السبت - 17 جمادى الأول 1447 هـ - 08 نوفمبر 2025 م

الإِرادَةُ الغَائِيةُ ووُجودُ الله

A A

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

 

يتميز الكائن البشري عن كل المخلوقات ببحثه وتساؤله عن الأسئلة الوجودية الكبرى:

من أين جاء الإنسان إلى الكون؟

وما الغاية من وجوده؟

وإلى أين المصير؟

تلك الأسئلة التي أجهدت العقول وأشغلت الأناسي على مر العصور، وأكثر هذه الأسئلة إلحاحا على الإنسان هو السؤال عن غاية وجوده هو؟

فإن كل إنسان يجد من نفسه ضرورة أن لوجوده غاية، وأنه وُجد لهدف، وإن كان الإنسان لا يرضى لعقله بأن يتخيّل صناعة جهاز صغير بلا فائدة، فكيف يُعقل أن ترضى نفسه بالقول بأن لا فائدة من وجوده!

ذلك أن الإنسان لا ينفك عن الإرادة والهم السابقين للحركة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ((أصدق الأسماء حارث وهمام))([1])، ثم لا بد أن تنتهي إرادات الإنسان إلى أمر مراد لنفسه هو منتهى الإرادات، فهذه هي الإرادة الغائية.

ولعل المقصود يتضح إذا ما تأملنا هذا الحوار:

كان أحد الطلاب ينام مبكرًا فسأله زميله، لماذا تنام مبكرًا؟

فأجاب: لأستيقظ نشيطًا.

فسأله: ولم تريد أن تستيقظ نشيطًا؟

فأجاب: لأستوعب الدروس.

فأعاد: ولم تريد استيعاب الدروس؟

فأجاب: لأتفوق وأتخرج من الابتدائية؛ لأني أريد أن أصبح دكتورًا جامعيا.

فسأله: ولم تريد أن تصبح دكتورًا جامعيًا؟

فأجاب: لأعمل مدرسًا بالجامعة وأجمع المال.

فسأله: ولم تريد جمع المال؟

فأجاب: لأتزوج…

وهكذا تستمر تلك الإرادات الإنسانية المرادة لغيرها، ولكن لا بد أن تنتهي إلى مراد لنفسه، لتكون هي الإرادة الغائية من كل تحركاته.

فإذا كان الإنسان لا بد له من إرادة غائية يكون المراد فيها مرادًا لنفسه، فهذا هو الإله الذي تألهه القلوب، وتهوي إليه النفوس، وتقصده الفطر حين الكروب.

إذن “لا بد من إله معين، محبوب لذاته من كل حي، ومن الممتنع أن يكون هذا غير الله، فلزم أن يكون هو الله، وأن كل إنسان ولد على محبته سبحانه وتعالى”([2]).

ولا إشكال عندنا نحن المؤمنين بالله تعالى في هذا، فالشعور الفطري بالغائية متوائم مع الغاية التي خُلقنا لها، لأننا نؤمن بأن الله خالقنا ورازقنا ومدبر شؤوننا؛ ومن كان كذلك فهو المستحق للعبادة، كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21]، وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

هذه الغاية التي خلق الله سبحانه الجن والإنس لها، ألا وهي عبادته وليس ذلك لحاجة؛ وإنما لتتجلى صفات كماله في خلقه، من رحمته ومغفرته ومحبته سبحانه.

ذلك أن الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بحرية الإرادة بين الطاعة وعدمها، وتلك هي الأمانة التي أكرمه الله بتحمِّله إياها؛ فإنْ أحسن أحبه الله ورحمه؛ فظهرت محبته ورحمته، وإن أساء جازاه؛ فظهر عدله وحكمته، وإن استغفر غفر له؛ فظهرت مغفرته وعفوه([3]).

وسر تحمل الإنسان لهذه الأمانة إدراكه عظيم شرف ذلك عند الله ومحبّته سبحانه لذلك، وعلمه جزيل ثواب الله تعالى؛ فتحمّلها ليظفر بهذه المنازل والدرجات العلى، فكان أنْ كرّمه الله على المخلوقات، وأسجد له ملائكته، وخصّه بدخول جنته سبحانه([4]).

إذن الغاية من وجود الإنسان هي خضوعه لربه باختياره، متناغمًا مع خضوع المخلوقات كلها الذي {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44].

ولتتحقق هذه الغاية أرسل الله سبحانه الرسل مبشرين ومنذرين بهذه القضية الجوهرية، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ…} [النحل: 36]، “ولولا الرسالة لم يهتد العقل إلى تفاصيل النافع والضار في المعاش والمعاد”([5])

وهذا الشعور الفطري بالغائية يرتقي بالإنسان ويرفع قيمته بعيدًا عن الإغراق في أوحال المادية البهيمية، ويحميه من جعله مجرد سلعة كغيره من السلع؛ لتكون كرامة الإنسان مقدسة ([6]).

“وقد أنكر تعالى على الإنسان حسبانه وظنه أنه يترك سدى، أي مهملا، لم يؤمر ولم ينه… قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36]… وقد نزه تعالى نفسه عن هذا الظن الذي ظنه الكفار به تعالى، وهو أنه لا يبعث الخلق ولا يجازيهم منكِرا ذلك عليهم في قوله: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:115- 116]”([7])، وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الدخان: 38، 39]

ولكن المنكر لوجود الله سبحانه وتعالى لا يملك تفسيرًا مقنعا لهذا الشعور الفطري بالغائية، بل ولا يبحث عن غاية وجوده، بل لا يأبه ملاحدة العصر عن وصف من يبحث عن ذلك بالساذج والسخيف([8]).

ولـمَ يبحث عن غايةٍ لوجوده، وهو يعتقد أنه مجرد صدفة عمياء لا معنى لها!!

ولنا أن نتساءل هنا من السخيف، هل السخيف هو من يتواءم مع أخصِّ سمات الإنسان ويبحث عن غايته؟ أم من يحاول نزع هذه السمة عنه؟

فإن “الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يطرح تساؤلات عما يسمى العلل الأولى، وهو لا يكتفي بما هو كائن، وبما هو معطى…وهو الكائن الوحيد الذي يبحث عن الغرض من وجوده في الكون”([9]).

ولكن الملحد يريد أن يجعل الإنسان ذا بعد واحد فحسب؛ بحيث ينغلق على المادة والحس ويعترف بالظواهر فقط، ثم ما دون ذلك لا يجب أن نأبه له!!

حقا إن “هؤلاء الذين لا يتساءلون عن صدفة وجودهم، يعانون من نقص عقلي”([10]).

وإن سلمنا جدلا بأن لا غاية من وجود الإنسان، فما الفرق بين وجوده وعدم وجوده في ظل عدم وجود غاية منه؟

الجواب الحتمي الذي يعترف به الملحدون أن لا فرق، لأنه مجرد صدفة فلا معنى لوجوده!!

يا للعجب! كيف يتصور الإنسان وجود ذاته بلا غاية مع أنه لا يتقبل وجود آلة من صنع البشر بلا غاية؟!

فبهذا الاعتقاد ستكون حياتنا بلا معنى ولا قيمة! وهذا ما وعاه رواد المدارس الفوضوية والعدمية والعبثية، فانتهوا إلى مذاهبهم تلك.

أضف إلى ذلك أن الإنسان بهذا الاعتقاد يفقد وعيه بذاته، ولا يفرق بينها وبين الآخر، وهذه معضلة من معضلات الملحدين المؤرقة، وهو ما يعترفون به، يقول أحدهم: “أعتقد أن فكرة أننا موجودون مجرد وهم، فكرة أن هناك (أنا) في الداخل تقوم باتخاذ القرارات والعمل وهي مسؤولة هو مجرد وهم كبير ضخم، الذات التي نبنيها مجرد وهم؛ لأنه في الحقيقة لا وجود إلا للدماغ وكيميائها وهذه الذات لا وجود لها، وهي لم توجد”([11])

فالأمر لن ينتهي عند إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، بل يرجع الإنسان بالشك في وجوده هو نفسه، فتأملها أيها الفطن اللبيب.

وخلاصة القول: أن الإيمان بالله سبحانه وتعالى يتواءم مع الشعور الفطري الكامن في داخل الإنسان بالغائية، وأما إذا أنكر الإنسان وجود خالقه لم يجد غايةً من وجوده، ولا معنى لحياته، وظل في صراعٍ مع فطرته، وتناقضٍ مع أخص أسئلته، وشكٍّ حتى في وجود نفسه!!  

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) أخرجه أبو داود برقم (4952) وصححه الألباني.

([2]) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (8/ 464 وما بعدها).

([3]) ينظر: تفسير السعدي (ص: 813)، ومما يدل على ذلك الحديث القدسي الذي أورده مسلم في صحيحه برقم (2577) ((يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي، فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئا…)).

([4]) ينظر: تفسير ابن كثير (1/ 216)، و(6/ 488)، وتفسير الثعلبي (7/ 60)، أضواء البيان للشنقيطي (5/ 363).

([5]) مجموع الفتاوى لابن تيمية (19/ 100).

([6]) وفهم هذا المعنى مما زاد إقبال غير المسلمين إلى الإسلام ينظر: http://www.pal-tahrir.info/hizbuttahrir-at-world/2440————–.html.

([7]) أضواء البيان للشنقيطي (7/ 446)، وينظر: مدراج السالكين لابن القيم (1/ 90).

([8]) نقلا عن: شموع النهار لعبد الله العجيري (ص76)، وقد عُرف ذلك عن  داعية الإلحاد الشهير (ريتشارد دوكنز).

([9]) الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان لـ د.عبد الوهاب المسيري (ص12).

([10]) نقلا عن الفيلسوف الأمريكي جون هولت، في حديث له على منصة (TED) بعنوان (لماذا الكون موجود؟) https://www.youtube.com/watch?v=QXIRs8ZPibI.

([11]) نقلا عن: ميليشيا الإلحاد للشيخ عبد الله العجيري (ص 172).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017