ترجمة الشيخ محمد علي آدم رحمه الله([1])
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
اسمُه ونسبه ونسبتُه:
هو محمد بن علي بن آدم بن موسى الأثيوبي.
مولدُه ونشأته:
ولد عام 1366هـ في أثيوبيا.
ترَعرَع رحمه الله في كنف والده الأصولي المحدث الشيخ علي آدم، فأحسن تربيته، وحبَّب إليه العلم، فنشأ محبًّا للعلم الشرعي منذ صغره، وكان لوالده الفضل الكبير بعد الله في تنشئته نشأة صالحة، وفي انضمامه إلى كوكبة طلبة العلم الجادِّين.
طَلبُه للعلم:
بدأ رحمه الله بحفظ القرآن على والده وهو صغير، ثم التحَق بالشيخ محمد قيّو رحمه الله، فأكمل عليه القرآنَ كاملًا، ثم بدأ بقراءة الكتبِ العلميَّة في مدرسته، كما أنه كان يطلب العلم خارج الدراسة النظامية من والده ومن مشايخ منطقته وغيرهم.
شيوخه:
من أبرز مشايخه:
1- والده الأصولي المحدث علي آدم؛ فقد قرأ عليه كتبَ العقائد، وكتب الفقه الحنفيِّ، وفي أصول الفقه وغيره من العلوم، وقد أجازه.
2- الشيخ محمد قيّو بن وديّ رحمه الله، وهو شيخه الذي حفِظ عليه القرآن كاملًا.
3- الشيخ محمد زين بن محمد الداني، وقد قرأ عليه معظمَ صحيح مسلم مع شرح النووي، وغيره من كتب الحديث، كما قرأ عليه التفسير.
4- الشيخ محمد بن رافع بصيري، قرأ عليه سنن الإمام الترمذي، وسمع عليه سنن أبي داود وسنن النسائي وغيرها، وقد أجازه.
5- الشيخ محمد سعيد ابن الشيخ علي الدريّ، قرأ عليه ما يقارب الثلاث سنين في اللغة والحديث وغير ذلك، وقد أجازه.
6- الشيخ عبد الباسط بن محمد بن حسن الأثيوبي، قرأ عليه العلوم العربية، وقد أجازه كذلك.
7- الشيخ محمد ولي الدري.
8- الشيخ حياة بن علي الأثيوبي، قرأ عليه بعض الصحيحين، وأجازه.
9- الشيخ إسماعيل بن عثمان زين اليمني، أخذ منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، والمسلسل بتحريك الشفة، وأجازه.
10- الشيخ المسند محمد ياسين الفاداني، قرأ عليه الأوائل السنبلية، وأخذ منه مسلسلات كثيرة.
11- الشيخ محمد المنتصر الكتاني.
12- الشيخ محمد بن عبدالله الصومالي، وأجازه.
13- الشيخ مولوي إعزاز الحق بن مولوي مظهر الحق الأركاني، وأجازه.
14- الشيخ محمد ثاني بن حبيب الأثيوبي.
15- الشيخ علي جمّي الأثيوبي.
16- أحمد بن محمد الإيفاني.
نشاطه في نشر العلم:
عرف الشيخ رحمه الله بسعة العلم، وحبه للعلم وأهله، وهو دؤوب نشيط في التأليف وإفادة الناس، وقد درَّس سنوات كثيرة دون كلل أو ملل، ومنذ أن قدم الشيخ إلى المملكة العربية السعودية وهو يجاهد في إيصال العلم إلى الناس.
وكان الشيخ رحمه الله أول ما قدم التحق بمعهد الحرم المكي طالبًا، وكانت له دروس خاصة في حي القشلة بمكة المكرمة، ثم في عام 1408هـ تقدم إلى دار الحديث الخيرية للدراسة فيها كطالب، إلا أنَّ اللجنة التي تختبر الطلاب للقبول قد أُعجِبَت بسعةِ علمه واطِّلاعه، وعرَفَت قَدرَه من خلال المقابلَة معه، فعُيِّن مدرِّسًا في المكان الذي جاء إليه ليكون فيه طالبًا.
كما أنه رحمه الله كان يدرس في مسجد دار الحديث بأجياد بمكة المكرمة، درَّس فيه الكتب الستة وكتب الحديث وكتبه: في التدليس، وتذكرة الطالبين، وألفية السيوطي، وغيرها من الكتب، بقي يدرس فيه خمس عشرة سنة، ثم انقطع عن التدريس ثلاث سنوات، عاد بعدها لإكمال تدريسه في جامع الأبرار في مكة المكرمة من خلال المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمكة.
بدأ التدريس فيه من عام 1427هـ، وبقي كذلك يدرس فيه حتى عام 1434هـ، وكان يعقد دروسه من ليلة السبت إلى ليلة الأربعاء، إلى أن منَّ الله عليه بقبوله للتدريس في المسجد الحرام، فبدأ فيه دروسه من أول يوم من رمضان عام 1434هـ، وكانت دروسه من ليلة الاثنين إلى ليلة الجمعة، وقد استفاد منه خلق كثير لسعة علمه وحسن تقريره وبسطه للمسائل.
حسن خُلُقِه وحرصُه على الخير:
كان رحمه الله ذا خلق حسن جمٍّ، يعرفه كل من جالسه وعرفه، وكان يعامل طلابه على أنهم إخوانُه، ولا يفرق بين أحد من الطلاب، وكان يتابع الطلاب ويشجِّعهم ويحرص عليهم، ويزور من يمرض منهم رغم تعبه، ويسأل عنهم حتى بعد مفارقتهم لدار الحديث، يقول أحد ملازميه: ما رأيته عنَّف طالبًا.
وكان رحمه الله محافظًا على وقته حتى إنه في مجيئه وذهابه يراجع منظوماته التي يحفظها، مع ما كان عليه رحمه الله من سعة صدر في تقبُّل الآراء، ومناقشة الطلاب، محبًّا للتأليف والكتابة والإفادة، يقول أحد طلابه: آخر ما لقيته كان يبكي ويتحسَّر من اعتلال صحَّته وقوَّته، ويقول: لن أستطيع إكمالَ شرح جامع الترمذيِّ.
حرصه على الحقِّ ورجوعُه إليه:
يقول أحدُ طلّابه: كان دائمًا يقول لنا: لما هاجرتُ إلى مكة، وبدأت أدرُس في المعهد الحرم، وطالعتُ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله وجدتُ فيها ما يناقض ما عليه كتبُ العقائد المقرَّرة في بلدنا، فبدأتُ أسير على المنهج الذي سلكتُه سابقًا، وهو اتِّباع ما صحَّ دليله، فوجدتُ ما في كتب هؤلاء موافقًا للنصوص الصحيحةِ، فتركتُ ما كنت أعتقِدُه ممَّا تلقَّيته من مشايخي الأشعريِّين في بلدنا، وتخلَّيتُ عنه، فلمَّا سافرت إلى بلَدي لزيارةِ والدي قال بعضُ أهل البلد: إنَّك صِرتَ وهابيًّا، فقلت: لا، بل أنا متَّبِعٌ للنصوص، وأنت تعلَم قبل أن أذهبَ إلى مكةَ أني أتَّبع النصوص الصحيحة، فقال: نعم أعرف ذلك، إلا أنك ازدَدتَ تَشدُّدًا، فقلت له: ألا تعلم أنَّ الإمام الشافعيَّ لما كان في الحجاز والعراق كان له مذهب، ولما ذهب إلى مصر، ووجد الأدلة الكثيرةَ تركَ مذهبه القديم، وأسَّس مذهبه الجديد؟! فكذلك أنا، لما وجدتُ الأدلةَ التي غابت عن أهل بلدنا صِرتُ أتَّبعها، وأعمل بمقتضاها، وهذا هو الذي أسير عليه في حياتي أبدًا إن شاء الله تعالى.
وفاته رحمه الله:
ظلَّ حتى في أواخر أيام حياته يداوم في دار الحديث، ويلقي دروسه للطلاب رغم تعبه، يقول أحد طلابه: كان يأتي إلينا في دار الحديث ليدرِّسنا وإبرة المغذِّي لا تزال على يده من شدَّة التعب، وكان يأتي أحيانًا من المستشفى للدار ليلقي دروسه، إلى أن تعب قبل أسبوعين من يوم وفاته، فأعطي إجازة رغم إصراره على المجيء والتدريس، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد توفّاه في ضحى يوم الخميس الواحد والعشرين من شهر صفر لعام 1442ه، فرحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
مؤلَّفاته:
للشيخ مؤلفات كثيرة يزيد عددها عن خمسين كتابًا، من أهمها:
1- شرح سنن النسائي المسمى بـ (ذخيرة العقبى في شرح المجتبى) وهو في أربعين مجلدا.
2- قرة عين المحتاج في شرح مقدمة صحيح مسلم بن الحجاج.
3- البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ويقع في أربعة وأربعين مجلدا.
4- قرة العين في تلخيص تراجم رجال الصحيحين.
5- إسعاف ذوي الوطر في شرح نظم الدرر، وهو شرح لألفية السيوطي.
6- الجليس الصالح النافع شرح الكوكب الساطع في أصول الفقه.
7- نظم شافية الغلل في ألفية العلل.
8- مزيل الخَلل شرح شافية الغلل.
9- الجوهر النفيس في نظم أسماء ومراتب الموصوفين بالتدليس.
10- الجليس الأنيس في شرح الجوهر النفيس.
11- تذكرة الطالبين في ذكر الموضوع وأصناف الوضاعين.
12- الجليس الأمين في شرح تذكرة الطالبين.
13- نظم إتحاف أهل السعادة بمعرفة أسباب الشهادة.
14- بغية طالب السعادة شرح إتحاف أهل السعادة.
15- رفع الغين في ثبوت زيادة “وبركاته” في التسليم من الجانبين.
16- مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن ابن ماجه.
17- فتح الكريم اللطيف شرح أرجوزة التصريف.
18- فتح القريب المجيب شرح مدني الحبيب نظم مغني اللبيب، في النحو.
19- التحفة المرضية نظم في أصول الفقه.
20- التحفة الرضية في شرح التحفة المرضية.
21- نظم مختصر في علم الفرائض.
22- البحر المحيط الأزخر في شرح نظم الدرر في علم الأثر.
23- مجمع الفوائد ومنبع العوائد بذكر الأثبات والأسانيد.
24- مواهب الصمد.
25- نظم شافية ابن الحاجب.
26- جامع الفوائد وضابط العوائد.
27- نظم الأحاديث المتواترة.
28- رجز في علمي العروض والقوافي.
29- إتحاف ذوي الهمة بمسائل مهمة.
30- البهجة المرضية في نظم متمِّمَة الأجرومية.
31- المنة المرضية شرح البهجة المرضية.
32- إتحاف ذوي الوطر بشرح بهجة الدرر.
33- الفوائد السمية.
34- عمدة المحتاط فيمن رمي بالاختلاط.
35- عدة أولي الاغتباط في شرح عمدة المحتاط.
36- إتحاف النبيل بمهمات علم الجرح والتعديل.
37- إيضاح السبيل شرح إتحاف النبيل بمهمات علم الجرح والتعديل.
38- الدرة المضية، ألفية في التوحيد.
39- المنة الرضية شرح الدرة المضية.
40- منهج الطلاب لتحصيل الآراب.
41- الدرة المحبرة في وجوه الترجيحات المحررة.
42- الباعث الحثيث في نصيحة طلاب دار الحديث.
43- بهجة العقول في نظم ما بُنِي للمجهول.
44- نيل المأمول من معاني بهجة العقول.
45- الرد المبكي للمجرم الدنماركي.
46- قصيدة في الرد على بكر بن حماد المغربي.
47- إتحاف الطالب الأحوذي شرح جامع الترمذي.
48- نظم خاتمة المصباح.
49- نظم رسالة علوم التفسير لابن تيمية.
50- شرح عقود الجمان في البلاغة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أصحابه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
1- مواهب الصمد لعبده محمد في أسانيد كتب العلم الممجد.
2- بعض طلاب الشيخ المقربين، منهم زوج ابنته، ومنهم الشيخ: عبد الله شلبي المدرس بدار الحديث بمكة المكرمة، والأخ عثمان أتوا، وعبد الرحمن صوفان.