السبت - 25 جمادى الأول 1445 هـ - 09 ديسمبر 2023 م

تفسير قول الله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ودفع شبهة تقدُّم خلق حواء

A A

الحمد لله الذي أنار بصائر المؤمنين بنور الوحي، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أنار الله به الحق وأظهر به الإسلام ومحق به الشرك؛ فقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15].

أما بعد: فما أصدقَ قولَ الشاعر:

وكَمْ مِن عَائبٍ قولًا صَحِيحًا        وآفَتُه مِنَ الفَهمِ السَّقيمِ([1])

هذا هو حال كثيرٍ ممن يدَّعي العلمَ ويتباهَى بالإتيان بما يعجز عنه غيرُه، فترى بعضَهم يصولُ ويجول، متفنِّنًا في ردِّ ما دلَّ عليه ظاهر القرآن، وإبطال ما صحَّ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليخرجَ على الناس بعد ذلك بآراء شاذَّة لا خِطام لها ولا زِمَام، ضاربًا بأقوال أهل العلم قاطبة عُرْض الحائط.

حيث انبرى أحدُهم([2]) خطيبًا في الناسِ، مثيرًا للشبهاتِ حول خلق أُمِّنا حواء -عليها السلام-، محاولًا بذلك التشكيكَ فيما دلَّت عليه آيات الكتاب العزيز، ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1]، وطاعنًا فيما صحَّ من قوله صلى الله عليه وسلم: «فإنَّ المرأة خُلِقَت من ضِلَع»([3])، ومتجنِّيًا على هذا الحديث بوصفه أنه كلام فارغِ وخرافَة([4])؛ غير مكترثٍ بما قاله الصحابة رضي الله عنهم وجماهيرُ العلماء، ومن جملةِ ما أثاره: أنَّ حواء خُلقَت قبل آدم -عليهما السلام-.

وقبل الخوضِ في ردِّ هذه الشبهة، وإظهار عوارها وبطلانها، لا بدَّ من بيان وجه الحقِّ في تفسير الآية الكريمةِ، مع ذكر بعضِ ما أطبَق عليه جماهير المفسرين في تفسيرها؛ فإن من سنن الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتحوَّل: “أن الباطلَ لا ثباتَ له مع الحقِّ ولا بقاء”([5])؛ فبمجرد ظهور الحقّ وبيانه يخنس الباطل ويضمحلُّ ويهلَك؛ قال تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81].

تفسير قول الله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} وأراد بالنفس الواحدة آدمَ عليه السلام، وفي ذلك نعمة عليكم؛ لأنه أقرب إلى التعاطف بينكم.

وقال سبحانه: {وَخَلَقَ مِنْهَا} أي: من تلك النفس {زَوْجَهَا} يعني: حواء -عليها السلام-، وهذا هو قول جمهورِ المفسِّرين وعامتهم سلفًا وخلفًا([6])، وحكاه بعضهم إجماعًا([7]).

وقد تكرَّر ذكر خلقِ الناس جميعًا من نفس واحدة -وهي آدم عليه السلام- في القرآن الكريم في أربعةِ مواضع:

الأول: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1]

الثاني: قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98].

الثالث: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189].

الرابع: قوله سبحانه: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الزمر: 6].

وأطبق المفسِّرون على أنَّ ظاهر الآياتِ دالٌّ على أن ابتداء خلق حواء من نفس آدم -عليهما السلام- وأنَّ آدمَ هو أصلُها الذي اختُرِعت وأُنشِئت منه، ويعضِّد هذا ويقوِّيه ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإنَّ أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمُه كسرتَه، وإن تركته لم يزل أعوجَ، فاستوصوا بالنساء»([8])، وقد جاء هذا المعنى صريحًا في كلام ابن عباس، ومجاهد، والسدي، وقتادة([9]).

إذَا تبيَّن هذا ظهَر بطلانُ تلك الشبهة، وفيما يلي تفصيل الجواب عنها:

شبهةُ أنَّ حوَّاء خُلقت قبل آدم -عليهما السلام-:

استند صاحبُ هذه الشبهةِ إلى أنه بالنظر إلى آية النساء -وهي قوله سبحانه: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1]- لا يتبَيَّن المرادُ بالنفس هل هو آدم أم حواء، ولكن بالنظر إلى آية الأعراف -وهي قوله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]- يتبيَّن أن المراد بالنفس هي حواء، وذلك لأنَّ الضمير في قوله تعالى: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} مذكَّر، وهو يعود إلى مذكورٍ وهو قوله تعالى: {زَوْجَهَا}، فيكون المعنى على هذا: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} هي حواء، {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يعني: آدم {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}([10]).

الجواب عن هذه الشبهة:

لقائل أن يقول: ما مستندُ صاحب الشبهة فيما قاله بعد ما تقدم من البيان؟!

والجواب عن هذا: أن هذه الشبهةَ قد تلقَّفها صاحبُها من رأيٍ نقلَه الشيخ محمد رشيد رضا مبهِمًا ولم يبيِّن صاحبه، والظاهر أنه من المعاصرين للشيخ محمد رشيد رضا؛ حيث قال فيه: “هذا وإنَّ في النفس الواحدة -يعني: في قوله تعالى: {مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1]- وجهًا آخر وهو أنها الأنثى -يعني: حواء-؛ ولذلك أنَّثَها حيث ورَدت، وذكَّر زوجَها الذي خُلق منها في آية الأعراف، فقال: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]”([11]).

وتفصيل الجوابِ عن تلك الشبهة من عدَّة أوجهٍ، كلها صحيحة كافيَة في دفع الشبهة:

الوجه الأول: المراد بالنفس الواحدةِ في الآية: آدم عليه السلام:

جمهور المفسِّرين على أنَّ المرادَ بالنفس الواحدة في الآية الكريمة: هو آدم عليه السلام، وإنما قال: {وَاحِدَةٍ} على التأنيث لأجل اللفظ؛ لأن لفظ النفس مؤنَّث، وهذا مثل قول الشاعر:

أَبُوكَ خَلِيفَةٌ وَلدَتْه أُخْرَى    وَأَنتَ خَليفَةٌ ذَاكَ الْكَمَال

وإنما قال: ولدته للَفظ الخليفة، وإن كان معناه الذكر([12]).

يقول ابن جرير الطبري: “وقال تعالى ذكره: {مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}؛ لتأنيث النفس، والمعنى: من رجلٍ واحد، ولو قيل: من نفس واحد، وأخرج اللفظ على التذكير للمعنى، كان صوابًا”([13]).

وهذا التفسير محلُّ إجماع من المسلمين؛ يقول الرازي([14]) في تفسيره: “أجمع المسلمون على أن المرادَ بالنفس الواحدةِ ها هنا هو آدم عليه السلام، إلا أنه أنَّث الوصف على لفظِ النفس، ونظيرُه قوله تعالى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف: 74]”([15])، فإن الآية صريحةٌ في أنَّ نفس الولد الذَّكر -الذي قتله الخضر عليه السلام- قد وُصِفت بأنها زكية، وذلك اعتبارًا للَّفظ، وهذا مصداقًا للقاعدة: خير ما يفسَّر به القرآن الكريم هو القرآن الكريم، وقد كررها صاحب الشبهة، وليتَه التزم بها ولم يخالفها.

الوجه الثاني: المراد بقوله تعالى: {مِنْهَا زَوْجَهَا}: حواء -عليها السلام-:

لفظُ الزوجِ يُطلَق على الذكرِ والأنثى، وهو اللغةُ الفصيحة التي جاء بها القرآنُ الكريم، ولا يوجَد فيه ذكر لفظ الزوجَة البتة؛ يقول الراغب الأصفهاني: “زوج: يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى… وزوجة لغة رديئة”([16]).

وقد جمع الله تعالى بين آدم وزوجِه في آيتين من كتابه العزيز؛ فقال سبحانه: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، وقال تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [الأعراف: 19]، وقد أطبق المفسِّرون على أن المراد بقوله تعالى: {وَزَوْجُكَ} هي زوجته حواء، وهو الموافق لما جاء في سائر الكتابِ العزيز، وهذا محلُّ إجماع حكاه الرازي في تفسيره، فقال: “أجمعوا على أنَّ المراد بالزوجة حواء، وإن لم يتقدَّم ذكرها في هذه السورة [يعني: في سورة البقرة: 35] وفي سائر القرآن ما يدلُّ على ذلك، وأنها مخلوقة منه كما قال الله تعالى في سورة النساء: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}، وفي الأعراف: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}”([17]).

الوجه الثالث: ذكّر الضمير في قوله تعالى: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} ذهابًا لمعنى النفس:

مما سبق بيانه في الأوجهِ المتقدِّمة يُعلم بأنه لا إشكالَ في تذكير الضمير في قوله تعالى: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}؛ لأنَّه يعود إلى معنى النفس الواحدَة؛ ليؤكِّد أن المراد بها هو آدم عليه السلام، ولا يخفى ما في هذا التعبير من البلاغة وحسنِ البيان؛ وإمعانًا في إظهار هذا المعنى أنقل للعقلانيين كلام الزمخشري في تفسيره حيث يقول: “وقال: {لِيَسْكُنَ} فذكَّر بعدما أنَّث في قوله: {وَاحِدَةٍ}، [وقوله:] {مِنْهَا زَوْجَهَا}؛ ذهابًا إلى معنى النفس؛ ليبين أن المراد بها آدم؛ ولأن الذَّكر هو الذي يَسكُن إلى الأنثى ويتغشَّاها، فكان التَّذكير أحسنَ طباقًا للمعنى”([18]).

الوجه الرابع: مخالفة الشبهة لما ثبت في السنة الصحيحة من أن آدم هو أوَّل البشر:

لا يخفَى على كلّ ذي لبٍّ سليم أن السنةَ النبويةَ مبيِّنة للقرآن وشارحَة له، وقد ثبت في كثير من الأحاديثِ الصحيحةِ بيان أن آدم عليه السلام هو أبو البشر؛ ومنها ما جاء في الصحيحين -في حديث الشفاعة- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فيقول بعض الناس: أبوكم آدمُ، فيأتونه فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده…»([19]).

وفيهما عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده…»([20]).

اللهم اشرح صدورنا لفهم ما جاء في كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم والعمل به، واعصِمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: الأمثال السائرة من شعر المتنبي للصاحب بن عباد (ص: 35).

([2]) قال بهذا د. عدنان إبراهيم، ودونك رابط بعض كلامه:

https://www.youtube.com/watch?v=HsWe_t6-Qrg

([3]) أخرجه البخاري (3331)، ومسلم (1468)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([4]) في مركز سلف تفنيد وردّ عليه في هذا، ضمن ورقة علمية بعنوان: “المرأة خلقت من ضلع، دلالة السياق والردّ على شبهات الانسياق”، ودونك رابطها:

https://salafcenter.org/3466/.

([5]) ينظر: تفسير ابن كثير (5/ 112).

([6]) ينظر: تفسير الطبري (7/ 514)، وتفسير الماوردي (1/ 446)، ودرج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني (2/ 563)، وتفسير السمعاني (1/ 393)، وتفسير ابن كثير (2/ 206).

([7]) ومنهم الرازي في تفسيره (9/ 477).

([8]) تقدم تخريجه.

([9]) ينظر: تفسير الطبري (13/ 304)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (2/ 5)، وتفسير ابن المنذر (2/ 547)، وتفسير الماوردي (1/ 446)، ودرج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني (2/ 563)، وتفسير السمعاني (1/ 393)، والبحر المحيط في التفسير لأبي حيان (3/ 494)، وتفسير ابن كثير (2/ 206)، والدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي (2/ 423، 7/ 212)، وغيرها.

([10]) هذا مفاد الشبهة التي ألقاها د. عدنان إبراهيم في إحدى خطبه، ودونك رابط كلامه:

https://www.youtube.com/watch?v=Dijc7fiEcTc

([11]) ينظر: تفسير المنار (4/ 271)، وما بين المطَّتين زيادة منا للإيضاح.

([12]) ينظر: معاني القرآن للفراء (1/ 252)، وتفسير السمعاني (1/ 393).

([13]) تفسير الطبري (7/ 514).

([14]) وهو ممَّن يحتفي بهم العقلانيون والحداثيون، ويعتمدون كلامهم.

([15]) تفسير الرازي (9/ 477).

([16]) المفردات في غريب القرآن (ص: 384).

([17]) تفسير الرازي (3/ 451).

([18]) تفسير الزمخشري (2/ 186).

([19]) أخرجه البخاري (3340)، ومسلم (194)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([20]) أخرجه البخاري (4476)، ومسلم (193).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (3) هل كفَّر الأشاعرة عوامَّ المسلمين؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من أكبر المسائل الخلافية بين أهل السنة والأشاعرة: مسألة التقليد في العقائد، وقد قال مجمل الأشاعرة بمنع التقليد في العقائد مطلقًا، وأوجبوا النظر الكلاميَّ -كما مرَّ بيانه في الجزأين الأولين-، ولهذا القول آثار عديدة، من أهمها مسألة إيمان المقلّد: هل يصح إيمانه أو لا يصح؟ وإذا لم يصحّحوا […]

عرض وتَعرِيف بكِتَاب (نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا. اسم المؤلف: د. منير بن حامد بن فراج البقمي. دار الطباعة: مركز التأصيل للدراسات والأبحاث، جدة. رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1444هـ-2022م. حجم الكتاب: يقع في مجلد، وعدد صفحاته (544) صفحة. مشكلة […]

هل رُوح الشريعة أولى منَ النصوص؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يتداول العلمانيون في خطابهم مفاهيم متعدّدة مثل: المقاصد، والمصالح، والمغزى، والجوهر، والروح، والضمير الحديث، والضمير الإسلامي، والوجدان الحديث، والمنهج، والرحمة([1]). وقد جعلوا تلك الألفاظ وسيلة للاحتيال على الأوامر والنواهي الربانية، حتى ليخيَّل للمرء أن الأحكام الشرعية أحكام متذبذبة وأوصاف إضافية نسبيّة منوطة بما يراه المكلَّف ملائمًا لطبعه أو منافرًا، […]

متى يكون الموقفُ من العلماء غلوًّا؟

العلماء ورثة الأنبياء وأمناء الشريعة وحملة الكتاب، ولا يشكّ في فضلهم إلا من جهل ما يحملون، أو ظنّ سوءًا بمن أنعم عليهم به، ولا شكّ أن الفهم عن الله وتعقّل مراده والوقوف عند حدوده قدر المستطاع من أعظم نعَم الله على عبده، ولهذا مدَح الله المجتهدَ في طلب الحقّ؛ أصاب الحق أو الأجر، قال سبحانه: […]

دعاء نوح عليه السلام على قومه بالهلاك .. شبهة وجواب

مقدمة: أرسل الله تعالى نوحًا عليه السلام إلى قومه ليدعوَهم إلى عبادة الله وحده، فلما بلَّغ رسالة ربه ونصحهم رفضوا دعوتَه ونصيحتَه، وزعموا أنه عليه السلام لا يستحقّ أن يكون رسولًا إليهم؛ لأنه بشرٌ مثلهم، ولو شاء الله إرسال رسول إليهم لأنزل ملكًا من الملائكة، وادَّعوا أن الذي دعا نوحا إلى هذا هو رغبته في […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (2) – مناقشة أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مرَّ بنا في الجزء الأول من هذه الورقة قولُ الأشاعرة في التقليد في العقائد، وأنهم يمنعونه، ويستدلّون على قولهم بأصول عديدة، من أهمها ثلاثة أصول، وهي: الأصل الأول: وجوب النظر. الأصل الثاني: ذم الشارع للتقليد. الأصل الثالث: طلب اليقين في العقائد. أما الأصل الأول فهو الأصل الأبرز لديهم، وعليه […]

هل كان في تأسيس الإمام الشافعي لعِلم أُصول الفقه جنايةٌ على العقل المُسلم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قد كثُرت شبهات الحداثيّين حول الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ووقفوا منه موقفًا عدائيًّا شديدًا، وكتبوا في ذلك أبحاثًا ومؤلّفاتٍ تجاوزوا فيها الحدّ. ومن أبرز تلك الشبهات التي أثاروها: أنَّ الإمام رحمه الله بتأليفه كتاب الرسالة، وتدوينه لعلم أُصول الفقه قام -بزعم الحداثيين- بضرب العقل الإسلامي فيما يتعلَّق بالفقه […]

عرض وتعريف بكتاب: الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب:  عنوان الكتاب: (الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-).  اسـم المؤلف: الدكتور: السعيد صبحي العيسوي.  الطبعة: الأولى.  سنة الطبع: 1443هـ.  عدد الصفحات: (543) صفحة، في مجلد واحد.  الناشر: تكوين للدراسات والأبحاث.  أصل الكتاب: رسالة علمية تقدّم بها المؤلف لنيل درجة العالمية […]

برامج التنمية البشرية وأثرها في نشر الإلحاد في بلاد المسلمين -البرمجة اللغوية العصبية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تعريف البرمجة اللغوية العصبية: البرمجة العصبية (NLP) هي اختصار لثلاث كلمات: NEURO – LINGUISTIC – PROGRAMMING يتكوّن مصطلح البرمجة اللغوية العصبية من ثلاث ألفاظ مركبة: لفظ “البرمجة”: ويشير إلى أن الناس يتصرفون وفق برامج وأنظمة شخصية تتحكم في طرق تعاملهم مع شؤون الحياة المختلفة. و“اللغوية”: وفيها إشارة إلى أساليب […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (1) – أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: التقليدُ في العقائد من المسائل المهمة التي دار -ولا يزال يدور- حولها جدلٌ كبير داخلَ الفكر الإسلامي، وحتَّى داخلَ الفكر السُّنّي أحيانًا وإن كان النزاع في الأصل هو بين أهل السنة والجماعة وبين المتكلّمين عمومًا والأشاعرة بالخصوص، وأهمِّية المسألة تكمن في الآثار المترتبة عليها، مثل قبول إيمان المقلّد، […]

تحقيق القول في مراتب الاستغاثة ودرجاتها وشبهة تلقي الفقهاء لها بالقبول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا شكَّ أنَّ وجوبَ إفرادِ الله تعالى وحدَه بالدعاء دون غيره من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فالله عز وجل شرع لعباده دعاءَه وحده لا شريك له، وهو سبحانه يستجيب لهم في كلّ زمان ومكان، على اختلاف حاجاتهم وتنوّع لغاتهم، كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ […]

دفع شبهات الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه الجزء (3) “موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من إكثار أبي هريرة من الرواية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التشديد من الإكثار من الرواية خشية الوقوع في الزلل والخطأ من المواقف الثابتة عنه التي دلت عليها الروايات الصحيحة. قال ابن قتيبة: (وكان عمر أيضًا شديدًا على من أكثر الرواية، أو أتى بخبرٍ في الحُكمِ لا شاهدَ لَهُ عليه، وكان […]

مصادر التلقي عند الصوفية “عرض ونقد”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن أهمِّ الأصول التي تقوم عليها عقيدة أهل السنة والجماعة مصادر التلقي والاستدلال؛ إذ إنَّ مصادر التلقّي عند كلّ طائفة هي العامل الرئيس في تكوين الفكر لديها؛ لذا يعتمد أهل السنة في تلقي مسائل الاعتقاد على الكتاب والسنة؛ وذلك لأن العقيدة توقيفية، فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، […]

هل حديثُ: «النساءُ ناقِصاتُ عَقلٍ ودينٍ» يُكرِّس النظرةَ الدُّونيةَ للمرأةِ؟

إن الخطاب الحداثي والعلماني الذي يدعي الدفاعَ عن حقوق المرأة ينطلق من مبدأ المساواة التامّة بين الذكر والأنثى، بل قد وصل إلى درجة من التطرف جعلته يصل إلى ما يسمَّى بالتمركز حول الأنثى (الفيمنيزم)، الذي حقيقته الدعوة إلى الصراع مع الرجل والتمرد عليه، والوقوف له بالندية. وقد أدى ذلك بالحداثيين والعلمانيين إلى نصب العداوة مع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017