه:

أ.د كمال محمد عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية: “كان الشيخ عبدالرحمن همة لا تعرف الفتور وعزيمة لا تعرف الخور، كان يلقانا في داره العامرة في أشد حالات المرض هاشًا باشًا يتصدر المجلس، يهتم في كل الأمور ويسأل عن أدق التفاصيل، لا يفتأ يذكّر بالهم العام ولا يلتفت للإجابة عن حاله وصحته إلا بمزيد من الحمد لله والثناء عليه، وكنت أقول عندما يحل ضيفًا على بلادنا وقد أرهقه المرض والله ما ترك الشيخ عذرًا لمعتذر”.

شخصيات في حياته:

والدته سارة بنت عبدالرحمن آل الشيخ: ربته صغيرً وشهد في حضانتها كيف يكون للإنسان دور اجتماعي قوي والدفاع عن المظلومين وإيوائهم.

والده سماحة الشيخ عبدالله بن إبراهيم: كان نافذة النور على حياته في الرياض فكان يصحبه دائمًا إلى صلاة الجمعة فيرى هناك وجهاء الناس.

عمه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: رآى في أكنافه قيمة العلم والعلماء ودورهم في الإصلاح.

ابن عمه سماحة الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم: كان الشيخ عبدالرحمن ملازم لمجلسه يقتفي حسن خلقه وسعة صدره وسعيه في قضاء حوائج الناس.

فضيلة الشيخ صالح اللحيدان: الذي عمل معه في مجلس القضاء الأعلى قرابة العشر سنوات، الذي كان محل ثقته وأعجب في دقة عمله وانضباطه في المواعيد، مع أنه في هذه الفترة تعرض لأزمة قلبية احتاج معها إلى عملية في القلب.

عائلته:

له من الأخوة واحد وهو الشيخ إبراهيم، ومن الأخوات اثنتين وهما الجوهرة ومنيرة، عُرف بشدة بره بوالديه، وله في ذلك مواقف عجيبة.

وله من الأولاد أربعة أولاد هم أ.د.عبدالمحسن أستاذ جامعي في هندسة المياه وبه كان يكنى ود.محمد وهو أستاذ جامعي في الهندسة النووية و م. عبدالملك ويعمل في مؤسسة النقد، ومصعب يحمل الزمالة في المحاسبة، وأربع بنات هن نوال وأمل وغادة وهالة، كان حريصًا على تعليمهم وصلاحهم، داعمًا للعلم فيهم خاصة طلب العلم الشرعي فقد خصص لمن يحفظ كتاب الله من أبناءه وأحفاده جوائز مجزية، حتى بلغ عدد حفاظ كتاب الله من أحفاده اثني عشر حفيدًا وحفيدة.

وفاته:

أصيب -رحمه الله- في السنوات الخمس الأخيرة من عمره بمرض الشلل الرعاشي “الباركنسن”، وكان -رحمه الله- صابرًا عليه، لا يظهر عليه الألم مع شدته ولا يشكو ألمه لأحد، حتى توفاه الله يوم الأربعاء ١٤/٦/١٤٤١ه، وودعته الرياض بجموع غفيرة وجنازة مهيبة يغشاها الحزن ويلفها الألم على عظيم الفقد وجلل المصاب.

كما ودعته أفريقيا وداع الابن اليتيم لوالده، فقد أقام أبناءها الأوفياء صلاة الغائب على الفقيد، فكان الشيخ -رحمه الله- فقيدًا عظيمًا لأفريقيا، يقول أ.د كمال محمد عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية: “اليوم يشعر كثير من أبناء أفريقيا باليتم ويلفهم الحزن على رجل لم يقعده المرض ولا كبر السن ولا المشغوليات عن الاستجابة لاحتياجات المسلمين في أفريقيا بوقته وماله وفكره”

لقاءاته ومؤلفاته:

صفحات من حياتي

إذاعة السعودية

منبر أفريقيا

مؤلفاته:

الحبشة أرض الهجرة الأولى

أمينة السلمي

الشيخ محمد بن إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017