الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

السلفيون وشِرك القصور

A A

لا يخفى على مسلم يتلو القرآن من حين إلى حين أن توحيد الله عز وجل أعظم ما أمر به في كتابه الكريم ، وأن الشرك به سبحانه أعظم ما نهى عنه فيه .

واستغرق ذلك من الذكر الحكيم الكثير  الكثير من آياته بالأمر والنهي المباشرين كقوله تعالى : ﴿فَأَرسَلنا فيهِم رَسولًا مِنهُم أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ﴾ [المؤمنون: ٣٢] وقوله  ﴿وَمَن يَدعُ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ لا بُرهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الكافِرونَ﴾ [المؤمنون: ١١٧] وحين بين الله تعالى مجمل دعوات الأنبياء أخبر عز وجل أنها جاءت بالتوحيد  ، فقال: ﴿وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ فَمِنهُم مَن هَدَى اللَّهُ وَمِنهُم مَن حَقَّت عَلَيهِ الضَّلالَةُ فَسيروا فِي الأَرضِ فَانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذِّبينَ﴾ [النحل: ٣٦] وبين تفصيلاً أن ذلك دعوة كل نبي حين ذكر على التفصيل نوحاً وهوداً وصالحاً وإبراهيم وشعيباً وموسى ويونس وعيسى وغيرهم عليهم السلام .

فدل ذلك على أن التوحيد ونبذ الشرك وأسبابه أعظم ما جاءت به دعوة الرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام ؛والمؤسف المثير للعجب أن هذا هو أعظم ما غفل عن التشديد فيه علماء الإسلام من بعد القرن الثالث للهجرة ، حيث يجد المتابع لتاريخ التأليف في الإسلام وسير العلماء أن العناية بالأمر بالتزام التوحيد والتحذير من الشرك  في جهود العلماء والولاة بالمكان الضعيف جداً فيما بعد القرن الثالث ؛ وتأتي المفارقة في أن عدداً من المذاهب البدعية والتي يصل بعضها إلى الشرك بالله تعالى شركاً أكبر رفعت شعار التلقب بالتوحيد وسمت أتباعها الموحدين؛ فالمعتزلة الذين جاءوا بإنكار صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه في كتابه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم سموا أنفسهم أهل التوحيد والعدل ، ومحمد بن تومرت الذي جيش الناس لقتل أتباع المنهج السلفي وسماهم المجسمة وزعم أنهم أولى بالقتل من الكفار الأصليين وسمى جماعته الموحدين لأنهم ينكرون صفات الله تعالى !

وجاء علي بن حمزة الذي دعا إلى عبادة الملك العبيدي المتسمي بالحاكم بأمر الله ليسمي دينه الجديد بدين التوحيد !

أما التوحيد الحق الذي جاء به الكتاب والسنة وهو إفراد الله بالعبادة والخلوص من الشرك فظل مغفولاً عنه تحت وطأة الانشغال بالخلافات التي ابتدعها علماء الكلام في أسماء الله وصفاته والقضاء والقدر ثم الانشغال بالفكر الباطني وما جره على الأمة من وبال ، الأمر الذي جعل الشرك الأكبر ينتشر بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم تحت مسمى تعظيم الصالحين حتى أصبحت عبادة القبور سِمة عامة بين المسلمين لا ينكرها أحد ؛ بل أصبح كثير من العلماء يُزينونها للناس ويتأولون لها الآيات والأحاديث بتأويلات فاسدة حتى أصبحت الخرافة في أعين الناس من أركان الدين الركينة ، وأصبح من يعلمون الحق من العلماء هيابين لمخالفة الدهماء والسلاطين الذين كانت غفلة الناس وجهلهم تعجبهم وتقوي سلطانهم .

ولم ينقذ الله الأمة إلا بظهور شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الذي شجع الصامتين على قول الحق ونَطَقَ بما يجب النطق به من الحيلولة بين أعظم منكر وقعت فيه البشرية وهو عبادة غير الله تعالى من أن تلتبس بدين الإسلام الحق ، ثم تكالبت قوى الخرافيين من حملة العلم وشيوخ البدع والسلاطين على دعوته حتى مات سجينا بعد عدد من المحن ابتلي بها ، ثم تتابع تكالب تلك القوى على تلاميذه حتى رجع الصمت على المنكر ليسود بسبب هيمنته وانتصاره ، إلى أن قيض الله تعالى للأمة الإسلامية جمعاء من يجدد لها أمر دينها وهي الدولة السعودية في طورها الأول والتي قامت على دعوة التوحيد التي نادى بها  إمام الدعوة محمد بن عبدالوهاب وإمام الدولة محمد بن سعود والتي لا يخفى على منصف أثرها العظيم في اندحار البدع وعودة الأمة إلى حقيقة دينها ونبذها للخرافة .

وكما تعودنا في تكالب قوى الشر على أهل الحق لم تزل قوى الشر تتكالب على أتباع منهج السلف ودعاة التوحيد الصحيح ، وكان من شبهاتهم التي يأتون بها لتشويه أتباع منهج السلف ، ما يأفكونه من أن ألسلفيين اعتنوا بشرك القبور ووقعوا في شرك القصور ؛ وهم يعنون بذلك لمز السلفيين بما التزموا به من اتِّباع الكتاب والسنة وشدتهم في طاعة ولاة الأمر وتحريم الخروج عليهم ، فسول الشيطان لهؤلاء أن لا سبيل أعطم لتنفير عامة المسلمين ممن يدعوهم إلى التوحيد في عبادة ربهم إلا وصمهم إفكاً وعدواناً وعُلوا بعبادة السلاطين ، وحاشاهم ذلك رحم الله ميتهم وغفر لحيهم ونصره ونَضَّر وجهه .

والحق أن وصف السلفيين بشرك القصور من الباطل الذي تأباه الحقيقة والعدل، ومن الظلم الذي لا يرضاه الله تعالى وهو ديدن أهل البدع أياً كان موضِعُ ابتداعهم ، وليس قولهم هذا إلا انتصاراً للشرك والخرافة لتعود وتُخيم على الأمة كما كانت قبل انتشار دعوة السلف ، ويرجع القبر وخادم الضريح وشيخ الطريقة واضغاث الأحلام التي يسمونها منامات ورؤى هي المتحكمة في حياة المسلم ؛ أو انتصاراً للفوضى والاقتتال وذهاب الأنفس والأموال والأعراض التي باتت الأمة في أَمَرِّ الشكوى منها ، والمنصف هو من يقدر اليوم ما كان يقرره السلفيون حق قدره .

واستكمالاً لرد هذه الشبهة أقرر التالي :

أولا: أن القول بطاعة السلاطين ليس قولاً اجتهادياً يجوز خلافه ، بل هو نص قطعي الدلالة والثبوت في كتاب الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ومع وضوح هذه الآية فهي مفسرة في سنة رسوله في أحاديث كثيرة في صحيحي البخاري ومسلم ليس هنا موضع سياقها ، كلها تؤكد أن مَن تجب طاعته هو كل من ولي أمر المسلمين برضاً منهم أو تغلب عليهم وكان عادلاً أو ظالماً صالحاً أو فاسقا ، وكل ذلك شريطة أن لا يطاع في معصية الله ، فإن أمرك أن تعصي الله فلا تعصه ، ولا تنزع يدك من الطاعة العامة في غير معصية.

الثاني: أن هذا القول ليس حكراً على السلفيين ، بل يقول به الأشعرية والصوفية ،والنقول عنهم في ذلك كثيرة في كتب العقائد ، ولم يخالف إلا الخوارج والمعتزلة ، ولهذا فكل من يدعو للخروج على الحكام أو يُجَرِّيءُ عليه ففيه خصلة من الخوارج والمعتزلة حتى يدعها .

بل حتى الإخوان المسلون حينما حكموا في مصر أذاعوا أحاديث وآيات الطاعة ، وخرج داعيتهم الخارجي وجدي غنيم يردد حديث رسول الله (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه) فهم يأخذون بأحاديث الطاعة إذا حكموا ،ويتأولونها إذا حكم غيرهم ، وهذا مالا يفعله السلفيون فهم يأمرون بالطاعة وإن ظُلِمُوا وأُخذت حقوقهم كما حصل مع الإمام أحمد واين تيمية وسائر علماء السلفية قديماً وحديثاً .

ثالثا: طاعة الحكام إذا فعلها المسلم في غير معصية وقصد بذلك التسليم لأمر الله تعالى وجعل الشرع مقدماً على هواه فهي عبادة وامتثال لله تعالى يؤجر عليها ، وتسمية ذلك شركاً هو الشرك ، لأن وصف الممتثل لأمر الله المطيع له بالشرك تكذيب لله وطاعة للهوى .

الرابع :لم يكن أحد من علماء المنهج السلفي أداة في يد السلطان يَخدع به الجماهير كما هو حال غيرهم من علماء الفرق الذين تستخدمهم بعض القوى لأسلمة العلمانية وآخرون يُستخدمون لتشويه صورة الإسلام ورمية بالتكفير والوحشية وفريق ثالث يُستخدمون لتغييب الجماهير المسلمة وإبعادها باسم الدين عن حقيقة الدين  ؛ وإنما كانوا يأمرون بطاعة السلاطين تقوى لله وامتثالاً لأمره ، فأحمد بن حنبل يدعو للسلطان وهو يجلده ، وابن تيمية يأمر بطاعة السلطان وهو يموت في سجنه ، وابن أبي العز الحنفي يبين حرمة الخروج على الحاكم وقد فصله من وظائفه وسلب حقوقه من بيت المال والأوقاف ، حتى جاءت الدولة السعودية التي رعت علماء السلفية وأعلت مكانتهم ومع هذا لا يقول أحد منهم إلا بالطاعة في غير معصية لا يزيدون عليها تماهياً مع منكر أو استحلالاً لمُحَرَّم .

والعلماء السلفيون اليوم في غير السعودية يُفصلون من إمامة المساجد ويضيق عليهم في الجامعات ويحرمون من المناصب ولم يتغير قولهم في وجوب الطاعة وحرمة الخروج فأين منهم عبادة القصور التي يزعمها الأفاكون ؟!.

والنتيجة التي أريد الوصول إليها : أن طاعة الحاكم في غير معصية ليست إعانة على الاستبداد كما يزعم أفراخ الخوارج والمعتزلة ؛ بل أمر بالانصراف إلى دعوة الناس إلى التوحيد والمعروف والخير ، لأن بناء الأمة بناءً إيمانياً أخلاقياً قوياً يكفل ترسيخ العدل والخير في الدولة ومؤسساتها ، أما الانشغال بالخروج والتغيير السياسي فإنه لا يصنع إلا الافتراق والفوضى والتناحر ، وهذا ما تحدث عنه أهل العلم كثيراً ولكن نزعة الخروج تحول بين الحق وبين قلوب أصحابها فيأبون إلا نفورا ، لذلك عَمُوا وصَمُّوا عن التدبر في آيات القرآن التي ذَكَرَت السياسةَ في آية واحدة وهي آية الأمراء (وأطيعوا الله ..)وذَكَرَت التوحيد في ثُلُث آيات القرآن ، فهجروا ثلث القرآن الداعي للتوحيد ، وتأولوا الآية الوحيدة في السياسة ، وأما السلفيون فعملوا بآيات التوحيد ودعوا إليها وعملوا بحقيقة آية السياسة ولم يتأولوها فلله درهم .

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017