الأحد - 24 شعبان 1446 هـ - 23 فبراير 2025 م

العقيدة الصحيحة في زمن الأوبئة

A A

عقلُ الإنسان وفطرتُه يفرضان عليه المواقفَ منَ الأشياء، وهذه المواقفُ تسبقُها تصوُّراتٌ تشكِّل فيما بعد معتقداتٍ تدفع الإنسانَ نحو الحقيقة، أو يتعثَّر بسببها دونَ السعادة، وهذا التعثُّر عادةً ما يكون نتيجةَ المعتقد الخاطِئ في الأشياء.

ومن أخطر الأشياء التي تزلُّ فيها قدم صاحِب العقيدة الأوبئةُ والكوارِث؛ لأنَّ الإنسان يتنازعه فيها عاملان من عوامل الخطأ هما: الفزع والعَجز، فيتخبَّط مَن لم ترسخ قدمُه في الإيمان، فتنزع به عاطفته إلى الخرافةِ والدجل، وقد تنزع به إلى التشكِّي والجزَع وقلَّة الصبر، وهنا تظهر أهمِّيَّة العقيدة الصحيحة في زمن الأوبئةِ ونزول البلاء بالناس، سواء كان هذا البلاء مادّيًّا أو معنويًّا، ولا شكَّ أنَّ أهمّية العقيدة الصحيحة تظهر في أمور:

الأمر الأول: اعتقاد أنَّ كلَّ بلاء أو وباء هو بسبب مخالفة شرعية:

وهذا الاعتقادُ يساعد الإنسانَ في الاهتداء إلى العلاج الصحيح للوباء، وذلك بتصحيح المسار إلى الله عز وجل، والمراجعة للنفس، والمسارعة بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، قال عليه الصلاة والسلام: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينةٍ، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضُهم أسفلَها، فكان الذين في أسفلها إذا استَقَوا من الماء مرُّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خَرَقنا في نصيبِنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا ونجوا جميعًا»([1]).

ويشهد لهذا المعنى الذي ذكرنا ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن -وأعوذ بالله أن تدركوهن-: لم تظهر الفاحشةُ في قوم قطّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاع التي لم تكن مضَت في أسلافهم الذين مَضَوا، ولم ينقُصوا المكيالَ والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشدَّة المؤونة وجَور السلطان عليهم» الحديث([2])، وقال عليه الصلاة والسلام: «ويل للعرب من شرٍّ قدِ اقترب؛ فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه»، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسولَ الله، أنهلك وفينا الصَّالحون؟! قال: «نعم؛ إذا كثر الخبث»([3]).

الأمر الثاني: الصبر على البلاء:

سواء كان وباءً أو نقصًا في الأموال والأنفس والثمرات، فكلّ هذا يقَع على الإنسان بمشيئةِ الله وقَدَره الكونيِّ الذي لا يخرج عنه شيءٌ، وحظُّ المؤمن من الوباء الصبرُ عليه؛ فيكفِّر الله عنه سيِّئاته، ويرفع درجته، قال عليه الصلاة والسلام: «إنَّ هذا الطاعون رِجزٌ سُلِّط على من كان قبلكم –أو: على بني إسرائيل-، فإذا كان بأرضٍ فلا تخرجوا منها فرارًا منه، وإذا كان بأرض فلا تدخلوها»([4]).

فالمسلم يصبر عليه، ويعلم أنه من عند الله عز وجل، ولا يفرّ من قضاء الله إلا إلى قضاء الله، قال ابن مسعود رضي الله عنه: “الطاعون فتنةٌ على المقيم والفارّ، أمَّا الفارُّ فيقول: فررت فنجوتُ، وأمَّا المقيم فيقول: أقمتُ فمتُّ، وكَذَبَا؛ فرَّ من لم يجئ أجلُه، وأقام من جاء أجلُه”([5])، وقال سبحانه: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور} [لقمان: 17].

الأمر الثالث: اعتقاد أن الإنسان لن يصيبه خير ولا شرّ إلا بإذن من الله وتقدير:

وما كتب عليه فإنه لن يتعدَّاه إلى غيره، ولن يردَّه عنه أحد، قال الله سبحانه: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُير} [الأنعام: 17]، وقال سبحانه: {قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [الأحزاب: 17]، وقال سبحانه: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون} [الزمر: 38].

وعن ابن الديلميِّ قال: أتيتُ أبيَّ بن كعب فقلت له: وقَع في نفسي شيءٌ منَ القدَر، فحدِّثني بشيءٍ لعلَّ الله أن يذهبه من قلبي، فقال: “لو أن الله عذَّب أهل سمواته وأهلَ أرضه عذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمتُه خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثل أحدٍ ذهبًا في سبيل الله ما قبِلَه الله منك حتى تُؤمن بالقدر، وتعلَمَ أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطِئَك، وأنَّ ما أخطأَك لم يكن ليصيبَك، ولو متَّ على غير هذا لدخلتَ النار”، قال: ثم أتيتُ عبدَ الله بنَ مسعود فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيتُ حذيفة بنَ اليمان فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيتُ زيدَ بن ثابت فحدَّثني عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك([6]).

الأمر الرابع: الأخذ بالأسباب المشروعة أخذا لا ينافي التوكل على الله:

فالوباء مع عمومه وخطره فإن الله عز وجل شرع للناس دفعَه عن أنفسهم بما يستطيعون، وقد ظنَّ بعض الناس تعارضَ كلام السلف في الفرار منه وعدَمه تركًا للأخذ بالأسباب، وقد أحسن ابنُ دقيق العيد رحمه الله تصويرَ المسألة، وهي حكم الفرار من الطاعون، فقال: “الذي يترجَّح عندي في الجمع بينهما أنَّ في الإقدام عليه تعريضَ النفس للبلاء، ولعلَّها لا تصبر عليه، وربما كان فيه ضربٌ منَ الدَّعوى لمقام الصبر أو التوكّل، فمنع ذلك حذرًا منِ اغترار النفس ودَعواها ما لا تَثبُت عليه عند الاختبار، وأمَّا الفرار فقد يكون داخلًا في التوغُّل في الأسباب بصورةِ مَن يحاول النجاة بما قدر عليه، فأَمَرنا الشارعُ بترك التكلُّف في الحالتين، ومن هذه المادّة قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تتمنَّوا لقاء العدوِّ، وإذا لقيتموهم فاصبروا»([7])، فأمر بترك التمني لما فيه من التعرض للبلاء وخوف اغترار النفس؛ إذ لا يؤمن غدرها عند الوقوع، ثم أمرهم بالصبر عند الوقوع تسليمًا لأمر الله تعالى”([8]).

الأمر الخامس: الثقة بالله وحسن الظن به:

فبه تسهل الصعابُ وتهون، ويقرب البعيد، ويمكن المستحيل، وهذا المعتقدُ يقوي النفس، فيحملها على تحمل المكاره بل ودفعها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء»([9])، قال ابن بطال: “وفيه إباحة التداوي وجواز الطبّ، وهو رد على الصوفية الذي يزعمون أنَّ الولاية لا تتمُّ إلا إذا رضي بجميع ما نزل من البلاء، ولا يجوز له مداواته. وقد أباح عليه السلام التداوي… فلا معنى لقول من أنكر ذلك”([10]).

وعن زيد بن أسلم أن رجلا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه جرح، فاحتقن الجرح الدم، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار، فنظرا إليه، فزعما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما: «أيُّكما أطبُّ؟» فقالا أوَفي الطِّبِّ خير يا رسول الله؟! فزعم زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء»([11]).

قال الباجي: “وقوله صلى الله عليه وسلم: «أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء» تفويض لله تبارك وتعالى في ذلك كله، وأنه الخالق له، وإنما أنزله إلى الناس بمعنى أعلمهم إياه، وأذن لهم فيه، كما أعلمهم التغذِّي بالطعام والشراب، وأباحه لهم، وهذا ظاهر في جواز التداوي لما في ذلك من المنافع”([12]).

فهذه جملة من العقائد النافعة للمسلم في زمن الوباء، تحفظ إيمانه، وتنفعه في دنياه وأخراه، وبها يجمع بين حسن الظن بالله سبحانه وتعالى وبين حفظ نفسه، وأخذه بالأسباب أخذا لا ينافي التوكل، ولا يدعو إلى الجزع وترك الصبر، والمحفوظ من حفظه الله بحفظه، ووفقه للخيرات في زمن البلاء والانشغال بأمر العامة عن طاعة الله سبحانه.

والله الموفق.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البخاري (2361).

([2]) سنن ابن ماجه (4019).

([3]) أخرجه البخاري (6168).

([4]) أخرجه مسلم (2218).

([5]) ينظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (8/ 372).

([6]) أخرجه أبو داود (4669)، وابن ماجه (77).

([7]) أخرجه البخاري (3026)، ومسلم (1741).

([8]) فتح الباري (10/ 190).

([9]) أخرجه البخاري (5354).

([10]) شرح البخاري (9/ 394).

([11]) أخرجه مالك في الموطأ (1689) هكذا مرسلا.

([12]) المنتقى (7/ 261).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017