الخميس - 16 شوّال 1445 هـ - 25 ابريل 2024 م

بدعة القراءة الجديدة للنصوص والتحلل من أركان الإسلام (2) “الزكاة والصيام والحج نموذجًا”

A A

تقدَّم في المقالة السابقة نقضُ الانحرافات التي اخترَعها الحداثيّون حول رُكنَيِ الشهادتين والصلاةِ من أركان الإسلام، وفي هذه المقالة إكمالٌ لنقض ما أحدثوه من الانحرافات والمغالطات في سائر أركان الإسلام من الزكاة والصيام والحج؛ انطلاقًا من ادِّعائهم الفهم الجديد للإسلام، وقد اصطلح بعضهم لهذا بعنوان: “الرسالة الثانية للإسلام”، أو “الوجه الثاني لرسالة الإسلام”؛ إيماءً إلى أن الرسالة الأولى -أعني: التي عرفها المسلمون واستقر عليها فهم الأمة للإسلام- غير صالحة لإنسان القرن العشرين([1])، وهم في طرحهم هذا يزعمون أن الرسالة الثانية للإسلام هي الانفتاح وعدمُ الانغلاق، وأنه امتداد لما سمِّي بدين العقل أو الدين الطبيعي، كما طرحه فلاسفة النهضة الأوربيون واستعاضوا به عن المسيحية.

وأول ما يبهتُهم ويبطل مزاعمهم الهالكة المخالفةُ الصريحة لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وقوله سبحانه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، والمعنى: إن الطاعة التي هي الطاعة عند الله سبحانه الطاعة له، وإقرار الألسن والقلوب له بالعبودية والذلة، وانقيادها له بالطاعة فيما أمر ونهى، وتذلُّلها له بذلك، من غير استكبار عليه، ولا انحرافٍ عنه، دون إشراك غيره من خلقه معه في العبودية والألوهية([2]).

ولا يعدُّ مِن نافلة القول التذكيرُ بما تضمَّنته جملة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أركان الإسلام ودعائمه صراحة؛ ومنها ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»([3]).

انحرافات الحداثيين في ركن الزكاة:

الركن الثالث من أركان الإسلام هو إيتاء الزكاة، والزكاة هي: القدر المخرج من النصاب المستحق، والمراد بإيتائها: إعطاؤها لمن يستحقها([4]).

وقد ارتأى بعض الحداثيين أن الزكاة اختيارية وليست واجبة([5])، ويشتطُّ بعضهم في أمر الزكاة حيث يرى أنها لا تؤدِّي الغرض المطلوب منها على المستوى العام؛ لأنها تراعي معهود العرب في حياتهم، فهي تمسّ الثروات الصغيرة والمتوسطة أكثر مما تمس الثروات الضخمة([6])، ويسرف بعضهم على نفسه مدعيًا أنَّ الزكاة مقدّمة يحثُّنا فيها الإسلام على الوصول إلى الشيوعية المطلقة([7]).

الرد على انحرافاتهم في الزكاة:

قد افترض الله تعالى الزكاة على المؤمنين صراحة في كتابه العزيز، وجعلها قرينة الأمر بإقامة الصلاة؛ فقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، كما أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذًا حين بعثه إلى اليمن، فقال: «فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم»([8])، وقد أجمع المسلمون في جميع الأعصار على وجوبها، واتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتال مانعيها([9]).

ناهيك عما تحقِّقه الزكاة من فوائد وحكم بالغة يعود نفعها على الفرد والمجتمع، ومن أبرزها: تقوية أواصر المحبة بين الغني والفقير، وتطهير النفس وتزكيتها، وتعويد المسلم على صفة الجود، والكرم، والعطف على ذوي الحاجات، والرحمة للفقراء، وغير ذلك من الفوائد والحكم، وقد أوصلها بعض المؤلفين إلى أربعين فائدة([10]).

انحرافات الحداثيين في فريضة الصوم:

الركن الرابع من أركان الإسلام هو صوم رمضان، وقد تعدَّى الحداثيون على فريضة الصيام، فرأوا أن الصيام في رمضان ليس واجبًا وإنما هو اختياري([11])، ويجاوز بعضهم الحد إلى القول بأن الصوم يحرم على المسلمين في العصر الحاضر؛ معللًا ذلك بأنه يقلل الإنتاج([12])، ويعلق بعضهم على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابَه للفطر في رمضان في وقت الحرب بقوله: “ونحن كذلك في حرب ضد التخلف”([13]).

دفع انحرافات الحداثيين في فريضة الصوم:

لقد جاءت فرضية صوم شهر رمضان في القرآن صراحة؛ فقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، وتكرر الأمر بصيامه في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يعارض هذا بآراء وترهات لا خطام لها ولا زمام؟!

ودعواهم بأن الصوم يقلل الإنتاج دعوة مكذوبة، يكذبها التاريخ والواقع؛ فإن نصر الله تعالى للمسلمين في شهر رمضان لا يخفى، وهذه غزوة بدر وغيرها من معارك المسلمين الفاصلة، ومن أقربها انتصار أكتوبر عام 1973م على اليهود، كلها شاهدة على أن رمضان هو شهر النصر والتأييد من الله تعالى، وأنه شهر العمل والجد والاجتهاد من العباد، مصداقًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، والمعنى: “إن تنصروا دينه ورسوله ينصركم على عدوكم، ويثبت أقدامكم عند القتال”([14]).

انحرافات الحداثيين في فريضة الحج:

الركن الخامس من أركان الإسلام هو الحج؛ وهو قصد مكة لعمل مخصوص، في زمن مخصوص([15])، وهو من شعائر الإسلام الظاهرة، وللحداثيين في فريضة الحج تحريفات فجة ومغالطات سخيفة، حيث يرى بعضهم: أنه من الطقوس الوثنية الميثية العربية القديمة التي أقرها الإسلام مراعاة لحال العرب([16])، وبعضهم يرى أنه ليس من الضروري أن يقام بطقوسه المعروفة؛ إذ يغني عنه الحج العقلي أو الحج الروحي([17]).

دفع انحرافات الحداثيين في فريضة الحج:

إن فريضة الحج ثابتة يقينًا في كتاب الله تعالى؛ قال سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]، وعد من جحد فريضته من الكافرين؛ قال أبو جعفر الطبري: “ومن جحد ما ألزمه الله من فرض حج بيته، فأنكره وكفر به، فإن الله غني عنه وعن حجه وعمله، وعن سائر خلقه من الجن والإنس”([18]).

وبعد هذا العرض الموجز لبعض أطروحاتهم وأفكارهم حول أركان الإسلام، فإنه لا يرتاب مسلم في أن هؤلاء الحداثيين يرومون إسلامًا جديدًا، هو الإسلام العلماني بأركانه ودعائمه الحديثة، والقابلة لكل التحريفات والتأويلات الفاسدة، بلا حدود ولا قيود، وبالقطع هو غير الإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، والذي قام النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه لأمته أكملَ بيان وأتمه.

ولا أبلغَ في الردِّ عليهم من قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، ثم قوله صلى الله عليه وسلم: «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»([19]).

ألا فليحذر المسلمون -وخاصة الشباب- من الاستماع إلى تلك الدعوات الخادعة المارقة من الدين والمفسدة لأهله، فمثلها كمثل الزبد يذهب جفاء؛ قال سبحانه: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17]، ولا يُغتر بكثرة ترداد كلامهم وتداوله في قنواتهم المسموعة والمقروءة؛ فإن الباطل زهوق لا ثبات له إذا جاء الحق؛ وقد قال عز وجل: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18].

اللهم احفظ علينا ديننا، وثبتنا على الإسلام والسنة حتى نلقاك بهما يا رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) هكذا يصرح محمود محمد طه في كتابه: الرسالة الثانية في الإسلام، كما ألف رسالة أخرى بعنوان: الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسان القرن العشرين.

([2]) ينظر: تفسير الطبري (6/ 275).

([3]) أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16).

([4]) ينظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني (1/ 180).

([5]) ينظر: جوهر الإسلام للعشماوي (ص: 7).

([6]) ينظر: وجهة نظر للجابري (ص: 150).

([7]) ينظر: الرسالة الثانية في الإسلام لمحمود محمد طه (ص 155، 164).

([8]) أخرجه البخاري (1395)، ومسلم (19) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

([9]) ينظر: المغني لابن قدامة (2/ 427).

([10]) ينظر: الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن وهف القحطاني (ص: 29).

([11]) قاله عبد المجيد الشرفي في كتابه: لبنات (ص: 173).

([12]) هذا ما صرح به الرئيس التونسي الأسبق بورقيبة، بل وألزم به الشعب التونسي، ينظر: تونس الإسلام الجريح لمحمد الهادي مصطفى الزمزمي (ص: 48-49).

([13]) قاله أركون في حوار أجرته معه المجلة الفرنسية “لونوفيل أبسرفاتور” في شهر فبراير سنة 1986م.

([14]) زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي (4/ 117).

([15]) الروض المربع بشرح زاد المستنقع مختصر المقنع للشيخ منصور البهوتي (2/ 61).

([16]) ينظر: الإسلام بين الرسالة والتاريخ للشرفي (ص 65)، والنص القرآني للتيزيني (ص 154).

([17]) من كلام لأركون في مجلة الكرمي (1/ 23)، العدد 34، سنة 1989م، وهي مجلة فصلية تصدر عن الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، مؤسسة بيسان للصحافة والنشر والتوزيع، قبرص.

([18]) تفسير الطبري (6/ 47).

([19]) أخرجه أحمد (28/ 367)، وابن ماجه (43)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 132).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017