السبت - 23 شعبان 1446 هـ - 22 فبراير 2025 م

تفسير قول الله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ودفع شبهة تقدُّم خلق حواء

A A

الحمد لله الذي أنار بصائر المؤمنين بنور الوحي، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أنار الله به الحق وأظهر به الإسلام ومحق به الشرك؛ فقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15].

أما بعد: فما أصدقَ قولَ الشاعر:

وكَمْ مِن عَائبٍ قولًا صَحِيحًا        وآفَتُه مِنَ الفَهمِ السَّقيمِ([1])

هذا هو حال كثيرٍ ممن يدَّعي العلمَ ويتباهَى بالإتيان بما يعجز عنه غيرُه، فترى بعضَهم يصولُ ويجول، متفنِّنًا في ردِّ ما دلَّ عليه ظاهر القرآن، وإبطال ما صحَّ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليخرجَ على الناس بعد ذلك بآراء شاذَّة لا خِطام لها ولا زِمَام، ضاربًا بأقوال أهل العلم قاطبة عُرْض الحائط.

حيث انبرى أحدُهم([2]) خطيبًا في الناسِ، مثيرًا للشبهاتِ حول خلق أُمِّنا حواء -عليها السلام-، محاولًا بذلك التشكيكَ فيما دلَّت عليه آيات الكتاب العزيز، ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1]، وطاعنًا فيما صحَّ من قوله صلى الله عليه وسلم: «فإنَّ المرأة خُلِقَت من ضِلَع»([3])، ومتجنِّيًا على هذا الحديث بوصفه أنه كلام فارغِ وخرافَة([4])؛ غير مكترثٍ بما قاله الصحابة رضي الله عنهم وجماهيرُ العلماء، ومن جملةِ ما أثاره: أنَّ حواء خُلقَت قبل آدم -عليهما السلام-.

وقبل الخوضِ في ردِّ هذه الشبهة، وإظهار عوارها وبطلانها، لا بدَّ من بيان وجه الحقِّ في تفسير الآية الكريمةِ، مع ذكر بعضِ ما أطبَق عليه جماهير المفسرين في تفسيرها؛ فإن من سنن الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتحوَّل: “أن الباطلَ لا ثباتَ له مع الحقِّ ولا بقاء”([5])؛ فبمجرد ظهور الحقّ وبيانه يخنس الباطل ويضمحلُّ ويهلَك؛ قال تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81].

تفسير قول الله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} وأراد بالنفس الواحدة آدمَ عليه السلام، وفي ذلك نعمة عليكم؛ لأنه أقرب إلى التعاطف بينكم.

وقال سبحانه: {وَخَلَقَ مِنْهَا} أي: من تلك النفس {زَوْجَهَا} يعني: حواء -عليها السلام-، وهذا هو قول جمهورِ المفسِّرين وعامتهم سلفًا وخلفًا([6])، وحكاه بعضهم إجماعًا([7]).

وقد تكرَّر ذكر خلقِ الناس جميعًا من نفس واحدة -وهي آدم عليه السلام- في القرآن الكريم في أربعةِ مواضع:

الأول: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1]

الثاني: قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98].

الثالث: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189].

الرابع: قوله سبحانه: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الزمر: 6].

وأطبق المفسِّرون على أنَّ ظاهر الآياتِ دالٌّ على أن ابتداء خلق حواء من نفس آدم -عليهما السلام- وأنَّ آدمَ هو أصلُها الذي اختُرِعت وأُنشِئت منه، ويعضِّد هذا ويقوِّيه ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإنَّ أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمُه كسرتَه، وإن تركته لم يزل أعوجَ، فاستوصوا بالنساء»([8])، وقد جاء هذا المعنى صريحًا في كلام ابن عباس، ومجاهد، والسدي، وقتادة([9]).

إذَا تبيَّن هذا ظهَر بطلانُ تلك الشبهة، وفيما يلي تفصيل الجواب عنها:

شبهةُ أنَّ حوَّاء خُلقت قبل آدم -عليهما السلام-:

استند صاحبُ هذه الشبهةِ إلى أنه بالنظر إلى آية النساء -وهي قوله سبحانه: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1]- لا يتبَيَّن المرادُ بالنفس هل هو آدم أم حواء، ولكن بالنظر إلى آية الأعراف -وهي قوله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]- يتبيَّن أن المراد بالنفس هي حواء، وذلك لأنَّ الضمير في قوله تعالى: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} مذكَّر، وهو يعود إلى مذكورٍ وهو قوله تعالى: {زَوْجَهَا}، فيكون المعنى على هذا: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} هي حواء، {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يعني: آدم {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}([10]).

الجواب عن هذه الشبهة:

لقائل أن يقول: ما مستندُ صاحب الشبهة فيما قاله بعد ما تقدم من البيان؟!

والجواب عن هذا: أن هذه الشبهةَ قد تلقَّفها صاحبُها من رأيٍ نقلَه الشيخ محمد رشيد رضا مبهِمًا ولم يبيِّن صاحبه، والظاهر أنه من المعاصرين للشيخ محمد رشيد رضا؛ حيث قال فيه: “هذا وإنَّ في النفس الواحدة -يعني: في قوله تعالى: {مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1]- وجهًا آخر وهو أنها الأنثى -يعني: حواء-؛ ولذلك أنَّثَها حيث ورَدت، وذكَّر زوجَها الذي خُلق منها في آية الأعراف، فقال: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]”([11]).

وتفصيل الجوابِ عن تلك الشبهة من عدَّة أوجهٍ، كلها صحيحة كافيَة في دفع الشبهة:

الوجه الأول: المراد بالنفس الواحدةِ في الآية: آدم عليه السلام:

جمهور المفسِّرين على أنَّ المرادَ بالنفس الواحدة في الآية الكريمة: هو آدم عليه السلام، وإنما قال: {وَاحِدَةٍ} على التأنيث لأجل اللفظ؛ لأن لفظ النفس مؤنَّث، وهذا مثل قول الشاعر:

أَبُوكَ خَلِيفَةٌ وَلدَتْه أُخْرَى    وَأَنتَ خَليفَةٌ ذَاكَ الْكَمَال

وإنما قال: ولدته للَفظ الخليفة، وإن كان معناه الذكر([12]).

يقول ابن جرير الطبري: “وقال تعالى ذكره: {مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}؛ لتأنيث النفس، والمعنى: من رجلٍ واحد، ولو قيل: من نفس واحد، وأخرج اللفظ على التذكير للمعنى، كان صوابًا”([13]).

وهذا التفسير محلُّ إجماع من المسلمين؛ يقول الرازي([14]) في تفسيره: “أجمع المسلمون على أن المرادَ بالنفس الواحدةِ ها هنا هو آدم عليه السلام، إلا أنه أنَّث الوصف على لفظِ النفس، ونظيرُه قوله تعالى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف: 74]”([15])، فإن الآية صريحةٌ في أنَّ نفس الولد الذَّكر -الذي قتله الخضر عليه السلام- قد وُصِفت بأنها زكية، وذلك اعتبارًا للَّفظ، وهذا مصداقًا للقاعدة: خير ما يفسَّر به القرآن الكريم هو القرآن الكريم، وقد كررها صاحب الشبهة، وليتَه التزم بها ولم يخالفها.

الوجه الثاني: المراد بقوله تعالى: {مِنْهَا زَوْجَهَا}: حواء -عليها السلام-:

لفظُ الزوجِ يُطلَق على الذكرِ والأنثى، وهو اللغةُ الفصيحة التي جاء بها القرآنُ الكريم، ولا يوجَد فيه ذكر لفظ الزوجَة البتة؛ يقول الراغب الأصفهاني: “زوج: يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى… وزوجة لغة رديئة”([16]).

وقد جمع الله تعالى بين آدم وزوجِه في آيتين من كتابه العزيز؛ فقال سبحانه: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، وقال تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [الأعراف: 19]، وقد أطبق المفسِّرون على أن المراد بقوله تعالى: {وَزَوْجُكَ} هي زوجته حواء، وهو الموافق لما جاء في سائر الكتابِ العزيز، وهذا محلُّ إجماع حكاه الرازي في تفسيره، فقال: “أجمعوا على أنَّ المراد بالزوجة حواء، وإن لم يتقدَّم ذكرها في هذه السورة [يعني: في سورة البقرة: 35] وفي سائر القرآن ما يدلُّ على ذلك، وأنها مخلوقة منه كما قال الله تعالى في سورة النساء: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}، وفي الأعراف: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}”([17]).

الوجه الثالث: ذكّر الضمير في قوله تعالى: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} ذهابًا لمعنى النفس:

مما سبق بيانه في الأوجهِ المتقدِّمة يُعلم بأنه لا إشكالَ في تذكير الضمير في قوله تعالى: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}؛ لأنَّه يعود إلى معنى النفس الواحدَة؛ ليؤكِّد أن المراد بها هو آدم عليه السلام، ولا يخفى ما في هذا التعبير من البلاغة وحسنِ البيان؛ وإمعانًا في إظهار هذا المعنى أنقل للعقلانيين كلام الزمخشري في تفسيره حيث يقول: “وقال: {لِيَسْكُنَ} فذكَّر بعدما أنَّث في قوله: {وَاحِدَةٍ}، [وقوله:] {مِنْهَا زَوْجَهَا}؛ ذهابًا إلى معنى النفس؛ ليبين أن المراد بها آدم؛ ولأن الذَّكر هو الذي يَسكُن إلى الأنثى ويتغشَّاها، فكان التَّذكير أحسنَ طباقًا للمعنى”([18]).

الوجه الرابع: مخالفة الشبهة لما ثبت في السنة الصحيحة من أن آدم هو أوَّل البشر:

لا يخفَى على كلّ ذي لبٍّ سليم أن السنةَ النبويةَ مبيِّنة للقرآن وشارحَة له، وقد ثبت في كثير من الأحاديثِ الصحيحةِ بيان أن آدم عليه السلام هو أبو البشر؛ ومنها ما جاء في الصحيحين -في حديث الشفاعة- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فيقول بعض الناس: أبوكم آدمُ، فيأتونه فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده…»([19]).

وفيهما عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده…»([20]).

اللهم اشرح صدورنا لفهم ما جاء في كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم والعمل به، واعصِمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: الأمثال السائرة من شعر المتنبي للصاحب بن عباد (ص: 35).

([2]) قال بهذا د. عدنان إبراهيم، ودونك رابط بعض كلامه:

https://www.youtube.com/watch?v=HsWe_t6-Qrg

([3]) أخرجه البخاري (3331)، ومسلم (1468)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([4]) في مركز سلف تفنيد وردّ عليه في هذا، ضمن ورقة علمية بعنوان: “المرأة خلقت من ضلع، دلالة السياق والردّ على شبهات الانسياق”، ودونك رابطها:

https://salafcenter.org/3466/.

([5]) ينظر: تفسير ابن كثير (5/ 112).

([6]) ينظر: تفسير الطبري (7/ 514)، وتفسير الماوردي (1/ 446)، ودرج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني (2/ 563)، وتفسير السمعاني (1/ 393)، وتفسير ابن كثير (2/ 206).

([7]) ومنهم الرازي في تفسيره (9/ 477).

([8]) تقدم تخريجه.

([9]) ينظر: تفسير الطبري (13/ 304)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (2/ 5)، وتفسير ابن المنذر (2/ 547)، وتفسير الماوردي (1/ 446)، ودرج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني (2/ 563)، وتفسير السمعاني (1/ 393)، والبحر المحيط في التفسير لأبي حيان (3/ 494)، وتفسير ابن كثير (2/ 206)، والدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي (2/ 423، 7/ 212)، وغيرها.

([10]) هذا مفاد الشبهة التي ألقاها د. عدنان إبراهيم في إحدى خطبه، ودونك رابط كلامه:

https://www.youtube.com/watch?v=Dijc7fiEcTc

([11]) ينظر: تفسير المنار (4/ 271)، وما بين المطَّتين زيادة منا للإيضاح.

([12]) ينظر: معاني القرآن للفراء (1/ 252)، وتفسير السمعاني (1/ 393).

([13]) تفسير الطبري (7/ 514).

([14]) وهو ممَّن يحتفي بهم العقلانيون والحداثيون، ويعتمدون كلامهم.

([15]) تفسير الرازي (9/ 477).

([16]) المفردات في غريب القرآن (ص: 384).

([17]) تفسير الرازي (3/ 451).

([18]) تفسير الزمخشري (2/ 186).

([19]) أخرجه البخاري (3340)، ومسلم (194)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([20]) أخرجه البخاري (4476)، ومسلم (193).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017