الثلاثاء - 21 رجب 1446 هـ - 21 يناير 2025 م

حكم الصلاة خلف الوهابي ؟!

A A

فِرَق أهل البدع الذين أنشأوا أفكاراً من تلقاء عقولهم وجعلوها من كتاب الله وماهي من الكتاب في شيء ،وزادوا في دين الإسلام مالم يأذن به الله تعالى ، طالما قال الراسخون في العلم من أتباع منهج السلف إن أولئك أشد انغماساً في تكفير المسلمين مما يفترونه على  الملتزمين منهج السلف ، وعلى ذلك أدلة كثيرة من كتابات أوليهم وآخريهم لاحصر لها ؛ لكن يشاء الله تعالى أن يفضح الذين لا يفتأون يَسْتَعْدْون العالم مسلمَهم وكافرَهم على السلفيين بتهمة التكفير ، فيظهر أحدهم وهو من من الصوفية الأشاعرة ، ويُعرف نفسه في حساباته التواصلية بأنه أستاذ التفسير وعلوم القرآن في الجامعات السورية ، ليفتي بأن الصلاة خلف الوهابي لا تجوز ؛ وقد حاولت بداية أن آطر نفسي على حسن الظن بأنه يُريد إحدى فرق الخوارج التي ظهرت في المغرب في القرن الثامن الهجري ، لكنه سرعان ما أبان عن قصده السلفيين بهذا المسمى وزعم أن بطلان الصلاة خلفهم مما اتفق عليه أهل السنة والجماعة ؛ لكن مِن مشايخه كما زعم من يقول بجوازها والإعادة احتياطاً ، ومنهم من قال إن وجد غير وهابي فلا يصلي خلف الوهابي ، ثم رجَّح القول بالتفصيل بين مراتب الوهابيين فيما يزعم في القول يالتجسيم والتشبيه ، وكذلك لا يجيز الصلاة خلف الوهابيين مع انتقاص أحد شروطها التي ينقصونها وفق مذهبهم المخالف للسنة وفق زعمه ..

ولي على هذا الكلام الذي رأيته انتشر في مواقع التواصل عدة مؤاخذات :

الأولى : أن طرح هذا المتحدث منساق بشكل واضح ومريب مع ما تفرضه برامج الهيئات والمراكز البحثية الإيرانية والعالمية والتي تتفق على أولوية عزل السلفيين عن أهل السنة ،وترويج  فِرية أنهم لا ينتمون لمذهب أهل السنة والجماعة وتكفيرهم ، والخطوة الأهم في ذلك وصفهم بالوهابيين ثم إعطاؤهم أحكام المبتدعين التي تصل إلى التكفير ، والاتحاد ضدهم مع نظام الملالي ومع المراكز البحثية الدولية المعادية لدين الإسلام ، وقد تجلى ذلك في مؤتمر جروزني المنعقد قبل سنوات في الشيشان والذي نص بيانه الختامي على إخراج السلفيين من أهل السنة ، وقد اعتذَرَت عن هذا البيان أكبرُ مؤسسة شاركت في المؤتمر وهي الأزهر ، لكن بقية المشاركين من مختلِف أهل البدع الكلامية والسلوكية بقوا على حالهم ولا زالت أصوات مثل هذا المتحدث تظهر بين الفينة والأخرى لتفتضح كل محاولات التقية التي تقوم بها بعض المؤسسات والأفراد .

 

المؤاخذة الثانية :

إذا لم يكن السلفيون هم ذروة سنام أهل السنة والجماعة فمن يكون ذروتها ، فالسلفيون هم الأتباع الأولون لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا يُقَدِّمُون عليه العقل ، ولا الذوق ولا الإلهام ولا الهوى ولا قول بشر كائناً من كان كما هو حال أهل البدع من مخلفات الجهمية كالأشاعرة والماتريدية ،أو مخلفات الديانات الهندية واليونانية كالصوفية الحلولية والاتحادية ومن سار على نهجها من  أهل الطرق الظلامية .

والسلفيون هم أتباع منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فهم النصوص الشرعية فلا يبتكرون اعتقادات في الله تعالى وأسمائه وصفاته لم يفهمها صحابة رسوله من كتاب الله وسنة نبيه ، ولا يتقربون إلى الله تعالى بغير ما شرع  فلا يخترعون عبادات لم يتعبداللهَ بها صحابة رسوله ، ولا يُقِرَّون طريقاً للسلوك إلى الله غير ما عُهِدَ عن هذا الجيل المبارك .

والسلفيون هم الأتباع الحقيقيون لأئمة الفقه الأربعة الذين بقيت مذاهبهم ، وأئمة الفقه الذين اندثرت مذاهبهم ، وهم أتباع أئمة الحديث الكبار كالبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي وغيرهم من أعاظم علماء القرون المفضلة الذين أنكروا على أهل البدع بشتى أنواعهم وطرائقهم ، ولذلك تجد أهل البدع اليوم ممن ينتسبون إلى أحد الأئمة الأربعة يقول معرفاً بنفسه “فلان بن فلان الشافعي مذهباً الأشعري عقيدة الصوفي سلوكاً” فهم لا يرضون عقيدة الشافعي ولا سلوكه ويقتصرون على الرضى بفقهه ، لأن الشافعي ومالك وأمثالهما لا يُقِرُّون البدعة ولا يرضون بها وقد وُجِد التصوف وأهل الكلام في زمانهم فكانوا أشد الناس عليهم وعلى ما أدخلوه في الدين مما ليس منه ، أما السلفيون فإنهم بين علماء لا يرون الانتماء لغير الكتاب والسنة ولا يُقَلِّدون غير الدليل ، فهؤلاء لا ينتسبون للشافعي ولا غيره من العظماء وإنما ينتسبون لسنة المصطفى وحسبهم بها ، وإما مقلدون ينتسبون لأحد الأئمة وهم أولى بهم لأنهم لا يخالفونهم في عقيدتهم ويقلدونهم في فقههم وسلوكهم .

والسلفيون هم وحدهم أبعد الناس عن الإشراك بالله تعالى وعن أسبابه ، فلا يدعون إلا الله تعالى في سرهم وعلانيتهم ، فلا يدعون نبياً مرسلاً ولا ملكاً مقرباً ولا ولياً صالحاً ، ولا تُرفع أكفهم إلا لوجه الله تعالى ، فلا يتوسلون بغيره ولا يستغيثون بغيره ، فيرون التوسل بجاه وعمل المخلوقين محرم ، فلا يتوسلون إليه إلا بما عملوه من الصالحات والتوبات ، والاستغاثة عندهم شرك أكبر ، فكيف يستغيثون بميت من البشر يطلبون منه النفع وعندهم القريب المجيب الذي يقول(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، ولا يشدون الرحال تعبداً لغير ما أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشد الرحال إليه كما يفعل غيرهم من السفر لقبور الصالحين ومشاهدهم تأسياً بأهل الأوثان والعياذ بالله ، ولا يبنون المساجد على القبور ولا يصلون فيها، ولا ينصبون عليها القباب ؛ بل يفعلون بالقبور كما فعل الصحابة رضي الله عنهم بقبر نبيهم وكما فعل الصحابة والتابعون وتابعوهم وتابعو تابعيهم بقبور بعضهم .

هؤلاء هم السلفيون الذين ينهى هذا المتحدث عن الصلاة خلفهم ويُكَفِّرُهم ، ويأمر بالصلاة خلف غيرهم من أهل البدع الذين خرقوا في الدين عقائد لم يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُعَلمها صحابته الكرام ، فأنكروا استواء الله على العرش ، وقد قال تعالى:(الرحمن على العرش استوى) وأنكروا علو الله تعالى وقد قال سبحانه ﴿يَخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ ﴾ [النحل: ٥٠] فأثبت عز وجل العلو لذاته سبحانه ، كما أثبت جهة الفوقية له عز وجل ، ثم هؤلاء المبتدعون ينفون عن الله ما أثبته لنفسه ، ويكفِّرون من أثبت ما أثبته الله تعالى  ،وينكرون أن الله تكلم بكلام أسمعه بعض خلقه ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ موسى تَكليمًا﴾ [النساء: ١٦٤] وينكرون أن الله تعالى يرضى متى شاء وكيف شاء ويغضب متى شاء وكيف شاء رضى وغضباً حقيقيين يليقان به سبحانه كما قال عز وجل ﴿إِن تَكفُروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُم وَلا يَرضى لِعِبادِهِ الكُفرَ وَإِن تَشكُروا يَرضَهُ لَكُم وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ [الزمر: ٧]، وبدلاً من أن يثبتوا صفات الله تعالى كما وصف بها نفسه وكما وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم اضطربوا فيها اضطراباً شنيعاً فتارة ينفونها وتارة يتأولون النصوص ويصرفونها إلى المجاز وتارة يثبتونها مع تفويض معناها إلى الله ، وكأنه عز وجل أنزل في كتابه ما لا يُفهمه خلقه .

أما السلفيون الذين يُحرِّم المتحدث الصلاةَ خلفهم فيثبتون لله تعالى كل ما أثبته لنفسه من الصفات من غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه بأحد من خلقه ولا تعطيل .

وغير السلفيين الذين ينتمي لهم المتحدث ويأمر بالصلاة خلفهم كثير منهم أو أكثرهم بستغيثون بالموتى ويسألونهم مالا يسأل إلا الله تعالى من الرزق والولد والشفاء من الأسقام ، ويزينون للناس ذلك بمختلِف الأباطيل كادِّعاء أن ذلك توسل وليس دعاء أو ادِّعاء أنه لا يكون شركاً حتى يُعتقد في الموتى القدرة الذاتية وغير ذلك من الإملاءات والتزيينات الشيطانية التي ينتهي منها إبليس إلى غمس العباد في الإشراك بالله تعالى كما صنع مع الأمم الأخرى ﴿تَاللَّهِ لَقَد أَرسَلنا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليَومَ وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ [النحل: ٦٣]

 

المؤاخذة الثالثة: أنك لا تجد أحداً وصف السلفيين بالابتداع استطاع أن يُثبت عليهم شيئاً ابندعوه في الدين ، لذلك لم يجد هذا المتحدث سوى اتهام السلفيين بالتجسيم وقد كذب ، لأن السلفيين أكثر الناس التزاماً بالصفات الواردة في الكتاب والسنة ، ولم يرد فيها ولا في كلام السلف كلهم ذلك الوصف، لكن هذه العبارة هي من اختراع أهل البدع من الجهمية وأفراخهم ، فإنهم قالوا إذا كان لله صفات لزم أن يكون له جسم فنفوا الصفات التي أثبتها الله ورسوله من أجل انتفاء الجسم في عقولهم والذي لم يتكلم الله ولا رسوله به ؛ فعكسوا بذلك المنطق الذي يدَّعون أنهم أمهر الناس به ، ولو أنصفوا أنفسهم لقالوا :نثبت الصفات التي أثبتها الله ورسوله ولا نقع في الجدل في ذات الله ونلتزم بما لم يخبر الله عنه .

المؤاخذة الرابعة : أنه ذكر من موانع الصلاة خلف السلفيين كونهم يمسحون على الجوربين في وضوئهم  ، وعلى هذا فعليه أن لا يصلي على من كان مثل أحمد بن حنبل والشافعي وأبي يوسف ومحمد بن الحسن وسفيان الثوري وعبدالله بن المبارك وإسحق بن راهوية ، فكلهم رحمهم الله قال بجواز المسح على الجوربين ، ورجع لهذا القول أبو حنيفة رحمه الله ، وهؤلاء الأئمة يوجهون في ذلك لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود ، وإلى ما ثبت عن عدد من الصحابة ومنهم علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وأنس والبراء بن عازب رضي الله عنهم ، والمسألة والخلاف فيها واضحة عند الجميع ، من يقول بالمسح ومن لم يقل ؛ لكن هؤلاء الذين يُنكرون على السلفيين يأتون بمثل هذه المسائل ليتكثروا فيها من الكلام عندما تعوزهم الحجة الصحيحة ، ويُلَبِّسُوا على العوام ،وإلا فما من مذمة ذُمَّ فيها السلفيون إلا وهي إما محمدة على الحقيقة كإثبات صفات الله تعالى والبراءة من الشرك ، وإما خطأ يقع فيه الأفراد أو الجماعات التي تدَْعي الانتماء للسلفية ولا يُمثِّل فعلها منهج السلف كالولوغ في التكفير ، ونجد أهل البدعة واقعين فيما هو أشد منه كهؤلاء الذين يُكفِّرون السلفيين ويحرمون الصلاة خلفهم ومنهم من يحرم أكل ذبائحهم .

ونقول لكل أولئك :هؤلاء هم السلفيون فَصَلِّ خلفهم أو لا تصل ، فلن يزيدهم اصطفافك خلفهم ولن ينقصهم تركك إياهم ، ماداموا على البيضاء التي ليلها كنهارها

والحمد لله رب العالمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017