الثلاثاء - 07 ذو الحجة 1446 هـ - 03 يونيو 2025 م

السلفيّون يتَّبِعون منهَجَ السلف أم شَيخَ الإسلام؟

A A

شيخ الإسلام ومنهج السلف:

لا يعتقِد السلفيون أصلًا وجودَ تغايُر حقيقيّ بين منهج السلف وما يقرِّره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهم إنما يعظِّمون شيخ الإسلام لاتِّباعه منهجَ السلف، ورفعه لهذا الشعار في وجه كلِّ مخالف للكتاب والسنة، ومنافحتِه عن المنهج بكلّ ما أوتي من علمٍ وعقل؛ حتى صار علامةً فارقة في التاريخ فيما يتعلَّق بمنهج السلف وتقريره، ولا يمكن لأيِّ قارئ موضوعيٍّ أن يتجاوزه في البحث العقديّ ويتجاهل آراءَه مطلقًا، فكيف إذا كان مهتمًّا بمنهج السلف مريدًا لاتباع طريقهم؟!

فمِن هنا جاء تعظيم شيخ الإسلام ومدرسته العلمية والاهتمام بتراثه لهذا المقصد، لا لاتباعه فيما يخصُّه أو فيما يمكن أن يخالف فيه المستقِرّ عند السلف.

الجواب عن دعوى المفارقة:

وهذه القيمةُ لشيخ الإسلام والحقيقةُ الواضحة لم تَرُق لخصومه، فجعلوا منهجَه شيئًا ومنهجَ السلف شيئًا آخر؛ لسحب بساط المصداقيَّة عنه وعمَّن يعظِّمه، فادَّعوا أنَّ جلَّ السلفيين إنما يتَّبعون شيخ الإسلام ولا يتَّبعون منهج السلفِ، وللجواب على هذه الدعوَى نوضِّح الآتي:

أولا: من المعلوم في جميع المذاهب أن اختيارَ رواية معيَّنة داخلَ مذهبٍ معين واعتمادَها لأسباب موضوعيةٍ – مثل علم صاحبها ومعرفته بالمذهب – لا يعَدُّ اختصارًا للمذهب في شخصٍ، بل هو اختيارٌ له مقوِّماتُه الموضوعيَّة، وهو واقع في المذاهِب جميعِها الفقهية والعقدية.

ثانيا: يجب التفريق بين مقام التعلُّم والتعليم وبين مقام البحث والتحقيق، فمن يريد تعميم علمٍ معيَّن على أمَّة بكاملها لا يمكن أن يعمِّمه بجميع رجاله وجميع كُتُبه، ولا حتى بجميع مسائله، بل حسبُه المهمّ من المسائل، وحسبُه من الكتب ما جمع بين الاختصار والوضوح والدِّقَّة؛ في النقل إن كان المتن نقلًا، أو الشرح إن كان شرحًا، وهذا أيضا عامّ في جميع المذاهب عقديةً كانت أو فقهية، فلها كتُبُها المختصَرة المعتَمَدة التي يُرجع إليها في التعليم والتدريس ومعرفة المعتَمَد، ومن هنا يأتي اختيار بعضِ كتبِ شيخ الإسلام أو غيره؛ لكونها تعبِّر عن مضمون الفكرة تعبيرًا سليما، ولا تشذُّ عن المنهج، وهذا لا يعني عدَمَ الاستدراك على الكتاب المعتمَد في بعض ألفاظه أو تقريراته، ومراجعة المؤلِّف في ذلك، والمراجعة والاستدراك لا يسقِطان قيمةَ الكتاب ولا مصداقيةَ المؤلف.

ثالثا: إذا أردنا أن ننسب قومًا إلى شخص وننفيَ عنهم المنهج فلا بدَّ من التأكُّد من عدة أمور منها:

– اتِّباعهم للشخص فيما يخالف فيه المنهج وتبنِّيهم له.

– اتِّباعهم له فيما انفَرَد به بين أهل المذهب دون النظر إلى الدليل أو مراعاتِه، وليس هذا مرادِفًا للموافَقَة في الاجتهاد التي هي نتيجة التحرِّي.

– دراسة المخالفة المنهجيَّة للشخص، ومعرفة درجة مخالفتها: هل هي من السائغ المقبول أم من الخلاف الشاذ المردود؟ وتبنِّي الطائفة لها: هل وصل إلى حدِّ الظاهرة أم أنه كان موافقةً في المنهج من طرف أشخاص محدودين؟

وحين نحاكم السلفيةَ المعاصرةَ لهذه المعايير العِلميَّة نجد أنهم مع اهتمامهم بكتُب شيخ الإسلام رحمه الله وتراثه فإنهم لم يجعلوه حظَّهَم الوحيد من العلم، ولا من التحقيقِ، فقد اعتنوا بكتب الأئمَّة الفقهية والحديثية، بالإضافة إلى الكتب المفردة في العقيدة المسندة مثل التوحيد لابن خزيمة، والشريعة للآجري، وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، والسنة للإمام أحمد، وللخلال والمروزي، والإيمان والتوحيد لابن منده، وغيرها، ونقلوا منها، وطبعوها واعتنوا بها.

وبالنسبة للمتون العقدية المتداوَلَة فإنَّ الواسطيَّةَ على أهمِّيَّتها وقيمتِها لم تشغَلهم عن الطحاوية، وعن شرح ابن أبي العزّ الحنفيّ، وعن اللمعة لابن قدامة، وتجريد التوحيد للمقريزي.

وفي تناول المسائل العقدية التي يُظنُّ أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال فيها قولا ليس مشهورا عند أهلِ السنة فإنك لا تجد منهم تبنِّيا له، وإنما تجد اختيارا مخالفا أو اعتذارًا ونفيًا، وخذ مثالا على ذلك القول بفناء النار، فإنك لن تجد السلفيين كلهم يعتمدونه ولا يقولون به لأن شيخ الإسلام قال به أو ادُّعِي عليه أنه قال به، فهذا الإمام ابن باز حين نَسب القول إلى ابن تيمية وتلميذه ابن القيم بيَّن أنه قولٌ مرجوح، وليس هو الصواب، يقول رحمه الله: “هذا قولٌ لبعض السلف، يُروى عن بعض السَّلف وعن بعض الصحابةِ، وذكره ابن القيم, وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية, وذكره آخرون, ولكنه قولٌ مرجوح عند أهل السنة، قولٌ ضعيف، والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة وهو قول جمهورهم: أن النارَ تبقَى أبدَ الآباد, وأنَّ أهلها يبقَون فيها أبد الآباد، وهم الكفرة كما قال جل وعلا: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} [فاطر: 36]،  وقال سبحانه في حقهم: {يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} [المائدة: 37]، يعني: مستمرّ نسأل الله العافية، وقال سبحانه: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار} [البقرة: 167]. فالذي عليه أهل السنة والجماعة إلا النادر والقليل أن عذابَ النار مؤبّد الآباد، مؤبَدٌ أبداً ليس لها نهاية، فهم مستمرّون فيها، باقون فيها أبد الآباد، وهي باقية أبد الآباد، وقد رجَع ابن القيم إلى هذا وأوضحه في كتاب الوابل الصيب، وقال: إن النار تبقى أبدَ الآباد، وإنما يخرج منها أهل التوحيد”([1]).

والمقصود هنا بنقل هذا الفتوى إثبات اتِّباع السلف وخالفة أعلام السلفيين لشيخ الإسلام، بغضِّ النظر عن مدى صحَّة نسبة القول لشيخ الإسلام، فذلك قد بُحِث في غير هذا الموضع.

وحين تأتي إلى مسائل الفقه التي خالف فيها شيخ الإسلام قولَ الجمهور نجد أنَّ السلفيين ينقسمون فيها إلى ثلاثة أقسام:

1- قسم متَّبع للمذاهب، يعتمد الرواية المذهبيةَ، ويستدلّ لها، وهؤلاء هم غالب أهل نجد والمغرب، فهؤلاء بطبيعةِ الحال يخالفون شيخ الإسلام فيما يذهب إليه.

2- قسم يميل إلى الظاهريةِ، فهؤلاء قد يخالفونه وقد يوافِقونه بحسب ما تسمَح به أصولهم، فقد يخالفونه ويخالفون الجمهور كما هو الحال عندهم في زكاة العروض وغيرها من المسائل، وفي الموقِف من بعض أصول الاستدلال مثل عمل أهل المدينة وقول الصحابي.

3- قسم على طريقة المحدِّثين، وهؤلاء لهم طريقُهم في الاستدلال، وهي لا تعتمد الموافقةَ لشيخ الإسلام ولا المخالفة له، وإنما العبرة عندَهم بثبوت الرواية عن الأئمَّة وما يعضده العمل.

وإذا أخذنا أحد أعلام السلفية المعاصرة في الفقه وهو العلامة محمد العثيمين رحمه الله فإننا نجد أنه لا يعتمد أقوال شيخ الاسلام أو اختياراته دون محاكمتِه للدليل ونظر في الاستدلال؛ ولذا خالف شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في عدَّة مسائل، وقد طبع كتابٌ بعنوان: “المسائل التي خالف فيها ابن عثيمين شيخ الإسلام ابن تيمية.. دراسة تحليلية فقهية مقارنة”، بدأ فيه الباحث بمسائل الطهارة والصلاة، حتى انتهى إلى الذكاة، وما من باب إلا وسجَّل فيه ترجيحًا لابن عثيمين يخالف ترجيحَ شيخ الإسلام، وقد بنى المؤلِّف كتابه على الخطة التالية:

أولا: رتب المسائل الفقهية، حسب ترتيبها، عند فقهاء الحنابلة رحمهم الله.

ثانيا: قارن تلك المسائل بما اشتهر من مذهب الإمام أحمد رحمه الله.

ثالثا: قارن تلك المسائل بالمذاهب الأربعة مع اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.

رابعا: بيَّن رأي الشيخ ابن عثيمين ومن وافقه من العلماء المعاصرين في المسألة التي خالف فيها شيخ الإسلام رحمه الله([2]).

وحاصل الأمر أنَّ السلفيِّين يتَّبعون منهجًا، ولا يتَّبعون شخصًا، إلا أن المخالفةَ له لأجل الدليل أو تنافي موارد الاجتهاد لا تعني الإزراء به ولا الإطاحة.

بيان تناقض أصحاب هذه الدعوى:

ولكي يعلم القارئ أن المسألة ذات وجهين نبيِّن أن الذي ينتقدُ السلفيِّين لاعتمادهم على كتبِ شيخِ الإسلام هو نفسه يقرِّر أن المذهب الحنبليَّ يعتمد على تحقيقات المتأخرين وحواشيهم، بل يعتمد متنًا معيَّنًا لا يتجاوَزُه في النقل وفي تحقيق المسائل، وكذلك الشافعية والمالكية.

وإذا قيل له: إنَّ هذا اتباعٌ لصاحب المختصَر أو الشرح فإنه يصيح بأعلى صوته ويقول: لا، بل هذا نتاج اختيارٍ موضوعيّ.

ونفس الجواب الذي يجيب به عن نفسِه يجيب به غيره، فالأولى أن تناقَش القضيةُ في إطارها العلميّ، بعيدًا عن المزايدة، فمسائل الدين لا تتحمّل المزايدة الإعلاميّة؛ لأنها دين وشريعة، ولا يمكن أن تجعَلَ أقوال عالم من علماء الأمة حقًّا محضًا دون معيار، كما لا يمكن أن تجعل باطلًا محضًا دون معيار كذلك، والعبرة بموافقة السلف في طريقة الاستدلال والاستنباط.

والله تعالى الموفق، والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رابط الفتوى:

https://binbaz.org.sa/fatwas/28971/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A8%D9%81%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1

([2]) المسائل التي خالف فيها ابن عثيمين شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله (ص: 4).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017