الجمعة - 17 شوّال 1445 هـ - 26 ابريل 2024 م

ترجمة فقيد أفريقيا الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل الشيخ – رحمه الله –

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

ترجمة فقيد أفريقيا

 

الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل الشيخ

نسبه:

هو عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب.

مولده ونشأته:

ولد عام ١٣٥٩ه بمدينة الرياض في منزل والده بحي دخنه، وكان لوالدته أثر بالغ في تربيته ووسم شخصيته، فقد كانت عاقلة حكيمة حسنة التدبير.

طلبه للعلم:

بدأ طلبه للعلم عند سن السادسة بالتحاقه بأحد الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم في الرياض، وممن قرأ على يدهم القرآن مقرء المدينة المنورة الشيخ عبدالفتاح قاري في الرياض، كما تعلم القراءة والكتابة على يد الشيخ منصور بن هويمل.

وعندما أنشأت الحكومة التعليم النظامي وانتخبت له نخبة من العلماء المرموقين التحق بمدرسة العزيزية الابتدائية بدخنة ودرس فيها على يد علماء أجلاء منهم: الشيخ صالح الحصين، والشيخ صالح بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن غديان، والشيخ ضحيان بن عبدالعزيز، والشيخ محمد الدريبي.

ثم التحق بالمعهد العلمي بالرياض ودرس فيه سبع سنوات، فدرس فيه عند: الشيخ عبدالعزيز السلمان، وبعدها التحق بالعمل الحكومي عام ١٣٧٨ه، وأكمل دراسته ليلًا حرصًا منه على الاستمرار في طلب العلم، فقد كان قوي العزم عالِ الهمة، لا تنقطع به همته عندَ حد.

إلا أنه بعدما أنهى سبع سنين من دراسته في المعهد -تعادل إنهاء الشهادة المتوسطة-، شكلت وزارة المعارف لجنة لدراسة شهادات المعاهد العلمية وتقييمها، وطلبت من حامليها الدراسة ليلًا والاستعداد للاختبار، فالتحق الشيخ عبدالرحمن بإحدى المدارس الليلية رغبةً منه في إنهاء الدراسة الثانوية، والالتحاق بالدراسة الجامعية، وعند قرب الاختبار أعلنت وزارة المعارف رفضها للشهادات الصادرة من المعاهد ذلك الحين.

لم تُنهي هذه الصدمة الأمل والعزم في نفس الشيخ عبدالرحمن، بل زادته عزيمةً للوصولِ إلى ما يطمح، فقرر دراسة المرحلة الابتدائية من جديد فحصل عليها ليلاً، وقرر إعادة دراسة المرحلة المتوسطة ليلًا وحصل عليها، ومازال طموحه مستمرًا للوصول إلى الشهادة الجامعية، فتقدم لنيل شهادة الثانوية العامة بنظام الثلاث سنوات في سنة واحدة عن طريق منازل الرياض وذلك عام ١٣٩٤ه، وكانوا مجموعةً كبيرة تزيد على السبعين طالبًا، فلم ينجح منهم إلا هو.

وبعد إعلان النتيجة التقى بمعالي الشيخ حسن بن عبدالله وزير التعليم العالي في ذلك الحين، فقال له: “يعلم الله لقد فرحت لك حين سألت عن نتيجة منازل الرياض، فقالوا: رسبوا جميعًا إلا واحدًا، فقلت: من هو هذا الواحد؟، فقالوا: عبدالرحمن آل الشيخ”.

وفي عام ١٣٩٥ه التحق بقسم العلوم السياسية في كلية التجارة وكان مقرها منزل الأمير مشعل بن عبدالعزيز في عليشة، ودرس فيها المرحلة الجامعية إلى جانب عمله في وزارة العدل، إلى أن تخرج عام ١٣٩٩ه، وكان تخرجه في نفس سنة تخرج ابنه الأكبر الدكتور عبدالمحسن، وقد كان راعي الحفل آن ذاك معالي الدكتور عبدالرحمن آل الشيخ، فقال حين سلمه الشهادة: “إنها المرة الأولى التي تحدث في جامعتنا ابن وولده يتخرجان في عام واحد ويحصلان على تقدير ممتاز والأولية على مجمعتهما، إنها تستحق الذكر والإشادة بكفاح الأب”.

صفاته وأخلاقه:

الكرم كان مجلسه مفتوح للناس لا يخطئ أحد هذه الصفة فيه ممن عاشره، كما كان حتى كريمًا بجاهه، ووظف هذا في خدمة الدعوة فكان جسرًا بين الدعوة والعلماء والمفتين.

الصبر فعلى الرغم من ابتلاء الله له بالأمراض آخر حياته لم يشتكي أبدًا، فقد كان صابرًا محتسبًا.

رزقه الله بعد النظر في أمور كثيرة منها معرفة الرجال، فقد كان يختار الرجل المناسب للعمل المناسب ويوظفه في أمور الدعوة التي يجيدها، كما أنه وظف هذه الصفة في نشاطاته الخيرية في المراكز الصحية والجامعات والمراكز الخيرية، وقد أثبت الزمان هذه الصفة فكان لأعماله أثر واسع في المجتمع وقدرها رؤساء الدول مثل تنزانيا والسودان.

خبرته العملية:

التحق بالعمل الحكومي عام ١٣٧٨ه، فبدأ بوظيفة في المعاهد العلمية عند عمه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بعد أن حثهُ أخوه الشيخ إبراهيم على العمل، ثم انتقل إلى رئاسة القضاء عند عمه الشيخ محمد بن إبراهيم التي أصبحت بعد ذلك وزارة العدل، ثم عين مديرًا لفرع مكتب وزارة العدل في مكة المكرمة مدة قصيرة، وكان عضوًا في اللجنة العليا للشؤون الإسلامية، ومثل المملكة في مؤتمر وزراء العدل العرب.

وآخر منصب حكومي شغله هو الأمين العام لمجلس القضاء الأعلى، وشغل هذا المنصب إلى أن تقاعد وفيه عمل مع الشيخ صالح بن لحيدان وكان مقربًا منه ومحل ثقته.

نشاطاته الدعوية:

قُبيل تركه للعمل الحكومي شغله هم عظيم لأفريقيا فقد كان يزورها كثيرًا للصيد، فرأى حاجة المسلمين هناك ومشاكلَهم، فشعر بمسؤولية تجاه إخوانه المسلمين، فصمم على خدمتهم بعدما شاهد في رحلاته لها شدة الحاجة مع قلة المعين، ومما زاد همته في الدعوة إلى الله والعمل الخيري في أفريقيا خاصة ما شاهده من جهود التنصير وخطر المنصرين على تلك القارة.

كان الشيخ بما يحمله من فكرٍ واعٍ ونظرة متزنة إضافة كبيرة لجهود الدعاة هناك، فحمل على عاتقه نشر العلم الذي هو همه الدائم أين ما حلّ، فبدأ نشاطاته بافتتاح المدارس والكليات ودعم الجامعات، داعمًا التعليم الديني والمدني حتى تكتمل المنظومة بشكل متزن، فمما لاحظه بداية عمله في الدعوة تركيز النشاطات الدعوية على تعليم العلم الشرعي بعيدًا عن العلم المدني فعمل على جعل التعليم يسير بشكل متوازٍ حتى يحقق الاتزان في المجتمع المسلم، ليخرج الطبيب المسلم ومساعد الطبيب المسلم والمهندس المسلم والمحاسب والمحامي والاقتصادي.

فأنشأ ليحقق هذا الهدف مدارس أم سلمة، التي تعد من أكبر المدارس الحديثة في محافظة إيرينقا جنوب تنزانيا، بل هي المدرسة الإسلامية الوحيدة في تلك المحافظة، ويدرس فيها اليوم ما يزيد عن ثمان مئة وخمسين طالبة من مسلمي تنزانيا، كان لكثير منهم أثر بناء في المجتمع بعد تخرجهم منها، فانعكس بذلك فكره المتزن في بناء مجتمع إسلامي متوازن من خلال اهتمامه بالتعليم المتكامل.

كما أنشأ مدرسة أم سلمة في الهند.

كما كان داعمًا لجامعة أفريقيا العالمية عضوًا في مجلس أمناءها، وحصل على الدكتوراه الفخرية منها، وسعى -رحمه الله- إلى إنشاء كلية علوم التمريض، ليكون التعليم فيها متوازيًا بين علم الدين والعلم المدني، وكان لهذه الكلية منهج خاص يجمع بين تغطية الحاجة الطبية في المنطقة والإعداد الديني.

إلى جانب دعمه الكبير للتعليم، كان داعمًا للصحة والإغاثة وبناء المساجد هناك، وكان يقول: “في أفريقيا يعانون من ثلاثة رؤوس تحتاج إلى ثلاثة فؤوس: المرض والجهل والفقر”، وكان على قناعة أن حرب الجهل كفيل بحرب الفقر والمرض.

إلا أنه لم يتوقف عن بناء المساجد والمستوصفات وحفر الآبار وتقديم الإغاثات لمسلمي أفريقيا، يعيش حاملًا همهم كأنه همه، وكما قال أ.د كمال محمد عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية: “كان الشيخ عبدالرحمن همة لا تعرف الفتور وعزيمة لا تعرف الخور، كان يلقانا في داره العامرة في أشد حالات المرض هاشًا باشًا يتصدر المجلس، يهتم في كل الأمور ويسأل عن أدق التفاصيل، لا يفتأ يذكّر بالهم العام ولا يلتفت للإجابة عن حاله وصحته إلا بمزيد من الحمد لله والثناء عليه”.

حفلت مسيرته في الدعوة في أفريقيا بمنجزات عديدة، إضافة إلى ما ذكر شارك في  -رحمه الله- تأسيس قناة أفريقيا الفضائية باللغات الأفريقية الأساسية ووضع سياساتها العامة لتكون منبر المسلمين الإعلامي في أفريقيا، كما عمل على تأسيس هيئة لحقوق الإنسان الأفريقي التي سجلها في لندن، وساهم في تأسيس محطة الإذاعة الإسلامية بمورقور في تنزانيا التي تخاطب المسلمين وتعلمهم أمور دينهم، كما بنى الأمل وهو أول مستوصف صحي إسلامي بمدينة إيرنقا جنوب تنزانيا، ثم توالا بعدها بناء المستوصفات في تنزانيا حتى بلغت خمس مستوصفات وهي: مستوصف الأمل ومستوصف بن حمودة و مستوصف آل الشيخ ومستوصف سراج الدين ومستوصف التقوى، كما بنى مستوصف الجميح للأمومة، وعمل على تزويدهم بسيارات إسعاف، وبنى مستوصف بموكومي في تنزانيا مزود بسيارتي إسعاف، كما بنى المساجد وحفر الآبار الارتوازية في مناطق عديدة ومن مشاريعه حفر مئة بئر في أثيوبيا.

كما حرص رحمه الله على إبعاد النشاط الدعوي عن السياسة حمايةً للدعوة رغم أنه كان يرى أهمية دور السياسة في حماية الدعوة، ولم يكن له نشاط سياسي إلا في أثيوبيا فكان إذا لقي المسلمين في المساجد حثهم على المشاركة في الانتخابات لكي يظهروا قيمتهم الحقيقة ونسبتهم في البلد وهذا سبيل لمشاركتهم في الحكم.

لم يكن طريق هذه المسيرة مفروشًا بالورد، بل لاقى فيها -رحمه الله- المتاعب حتى كاد يرى الموت ثلاث مرات، مرة في البر وأخرى الجو والأخيرة في البحر، إلا أن الله حفظه منها ونجاه من خطرها.

إن الاستمرار في هذا الطريق الشاق يلزم له شخصيات فذة قوية لا تكسرها الصعوبات بل تزيدها عزمًا وقوة كما كان عليه الشيخ -رحمه الله-.

قالوا فيه:

أ.د كمال محمد عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية: “كان الشيخ عبدالرحمن همة لا تعرف الفتور وعزيمة لا تعرف الخور، كان يلقانا في داره العامرة في أشد حالات المرض هاشًا باشًا يتصدر المجلس، يهتم في كل الأمور ويسأل عن أدق التفاصيل، لا يفتأ يذكّر بالهم العام ولا يلتفت للإجابة عن حاله وصحته إلا بمزيد من الحمد لله والثناء عليه، وكنت أقول عندما يحل ضيفًا على بلادنا وقد أرهقه المرض والله ما ترك الشيخ عذرًا لمعتذر”.

شخصيات في حياته:

والدته سارة بنت عبدالرحمن آل الشيخ: ربته صغيرً وشهد في حضانتها كيف يكون للإنسان دور اجتماعي قوي والدفاع عن المظلومين وإيوائهم.

والده سماحة الشيخ عبدالله بن إبراهيم: كان نافذة النور على حياته في الرياض فكان يصحبه دائمًا إلى صلاة الجمعة فيرى هناك وجهاء الناس.

عمه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: رآى في أكنافه قيمة العلم والعلماء ودورهم في الإصلاح.

ابن عمه سماحة الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم: كان الشيخ عبدالرحمن ملازم لمجلسه يقتفي حسن خلقه وسعة صدره وسعيه في قضاء حوائج الناس.

فضيلة الشيخ صالح اللحيدان: الذي عمل معه في مجلس القضاء الأعلى قرابة العشر سنوات، الذي كان محل ثقته وأعجب في دقة عمله وانضباطه في المواعيد، مع أنه في هذه الفترة تعرض لأزمة قلبية احتاج معها إلى عملية في القلب.

عائلته:

له من الأخوة واحد وهو الشيخ إبراهيم، ومن الأخوات اثنتين وهما الجوهرة ومنيرة، عُرف بشدة بره بوالديه، وله في ذلك مواقف عجيبة.

وله من الأولاد أربعة أولاد هم أ.د.عبدالمحسن أستاذ جامعي في هندسة المياه وبه كان يكنى ود.محمد وهو أستاذ جامعي في الهندسة النووية و م. عبدالملك ويعمل في مؤسسة النقد، ومصعب يحمل الزمالة في المحاسبة، وأربع بنات هن نوال وأمل وغادة وهالة، كان حريصًا على تعليمهم وصلاحهم، داعمًا للعلم فيهم خاصة طلب العلم الشرعي فقد خصص لمن يحفظ كتاب الله من أبناءه وأحفاده جوائز مجزية، حتى بلغ عدد حفاظ كتاب الله من أحفاده اثني عشر حفيدًا وحفيدة.

وفاته:

أصيب -رحمه الله- في السنوات الخمس الأخيرة من عمره بمرض الشلل الرعاشي “الباركنسن”، وكان -رحمه الله- صابرًا عليه، لا يظهر عليه الألم مع شدته ولا يشكو ألمه لأحد، حتى توفاه الله يوم الأربعاء ١٤/٦/١٤٤١ه، وودعته الرياض بجموع غفيرة وجنازة مهيبة يغشاها الحزن ويلفها الألم على عظيم الفقد وجلل المصاب.

كما ودعته أفريقيا وداع الابن اليتيم لوالده، فقد أقام أبناءها الأوفياء صلاة الغائب على الفقيد، فكان الشيخ -رحمه الله- فقيدًا عظيمًا لأفريقيا، يقول أ.د كمال محمد عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية: “اليوم يشعر كثير من أبناء أفريقيا باليتم ويلفهم الحزن على رجل لم يقعده المرض ولا كبر السن ولا المشغوليات عن الاستجابة لاحتياجات المسلمين في أفريقيا بوقته وماله وفكره”

لقاءاته ومؤلفاته:

صفحات من حياتي

إذاعة السعودية

منبر أفريقيا

مؤلفاته:

الحبشة أرض الهجرة الأولى

أمينة السلمي

الشيخ محمد بن إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017