الثلاثاء - 21 رجب 1446 هـ - 21 يناير 2025 م

الآية الباهرة في السيرة النبوية الطاهرة

A A

لماذا حفظ الله تعالى سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم؟

مِنَ المعلوماتِ اليقينيَّةِ التي لا جِدال ولا نقاشَ فيها أنَّ سيرةَ النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أطولُ سيرةٍ صحيحةٍ منذ فجرِ التاريخ وحتى العصر الحاضِر، فلا يوجد نبيٌّ من الأنبياء ولا رسولٌ من الرسُل يملِك له من يَدَّعون اتِّباعه اليومَ سيرةً بالتفصيل أو الإجمال بحجم سيرةِ نبيِّنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

وهي بكلِّ تفاصيلها الدقيقةِ وبكلِّ خطوطِها العريضةِ عبارةٌ عن لوحاتٍ منَ الجمال والسمو والعلياء، لا يمكن لأحدٍ أن يقرأ سيرةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم بخطوطها العريضة إلا وتملَّكه الشوقُ ليقرأَ تفاصيلها، وما من باب تريدُ الدخولَ إليه في هذه السيرة العظيمة إلا وتجدُه متاحًا لا يمكن أن يخفى منه شيء.

فالتفاصيلُ الدقيقةُ لسيرتِه صلى الله عليه وسلم في دعوته واضحَةٌ، يمكن للجميع الاطِّلاعُ عليها، وليس فيها ما يُحذَر فيُطلَب إخفاؤه، والأمر كذلك في سيرته مع أصحابه، ومع رعيته، وفي إدارة مدينته، وفي حربه وسِلمِه، وفي حِلِّه وترحاله، وبمعية زوجاته وفي أموره الخاصة، حياةٌ عجيبةٌ له صلى الله عليه وسلم ليس فيها خصوصية.

أيُّ إنسانٍ في هذه الدنيا من أوَّل الدهر حتى نهايته ليس له خصوصيَّة؟!

شخصٌ واحد، لا يمكِن أن يكونَ سوى محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فهو صلى الله عليه وسلم ليس له خصوصية لأنه ليس لديه ما يخفيه، فظاهره كباطنه، وسريرتُه كعلانيَّتِه، وما يقوله في الخفاء يقوله في العلَن، وما يفعلُه عند خواصِّ أصدقائه لا يستحي من فعله عند عموم الناس.

لذلك لا يمكن لأحدٍ أن يقرأ شيئًا من سيرته حتى يحبَّه، فسيرته صلى الله عليه وسلم تُشعرُك أنك أمامَ نبيٍّ حيٍّ، فمن يتحسَّر على أنه فاته شرفُ صحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو لم يقرأ سيرتَه؛ لأنَّه لو قرأ سيرتَه من ولادته حتى وفاته لوَجَد طَعمَ الصحبة، ولشَعَر أنه أقربُ إليه من أولئك الذين نالوا شرف الصحبة لساعات أو لسنوات، ولم يتمكنوا من الوقوف على تفاصيل حياته الشريفة كما نقف عليها نحن اليوم ونحن نقرأ سيرتَه العظيمة.

نعم، إنَّ من أعظم معجزات نبيِّنا صلى الله عليه وسلم بل لعلَها أعظمُ معجزاته-: أنَّ من يقرأ سيرتَه يشعُر أنه حيٌّ، ويشعر أن هذا النبيَّ الذي يقرأ تفاصيل حياته معه في كل وقت وحين، يوجِّهه ويربِّيه ويُرشدُه ويعلِّمه ويزكِّيه.

مشكلة المسلمين اليومَ والتي توقِعهم في كثيرٍ ممَّا هم فيه من مصائب الدنيا: أنهم لا يشعرون بهذه الحياه النبويَّة بينهم، فهم بين اثنين:

 أصحابُ خرافاتٍ يزعمون أنَّ النبيَّ حيٌّ بينهم بجسَدِه حقيقةً، ويخرجون بذلك عن مقتضَى النصِّ الإلهيّ، فلا يُفلِحون في شيء.

 وآخرون جفاةٌ بَعيدون عن سيرتِه صلى الله عليه وسلم التي هي حياتُه المعجزةُ بعد موتِه الحقيقيِّ الذي كتبه الله له.

حين نقرأ سيرتَه في جميع جوانب الحياة فلا شكَّ أننا سنجِد فيها جوانبَ تَعنينا وتعالج لنا أزماتِنا، فحين تُقبل علينا الدنيا سنَجِد في سيرته العظيمة هذه الدنيا، وكيف أقبلت عليه، وكيف وقَف منها، وحين تُدبر عنا الدنيا، سنجد في سيرته كيف أَدبرت عنه، وكيف كان معَها، وحينما نذوق نعمةَ الولد نجِد في حياته تلك النعمةَ، وكيف تعاطى معها، وحين نُبتَلى بفقدِ الولد نجد حياتَه صلى الله عليه وسلم مليئةً بمثل هذه المشاهد، وكيف تجاوزها، وحين نُبتلى بالأعداء أو الأصدقاء، وحين تَضيق بنا ذاتُ اليد، وحين يُقبل الناس إلينا ظانّين فينا حلَّ مشكلاتهم، وحين يُدبر الناس عنا قانِطين من نفعِنا، وحين وحين وحين

كل مشكلاتنا في هذه الحياة دواؤُها سيرتُه صلى الله عليه وسلم، لا يمكِنُك أن تقرأَها ثم لا تجد نفسَك في الكثير من زواياها، وتجد النبي صلى الله عليه وسلم وكأنك تحسُّ بيديه الشريفَتَين الحانِيتَين يربت على كتفك ويهديك سواءَ السبيل.

سيرةٌ عظيمة كلَّما قلتَ عن شيء: إنه أعظمُ شيء فيها؛ لن تلبث حتى تكذِّب نفسَك.

جرِّب أن تقول: أعظمُ شيء في سيرته هو الحبُّ، فكلُّ حياته منذ ولد إلى أن مات كانت حبًّا، أحبَّ المؤمنين، وأحب الخير للكافرين، حتى في حربه لأعداء دين الله كان محبًّا الخيرَ لهم وهدايتَهم ونجاتهم، أحبَّ من عاشوا معَه ومن ماتوا قبلَه، وأحبَّ حتى من لم يأت بعدُ من أمَّته، وأوصى بالجميع خيرًا؛ لكنك لا تكاد تستقرُّ على القول بأن الحبَّ هو أعظمُ عناوين تلك السيرة حتى تَظهر لك الرحمةُ في كلِّ سطرٍ تقرؤه، وفي كلِّ حدث، وفي كلِّ كلمةٍ يرويها الرواة عنه صلى الله عليه وسلم، فهو حقًّا كما قال مولاه:{بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].

إنها سيرة الأخلاقِ التي تَنقُص المسلمين لأنَّهم مفرِّطون في قراءةِ هذه السيرة العطِرة التي ما حفظها الله تعالى لنا إلا لحكمةٍ بالغةٍ، وهي أن نتقمَّصَها ونجعلَ كلَّ ما فيها نبراسًا لنا.

الأمَّة اليومَ تحبُّ نبيَّها ولله الحمدُ، وهكذا نسأل الله أن يكونَ، لكن كلُّ هذا الحبِّ الذي ندَّعيه هو من ذلك الشيء اليسير جدًّا الذي معنا من سيرته العظيمة، فكيف لو كانت سيرته ملءَ قلوبنا وحديثَ أسمارنا وعطرَ مجالسنا؟! كيف لو كان ذلك؟!

لو كان كذلك لكنُّا بحبِّه صلى الله عليه وسلم أسلمَ الناس وأعظمَ الناس وأنبلَ الناس.

لا تعجب حين أقول لك: إنَّ اتباعَك إياه في سيرته سيحلُّ لك جميعَ مشاكل دنياك، لا تقل لي: وهل سيحلُّ البطالةَ مثلًا، والفقر، والعنوسة، وصراعات الأمة؟!

لا تقل ذلك لأني سأقول: نعم؛ فلا يوجد لدينا مشكلة فردية أو مجتمعية أو دولية إلا وسببها تفريطُنا في سيرته منذ أزمان طويلة، لكن المشكلة أننا لا نريد أن نجرِّب.

نعم، يغضَب منا كلُّ مِفصل وكلُّ قطرة دمٍ وكل منبَت شعر حين يُمَسُّ جنابه الشريف بأذى، تغضب قلوبُنا، وتتقرَّح أكبادنا، وتُزمجِر ضمائرنا، ونمتلئ غيظًا وغضبًا على من نال مقامه الشريف بأدنى كلمة، نعم نفعل ذلك وأكثر مع عِلمنا أنَّ العالم بأسره لو شتَمه بلسان واحدٍ فلن يضرَّه ولن يضرَّ دينه، وقد قال له ربه: ﴿إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئينَ﴾ [الحجر: 95]، فمن كفاه ربه فلن يضره كيدُ الكائدين قلُّوا أم كثروا.

نعم نغضب ولكننا لا نجعل من أجسادنا وأرواحنا آلة بيد ردات فعل مجردة لا تقيس مدى النفع ومدى الضرر ، بل نغضب ونستبقي على أبداننا أردية الحكمة والتأني والحلم كما علمتنا سيرة نبينا الذي نغضب لأجله.

فنحنُ لا نغضبُ لأنه في حاجَةٍ لغضبنا؛ بل نغضبُ لأننا نحن في حاجة لأن نغضبَ له، فليس الرسول صلى الله عليه وسلم عندَنا شخصيةً تاريخيَّة، ولا قائدًا قوميًّا، ولا رمزًا وطنيًّا، كلُّ هذه الأوصافِ تكون عظيمة حين يتقلَّدها رجال آخرون، أما عند النبيّ فهي ألقاب تافِهة، لا أقول: إنها لا تليق به، وإنما أقول: لا يليق بلسانٍ أنعم الله عليه بحاسَّة النطقِ أن يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بها.

فالرسولُ صلى الله عليه وسلم هو الذي أخرجنا الله به من عالمِ البهيميَّة إلى حقيقة الإنسانية؛ فليس الإنسانُ دون نعمة الإسلام إلا واحدٌ من البهائم مهمَا اخترع وابتكَر وعَمر وشيَّد، ﴿أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعونَ أَو يَعقِلونَ إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبيلًا﴾ [الفرقان: 44]هذه حقيقةٌ يتجاهلها الكثيرون في غضون الحديثِ عن تقارب الإنسانية ووحدة بني البشر، لكن أنَّى لنا أن نخجَل منها وقد أَطلقها القرآن الكريم غيرَ عابئ أكثرَ من مرةٍ، فلماذا نستحي منها؟! فكل من ليس على دين محمَّد صلى الله عليه وسلم هو كالأنعام بل أضلُّ، وإن قلنا بالتعاونِ معه أو التعايُش معه أو العيش بسلام معه، فكل ذلك لا يحرمنا شرفَ الانتساب إلى الإنسانية الحقَّة بانتمائنا للإسلام، ولا يرفع سوانا عن البهيمية التي وضعهم خالقُهم في نطاقها ببعدِهم عن الإسلام، ﴿وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الغافِلونَ﴾ [الأعراف: ١٧٩].

والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أنقذَنا الله به من مصير العذاب الأبدي؛ إذ لولاه لكنا جميعًا لا يحول بيننا وبين الخلود في نار جهنم إلا أن تأتيَنا سكراتُ الموت، فنحن باستجابتِنا له صلى الله عليه وسلم أصبَحنا من أهل الحياة النعيميَّة الأبديَّة التي تحرم على غيرنا، وغَيرنا بمعصيتهم له هم أهل حياة البهيميَّة والشقاوة الأبدية، ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ﴾ [البقرة: ٢٥٧].

لا يسخَرُ من غضبنا له صلى الله عليه وسلم إلا من لا يؤمن بالرسول كإيماننا به، ولا ينتظِر من الرسول صلى الله عليه وسلم ما ننتظر منه.

نعم، لا نزال ننتظرُ منه صلى الله عليه وسلم الشيءَ الكثيرَ والشيءَ الأعظم، ومن يلومنا في غضبِنا لا يؤمِن بهذا الذي ننتظره كما نؤمِن.

ننتظر في عرصات يوم القيامة شربةً من كفِّه الحبيبة لا نظمَأ بعدها أبدًا، في يوم كان مقداره خمسين ألفَ سنة، وننتظر منه صلى الله عليه وسلم شفاعةً لا يبقى منَّا أحد بعدها إلا دخلَ الجنة، وننتظر منه صلى الله عليه وسلم شفاعةً يُعلي الله بها درجاتنا في جنَّة الخلد.

فاللهم املأ قلوبَنا من محبَّة رسولك صلى الله عليه وسلم، واجعل عيوننا وقلوبنا وجلودَنا وعروقَ دمائنا وأسماعَنا وأبصارَنا تفيض منها حتى تكونَ هي المهيمن على طباعنا وجميع حواسّنا، وارزقنا بها أجر المحسنين.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017