الأحد - 20 جمادى الآخر 1446 هـ - 22 ديسمبر 2024 م

قضية العذر بالجهل من منظور أصولي وتطبيقات على مقولات الإمام محمد بن عبد الوهاب

A A

رحمةُ الله تَسبِق غضبَه، والعُذر محبوبٌ لله تعالى، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لا أحدَ أحبّ إليه العذر من الله؛ ومن أجل ذلك بعَث المبشِّرين والمنذِرين»([1]).

وقد منَّ الله على هذه الأمَّة ببعثة النبيِّ الخاتم الذي رفَع عنها الحرَج، وحمَلَها على السمح من التكاليف، وتلك صفتُه في الكتب السماوية، قال الله سبحانه: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].

ولا يشكُّ مسلمٌ في أنَّ من ثبَتَ له الانتساب للشرع والدخول في رحمة الإسلام وسماحته فإنَّ إخراجَه من هذه النعمة لا يكونُ بالتَّشهِّي ولا بالتَّشفِّي ولا بالظنون السيِّئة، فلا بدَّ مِن التحرِّي قبل التجرِّي؛ حتى لا تزلَّ قدمٌ بعد ثبوتها، خصوصًا إذا علم أنَّ التصدِّي لتصحيح أديانِ الخلائق والحكم عليهم بابُه أضيق من سمِّ الخياط، ووالِجُه يُلقِي بنفسَه إلى مفازةٍ مُهلِكة، ويمشي على جمر سَيصلَى لظاه إن هو أساء التقديرَ وحَكَم بغير حكم الله تعالى.

ومَعلومٌ هو كلامُ العلماء عن أعذارٍ تُلتَمس لكلِّ مخطئ من أهل القبلة سَلِم قصدُه ووقع في فعل مخالفٍ للشرع مخالفةً تنافيه بوجه من الوجوهِ، وكلُّ ما يذكره أهل العلم من الموانع فمرَدُّه إلى التحرّز من القصد، ولا بأس من ذكر بعض القواعد الناظمة لهذا الباب.

أوّلًا: من الأمورِ التي ينبغي أن يُعلَم أنها من أصول الاختلاف في هذا الباب الموقفُ من التحسين والتقبيح العقليّ وترتيب الثواب على ذلك، ومعلوم أنَّ من قواعد أهل السنة في هذه المسألة أنَّ الحسن والقبحَ عقليَّان في الأغلب، لكن الثواب والعقاب مترتِّبان على ما يجيءُ به الشرعُ، فلا تكليفَ إلا بالشرع، ولهذا أدلَّة كثيرةٌ عندهم، منها قوله سبحانه: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا} [الإسراء: 15]، وقولُه سبحانه: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [التوبة: 115]. وقد نبَّه شيخ الإسلام إلى أنَّ مِن فروع هذه المسألة حكمَ الأعيان قبلَ ورود الشرع فقال: “ومسألةُ حكم الأعيان قبل ورود الشرع هي في الحقيقة من فروعها، وقد قال فيها بالحظر أو الإباحة أعيانٌ من هذه الطوائف”([2]). فهذه المسألة مؤثِّرة في قضية العذر بالجهل، وهي من مَنازِعها، ولازم مذهب من لا يرى العذر بالجهل أن يوافقَ المعتزلة في قولهم، وحينها قد يعذر هو بجهله.

ثانيًا: هل الإنسان مكلَّف بطلب الحقِّ أم بإصابته؟ وهذه القاعدة تجمع شتاتَ أمور كثيرةٍ، وفي الجواب عن السؤال اختصارٌ لمسافات طويلةٍ من النقاش في المسائل؛ لأنه إذا قلنا بأن الإنسان مكلَّف بإصابة الحقِّ لَزِم من ذلك تأثيمُ كلِّ مجتَهِد أخطأ، وهو ما تدفعه النصوص الشرعيَّة وتردُّه، فلم يبقَ إلا القول بأن الإنسان مكلَّف بطلب الحقِّ، فإذا اجتَهَد ولم يقصِّر فلا سبيلَ إلى تأثيمه شرعًا.

ثالثًا: كثيرٌ ممن يخوض في هذه الأمور يخلِط بين عدَم القول بالعذر بالجهل الذي يوقِع في مصادَمة النصوص وبين عدَم قبول دَعوَى الجهل، وهي قضيَّة قضائيَّة تتعلَّق بالبيِّنات والقرائِن.

رابعًا: يقع خلطٌ في بحثِ مسألة العذر بالجهل بين خِطاب الوضع وخطاب التكليف، فخطاب الوَضع أعمُّ مِن خطاب التكليف، ولا يُشترط فيه العِلم والقدرة، وكثير من أبواب الضمان في الفقه والدّعوى ترجع إلى خطابِ الوضع، في حين إن ترتيبَ الثواب والعقاب على الفعل متعلِّق بخطاب التكليف، وخطاب التكليفِ قدِ اتَّفق فقهاء الملَّة على أن له شرطين هما: القدرة والعلم، فأما القدرة فلقوله سبحانه: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، وأما العلم فلقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15].

وقد لخَّص ابن حزم رحمه الله القولَ في المسألة بقول جامع فقال: “نحنُ نختصر هَاهُنَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى ونوضِّح كلَّ مَا أطلنا فِيهِ، قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]، وَقَالَ تَعَالَى: {لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ} [الأنعام: 19]، وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شَجَرَ بَينَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]. فهذه الآيات فيها بيان جميع هذا الباب، فصحَّ أنَّه لا يكفر أحد حتى يبلغه أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فإن بلَغه فلم يُؤمن به فهو كافرٌ، فإن آمن به ثمَّ اعتقد ما شاء الله أن يعتَقِده في نِحلة أو فتيا، أو عَمِل ما شاء الله تعالى أن يعمَلَه دون أن يبلغه في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حكم بخلاف ما اعتقد أو قال أو عمل فلا شيء عليه أصلا حتى يبلغه، فإن بلغه وصحَّ عنده؛ فإن خالفه مجتهدًا فيما لم يتبيَّن له وجهُ الحقِّ في ذلك فهو مخطئ معذور مأجور مرَّة واحدة، كما قال عليه السلام: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر»، وكلُّ معتقدٍ أو قائل أو عامل فهو حاكم في ذلك الشيء، وإن خالفه بعمله معاندًا للحقِّ معتقدًا بخلاف ما عمل به فهو مؤمن فاسِق، وإن خالفه معاندًا بقوله أو قلبه فهو كافر مشرِك، سواء ذلك في المعتقدات والفتيا؛ للنصوص التي أوردنا، وهو قول إسحاق ابن راهويه وغيره، وبه نقول، وبالله تعالى التوفيق”([3])،

وما ذكره ابن حزم مصرَّف في كتب الأصول بعبارات مختلِفَة، لكنها متَّفقة في المعنى، وحسبنا من الكلام ما يدلُّ على المقصود، ولا بأس أن نطبِّق ما ذكرنا على كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

قضية العذر بالجهل عند الإمام محمد بن عبد الوهاب:

قبل الإتيان ببعض نصوص الإمام في هذه المسألة لا بدَّ من تبيين أمر في غاية الأهمية، وهو أنَّ قواعد الإمام وأصوله في هذا الباب منضبطة، وأقواله إذا ظهر منها التعارض فإنه ينبغي ردُّها إلى القواعد والأصول، فيُؤخذ منها ما يوافق الكتاب والسنة ويرجَّح على غيره. والإمام محمد بن عبد الوهاب متَّبع للسنة سائرٌ على نهج الأئمَّة، فأقواله لا ينبغي أن تخرج على غير هذا الأصل، وهو موافِقٌ لأهل العلم في مبدأ اشتراط قيامِ الحجة للحكم على المعين من أهل القبلة بالكفر، فيقول في ذلك: “إنَّ ‌الشخص ‌المعيَّن ‌إذا ‌قال ‌ما ‌يوجب ‌الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفيَّة التي قد يخفى دليلُها على بعض الناس، وأمَّا ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجليَّة، أو ما يُعلَم من الدين بالضرورة، فهذا لا يُتوقَّف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفَّر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات، بعد بلوغ الحجة ووضوح المحجة([4]).

وفي تقريره لهذا الأصل ما يشهد لما نقول من أنه يَعذُر بالجهل، ولا يخالف الأصولَ والقواعد، ومن شواهِد ذلك في كلامه قوله: “وإذا كنَّا ‌لا ‌نكفِّر ‌مَن ‌عبَد ‌الصنمَ الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما؛ لأجل جهلهم وعدم مَن يُنبِّههم، فكيف نكفِّر من لم يشرك بالله إذا لم يُهاجر إلينا، أو لم يكفِّر ويُقاتل؟! سبحانك هذا بهتان عظيم”([5]).

وهذه نصوص من الإمام في محل النزاع، وما بقي من الأقوال فإنه لا يخرج عن هذا التأصيل، فهو إما مجمل لا حجةَ فيه، أو تقرير لحكم قضائيّ في قبول دعوى الجهل من عدمه، وهي غير مسألة العذر بالجهل، كما أن الجهل الذي يعذر به صاحبه هو الجهل الناتج عن عدم التفريط والتقصير، والله الموفق.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البخاري (6980).

([2]) شرح العقيدة الأصفهانية (ص: 216).

([3]) الفصل بين أهل الملل والنحل (3/ 144).

([4]) الدرر السنية (8/ 244).

([5]) فتاوى ومسائل (ص: 11).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017