السبت - 19 ذو القعدة 1446 هـ - 17 مايو 2025 م

الإرادةُ الحرَّة ووُجودُ الله

A A

هل تشعر -أخي القارئ- بحريتك في أن تقرأ مقالتي هذه، وأن تنتقل إلى أي سطر منها، أو أن تُعرض عنها كليةً، أو أن تنتقدَني وتكتب لي ردًّا عليها، أو أن تحفظها في مفضلتك؟ أو ما شئت من الخيارات؟!

لا جرَم ستقول: نعم، أشعر بحرية تامة في اختيار أيِّ واحد من ذلك بفطرتك وسَجِيَّتك، ولكن الأمر يختلف عند الملاحدة المنكرين لوجود الله تعالى.

فالمرء منا يشعر فطرةً بحريته في أن يفعل ما يشاء، وأن ثمة فرقا بينه وبين الجمادات، فباستطاعته أن يكتب كتابا، أو يرسل رسالة، أو يقود سيارة، ويدرك أنَّ تلك الأفعال تحصل بإرادته وقدرته، ويفرّق بين هذه الأفعال والأفعال الصادرة منه اضطرارًا، أو التي تسمى (لا إرادية)؛ كنبضات القلب، وجريان الدم في عروقه.

وذلك أن الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا، هو الذي كرّمنا بأن أعطانا الإرادة والاختيار من بين سائر مخلوقاته، بعد أن عرضها على كل المخلوقات فلم تُطق تحمُّلها؛ كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} [الأحزاب: 72]، وسرُّ تحمُّل الإنسان لهذه الأمانة هو طمعه في فضل الله ومَنه سبحانه، فالله تعالى رغَّبنا في الصلاح والإيمان؛ فجعل لمن يختار ذلك جنات الخلد والرضوان؛ وبذلك ينجلي كمال فضله وإحسانه ومحبته، وحذَّرنا من الفساد والكفران؛ وجعل جزاء من اختار ذلك السعير والخسران المبين؛ وبذلك يتبين كمال عدله وحكمته، كما دلَّت عليه تمام الآية التي بعدها {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 73].

فواعجبًا من كمال قدرته سبحانه وتعالى؛ الذي أعطى عباده القدرة والاختيار؛ ليختاروا هم عبادته سبحانه وينالوا عظيم فضله وكرمه عز وجل، ولم يجعلهم مجبورين على عبادته؛ فإن “أمر الله أعظم من أن يجبِر ويقهَر، ولكن يقضي ويقدر ويخلق ويجبل عبده على ما أحب“([1]).

وبهذا ينسجم الايمان بالله سبحانه وتعالى مع نظام الكون وإرادة الإنسان الحرة، وتتواءم الفطرة مع الواقع والعقل، ويسير الفكر والسلوك سيرًا متوافقا، وتستقر النفوس قبل المجتمعات.

وأما عند إنكار وجود الله سبحانه، فإن الانسان يعجز عن تفسير هذه الظاهرة تفسيرًا منطقيا؛ ولذا يلجأ الملحدون إلى إنكار الإرادة الحرة من أصلها، ويناقضون فطرهم وواقعهم بدعوى أن الانسان مجبور على فعله، كما عبَّر عنه داعية الإلحاد الشهير (ريتشارد دوكنز) بقوله: “الشفرة الوراثية لا تكترث ولا تدري، إنها كذلك فقط، ونحن نرقص وفق أنغامها”، ويصرح بذلك الملحد (سام هاريس) الذي افتتح كتابه في هذا الموضوع (الإرادة الحرة) بقوله: “الإرادة الحرة هي وهم، نحن ببساطة لا نصنع إرادتنا، الأفكار والنوايا تنشأ من أسباب خلفية لا نعيها، ولا نملك سيطرة واعية عليها، نحن لا نملك الحرية كما نعتقد. في واقع الأمر الإرادة الحرة هي أكثر من وهم (أو أقل)”([2]).

ويقول: “اختياراتي مهمة، وهناك طرق لاتخاذ قرارات أكثر حكمة، لكني لا أستطيع أن أختار ما أريد اختياره. وإذا ظهر أنني قادر على ذلك؛ كالعودة مثلًا للوراء لاتخاذ أحد قرارين فإنني لا أختار ما أختار أن أختاره؛ إنه تسلسل يفضي بنا دوما للظلام”([3]).

هكذا عند الإعراض عن الله سبحانه وتعالى، يحل الظلام في عين الإنسان، ويدخل نفقا ضيِّقا مليئا بالتناقضات، تناقض مع الفطرة، وتناقض مع الواقع، وتناقض مع العقل.

فإنَّ الإنسان سويَّ الفطرة يستنكر نفي الإرادة الحرة عنه؛ لأن الكيان الإنساني لا يُتصور خلوه من الإرادة الحرة والشعور الفطري بها، بل ذلك أمر ممتنع؛ لكون الشعور والإرادة من أهم ركائز الحقيقة الإنسانية([4]).

وأيضا واقع حياة البشر يشهد بهذا الذي قررناه، فإننا نجد الأمم والمجتمعات تُسند الأفعال إلى أصحابها وتحمِّلهم كامل المسؤولية تجاهها؛ فيُمدح الإنسان ويُذم تبعا لإرادته وأفعاله، وكيف تستقر حياة البشر وتستقيم إلا بهذا؟!

ولذا لا يقبل أولوا الألباب الاعتذار عن الإجرام بدعوى الجبر، بل لو اعتذر معتذرٌ بذلك، كان خارجا عن مسالك العقلاء، وزُجَّ في عِداد المجانين.

وهذا هو نهج القرآن؛ حيث يسندُ أفعال العباد إلى فاعليها؛ كقوله تعالى{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} [يوسف: 4]، وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا} [الأعراف: 143]، ويبيَّن للناس الحقَّ من الباطل ويترك لهم حرية الاختيار، {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] ويعلّل سبحانه وتعالى بأن الثواب والعقاب يكون على حسب العمل، فإن الجزاء من جنس العمل؛ يقول تعالى في أهل الجنة: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24]، ويقول تعالى في أهل النار: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} [الدخان: 49، 50]، وأوضح من ذلك قوله تعالى:{فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 37 – 41]، والنصوص القرآنية في هذا المعنى كثير فليتأمَّل.

وليس معنى هذا إنكار خلق الله لأفعال العباد، وإنما نعتقد أن الله خلقنا وأعمالنا كما قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96]، ولكن ميّزنا عن سائر مخلوقاته بالإرادة الحرة، وزودنا بأدوات المعرفة؛ لنعرف سبيل الخير والشر، يقول تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 8 – 10]، ثم يجازينا ويحاسبنا على أعمالنا واختياراتنا؛ كما قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7 – 10]، فالعبرة بما يختاره المرء ويريده؛ ولذلك لا يحاسب على ما أُكرِهَ عليه؛ كما في قصة عمار بن ياسر الذي أنزل الله فيه قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]([5]).

فلا تناقض بين القول بحرية الإرادة والإيمان بالقدر؛ كما علّم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك للصحابة حين استشكلوا هذه المسألة بقوله: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له))، وتلا قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)} [الليل: 5-9]([6]).

ولو تجاوزنا كون نفي الإرادة الحرة عن الإنسان مناقض لدين الإسلام والفطرة والعقل والواقع، وسلمنا بصحة قولهم جدلا، فكيف نحل الإشكالات والمعضلات التي تنتج في ظل تبني ذلك؟!

– كيف نردع المجرم ونعاقبه في المحاكم والشُّرَط مع أنه لا ذنب له، وإنما هو مجبورٌ على إجرامه؟!

-كيف يُكافأُ المحسن ويحتفى به مع أن إحسانه ليس اجتهادًا منه، وإنما هو مجبورٌ عليه؟

– لم الامتعاض من وجود الشرّ في العالم مع أنها مسألة حتمية مبرمجة ليس إلا؟

– ما الدافع للاشتغال بتحصيل العلوم والاجتهاد في سبيل تحقيق الأهداف، ما دامت المسألة محسومة والنتائج معروفة مسبقًا؟

– بل لماذا يسعى الإنسان في هذه الحياة ويكدُّ لتحقيق مآربه، فإن الأفضل على هذا أن يبقى ساكنا لا يتحرك!

– ولماذا يسعى الملحدون إلى نشر فكرهم والدعوة إليه بتحمّس؛ مع أنه يعتقد أنه مجبور على إلحاده والمؤمن مجبور على إيمانه؟!

هنا أخي القارئ، تعلم أن المسألة لا تنتهي بمجرد إنكار وجود الله سبحانه؛ وإنما يتبعه إنكار أكبر البدهيات التي هي من أهم ركائز الكيان الإنساني.

وحينئذ انتظر الهروب من التكاليف والمسؤوليات، والخنوع إلى الكسل والقعود عن بناء الحضارة والمجتمعات! والانجرار وراء الشهوات والملذات! بل وتشريع الجرائم والقبائح والمستقذرات! وإبطال القوانين العامة وهدم المجتمعات!

ولا استقامة لحياة الإنسان إلا بالإيمان برب الأكوان سبحانه وتعالى.

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) مقولة للإمام الزبيدي رواها الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 775).

([2]) الإرادة الحرة لسام هاريس ترجمة: هيبة خطاب (ص5).

([3]) المصدر السابق (ص44).

([4]) ينظر: درء التعارض (8/464)، وينظر: سيكيولوجية الطفل لعزيز سمارة وآخرين (ص: 32-33).

([5]) رواه الحاكم(2/357)، والبيهقي(8/208 وما بعدها)، وصححه الذهبي، وذكر الحافظ ابن حجر اتفاق العلماء على أنها نزلت في عمار بن ياسر رحمه الله، ينظر: الإصابة (2/512).

([6]) رواه البخاري (4949).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017