الأحد - 05 ذو الحجة 1446 هـ - 01 يونيو 2025 م

بدعة القراءة الجديدة للنصوص والتحلل من أركان الإسلام (2) “الزكاة والصيام والحج نموذجًا”

A A

تقدَّم في المقالة السابقة نقضُ الانحرافات التي اخترَعها الحداثيّون حول رُكنَيِ الشهادتين والصلاةِ من أركان الإسلام، وفي هذه المقالة إكمالٌ لنقض ما أحدثوه من الانحرافات والمغالطات في سائر أركان الإسلام من الزكاة والصيام والحج؛ انطلاقًا من ادِّعائهم الفهم الجديد للإسلام، وقد اصطلح بعضهم لهذا بعنوان: “الرسالة الثانية للإسلام”، أو “الوجه الثاني لرسالة الإسلام”؛ إيماءً إلى أن الرسالة الأولى -أعني: التي عرفها المسلمون واستقر عليها فهم الأمة للإسلام- غير صالحة لإنسان القرن العشرين([1])، وهم في طرحهم هذا يزعمون أن الرسالة الثانية للإسلام هي الانفتاح وعدمُ الانغلاق، وأنه امتداد لما سمِّي بدين العقل أو الدين الطبيعي، كما طرحه فلاسفة النهضة الأوربيون واستعاضوا به عن المسيحية.

وأول ما يبهتُهم ويبطل مزاعمهم الهالكة المخالفةُ الصريحة لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وقوله سبحانه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، والمعنى: إن الطاعة التي هي الطاعة عند الله سبحانه الطاعة له، وإقرار الألسن والقلوب له بالعبودية والذلة، وانقيادها له بالطاعة فيما أمر ونهى، وتذلُّلها له بذلك، من غير استكبار عليه، ولا انحرافٍ عنه، دون إشراك غيره من خلقه معه في العبودية والألوهية([2]).

ولا يعدُّ مِن نافلة القول التذكيرُ بما تضمَّنته جملة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أركان الإسلام ودعائمه صراحة؛ ومنها ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»([3]).

انحرافات الحداثيين في ركن الزكاة:

الركن الثالث من أركان الإسلام هو إيتاء الزكاة، والزكاة هي: القدر المخرج من النصاب المستحق، والمراد بإيتائها: إعطاؤها لمن يستحقها([4]).

وقد ارتأى بعض الحداثيين أن الزكاة اختيارية وليست واجبة([5])، ويشتطُّ بعضهم في أمر الزكاة حيث يرى أنها لا تؤدِّي الغرض المطلوب منها على المستوى العام؛ لأنها تراعي معهود العرب في حياتهم، فهي تمسّ الثروات الصغيرة والمتوسطة أكثر مما تمس الثروات الضخمة([6])، ويسرف بعضهم على نفسه مدعيًا أنَّ الزكاة مقدّمة يحثُّنا فيها الإسلام على الوصول إلى الشيوعية المطلقة([7]).

الرد على انحرافاتهم في الزكاة:

قد افترض الله تعالى الزكاة على المؤمنين صراحة في كتابه العزيز، وجعلها قرينة الأمر بإقامة الصلاة؛ فقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، كما أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذًا حين بعثه إلى اليمن، فقال: «فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم»([8])، وقد أجمع المسلمون في جميع الأعصار على وجوبها، واتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتال مانعيها([9]).

ناهيك عما تحقِّقه الزكاة من فوائد وحكم بالغة يعود نفعها على الفرد والمجتمع، ومن أبرزها: تقوية أواصر المحبة بين الغني والفقير، وتطهير النفس وتزكيتها، وتعويد المسلم على صفة الجود، والكرم، والعطف على ذوي الحاجات، والرحمة للفقراء، وغير ذلك من الفوائد والحكم، وقد أوصلها بعض المؤلفين إلى أربعين فائدة([10]).

انحرافات الحداثيين في فريضة الصوم:

الركن الرابع من أركان الإسلام هو صوم رمضان، وقد تعدَّى الحداثيون على فريضة الصيام، فرأوا أن الصيام في رمضان ليس واجبًا وإنما هو اختياري([11])، ويجاوز بعضهم الحد إلى القول بأن الصوم يحرم على المسلمين في العصر الحاضر؛ معللًا ذلك بأنه يقلل الإنتاج([12])، ويعلق بعضهم على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابَه للفطر في رمضان في وقت الحرب بقوله: “ونحن كذلك في حرب ضد التخلف”([13]).

دفع انحرافات الحداثيين في فريضة الصوم:

لقد جاءت فرضية صوم شهر رمضان في القرآن صراحة؛ فقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، وتكرر الأمر بصيامه في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يعارض هذا بآراء وترهات لا خطام لها ولا زمام؟!

ودعواهم بأن الصوم يقلل الإنتاج دعوة مكذوبة، يكذبها التاريخ والواقع؛ فإن نصر الله تعالى للمسلمين في شهر رمضان لا يخفى، وهذه غزوة بدر وغيرها من معارك المسلمين الفاصلة، ومن أقربها انتصار أكتوبر عام 1973م على اليهود، كلها شاهدة على أن رمضان هو شهر النصر والتأييد من الله تعالى، وأنه شهر العمل والجد والاجتهاد من العباد، مصداقًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، والمعنى: “إن تنصروا دينه ورسوله ينصركم على عدوكم، ويثبت أقدامكم عند القتال”([14]).

انحرافات الحداثيين في فريضة الحج:

الركن الخامس من أركان الإسلام هو الحج؛ وهو قصد مكة لعمل مخصوص، في زمن مخصوص([15])، وهو من شعائر الإسلام الظاهرة، وللحداثيين في فريضة الحج تحريفات فجة ومغالطات سخيفة، حيث يرى بعضهم: أنه من الطقوس الوثنية الميثية العربية القديمة التي أقرها الإسلام مراعاة لحال العرب([16])، وبعضهم يرى أنه ليس من الضروري أن يقام بطقوسه المعروفة؛ إذ يغني عنه الحج العقلي أو الحج الروحي([17]).

دفع انحرافات الحداثيين في فريضة الحج:

إن فريضة الحج ثابتة يقينًا في كتاب الله تعالى؛ قال سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]، وعد من جحد فريضته من الكافرين؛ قال أبو جعفر الطبري: “ومن جحد ما ألزمه الله من فرض حج بيته، فأنكره وكفر به، فإن الله غني عنه وعن حجه وعمله، وعن سائر خلقه من الجن والإنس”([18]).

وبعد هذا العرض الموجز لبعض أطروحاتهم وأفكارهم حول أركان الإسلام، فإنه لا يرتاب مسلم في أن هؤلاء الحداثيين يرومون إسلامًا جديدًا، هو الإسلام العلماني بأركانه ودعائمه الحديثة، والقابلة لكل التحريفات والتأويلات الفاسدة، بلا حدود ولا قيود، وبالقطع هو غير الإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، والذي قام النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه لأمته أكملَ بيان وأتمه.

ولا أبلغَ في الردِّ عليهم من قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، ثم قوله صلى الله عليه وسلم: «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»([19]).

ألا فليحذر المسلمون -وخاصة الشباب- من الاستماع إلى تلك الدعوات الخادعة المارقة من الدين والمفسدة لأهله، فمثلها كمثل الزبد يذهب جفاء؛ قال سبحانه: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17]، ولا يُغتر بكثرة ترداد كلامهم وتداوله في قنواتهم المسموعة والمقروءة؛ فإن الباطل زهوق لا ثبات له إذا جاء الحق؛ وقد قال عز وجل: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18].

اللهم احفظ علينا ديننا، وثبتنا على الإسلام والسنة حتى نلقاك بهما يا رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) هكذا يصرح محمود محمد طه في كتابه: الرسالة الثانية في الإسلام، كما ألف رسالة أخرى بعنوان: الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسان القرن العشرين.

([2]) ينظر: تفسير الطبري (6/ 275).

([3]) أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16).

([4]) ينظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني (1/ 180).

([5]) ينظر: جوهر الإسلام للعشماوي (ص: 7).

([6]) ينظر: وجهة نظر للجابري (ص: 150).

([7]) ينظر: الرسالة الثانية في الإسلام لمحمود محمد طه (ص 155، 164).

([8]) أخرجه البخاري (1395)، ومسلم (19) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

([9]) ينظر: المغني لابن قدامة (2/ 427).

([10]) ينظر: الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن وهف القحطاني (ص: 29).

([11]) قاله عبد المجيد الشرفي في كتابه: لبنات (ص: 173).

([12]) هذا ما صرح به الرئيس التونسي الأسبق بورقيبة، بل وألزم به الشعب التونسي، ينظر: تونس الإسلام الجريح لمحمد الهادي مصطفى الزمزمي (ص: 48-49).

([13]) قاله أركون في حوار أجرته معه المجلة الفرنسية “لونوفيل أبسرفاتور” في شهر فبراير سنة 1986م.

([14]) زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي (4/ 117).

([15]) الروض المربع بشرح زاد المستنقع مختصر المقنع للشيخ منصور البهوتي (2/ 61).

([16]) ينظر: الإسلام بين الرسالة والتاريخ للشرفي (ص 65)، والنص القرآني للتيزيني (ص 154).

([17]) من كلام لأركون في مجلة الكرمي (1/ 23)، العدد 34، سنة 1989م، وهي مجلة فصلية تصدر عن الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، مؤسسة بيسان للصحافة والنشر والتوزيع، قبرص.

([18]) تفسير الطبري (6/ 47).

([19]) أخرجه أحمد (28/ 367)، وابن ماجه (43)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 132).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017