الأربعاء - 04 شوّال 1446 هـ - 02 ابريل 2025 م

النَّزعة الأَخلاقيَّة ووُجودُ الله

A A

 

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

مِن المعاني الكامنَةِ في النَّفسِ البشريَّةِ شعورٌ فطريّ يجدُه الإنسان من نفسِه يميِّز به بين الخيرِ والشرِّ، والحسَنِ والقَبيحِ، وهو ما يسمَّى بالنَّزْعَةِ الأَخلاقيَّة.

فمثلًا يُدرك الإنسان ضرورةً من نفسه أنّ العدل خيرٌ وحَسَنٌ، وكذلك الصِّدق خيرٌ وحسنٌ، وأنَّ عكسَهما الظُّلمُ والكذبُ، فالإنسان يميّز بفطرتِه بين الخير والشرّ، والعدلِ والظلمِ، والصدقِ والكذبِ، وبدون هذا يعدُّ المرءُ من الأنعام لا من الأنام([1]).

 

وممّا يدلّنا على فطريةِ هذه النَّزْعَة الأَخلاقيَّة، أنّ النفسَ البشريَّةَ مفطورةٌ على حبِّ الكمال وكراهيةِ النَّقص، وحقيقةُ الخير إنما هو الاتِّصافُ بالكَمال؛ ولذا تُحبُّه النفوسُ، وحقيقةُ القُبحِ الاتصافُ بالنَّقص؛ ولذا ينفرُ منهُ الإنسانُ فطرَةً([2]).

ثُم إنّ مجرّدَ إدراكِ الإنسانِ الحقَّ والكمالَ يقتضِي اعتقادَه وحبَّه، ومجردَ إدراكِ الباطلِ والنَّقصِ يقتضِي إنكارَه وكَرَاهيته، ولا يحْتاجُ معَهَا الإنسَانُ إلى اسْتدلالٍ؛ ذلكَ أنَّ الإنسانَ لو خُيّر بين الصِّدق والكذِب مثلًا، ولم يترتَّب على اختيَارِه لأحدِهِما مضرّةٌ اختارَ الصّدق؛ لوُجُودِ قوةٍ في نفسِ الإنسانِ تقتضِي اعتِقَادَ الحقِّ وإرادةَ النَّافعِ بمجرّد إدراكِهمَا دون اسْتدلالٍ([3]).

 

أضِفْ إلى ما سبقَ أنَّ القولَ بفطريةِ النَّزعة الأَخلاقيَّة هو مُقتضَى الضَّرورةِ النَّفسِيَّةِ؛ فإنَّ الإنسانَ يجدُ من نفسِه ضرورةَ التفريقِ بين المتقابلاتِ من الأخلاقِ؛ كالعدْلِ والظُّلمِ والصِّدقِ والكذِبِ، فَنسبةُ هذا إلى فطرةِ الإنسانِ كنِسبة الحُلوِ والحَامِضِ إلى ذَوْقِه ورائحةِ المسكِ والنَتَنِ إلى شمِّه([4])

 

وإذا تقرّرت فطريَّةُ النَّزْعَة الأَخلاقيَّة، فإنَّ النفسَ البشريّةَ المفْطُورةَ على حبِّ الاستطلاعِ، تتطلَّبُ فاطرًا لها.

ولا تفسيرَ أرسخُ دلالةً وأقوى حجَّةً من أنّ فاطِرَها هو اللهُ سبحانَه الذِي خَلق النَّفسَ { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8]، وألهَمهَا التَّفريقَ بين الخيرِ والشرِّ والحسنِ والقبيحِ، وأرشَدها إلى السَّبيلَين يختارُ منهما ما شاء{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3] فالبشرُ يعرفون الخيرَ ويطلبونه ويُنكرون القبيحَ ويذمُّونه؛ واللهُ سُبحانَه أرسلَ إليهم الرَّسولَ {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157]، وهو سبحانه{لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: 28]؛ فهي قبائحُ لا تَسْتحسنها العقولُ([5]).

 

وكثيرًا ما ينبّهُ سبحانَه وتعالى عَلَى هذه النَّزْعَةِ بصِيغةِ الإِنْكارِ([6])؛ كقوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] وقوله تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ص: 28]

وقد أثبتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذه النَّزْعة وتقَبُّلِ الإنسان للخيرِ واستنكارِه للشرِّ فِطرةً فضلا عن مجرد معرفتِه([7])، فقال “البرُّ حُسنُ الخلُق، والإِثم ما حَاك في نفسِك وكرِهت أن يطَّلع عليه الناس”([8]).

 

إذا أدركنا هذا، فهو يقودنا إلى مسألةٍ أعمقُ تُعرِّفنا بفاطِر السَّمَاوات والأرْضِ سبحانَه وتعالى، ألا وهي مسْألةُ وجودِ القيمِ الأَخلاقيَّة المطْلقَة؛ حيثُ إنَّ الإنسانَ يُدرك ضرورةً من نفسه أنّ لهذه النَّزعة الأَخلاقيَّة قيمٌ موضوعيةٌ مطلقة وعامةٌ لجميع البشر، وليست هي حسَنة أو سيئة فقَط بالنِّسبةِ إلى فردٍ أو جماعةٍ أو مجتمعٍ أو بلدٍ، بل هي كذلك مطلقًا عند كلِّ البشَر، بل هِي كذَلك حتَّى مَع تصوّر عدمِ وجودِ البشر.

فالعدل مثلًا خيرٌ مطلقًا، وقيمةٌ أخلاقيةٌ حسنةٌ، وليس هو خيرٌ لِحُكم البشر عليها بالخيريَّة أو لتراضِي الناس بها وتصَالُحهم عَلى سُلوكِها، بل في العدل قيمةٌ موضوعيةٌ مطلقةٌ نابعةٌ من ذَاتها لا بِحكم أحدٍ عليها([9]).

 

ولعلَّ المقصودَ بالقيمِ المطلقةِ يتضحُ إذا تأمَّلنا القصةَ التَّالية:

في يَومٍ من الأيَّام، بَينما يمشِي طفلٌ مع أمِّه، رأى قطةً، فشدّ ذيْلها بعُنف، فزجَرتْه أمُّه عن ذلك.

فسألها: ولمَ؟

فقالت: لأنه يؤذيها.

فقال: وما المشكلة في إيذائها؟

فقالت: من الخطأ إيذاءُ حيوان بلا سبب.

فقال: لماذا هو خطأ؟

فليس للملحدِ جوابٌ هنا غيرَ أن يقُولَ: هو خطأٌ وكفَى؟!

معَ أنه كان من المُمكن الإجابةُ بأنَّه عدلٌ، والعدلُ له قِيمةٌ موضوعيةٌ مطلقةٌ، ولكنَّ الملحدَ لا يعترفُ بذلك؛ لأنه يقوِّضُ فكرَه الإلحادي، بل يستمرُّ في عنادِه ومكابَرَته([10]).

 

وهذه القيم الأَخلاقيَّة لا مناص عنها؛ إذ لا قيامَ لمُجتمع بشري صالح بدونها؛ فإنَّ قيامَ المجتمعِ يفتقرُ إلى قانونٍ يحكمُ على تصرفاتِ النَّاسِ بالحُسْنِ أو القُبْحِ، وإلا لو تُرِك كلّ إنسانٍ ونزواته دون مراعاة الآخرين لَتعَذّر وجود مجتمع إنساني صالح؛ ولذا كان البشرُ على مرّ العصورِ لَهُم قوانينُ صارمة مبنيةٌ على هذه القيمِ الموضوعية، فموقفُ الإنسانِ من الكذبِ والخيانة والغش في القديمِ هو نفسُ موقفِه اليومَ وسَيبقى كَذلك، ولعلَّ قوانين حمورابي الشهيرة شاهدٌ على ذلك([11]).

 

ووجود هذه القيم الأَخلاقيَّة الموضوعية دالّةٌ على مُوجدها سبحانَه.

وفي ظلِّ إنكارِ وجودِ اللهِ تُعتبر هذه المسألةُ معضلةٌ من أكبر المعضلاتِ؛ ذلك أنَّ البحثَ في القيم الموضوعية المطلقة بحثٌ في أمور غيبية متعالية على التفسير المادي؛ ولذا لا مفرّ لهم من هذا المأزِق إلا المجادلةَ ومحاولةَ إنكارِ وجودِ النَّزعة الأَخلاقيَّة والقِيَم المطلَقَة البدهيَّة مكَابرةً وعنادًا!!

وهذا ما اعترفَ به داعيةُ الإلحادِ الشَّهير (ريتشارد دوكنز) بقوله: ” ليست جميعُ الأحكام المطلقة مستمدةٌ من الدِّين، ولكن من الصعبِ جدًّا الدفاعُ عن القيم الأَخلاقيَّة المطلقة على أرضيَّة أخرى غير الدِّين”([12])

 

وتَعجبُ حين تَسمع بعد هذا مَن يقول مِن الملحدين بأن هذه القيم نسبية؛ ممّا يُفْقِدها قيمتها، ثم هو يُناقض نفسَه ويَصرُخُ بشعاراتِ الإنسانية والمطالبة بحقوقها بل وحقوق الحيوان، والتظاهر بإرادة الخير والصَّلاح للبشر!! والتساهلِ في نبْز الآخرين بكونهم أَشرارًا؛ كوصفِ الإسلامِ بأنه أعظمُ قوى الشرّ!!

فهذه الظَّواهر في الحقيقة تكشِف عمَّا يجدونه ضرورةً في نفوسهم وفُطروا عليه من الإقرارِ بالقيمِ المطلقة([13]).

 

وإذا كانت القيم الأَخلاقيَّة نسبيةٌ وضْعِيةٌ، فهل ينْصاع لها الإِنسان وهو يعلم أنَّها غيرُ مُقَدَّسة، بل هي من صُنع بشر قَاصرِينَ مثلَه لهم ميولٌ ورغباتٌ ومصالحُ؟! بل كيف ينْصاع لها وهو يعلم أنه لن يسْتفيد من التزامه بها شيئًا؛ إذ لا جزاءَ ولا عقاب!

 

والقول بالنسبيَّة مناقضةٌ للعقل؛ فإنّ أيّ حُكْم قيمي (حسَن أو قبيح) على أمْر ما، يمكن أن نحكُمَ عليه بأنه لا صادق ولا كاذب، وهذا تناقضٌ لا تقبلُهُ العقول!

 

ثمَّ هذا القولَ يُقوِّض التعليم والتربية من أسَاسِها؛ لأن المعلِّم يُعلِّم الخير والصحيح للأطفال ويربِّيهم عليه، فمن أين له أنَّ هذا الذي يعلمه خيرٌ وحقٌّ مطلقًا؟!

ولو كانت نسبية ذاتيةً، فمَن أينَ لهُ الصَّلاحيةَ لِيُلْزم به غيره؟!

 

وإنْ سلَّمنا جدلًا بالنسبيَّة لا يمكننا مناقشة أيّ موضوع أخلاقي والحكم على أي شيء بالحُسن والقُبح؛ لأنَّ المسألة راجعة إلى الذَّوق الشخصي لا غير!!

فلو قبضَت الشرطة على مجرمٍ في جريمة سرقةٍ، وادَّعى هذا المجرمُ أنَّ السرقةَ ليست قبيحةٌ بل حسنةٌ بالنسبة له؛ لأنها تُدِرُّ عليه الأموال، أليسَ لهذا المجرمِ الحقُّ فيما يقول؟!

 

وهناك مَن يزعمُ بأنَّ مسألةَ الأخلاق ليست راجعَةٌ إلى القيم المطلقة، بل إلى كونها نافعةٌ ومساهمةٌ في عافية الإنسان فحسْب، فيحاول إنكارَ القيم ِالمطلقة بإضفاءِ مَسحةٍ نفعيَّةٍ على الأخلاق!!

ولكنْ على هذا القول، هل كلُّ ما يُسهم في عافية الانسان يعتبرُ ممارسةً أخلاقية؟!

ولو فرَضنا إنسانًا يستفيدُ من تدمِير البشرِ واستنزافِ الشعوبِ، فهل يكون ذلك خيرًا؟!

هل اغتصاب امرأةٍ فعلٌ حسَن لِمَن يقضِي وطَرَه من ذلك؟([14])

لماذا تُخَطِّئون من يمارس الفاحشة مع الأمهات والمحارم أو مع البهائم؟([15])

ما المانع من القول بأن هتلر كان على صواب في أفعاله الإجرامية([16])؟

بل ما الدافع إلى فعل الخير في الحياة على هذا القول؟([17])

هذه التساؤلات وغيرها لا مفرَّ للملحدين عنها، بل يعترفون بعَجزِهم عن الإجابة عليها.

 

فإنّ نفي وجودِ القيم المطلقة يُفضِي إلى الفوضى وعدمِ وجودِ هدفٍ من الحياة بما لا يستقيم معه أمور البشر، وهذا ما أدركه من تبنّى هذا الأمر والتزم بلوازمه، فانتهوا إلى الفوضوية والعدمية والعبثية.

ولا غرابة، فما قيمة إنسانٍ يعتقدُ أنَّه مجرد وسَخ كيميائي موجودٍ على كوكب متوسط الحجم([18]).

 

معنى هذا أنّنا لن نستطيع القولَ بوجود خيرٍ موضوعيّ في الدنيا في ظلِّ إنكار وجود الله!! فلا يمكن أن نكون خيِّرين صالحين في هذه الدنيا وفي المجتمع بدون الإقرار بوجود الله!!

 

فالسِّياج الأخلاقي هو الضامن الوحيد لمودَّة الناس وتعاطفهم؛ فمتى وُجد دينٌ يحرِّك الناس نحو الآخرة والآجل، رغبَ الناسُ عن العاجلِ وتلاشت الأحقادُ والأضْغان وصلُحَ المجتمع، وإلا هَيمن القَلقُ على العالَم، وفُقِدَ الوعي، وعَجِز المجتمع عن التمسُّك بمفاهيم العدالة كما تنبّأ مؤرخو الغرب([19]).

 

أخيرًا أيها القارئ، نحنُ هنا بين خيارَين (إما شاكرا وإما كفورا):

إما أن نُؤمن بالله تعالى ونُقرَّ بالفطرة التي منها النزعةُ الأَخلاقيَّة والقيم المطلقة ونَعيشَ حياةً هنيئَة، وإما أن نُناقِضَ فِطَرَنا ونجحدَ خالقَنا ونعيشَ فوضى وقلقًا ودمارًا.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلّم

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (11/ 347)، مدراج السالكين لابن القيم (1/230)، المعرفة في الإسلام للدكتور عبد الله القرني (ص: 265)، سؤال الأخلاق لطه عبد الرحمن (ص: 53 – 54)، وقد زعمَ الفلاسفة اليونانيون بأن فضائل الأخلاق محصورة في العلم والعفة والشجاعة والحلم والعدل، وناقشهم ابن تيمية رحمه الله في مقولتهم تلك، وبيّن الحق منها والباطل، ينظر: الجواب الصحيح (4/107 وما بعدها)، الرد على المنطقيين (ص454).

([2]) ينظر: المعرفة في الإسلام للدكتور عبد الله القرني (ص: 271).

([3]) درء التعارض لابن تيمية (8/456)، وما ذكره رحمه الله من (قوة في نفس الإنسان…) هو ما يسميه فلاسفة الأخلاق (الحاسة الخلقية أو الضمير) ينظر: المعرفة في الإسلام للدكتور عبد الله القرني (ص: 275).

([4]) ينظر: مدارج السالكين لابن القيم (1/230).

([5]) ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (16/ 234) وأيضا (17/181)، مفتاح دار السعادة لابن القيم (2/388)، مدارج السالكين لابن القيم (1/274)، محاسن التأويل للقاسمي (17/159)، تفسير المنار لمحمد رشيد رضا (9/227).

([6]) مدراج السالكين لابن القيم (1/238-237).

([7]) ينظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب (ص:240)، الاعتصام للشاطبي (2/161).

([8]) أخرجه مسلم (2553)، وفي معناه عدّةُ أحاديث منها: حديث وابصة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “استفت قلبك، البر ما اطمأن إليه القلب، واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك” أخرجه أحمد (4/227)، وحديث ” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة” أخرجه الترمذي (2518) وصححه.

([9]) ينظر: الملل والنحل (2/ 99)، مجموع الفتاوى (8/ 435)، النظرية الخلُقية عند ابن تيمية لمحمد عبد الله عفيفي (ص: 129 – 130).

([10]) ينظر: شموع النهار لعبد الله العجيري (ص: 57).

([11]) للإستزادة ينظر: كتاب شريعة حمورابي لمحمود الأمين، الموسوعة العربية (8/583).

([12]) ينظر: وهم الإله لريتشارد دوكنز (ص: 232) نقلا عن: شموع النهار لعبد الله العجيري (ص:66).

([13]) عبّر عن هذا التناقض د. عبد الوهاب المسيري في كتابه العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (1/189).

([14]) وقد سُئل (ريتشارد دوكنز) هذا السؤال في حواراته مع (جاستن بيرلي) حول الإلحاد، واعترف بأن الحكم بكونه شرًا أمر اعتباطي لا تفسير له، وقد نقله عبد الله العجيري في شموع النهار (ص:66).

([15]) وقد اعترف (لورنس كراوس) بعدم إمكانية الحكم على شناعة زنا المحارم وكونه خطأ في مناظرته مع (حمزة تزورتزس) والتي كانت بعنوان (الإسلام أو الإلحاد، أيهما أكثر منطقية؟)، بل صرّح (بيتر سينغر) بأن ممارسة الفاحشة مع البهائم لا إشكال فيه؟! وقد ذكره عبد الله العجيري في شموع النهار (ص:68).

([16])ينظر: العقل الناضج لــ ه. أ. أفرستريت ترجمة: عبد العزيز القوصي (ص: 33)، وأيضا أثار الإشكال نفسه (ريتشارد دوكنز) كما نقله عبد الله العجيري في شموع النهار (ص: 66).

([17]) أورد هذه التساؤلات وغيرها أحد الباحثين في منتدى التوحيد وأورد معها الروابط على كل ما يذكر ينظر: فضائح إلحادية وأخلاق داروينية http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?52441

([18]) هذا تعريف الفيلسوف (ستيفن هوكنج) للجنس البشري؟! وقد نقلته من كتاب شموع النهار لعبد الله العجيري (ص:59).

([19]) وهذا ما ذكره (أرنولد توينبي) نقلا عن: الأسس النظرية لما بعد الحداثة لفخري صالح (ص:74).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017