الثلاثاء - 03 شوّال 1446 هـ - 01 ابريل 2025 م

الإيمان بالحوض في عرصات القيامة والرد على شبهات منكريه

A A

 

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

 

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه، ومن نهج نهجه إلى يوم الدين.

أما بعد: فقد خرجت علينا وسائل الإعلام بأناس ينكرون الغيبيات، ويشككون في العقائد الثابتات، تارة بدعوى تعارضها مع العقل، وتارة بدعوى عدم ورودها في القرآن، وغير ذلك من التشغيبات؛ إلهاءً لأهل الإيمان وشغلًا لهم عمَّا خُلقوا له.

ومن جملة ما أنكروه حوض النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو كرامة من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولمن ورد عليه من أمته.

والحوض في اللغة: مجتمع الماء([1]).

والمراد به هنا: حوض نبينا صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة، وهو حوض عظيم، ومورد كريم، يمد من شراب الجنة، من نهر الكوثر، الذي هو أشد بياضًا من اللبن، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب ريحًا من المسك، وهو في غاية الاتساع، عرضه وطوله سواء، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر([2]).

وقد صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل الحق من أمته([3])، وهو ممَّا يجب الإيمان به، وبجميع ما أخبر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب.

والأحاديث التي جاء فيها ذكر الحوض كثيرة جدًّا، قد بلغت مبلغ التواتر([4])، وقد اهتمَّ بعض العلماء بجمعها – منهم ابن كثير، والسيوطي([5]) – وأوصلها السيوطي إلى رواية بضعة وخمسين صحابيًّا، منهم الخلفاء الأربعة الراشدون، وحفاظ الصحابة المكثرون، وغيرهم – رضوان الله عليهم أجمعين -.

ولكون المقام لا يتسع لذكرها جميعها، فسأقتصر على أصح الأحاديث وأشهرها:

  • عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَدْرُ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ»([6]).
  • عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَك”([7]).
  • عَنْ جُنْدَبِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ»([8]).
  • عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ»([9]).
  • عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، فَقَالَ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ، إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ»([10]).
  • عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ، وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَا يَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَدًا»([11]) .
  • عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا آنِيَةُ الْحَوْضِ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا، أَلَا فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، يَشْخَبُ([12]) فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أَيْلَةَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ»([13]).
  • عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَلَأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي، أُصَيْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ”([14]).

وبالرغم من كثرة الأدلة على إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وإفادتها للعلم القطعي، فقد أنكرته الخوارج وبعض المعتزلة([15])، وتبعهم أذيالهم من العقلانيين المعاصرين، وتمسكوا بشبهاتٍ واهنة أشبه ببيت العنكبوت، وهي تنمُّ عن قلة العلم، ومنها:

شبهة: ادِّعاء الاختلاف والاضطراب في أحاديث الحوض

بالرغم من أن الأحاديث في الحوض متفقة على إثباته، إلا أنهم – وعلى طريقة الزائغين عن الحق – ادَّعوا الاضطراب في أحاديث الحوض؛ لاختلافها في تقديرهم، ففي بعضها: “كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ”، وفي بعضها: “وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ”، ونحو ذلك.

الجواب عن شبهة الاضطراب من وجوه:

  • أنه من الاختلاف في التقدير، وليس في الثبوت، فأحاديث الحوض ثابتة لا ريب فيها البتة.
  • أن الاختلاف في هذا التقدير ليس هو في حديث واحد، فيكون اختلافًا واضطرابًا من الرواة، وإنما جاء في أحاديث مختلفة عن غير واحد من الصحابة، وقد سمعوه في مواطن مختلفة، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم في كل واحد منها مثلًا لبعد أقطار الحوض وسعته وكبره، بما تسنح له من العبارة، ويقرب للأفهام، لا على جهة التقدير المحقق، فبهذا تجتمع ألفاظ الأحاديث من جهة المعنى، وهذا ما ذكره القاضي عياض، والقرطبي([16]).
  • ليس في ذكر المسافة القليلة ما يمنع من وجود ما هو أكبر منها؛ فإن المسافة الكبيرة ثابتة بالحديث الصحيح، ولا معارضة بينها، قاله النووي([17])، وحاصله – كما قاله الحافظ ابن حجر -: “أنه صلى الله عليه وسلم أُخبِر أولًا بالمسافة اليسيرة، ثم أُعلِم بالمسافة الطويلة، فأخبر بها، كأن الله تفضَّل عليه باتساعه شيئًا بعدَ شيءٍ، فيكون الاعتماد على ما يدل على أطولها مسافة”([18]).
  • سبب الاختلاف بين المسافات في الأحاديث هو ملاحظة سرعة السير وعدمها؛ فقد عهد في الناس من يقطع مسافة عشرة أيام في ثلاثة أيام وعكسه، وأكثر من ذلك وأقل([19]).

 

شبهة أخرى:

كيف يكون الحوض في عرصات القيامة، وقد ورد في بعض الأحاديث أنه في الجنة؟ واستدلوا بما ثبت عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ: “أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟” قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ([20]).

فأشكل عليهم هذا الحديث مع ما تقدَّم من الأحاديث في ذكر الحوض، ولا معارضة بينهما على الحقيقة؛ فإن الكوثر نهر داخل الجنة، وماؤه يصبُّ في الحوض من خلال ميزابين([21])، وقد يطلق على الحوض كوثر؛ لكونه يمد منه([22]).

 

شبهة ثالثة:

كيف يكون الحوض في عرصات القيامة؟ وقد ورد أن الناس يحشرون يوم القيامة على أرض ليس فيها علم، مما يوجب التوقف في العمل بأحاديث الحوض.

ومرجع هذه الشبهة إلى سوء فهمهم لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ، كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ، لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لِأَحَدٍ»([23]). فظنوا أن معنى قوله: “ليس فيها علم”: ليس فيها شيء البتة، وهو فهم خاطئ، لم يقل به أهل العلم؛ فالصحيح أن المراد به: أن تلك الأرض مستوية ليس فيها حدب يرد البصر، ولا بناء يستر ما وراءه، كما قاله الخطابي([24]). يقول ابن حجر: “وفيه تعريض بأرض الدنيا، وأنها ذهبت وانقطعت العلاقة منها”([25]).

وبعد هذا العرض الموجز يتضح جليًّا أن لنبينا صلى الله عليه وسلم حوضًا عظيمًا في عرصات القيامة، أعطاه الله تعالى إياه كرامةً وتفضيلًا، فيجب على المسلم الإيمان به، وأن يدعو الله تعالى أن يكرمه بوروده والشرب منه، فاللهم يا وليَّ الإسلام وأهله ارزقنا ورود حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، واسقنا منه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا.

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) المعجم الوسيط (1/ 207).

([2]) ينظر: شرح الطحاوية – ط. دار السلام (ص: 228).

([3]) ينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 55)، والتبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين (ص: 175)، والانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (3/ 724)، ولوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية (2/ 164).

([4]) ينظر: السنة لابن أبي عاصم (2/ 360)، ومجموع الفتاوى (18/ 51)، والبداية والنهاية ط هجر (19/ 423)، وشرح الطحاوية (ص: 227)، ولوامع الأنوار البهية (1/ 16)، وأعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (ص: 69).

([5]) ينظر: البداية والنهاية ط. هجر (19/ 423)، ولوامع الأنوار البهية للسفاريني (2/ 194- 195).

([6]) رواه البخاري في صحيحه (6580)، ومسلم في صحيحه (2303).

([7]) رواه البخاري في صحيحه (6576)، ومسلم في صحيحه (2297).

([8]) رواه البخاري في صحيحه (6589)، ومسلم في صحيحه (2289).

([9]) رواه البخاري في صحيحه (6583)، ومسلم في صحيحه (2290).

([10]) رواه البخاري في صحيحه (1344)، ومسلم في صحيحه (2296).

([11]) رواه البخاري في صحيحه (6579)، ومسلم في صحيحه (2292).

([12]) يشخب : شخب يشخب شخبا : سال وجرى كما يجري الميزاب. ينظر: جامع الأصول في أحاديث الرسول (10/ 461).

([13]) رواه مسلم في صحيحه (2300).

([14]) رواه البخاري في صحيحه (6582)، ومسلم في صحيحه (2304).

([15]) ينظر: الإبانة عن أصول الديانة (ص: 245)، ورسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص: 271)، وفتح الباري لابن حجر (11/ 467)، ولوامع الأنوار البهية (1/ 202).

([16]) ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/ 259)، التذكرة (ص: 364).

([17]) ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم (15/ 58).

([18]) ينظر: فتح الباري لابن حجر (11/ 472).

([19]) ينظر: فتح الباري لابن حجر (11/ 472)، ولوائح الأنوار السنية (2/ 169).

([20]) رواه البخاري في صحيحه (4964)، ومسلم في صحيحه (400).

([21]) كما في حديث أبي ذر المتقدم.

([22]) ينظر: شرح الطحاوية (ص: 227- 228)، وفتح الباري لابن حجر (11/ 466).

([23]) رواه البخاري في صحيحه (6521)، ومسلم في صحيحه (2790).

([24]) أعلام الحديث (3/ 2268).

([25]) فتح الباري (11/ 375).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017