الثلاثاء - 01 جمادى الآخر 1446 هـ - 03 ديسمبر 2024 م

حكم الصلاة خلف الوهابي ؟!

A A

فِرَق أهل البدع الذين أنشأوا أفكاراً من تلقاء عقولهم وجعلوها من كتاب الله وماهي من الكتاب في شيء ،وزادوا في دين الإسلام مالم يأذن به الله تعالى ، طالما قال الراسخون في العلم من أتباع منهج السلف إن أولئك أشد انغماساً في تكفير المسلمين مما يفترونه على  الملتزمين منهج السلف ، وعلى ذلك أدلة كثيرة من كتابات أوليهم وآخريهم لاحصر لها ؛ لكن يشاء الله تعالى أن يفضح الذين لا يفتأون يَسْتَعْدْون العالم مسلمَهم وكافرَهم على السلفيين بتهمة التكفير ، فيظهر أحدهم وهو من من الصوفية الأشاعرة ، ويُعرف نفسه في حساباته التواصلية بأنه أستاذ التفسير وعلوم القرآن في الجامعات السورية ، ليفتي بأن الصلاة خلف الوهابي لا تجوز ؛ وقد حاولت بداية أن آطر نفسي على حسن الظن بأنه يُريد إحدى فرق الخوارج التي ظهرت في المغرب في القرن الثامن الهجري ، لكنه سرعان ما أبان عن قصده السلفيين بهذا المسمى وزعم أن بطلان الصلاة خلفهم مما اتفق عليه أهل السنة والجماعة ؛ لكن مِن مشايخه كما زعم من يقول بجوازها والإعادة احتياطاً ، ومنهم من قال إن وجد غير وهابي فلا يصلي خلف الوهابي ، ثم رجَّح القول بالتفصيل بين مراتب الوهابيين فيما يزعم في القول يالتجسيم والتشبيه ، وكذلك لا يجيز الصلاة خلف الوهابيين مع انتقاص أحد شروطها التي ينقصونها وفق مذهبهم المخالف للسنة وفق زعمه ..

ولي على هذا الكلام الذي رأيته انتشر في مواقع التواصل عدة مؤاخذات :

الأولى : أن طرح هذا المتحدث منساق بشكل واضح ومريب مع ما تفرضه برامج الهيئات والمراكز البحثية الإيرانية والعالمية والتي تتفق على أولوية عزل السلفيين عن أهل السنة ،وترويج  فِرية أنهم لا ينتمون لمذهب أهل السنة والجماعة وتكفيرهم ، والخطوة الأهم في ذلك وصفهم بالوهابيين ثم إعطاؤهم أحكام المبتدعين التي تصل إلى التكفير ، والاتحاد ضدهم مع نظام الملالي ومع المراكز البحثية الدولية المعادية لدين الإسلام ، وقد تجلى ذلك في مؤتمر جروزني المنعقد قبل سنوات في الشيشان والذي نص بيانه الختامي على إخراج السلفيين من أهل السنة ، وقد اعتذَرَت عن هذا البيان أكبرُ مؤسسة شاركت في المؤتمر وهي الأزهر ، لكن بقية المشاركين من مختلِف أهل البدع الكلامية والسلوكية بقوا على حالهم ولا زالت أصوات مثل هذا المتحدث تظهر بين الفينة والأخرى لتفتضح كل محاولات التقية التي تقوم بها بعض المؤسسات والأفراد .

 

المؤاخذة الثانية :

إذا لم يكن السلفيون هم ذروة سنام أهل السنة والجماعة فمن يكون ذروتها ، فالسلفيون هم الأتباع الأولون لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا يُقَدِّمُون عليه العقل ، ولا الذوق ولا الإلهام ولا الهوى ولا قول بشر كائناً من كان كما هو حال أهل البدع من مخلفات الجهمية كالأشاعرة والماتريدية ،أو مخلفات الديانات الهندية واليونانية كالصوفية الحلولية والاتحادية ومن سار على نهجها من  أهل الطرق الظلامية .

والسلفيون هم أتباع منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فهم النصوص الشرعية فلا يبتكرون اعتقادات في الله تعالى وأسمائه وصفاته لم يفهمها صحابة رسوله من كتاب الله وسنة نبيه ، ولا يتقربون إلى الله تعالى بغير ما شرع  فلا يخترعون عبادات لم يتعبداللهَ بها صحابة رسوله ، ولا يُقِرَّون طريقاً للسلوك إلى الله غير ما عُهِدَ عن هذا الجيل المبارك .

والسلفيون هم الأتباع الحقيقيون لأئمة الفقه الأربعة الذين بقيت مذاهبهم ، وأئمة الفقه الذين اندثرت مذاهبهم ، وهم أتباع أئمة الحديث الكبار كالبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وغيرهم من أعاظم علماء القرون المفضلة الذين أنكروا على أهل البدع بشتى أنواعهم وطرائقهم ، ولذلك تجد أهل البدع اليوم ممن ينتسبون إلى أحد الأئمة الأربعة يقول معرفاً بنفسه “فلان بن فلان الشافعي مذهباً الأشعري عقيدة الصوفي سلوكاً” فهم لا يرضون عقيدة الشافعي ولا سلوكه ويقتصرون على الرضى بفقهه ، لأن الشافعي ومالك وأمثالهما لا يُقِرُّون البدعة ولا يرضون بها وقد وُجِد التصوف وأهل الكلام في زمانهم فكانوا أشد الناس عليهم وعلى ما أدخلوه في الدين مما ليس منه ، أما السلفيون فإنهم بين علماء لا يرون الانتماء لغير الكتاب والسنة ولا يُقَلِّدون غير الدليل ، فهؤلاء لا ينتسبون للشافعي ولا غيره من العظماء وإنما ينتسبون لسنة المصطفى وحسبهم بها ، وإما مقلدون ينتسبون لأحد الأئمة وهم أولى بهم لأنهم لا يخالفونهم في عقيدتهم ويقلدونهم في فقههم وسلوكهم .

والسلفيون هم وحدهم أبعد الناس عن الإشراك بالله تعالى وعن أسبابه ، فلا يدعون إلا الله تعالى في سرهم وعلانيتهم ، فلا يدعون نبياً مرسلاً ولا ملكاً مقرباً ولا ولياً صالحاً ، ولا تُرفع أكفهم إلا لوجه الله تعالى ، فلا يتوسلون بغيره ولا يستغيثون بغيره ، فيرون التوسل بجاه وعمل المخلوقين محرم ، فلا يتوسلون إليه إلا بما عملوه من الصالحات والتوبات ، والاستغاثة عندهم شرك أكبر ، فكيف يستغيثون بميت من البشر يطلبون منه النفع وعندهم القريب المجيب الذي يقول(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، ولا يشدون الرحال تعبداً لغير ما أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشد الرحال إليه كما يفعل غيرهم من السفر لقبور الصالحين ومشاهدهم تأسياً بأهل الأوثان والعياذ بالله ، ولا يبنون المساجد على القبور ولا يصلون فيها، ولا ينصبون عليها القباب ؛ بل يفعلون بالقبور كما فعل الصحابة رضي الله عنهم بقبر نبيهم وكما فعل الصحابة والتابعون وتابعوهم وتابعو تابعيهم بقبور بعضهم .

هؤلاء هم السلفيون الذين ينهى هذا المتحدث عن الصلاة خلفهم ويُكَفِّرُهم ، ويأمر بالصلاة خلف غيرهم من أهل البدع الذين خرقوا في الدين عقائد لم يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُعَلمها صحابته الكرام ، فأنكروا استواء الله على العرش ، وقد قال تعالى:(الرحمن على العرش استوى) وأنكروا علو الله تعالى وقد قال سبحانه ﴿يَخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ ﴾ [النحل: ٥٠] فأثبت عز وجل العلو لذاته سبحانه ، كما أثبت جهة الفوقية له عز وجل ، ثم هؤلاء المبتدعون ينفون عن الله ما أثبته لنفسه ، ويكفِّرون من أثبت ما أثبته الله تعالى  ،وينكرون أن الله تكلم بكلام أسمعه بعض خلقه ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ موسى تَكليمًا﴾ [النساء: ١٦٤] وينكرون أن الله تعالى يرضى متى شاء وكيف شاء ويغضب متى شاء وكيف شاء رضى وغضباً حقيقيين يليقان به سبحانه كما قال عز وجل ﴿إِن تَكفُروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُم وَلا يَرضى لِعِبادِهِ الكُفرَ وَإِن تَشكُروا يَرضَهُ لَكُم وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ [الزمر: ٧]، وبدلاً من أن يثبتوا صفات الله تعالى كما وصف بها نفسه وكما وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم اضطربوا فيها اضطراباً شنيعاً فتارة ينفونها وتارة يتأولون النصوص ويصرفونها إلى المجاز وتارة يثبتونها مع تفويض معناها إلى الله ، وكأنه عز وجل أنزل في كتابه ما لا يُفهمه خلقه .

أما السلفيون الذين يُحرِّم المتحدث الصلاةَ خلفهم فيثبتون لله تعالى كل ما أثبته لنفسه من الصفات من غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه بأحد من خلقه ولا تعطيل .

وغير السلفيين الذين ينتمي لهم المتحدث ويأمر بالصلاة خلفهم كثير منهم أو أكثرهم بستغيثون بالموتى ويسألونهم مالا يسأل إلا الله تعالى من الرزق والولد والشفاء من الأسقام ، ويزينون للناس ذلك بمختلِف الأباطيل كادِّعاء أن ذلك توسل وليس دعاء أو ادِّعاء أنه لا يكون شركاً حتى يُعتقد في الموتى القدرة الذاتية وغير ذلك من الإملاءات والتزيينات الشيطانية التي ينتهي منها إبليس إلى غمس العباد في الإشراك بالله تعالى كما صنع مع الأمم الأخرى ﴿تَاللَّهِ لَقَد أَرسَلنا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليَومَ وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ [النحل: ٦٣]

 

المؤاخذة الثالثة: أنك لا تجد أحداً وصف السلفيين بالابتداع استطاع أن يُثبت عليهم شيئاً ابندعوه في الدين ، لذلك لم يجد هذا المتحدث سوى اتهام السلفيين بالتجسيم وقد كذب ، لأن السلفيين أكثر الناس التزاماً بالصفات الواردة في الكتاب والسنة ، ولم يرد فيها ولا في كلام السلف كلهم ذلك الوصف، لكن هذه العبارة هي من اختراع أهل البدع من الجهمية وأفراخهم ، فإنهم قالوا إذا كان لله صفات لزم أن يكون له جسم فنفوا الصفات التي أثبتها الله ورسوله من أجل انتفاء الجسم في عقولهم والذي لم يتكلم الله ولا رسوله به ؛ فعكسوا بذلك المنطق الذي يدَّعون أنهم أمهر الناس به ، ولو أنصفوا أنفسهم لقالوا :نثبت الصفات التي أثبتها الله ورسوله ولا نقع في الجدل في ذات الله ونلتزم بما لم يخبر الله عنه .

المؤاخذة الرابعة : أنه ذكر من موانع الصلاة خلف السلفيين كونهم يمسحون على الجوربين في وضوئهم  ، وعلى هذا فعليه أن لا يصلي على من كان مثل أحمد بن حنبل والشافعي وأبي يوسف ومحمد بن الحسن وسفيان الثوري وعبدالله بن المبارك وإسحق بن راهوية ، فكلهم رحمهم الله قال بجواز المسح على الجوربين ، ورجع لهذا القول أبو حنيفة رحمه الله ، وهؤلاء الأئمة يوجهون في ذلك لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود ، وإلى ما ثبت عن عدد من الصحابة ومنهم علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وأنس والبراء بن عازب رضي الله عنهم ، والمسألة والخلاف فيها واضحة عند الجميع ، من يقول بالمسح ومن لم يقل ؛ لكن هؤلاء الذين يُنكرون على السلفيين يأتون بمثل هذه المسائل ليتكثروا فيها من الكلام عندما تعوزهم الحجة الصحيحة ، ويُلَبِّسُوا على العوام ،وإلا فما من مذمة ذُمَّ فيها السلفيون إلا وهي إما محمدة على الحقيقة كإثبات صفات الله تعالى والبراءة من الشرك ، وإما خطأ يقع فيه الأفراد أو الجماعات التي تدَْعي الانتماء للسلفية ولا يُمثِّل فعلها منهج السلف كالولوغ في التكفير ، ونجد أهل البدعة واقعين فيما هو أشد منه كهؤلاء الذين يُكفِّرون السلفيين ويحرمون الصلاة خلفهم ومنهم من يحرم أكل ذبائحهم .

ونقول لكل أولئك :هؤلاء هم السلفيون فَصَلِّ خلفهم أو لا تصل ، فلن يزيدهم اصطفافك خلفهم ولن ينقصهم تركك إياهم ، ماداموا على البيضاء التي ليلها كنهارها

والحمد لله رب العالمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017